لمسات فاخرة

 

إن بوتيك William & Son اللندني يمكن وصفه بأنه كنز من الأشياء المتقنة الصنع، من المجوهرات إلى الجلديات والزجاجيات وأسلحة الصيد المزخرفة، كما والعديد من آلات الوقت الراقية.

إن السكون السائد في أجواء William & Son يعبّر بشكل جميل وواضح عن روحية القطع المعروضة في طابقيّ البوتيك، وتلك غير المعروضة أي التي تُصنع للزبائن بحسب الطلب. يهدف هذا المكان إلى الاحتفال بالذوق الرفيع، واحترام الإبداع الفني البريطاني بشكل خاص، ولكن ليس حصرياً. ومن ميزات البوتيك أيضاً كونه مرتباً غير مكتظّ بالمعروضات، كما أن أفراد فريق العمل يستقبلونك بحرارة، ويظهرون اهتماماً عظيماً بالزوار، والأهم من ذلك أنهم شغوفون بعملهم، ويتمتعون بالكثير من الخبرة والمعرفة حول القطع المعروضة.

«نحن نعتبر أنفسنا مستشارين» يقول Paul Westwater أحد خبراء الساعات في البوتيك، «مهمتنا ليست البيع بالمطلق، بل فهم ما الذي يثير اهتمام الزبون، ومساعدته على الاختيار الصائب.» المساحة التي يعمل فيها Westwater تقع مباشرة في الجهة اليمنى بالقرب من الباب الرئيسي، وقد عُرضت فيها مجموعة مختارة بعناية لتتناسب مع الأذواق المتنوّعة، وتحمل تواقيع كل من الدور التالية: F.P. Journe, Breva Romain Gauthier, Ludovic Ballouard, H.Moser & Cie, Laurent Ferrier, De Bethune, Breguet وGraham.
آلات الوقت هذه هي ككل القطع المعروضة، تعكس اهتمامات مالك البوتيك William Asprey والذي هو جامع ساعات محترف، يملك نظرة ثاقبة إلى كل ما يختص بالحركات الميكانيكية، كما أنه أحد الشركاء المالكين لدار Graham. هو أحد أفراد الجيل السابع لعائلة Asprey لذلك يمكننا القول أنه ولد وترعرع بين الساعات والمجوهرات وغيرها من السلع الثمينة الراقية، ولكن عندما تم بيع الشركة الخاصة بالعائلة في منتصف التسعينيات، أي بعد حوالي قرنين من إنشائها، قرر William أن يؤسس عمله الخاص، فبدأ بمتجر بالقرب من شارع Mount Street، كما وسع أعماله بعدها وافتتح بوتيكاً آخر، ليجمع كل شيء تحت سقف واحد في Bruton Street، هناك يتمركز البوتيك اليوم ضمن بناء كان يعود لبيتين من القرن التاسع عشر، تم ترميمهما بالكامل (ما تطلب سنتين ونصف من العمل). القرميد الأحمر ما زال موجوداً، الجدران بيضاء، بينما اكتست الأرض بسجادة باللون الأزرق الفاتح، ووُضعت القطع في نوافذ عرض تحيط بها أطر من خشب السنديان. أما المساحة المخصصة للمجوهرات فهي تتضمن واجهة تُعرض فيها أحجار الماس والأحجار الكريمة الملوّنة حيث يتمكن الزبون من اختيار الجواهر التي يريدها بمساعدة عالم الأحجار المتواجد دائماً في البوتيك، ليباشَر بعد ذلك بتصميم وتنفيذ القطعة التي تناسب ذوقه في المشاغل الخاصة بالشركة في لندن. وإلى جانب امتلاك شركة William & Son للماركة الخاصة بها من الملابس والحقائب والزجاجيات وأسلحة الصيد، إلا أن الإنتاج بحسب الطلب يلعب دوراً مهماً في عملها، فالكثير من الزبائن يحبون المشاركة في تصميم وتنفيذ قطعهم الخاصة بقدر ما يرغبون، كما أن ذلك يمنحهم فرصة امتلاك القطع الفريدة التي لا مثال لها.
وفي دردشة مع المديرة التنفيذية للشركة Lou McLeod شرحت لنا اهتمامها المشترك مع Asprey بتطوير عمل الحرفيين البريطانيين إلى حد شراء مشغلاً لصناعة الجلديات، وشركة متخصصة بإنتاج قماش الكاشمير، وذلك ليس فقط بهدف تمويل المواد الأولية لإنتاج الشركة اليوم وفي المستقبل، بل لأنهما يشعران بواجب دعم منتجي المواد العالية الجودة.
في هذا الزمن، حيث تسيطر الشركات العالمية الكبرى على الإنتاجات الفاخرة، لا تسعى شركة William & Son إلى مجاراة التيار، بل تؤمن بأن النوعية ستكون رابحة دائماً في وجه الكمية، وتفضل البقاء صغيرة كفاية لتحافظ على علاقاتها الوطيدة بالزبائن. فعندما تدخل إلى البوتيك لا يمكنك مقاومة الرغبة بلمس القطع المعروضة، كل شيء هناك يثير فيك الرغبة بامتلاكه من دون النظر إلى الماركة أو العلامة التجارية التي يحملها. وهذه هي ذروة الفخامة.

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة