الساعات الرقيقة والأشدّ رقّة!

رقيقة
رقيقة
رقيقة
رقيقة
رقيقة
رقيقة

 

ما هو تعريف الساعات الشديدة الرقة وما هو المثير للاهتمام فيها..؟ أين تكمن تحديات إنتاجها، ومن هي الدور التي تتسابق إلى تحقيق الأرقام القياسية في صناع الساعات الرقيقة والأشد رقة حول العالم..؟

إن تقدير الجهد الكبير المبذول في إنتاج الساعات الشديدة الرقة هو أمر غالباً ما يبلغه المتحمسون لهذ القطاع بشكل متأخر، لا بل أن الكثيرين منهم لا يعيرون هذه الفئة من آلات الوقت أي اهتمام، وذلك لأنهم لا يجدون فيها أي ناحية مثيرة للاهتمام.

ولكن من ناحية أخرى، فإن الساعات الرقيقة هي المفضلة عند البعض الآخر من محبي الساعات، علماً أنها كانت وما تزال تعبّر ليس فقط عن جمالية خطوطها وانسيابيتها، بل أيضاً عن الحرفية العالية المستوى والموهبة الفنية والهندسية التي يتطلبها إنتاج مثل هذه القطع.

 

نظرة إلى التاريخ

في أواسط القرن السادس عشر، عندما درج الساعاتيون على استعمال النوابض المعدنية لتزويد آلات الوقت بالطاقة اللازمة لتسييرها، بدل المثقال المتدلي من ساعات الحائط والذي كان استخدامه شائعاً قبل ذلك، أصبح من الممكن إنتاج ساعات العرض التي يمكن وضعها على الطاولة، من دون الحاجة لتوفير المساحة الخاصة للمثقال.

هذا النوع من ساعات العرض كان بمثابة منطلق لفكرة إنتاج ساعات المعصم التي تربعت على عرش قطاع صناعة الوقت منذ إبصارها النور، وحتى اليوم.

ولكن ساعات المعصم الأولى لم يكن من الممكن أن تكون رقيقة، وذلك لأنها كانت تحتوي الجزء العمودي الحامل لآلية نشر الطاقة وتوزيعها verge escapement، إضافة إلى الجزء المخروطي الخاص بآلية الصمام والسلسلة Fuseé-and-Chain المسؤولة عن تأمين الطاقة المستقرة لعمل الحركة الميكانيكية التي تنبض داخل قارئة الوقت. وعلى مدى قرنين من الزمن لم تطرأ تغيّرات جذرية على التصميم الأساسي لبنية الآليات الميكانيكية للساعات، فالنوابض كانت توضع بين صفيحتين علوية وسفلية، تفصل بينها الأعمدة. في تلك الحقبة، تطوّرت مهنة صناعة الوقت من ناحية التصميم والنواحي الجمالية، كما وابتكار وصناعة التعقيدات، ولكن سماكتها لم تتقلص حتى أواسط القرن الثامن عشر.

ففي تلك الفترة، ازداد الطلب على الساعات الأقل سماكة من النماذج التي كانت موجودة. أما الساعاتي الذي أحدث الثورة الأولى في مجال هندسة الآليات الميكانيكية الخاصة بالساعات، فهو الفرنسي Jean-Antoine Lépine الذي استطاع أن يغيّر مفهوم صناعة الساعات، لا بل قلبه رأساً على عقب. فهو قد استغنى عن الصفيحة العلوية للحركة، واستبدلها بمجموعة من الجسور مهمتها تثبيت الركائز العلوية الخاصة بالعجلات المسننة في مكانها، كما أنه استغنى أيضاً عن نظام الصمام والسلسلة المعقد ووضع مكانه أنظمة أخرى مسطّحة أكثر، لا تتطلب مساحة كبيرة ولا علبة سميكة.  هذا التصميم لاقى نجاحاً باهراً لأنه سمح بإنتاج ساعات رقيقة فعلاً للمرة الأولى في التاريخ، والحقيقة أن Lépine caliber ما زال يُستعمَل كركيزة لأغلب الحركات الميكانيكية التي يتم إنتاجها اليوم. أحد أهم الأسباب التي أدت إلى ازدياد الطلب على الساعات الرقيقة كان التغيّر الجذري في ذوق الرجال الأوروبيين بما يخص الموضة والملابس في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر، حين قاد حملة تغيير الموضة الرجل الأيقوني الفرنسي الشديد التأنق George Bryan المعروف بلقب Beau Brummell والذي نسف فكرة الأزياء الرجالية الأرستقراطية المزخرفة والضخمة التي كانت سائدة في أوروبا، فجعل الأزياء الرسمية أضيق، موازية للجسد، خالية من الإنتفاخات ومن الزخارف.

ومع ظهور هذا النوع الجديد من الأزياء الرجالية الرسمية، كان لا بد من إنتاج الساعات الرقيقة التي تتماشى أكثر مع الموضة الجديدة، وقد لبّى الساعاتيون الأوروبيون طلب الجمهور، وصنعوا لهم آلات الوقت القليلة السمك. وهنا نذكر أن Breguet اعتمد عدداً من حركات Lépine في بعض إنتاجاته. ولكن يمكننا القول أن الإستثناء الوحيد كان في بريطانيا، حيث استمر الساعاتيون بإنتاج الساعات السميكة ورفضوا التخلي عن نظام الصمام والسلسلة. والجدير بالذكر أيضاً، أنه وفي تلك الحقبة تم إنتاج بعض من النماذج الأكثر رقة حتى اليوم.

 

روّاد في صناعة الساعات الرقيقة

إن صناعة الساعات الشديدة الرقة تتطلب الكثير من المهارات ويتخللها كم هائل من التحديات التقنية، لذلك فإن إنتاج الساعات من ضمن هذه الفئة كان وما يزال من اختصاص قلة من الساعاتيين. واحدة من أبرز الدور التي كانت تصنع الساعات الشديدة الرقة في بدايات القرن العشرين، هي بالطبع Jaeger-LeCoultre، وذلك استجابة للطلبات الكثيرة التي كان يتلقاها ضمن هذا الإطار الساعاتي الفرنسي Edmond Jaeger،

وبذلك بدأت الدار بإنتاج آلات الوقت التي تقل سماكتها عن 2ملم. ولعل الحركة الأكثر شهرة للدار هي caliber 145 التي كانت سماكتها لا تتعدى 1,38ملم، ما ساهم في إنتاج ساعات الجيب الشديدة الرقة، مثل الساعة التي تحمل لقب «السكين» من في العام 1930. وقد استمرت الدار بإنتاج هذا الكاليبر منذ العام 1907 وحتى أواسط ستينيات القرن العشرين.

والملفت أيضاً أن ساعات التعقيدات بدورها بدأت تصبح شديدة الرقة، حتى أن Jaeger-LeCoultre قد أطلقت ساعة جيب تحتوي كرونوغراف ووظيفة الدقائق التردادية ولا تتعدى سماكتها 3,55ملم.

ولكن لم يتجه جميع الساعاتيين إلى صناعة الساعات الشديدة الرقة، أولاً لأن إنتاجها ليس بالسهل من الناحية التقنية ما يجعله أكثر كلفة، كما أن بعض صانعي الساعات لم يجدوا أي «جدوى» من جعل الساعات رقيقة، بل أن تركيزهم كان على الدقة في العمل وفي قراءة الوقت، إلى جانب ذلك، وبما أن هذه الساعات الرفيعة كانت بمثابة «الموضة» في تلك الأيام، لذلك فضّل قسم من الجمهور عدم الانجرار وراء هذا التوجّه، واستخدام الساعات الدقيقة من دون الاهتمام بمدى سماكتها أو شدة رقتها.

في العام 1976، إنطلقت من معرض بازل حركة ميكانيكية تحمل توقيع شركة Bouchet-Lassale التي أسسها الساعاتي Jean Bouchet-Lassale وقد قام ببنائها Pierre Mathys بالتعاون مع Robert Annen، فخرجت من بين أيديهما الحركة الميكانيكية الأرق عالميأص حتى اليوم، فلم تتجاوز سماكتها 1,2ملم، كيف ذلك..؟ لقد حملت هذه الحركة الميكانيكية تغيّرات جذرية في مجال صناعة الساعات، فهذه الحركة

Lassale cal. 1200 كانت خالية من الجسور، وتتضمّن ما يمكن وصفه بالنوابض «الطائرة». ومن جهة أخرى حلت الركائز الكروية ball bearings مكان الجواهر المثقوبة التي تلعب دور القواعد للركائز العلوية والسفلية. وللمزيد من الرقة، وُضعت التروس المسننة going-train wheels، عجلة نشر الطاقة escape wheel والرافعة lever-bridge على الجهة العلوية من الحركة، بينما تمركزت عجلة التوازن على الجهة الخلفية.

هذه الحركة التي أثارت الكثير من الإعجاب والتقدير في القطاع في تلك الفترة حصدت الميداليات الذهبية والجوائز المهمة في سويسرا وفي نيويورك. أما الدور التي استعملتها فهي Piaget وVacheron Constantin.

إذاً، لماذا لم يحصل هذا الكاليبر على الإنتشار الواسع، ولماذا لم تستعمله الكثير من الدور..؟ السبب الأول هو التوقيت السيء لإطلاقه، ففي العام 1976 كان قطاع الساعات الميكانيكية يتخبّط في وسط أزمة ساعات الكوارتز. والسبب الثاني يخص الحركة بذاتها، فالساعاتيون قد وجدوها رقيقة لدرجة تجعل صيانتها بمثابة مهمة  ، فبحسب الخبراء في دار Vacheron Constantinمستحيلة ، من غير الممكن أن يتمكن الساعاتي من فتح علبة الساعة التي تحتوي هذه الحركة بهدف تصليحها من دون أن تتضرّر الحركة الميكانيكية، ومن هنا فإن خبرة الدار خلصت إلى أنه وفي كل مرة أراد تقنيوها صيانة إحدى هذه الساعات كان لا بد من تغيير الحركة بالكامل، الأمر الذي جعل الدار تتوقّف عن استعمالها.  

 

التحديات التقنية

في قطاع صناعة الوقت، معروف أن صناعة الساعات الشديدة الرقة، بسيطة كانت أو معقدة، تعبّر عن شجاعة الدار المنتجة، لذلك سنلقي الضوء في ما يلي على أبرز الإنجازات المعاصرة في هذا المجال، لشرح الأسباب التي تجعل «فن صناعة الساعات الشديدة الرقة» مميزاً جداً في عالم الصناعات الفنية، كما وسنحاول اكتشاف الفوارق بين تعريفات الساعات الشديدة الرقة بين الدور والخبراء والجمهور.

توجد العديد من الأسباب التي تجعل صناعة الساعات الشديدة الرقة أكثر صعوبة من إنتاج النماذج الأسمك.

في المقام الأول، يجب على الساعاتي أن يفكّر بالطاقة التي ستسيّر الساعة. فإذا أردت لآلة الوقت أن تكون دقيقة، يجب أن تتوفّر لها الطاقة اللازمة والكافية التي تصل إلى عجلة التوازن من خلال سلسلة التروس، مما يتيح للعجلة التأرجح بالشكل المناسب والحفاظ على دقة عمل الساعة من خلال الطاقة المستقرة التي يتم تزويدها بها.

والمعروف أن كمية الطاقة التي يمكن للساعة الحصول عليها من خلال النابض الرئيسي تختلف باختلاف مستوى علو هذا النابض، وفي الساعات الشديدة الرقة تكون درجة العلو المتاحة محدودة نسبياً. وهذا يعني أن صنع وتجميع الحركات الميكانيكية الخاصة بالساعات الرقيقة يجب أن يتم بانتباه تام ودقة شديدة حتى لا يكون هناك أي احتكاكات بين أجزاء الحركة مما يفقدها نسبة إضافية من مخزون الطاقة.    

السبب الثاني الذي يجعل صناعة الساعات الرقيقة بمثابة تحدٍّ، هو الحاجة إلى إحداث التغييرات في هندسة الحركة. فعلى سبيل المثال، في معظم الحركات الميكانيكية يكون للعجلة الخاصة بالنابض الرئيسي محورين، ركيزة المحور الأول موجودة في الصفيحة الرئيسية، وركيزة المحور الثاني في الجسر العلوي الذي يحمل العجلة البرميلية. أما في الحركات الشديدة الرقة، فيتم استخدام ما يسمى بالعجلة البرميلية المعلقة hanging barrel التي ابتكرها Lépine في الأصل، حيث استغنى عن الجسر العلوي واكتفى بركيزة واحدة، تلك الموجودة في الصفيحة الرئيسية. ولأن هذا التصميم يمكن أن يكون أقل متانة، من الضروري أن تكون صناعة هذه الآليات شديدة الدقة والإتقان، والمثال الأبرز منها هو caliber 849 لدار Jaeger-LeCoultre والذي لا تتعدى سماكته 2ملم.

وصناعة العلبة الخاصة بالساعة الشديدة الرقة هي بدورها نوع آخر من التحديات، لأن هذه العلبة وبالرغم من كونها رقيقة، يجب أن تكون شديدة الصلابة. فإذا لم تكن كذلك، من الممكن أن تتعرض آلية الساعة إلى الكدمات بمجرد الحركة التي يقوم بها حامل الساعة لوضعها على معصمه، وذلك بسبب قرب الطبقة الداخلية للعلبة الشديدة الرقة من أجزاء الحركة، وذلك بسبب غياب الصفيحة العلوية.

 

سباق إلى الساعات الرقيقة، والأرقّ..!

إن تاريخ صناعة الساعات الرقيقة يعج بالإنجازات الكثيرة التي لا يعرفها إلا الأشخاص المهتمين بهذه الفئة من آلات الوقت، مع أن العديد من الدور العريقة تتنافس على إنتاج الساعات الشديدة الرقة وعلى تحطيم الأرقام القياسية في هذا المجال. فالإنجاز كما نعلم جيداً لا يقتصر فقط على الخطوط الجمالية للساعة، بل يتخطاه إلى إبراز القدرات التقنية للدار وإتقانها لفن التفريغ وهندسة الحركات الميكانيكية الشديدة الرقة والعلب الرقيقة التي تضمّها من دون المساومة على شيء من الدقة والجمال. حتى أن الأرقام القياسية في الرقة تنقسم بحسب نوع الحركة والتعقيدات الموجودة فيها.

فإذا كانت Vacheron Constantin قد أطلقت في العام 1931 ساعة الجيب اليدوية التعبئة بعلبة من البلاتين بسماكة لا تتعدى 0,95ملم، فإن دار Audemars Piguet كانت الأولى في العام 1986 التي صنعت ساعة التوربيون الأوتوماتيكية الأشد رقة في العالم Ultra Thin Automatic Tourbillon Caliber 2870 ولم تتعدَّ سماكتها 5ملم، وهي ما زالت حتى اليوم تحتفظ بهذا اللقب.

يمكننا القول أن الإصرار على النجاح، الخبرة والمثابرة هي أسرار نجاح الدور المبدعة في مجال صناعة الساعات الرقيقة، والمثال الأبرز على ذلك هي Piaget. فعلى مدى أكثر من خمسة عقود، توالت إنجازات الدار في هذا المجال لتصل نسبة الحركات الشديدة الرقة إلى ما يقارب 65% من إنتاجها (23 من 35 حركة ميكانيكية أنتجتها في السنوات الخمسين الماضية)، علماً أن 12 حركة منها  قد حصدت أرقاماً قياسية عالمية، منها الحركة اليدوية التعبئة cal. 9P من العام 1957 والحركة cal. 12P من العام 1960 وغيرها، وها هي اليوم تضيف إلى مسيرتها إنجازات جديدة لعل أبرزها ساعة Altiplano Ultimate

Concept Watch التي أتت لتكسر جميع الأرقام القياسية في فئة ساعات المعصم اليدوية التعبئة مع سماكة لا تتعدى 2ملم. هذه الساعة تحتوي النسخة اليدوية التعبئة للحركة الأوتوماتيكية الأكثر رقة في العالم كاليبر 910P الذي أطلقته الدار في ديسمبر من العام الماضي وهو لا يتعدى 4,30ملم من حيث السماكة. والجدير بالذكر أن الساعة اليدوية التعبئة التي سبقت الإنجاز الحالي كانت أيضاً رقيقة جداً (3,65ملم)، لكن الدار، وبفضل عدد من التقنيات الجديدة التي أدخلتها إلى عملها، استطاعت هذه السنة أن تحذف 1,65ملم إضافية من سماكتها. في هذه الساعة عمدت الدار إلى استعمال علبة الساعة كصفيحة رئيسية للحركة، وهي تقنية لم تسبقها إليها إلا دار Audemars Piguet التي استعملتها في العام 1986 لإنتاج ساعة التوربيون الأوتوماتيكية التي ذكرناها آنفاً، ولكن Piaget أضافت المزيد من التحديثات على هذه التقنية، وهي في انتظار الحصول على خمس براءات اختراع تحملها لها هذه الساعة التصوّرية.

ودار Bulgari هي أيضاً من الدور المنافِسة في هذا المجال، فهي قد أطلقت في العام 2014 ساعة التوربيون الأرق في العالم، ولكنها في العام التالي استطاعت أن تتخطى نفسها وتكسر رقمها القياسي بآخر جديد، فأطلقت الكاليبر BVL 268  الذي وضعته في ساعة Octo Finissimo Tourbillon، ولم تتعدَّ سماكته 1,95ملم، لتكون هذه الحركة هي الأشد رقة في العالم ضمن فئتها، أي آليات التوربيون اليدوية التعبئة. والجدير بالذكر أيضاً أنه وفي عالم صناعة التوربيون، برز إسم Arnold & Son

في العام 2016، حيث كشف خلال معرض بازل عن ساعة UTTE Skeleton التي حملت لقب ساعة التوربيون المفرّغة الأشد رقة في العالم، مع علبة سماكتها 8,34ملم، وحركة لا تتعدى سماكتها 3,30ملم (أسمك بقليل من الحركة الموضوعة في النسخة غير المفرّغة من هذه الساعة UTTE التي أطلقتها الدار في العام 2013، وكانت حينها ساعة التوربيون الأرق في العالم، علماً أن علبتها كانت بنفس سماكة علبة النسخة المفرغة).

أما العام 2016، فقد شهد على إطلاق Bulgari لساعة

Octo Finissimo Minute Repeater وهي ساعة الدقائق التردادية الأرق في العالم من ناحية الكاليبر والعلبة على حد سواء. أما من سبقها إلى هذه الأرقام القياسية فهما

Vacheron Constantin مع ساعة Patrimony Contemporaine Ultra-Thin Calibre 1731 من العام 2013 والتي أتت بعلبة سماكتها 8,09ملم وحركة سماكتها 3,90ملم، وJaeger-LeCoultre Hybris Mechanica 11تلتها في العام 2014 بإطلاقها ساعة Hybris Mechanica 11

التي حصدت الرقم القياسي لساعة الدقائق التردادية الأرق في العالم، وساعة الدقائق التردادية الأوتوماتيكية الأرق في العالم، فسماكة علبتها كانت 7,9ملم، أما حركتها فقد أتت أسمك من حركة Vacheron Constantin فبلغت 4,8ملم مقابل 3,9ملم لسابقتها. ولكن Octo Finissimo

Minute Repeater أتت لتحطم جميع الأرقام في هذه الفئة بعلبة سماكتها 6,85ملم وحركة سماكتها 3,12ملم.

واستطاعت Bulgari أن تحقق لنفسها رقماً قياساً جديداً في العام 2017، حين أطلقت ساعة Octo Finissimon Automatic وهي كانت الساعة الأوتوماتيكية الأشد رقة في العالم، مع علبة لم تتعدَّ سماكتها 5,15ملم تضم الحركة الأوتوماتيكية BVL 138 Finissimo بسماكة 2,23ملم.

أما هذه السنة، فقد أبهرت Bulgari الجميع بإطلاقها ساعة Octo Finissimo Tourbillon Automatic التي أتت بعلبة من التيتانيوم قطرها 42ملم، وسماكتها 3,95ملم فقط لا غير، وهي بالتأكيد آلة الوقت الأشد رقة في العالم ضمن فئتها.

ومن جهتها، لم تغب Audemars Piguet عن الساحة هذه السنة، فهي قد كشفت عن ساعتها الجديدة Royal Oak RD#2 التي تأتي ضمن فئة «البحوث والتطوير» Research & Development،

وقد تطلب إنجازها خمس سنوات من العمل في هذا القسم من الدار. هذا الإصدار التصوّري الجديد غير المطروح للبيع، هو عبارة عن ساعة الروزنامة الدائمة الأوتوماتيكية الأشد رقة في العالم، نعم ومن دون أي منازع.

تحتوي هذه الساعة على حركة الروزنامة الدائمة الجديدة التي صنعتها الدار كاليبر 5133 والتي تبلغ سماكتها 2,89ملم فقط، ما يجعلها شديدة الرقة بالنسبة إلى حركة ميكانيكية تمنح عدداً كبيراً من الوظائف. فقد وُضعت فيها جميع أجزاء الحركة جنباً إلى جنب لتؤدي وظائفها بتناسق تام وتتفاعل مع بعضها البعض بدقة عالية المستوى، ليأتي هذا الإنجاز في علبة لا تتجاوز سماكتها 6,3ملم. التحدي الأكبر بالنسبة إلى الدار كان في عملية تحويل الحركة الميكانيكية إلى طبقة رقيقة واحدة، مع المحافظة على متانتها ودقة عملها.

السباق مستمر… فهل ما زلتم تسألون عن مدى أهمية إنتاج الساعات الرقيقة بالنسبة إلى الدور الراقية..؟ الموضوع بأكمله يدور حول إثبات الساعاتيين لقدراتهم الفنية، وتحقيق ما كان منذ عقود يُعتبَر مستحيلاً في القطاع. فإلى أين يمكن أن يصل الساعاتييون في صناعة الساعات الشديدة الرقة؟ وهل يمكن أن يصلوا إلى أبعد من النتائج التي برعوا حتى اليوم في تحقيقها..؟ هل ممكن أن نرى لاعبين جدد في هذه المساحة من عالم صناعة الوقت..؟ ومن سيفوز أخيراً في هذا السباق..؟

إعداد: ليزا أبو شقرا

مجلة عالم الساعات والمجوهرات عدد 121

مقالات ذات صلة