هي ماسة ذات تاريخ ملكي عريق… هي جوهرة نادرة الوجود، ذات لون أزرق رمادي… هي ماسة Wittelsbach-Graff الشهيرة.
في العام 2008، قام Laurence Graff بشراء هذه الماسة التي كانت تزن وقتئذٍ 35.56 قيراطاً بـ 23.67 مليون دولار، وهي القيمة النقدية الأضخم التي كانت قد دُفِعت ثمناً لحجر ماس حتى ذلك الوقت.
ولا يقف التميّز هنا، فلهذه الماسة قصة تاريخية عريقة، وحاضر مثير للجدل. هي ماسة نادرة الوجود، تم نقلها من مناجم الهند إلى أوروبا في القرن السابع عشر، عن طريق الرحالة والتاجر الشهير Jean Baptiste Tavernier، لتصبح جزءاً من مجوهرات التاج في كل من النمسا وبافاريا. فقد قدمها الملك الإسباني فيليب الرابع لإبنته مارغريتا تيريزا بمناسبة خطوبتها لملك النمسا ليوبولد الأول. ثم إنتقلت في العام 1722 إلى العائلة البافارية الحاكمة.
وبعد عام 1964، لم يُعرف لها أثر إلى أن ظهرت مجدداً في العام 2008 في أحد المزادات العلنية في لندن، حيث دفعت شدة التنافس البليونيير Laurence Graff على شرائها كما أسلفنا بمبلغ خيالي، بعد أن كانت التقديرات التي تحيط بها لا تتخطى الـ 15 مليون دولار.
ولم يكتفِ تاجر الماس الشهير بامتلاك هذه الماسة النادرة فحسب، بل أراد أن يزيد من لمعانها ونقائها وأن يحسن تصنيفها العالمي، فعمد إلى التخلص من مختلف النتوءات والخدوش الموجودة على سطحها، بفعل عمرها الطويل، ما أدى إلى تقليص وزنها ليصبح 31.06 قيراطاً. وبعد عملية التعديل والتحسين، تم تغيير إسمها من ماسة Wittelsbach إلى ماسة Wittelsbach-Graff ليُبرم التاجر إتفاقاً مع متحف Smithsonian في واشنطن لعرضها امام الملء.
وقد لاقت عملية التعديل والقص هذه جدلاً واسعاً ما بين مؤيد ومعارض، إذ اعتبر البعض أنه لا يجوز مطلقاً المس بقطعة تاريخية نادرة وتغيير معالمها، مهما جار عليها الزمن، فيما نوّه البعض الآخر بأهمية عملية القص والتحسين التي زادت من قيمة هذه الماسة. علماً أن المعهد الأميركي لعلم الأحجار قام بإعادة تقييمها، فتحوّل تصنيفها من «أزرق-رمادي فاخر» إلى «أزرق فاخر»، أما من ناحية النقاوة فقد تحوّلت من “very slightly included” (VS1) التي تعني أنها تحتوي على قدر بسيط جداً من الشوائب إلى “internally flawless” (IF) أي أنها أصبحت خالية تماماً من أي شوائب.
إرتبط تاريخ هذه الماسة بأسماء وأحداث تاريخية عظيمة على نحو اكثر من 350 سنة. أما اليوم، وبعد شرائها من قبل أمير قطر سمو الشيخ حمد بن خليفة، يُقدَّر ثمنها بـ 80 مليون دولار لتحتل من جديد مرتبة الماسة الأغلى في العالم.