Alhambra من Van Cleef & Arpels خمسون عاماً من التجدد والتألق

 

خمسون سنة من التجدد المستمر في عالم لا يعرف الجمود ولا الركود، خمسون سنة من المواكبة المستمرة للتطور الاجتماعي والمادي والعصري، خمسون سنة من الابتكار والإبداع في عالم مليء بالمفاجآت المذهبّة والمزخرفة.

ها هي Alhambra، المجموعة التي تحمل توقيع Van Cleef & Arpels  والتي تميّزت بقطعها الفاخرة والأنيقة المخصصة لتبرز أنوثة المرأة وتعكسها بأسلوب يناسب ذوقها وإطلالتها، تحتفل هذا العام بمرور خمسين عاماً على إصدار العقد الطويل الأول المصنوع من الذهب الأصفر من ضمن هذا الخط.

 

ولادة Alhambra الأولى

إنطلاقاً من مقولة Jacques Arpels: «لتكون محظوظاً، عليك أن تؤمن بالحظ» أصدرت دار Van Cleef & Arpels  العقد الطويل الأول من مجموعة Alhambra المصنوع من الذهب الأصفر في نهاية ستينيات القرن الماضي، وتحديداً في العام 1968، لتكون بذلك الولادة الفعلية لهذه المجموعة التي تطوّرت بطريقة ملفتة ومثيرة للإعجاب ولا تزال حتى اليوم تطبع مسيرة هذه الدار العريقة.

وأبرز ما ميز هذا العقد أنه مستوحى من نبتة النفل الخضراء clover، التي تشتهر بأوراقها الأربع التي تتخذ شكل وردة صغيرة خضراء اللون. فصُنع من 20 مجسماً من الذهب المجعّد مع أطراف مذهَّبة.

وفي تلك الفترة، عكس عقد Alhambra المسيرة الطويلة للدار على مر الأجيال، واعتبر بمثابة التغيير المنتظر في أسلوب تزيّن السيدات بقطع الحلي، وأطلقت الدار من خلال هذه المجموعة العديد من الأفكار العصرية المبتكرة لارتداء المجوهرات، بعيداً عن أجواء القطع المخصصة للأمسيات الصاخبة والسهرات الفاخرة.

وقد عرضت للمرة الأولى إلى العلن في متجر La Boutique الباريسي الفاخر، الذي يقدّم مجموعات سهلة الارتداء من قطع المجوهرات التي تلاقي استحساناً أكثر من المجوهرات الراقية وبأسعار في متناول شريحة واسعة من الجمهور. ومن أشهر القطع التي حصدت شعبية كبرى في العام 1954، مشبك على شكل الهر اللعوب. وفي العام نفسه من إصدار العقد الطويل من مجموعة Alhambra، أطلقت الدار أيضاً خواتم Philippine التي تجمع بين الأحجار الكريمة والكورال والماس وقد تمكنت هذه الخواتم من تحقيق نجاح كبير.

 

يوبيل Alhambra الذهبي

واليوم، وبعد خمسين عاماً على إصدار العقد الأول من مجموعة Alhambra، تقدّم الدار تصاميم جديدة وعصرية تعكس ليونة الإبداع وأناقته. فضمت هذه القطع الجديدة مزيجاً لافتاً بين عرق اللؤلؤ الرمادي الذي يتكامل بطريقة مبدعة مع بريق الماس ورونق الذهب الوردي، في حين أن الأونيكس يمتزج مع الذهب الأبيض والماس ليخلق نوعاً من الإبتكار المبهر واللافت. وإلى جانب هذه الإبداعات، يبرز في المجموعة تصميمان استثنائيان، زيّن الأول من أحجار اللازورد، والثاني من الكريستال الصخري. وقدّما كتحية إلى روعة هذه الأحجار الكريمة التي طبعت المجموعة عبر التاريخ.

 

عودة في تاريخ الدار

في عودة تاريخية إلى العلاقة التي جمعت بين Van Cleef & Arpels  ونبتة النفل الخضراء، التي استوحت منها الدار تصميم قلادتها الأولى، فلا بد من الإشارة إلى أنها تعود إلى عشرينيات القرن الماضي، حين زرع Jacques Arpels في حديقة منزله الكائن في Germigny-l’Évêque، هذه النبتة، وقدّمها إلى موظفيه مصحوبة بالقصيدة الأميركية الشهيرة «Don’t Quit» أو «لا تتراجع»، في سعي منه لمدّهم بالأمل والشجاعة، وخلق نوع من الحظوظ الوفيرة لهم لتحسين أدائهم وبالتالي زيادة الإنتاج في الدار.

وفي ذلك الوقت، مع هذا التصميم المبدع، عكست قلادة Alhambra  الروح المتجددة وقدّمت طرقاً جديدة لارتداء الحلي في الحياة اليومية، لذا جذبت الكثيرات من السيدات إليها، وحظيت بإعجاب كبير من قبلهن.

حتى أن عدداً كبيراً من النجمات والوجوه المعروفة ارتدين قطع هذه المجموعة في أواخر ستينيات القرن الماضي، أي مرور حوالي عقد من الزمن من هذه الثورة في عالم الموضة والمجتمع، فاكتسبت Alhambra المزيد من الشهرة واستقطبت إعجاب سيدات المجتمع الراقي. مشاهير كثر ونساء رائدات عديدات، منذ تلك الفترة وحتى اليوم، ارتدينها، تألقن بها وجمعنها قطعة قطعة بألوانها المختلفة. فتاريخ Alhambra هو أسطورة مروية عبر الزمان، إرتبطت على مر العصور بالتطورات الكبيرة التي شهدتها المجتمعات ومعها مجال الموضة والأكسسوارات والمجوهرات، فواكبت الحداثة والعصرية وقدّمت إنعكاساً واضحاً لنمط الحياة الذي كان يسود كل حقبة.

نالت مجموعة Alhambra إعجاب نسبة كبيرة من وجوه المجتمع النسائية، وقد اعتمدتها شخصيات بارزة ومشهورة كأيقونة جمال في إطلالاتهن. في العام 1974، تم التقاط صورة للنجمة الفرنسية Françoise Hardy وهي ترتدي عقدين طويلين من هذه المجموعة. كما أن هذه الأخيرة جذبت انتباه الممثلة Romy Schneider التي ارتدت قلادة Alhambra خلال عرض فيلم Michel Deville  الذي حمل عنوان Le Mouton Enragé. بدورها الأميرة Grace de Monaco، جمعت عدداً كبيراً من تصاميم Alhambra وقد ظهرت في العديد من المناسبات الرسمية والعامة في سبعينيات القرن الماضي، وهي ترتدي قطعاً فاخرة منها، على سبيل المثال في العام 1979، ارتدت الأميرة عقداً طويلاً من المجموعة خلال حفل شاعري أقيم في Edinburgh.

 

جديد مجموعة Alhambra

لم تكفّ الدار يوماً عن تقديم التصاميم الراقية والأنيقة المناسبة للمرأة مهما اختلف ذوقها، ومهما كان. ومن ضمن جديدها، واحتفالاً بالعيد الخمسين للمجموعة، قدّمت عقداً قديم الطراز Vintage Alhambra مع سواره الخاص، يرافقه زوج من أقراط الأذن. وأبرز ما يميّز هذه المجموعة هو المزيج المعتمد في التصميم بين عرق اللؤلؤ الرمادي وبريق الماس الممزوج مع الذهب الوردي بتدرجات مختلفة، ما شكّل تحفة فنية ساحرة أثارت دهشة كل من رآها. وأيضاً قدّمت الدار عقداً وسواراً تحت عنوان Magic Alhambra، وقد تم تزيينهما بأحجار الأونيكس السوداء والماس على قاعدة من الذهب الأبيض.

والجدير بالذكر أن دار Van Cleef & Arpels لم تقدّم تصاميم مغايرة عن التقاليد التي طبعت هذه المجموعة، ولم تخرق التصاميم التي اعتاد عليها زبائنها، إنما عملت على إضافة بضع لمسات بسيطة ومتقنة لتمنح المرأة العصرية إطلالة أكثر أنوثة ورقياً. فنقلت التصميم القديم بطريقة مبتكرة ليواكب التطور والعصر، وحافظت على التصاميم الأصلية للقطع وزيّنتها ببعض الأشكال اللطيفة وجعلت أطرافها محددة ومذهّبة تعبّر عن هوية Van clef & Arpels الخاصة.

ولم تقف الدار عند هذا الحد، ولأن علاقة وطيدة بين القطع والمواد المستعملة في التصميم طبعت تاريخ هذه المجموعة على مدى السنوات الخمسين، كشفت Van Cleef & Arpels عن أربعة  تصاميم إستثنائية بإصدارات محدودة. تميّزت هذه القطع الجديدة بكونها مصنوعة من الذهب الأصفر، إلى جانب المزج بين اللازورد والماس من جهة، وإبراز روعة الكريستال الصخري من جهة أخرى.

 

حكاية المجموعة عبر السنوات

عام 1968، صمّمت دار Van Cleef & Arpels العقد الطويل الأول من Alhambra واستعانت حينها بالذهب الأصفر.

عام 1971، دخلت الأحجار الكريمة في صلب تصميم قطع مجموعة Alhambra وكان الإستعمال الأول لأحجار اللازورد والملاكيت اللذين أضافا قيمة كبيرة ورقياً لافتاً إلى القطع.

بين العامين 1972 و1974، لجأت الدار إلى استعمال الأونيكس في تصميم قطعها الثمينة، فالمرجان (1972) وعين النمر (1973) والتوركواز (1974).

أما بين العامين 1981 و1983، فكان اللافت في هذه الحقبة استعمال عرق اللؤلؤ الأبيض (1981) وعرق اللؤلؤ الرمادي (1983) في صلب تصميم قطع هذه المجموعة.

عام 1985، ميزة أخرى أضيفت إلى مجوهرات هذه الدار، وهي أحجار الماس والعقيق الأحمر التي استعين بها في تصميم قطع مجموعة Alhambra وثبتت على قاعدة من الذهب الأصفر.

بين العامين 1989 و1994، أحجار كريمة أخرى لفتت دار  Van Cleef & Arpels التي استعملت على التوالي، حجر العقيق الأزرق (1989) والكريستال الصخري (1994).

تميّز العام 1998 بابتكارات جديدة للدار، حيث أطلقت هذه الأخيرة المجموعة الأولى من ساعاتها الفاخرة، والتي شكّلت نقطة فاصلة في إنجازات الدار الراقية.

عام 2001، مجموعة Pure Alhambrah تبصر النور، وقد ارتكزت على التصميم الأصلي للمجموعة، ولكن أضيف إليها بعض الحواف المذهّبة وعرفت باسم Vintage Alhambra.   شهد العام 2006، إطلاق مجموعتيّ Lucky Alhambra

وMagic Alhambra اللتين تتنوع فيهما المجسمات بين أوراق الشجر، أوراق النفل، القلوب والفراشات، وتجتمع في قطعهما الأحجار الكريمة المتنوّعة التي سبق للدار أن أدخلتها إلى المجموعة، كما أنها استعملت الخلقيدوني الأزرق للمرة الأولى.

بعد سنة فقط، عملت الدار على إصدار تصاميم Sweet Alhambra التي تميّزت بأشكالها الأنثوية الناعمة على شكل قلب وفراشات بأحجار كريمة ملوّنة.

في العام 2012، إستعانت الدار ببورسلين Sevres في تصاميم المجموعة، وابتكرت أشكالاً مختلفة ناعمة مع الحفاظ على شكل نبتة النفل ولكن بألوان متعددة.

وفي العام 2018، تحتفي Van Cleef & Arpels بالذكرى الخمسين لمزج المواد والأحجار الكريمة في مجموعة Alhambra، وتقدّمها بقوالب عصرية وجديدة تجمع فيها بين التصاميم المختلفة والمواد المتنوّعة والأحجار الكريمة والماس وعرق اللؤلؤ، لتؤكد على جمال هذه المجموعة الأيقونية ومكانتها البارزة بين إنتاجات الدار.

 

إعداد: ماري حصري  

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 121

مقالات ذات صلة