«في إيطاليا…تحت حكم عائلة بورجيا، كان هناك حروب وإرهاب وقتل وسفك دماء، ولكنهم أنتجوا «مايكل أنجلو» و»ليوناردو دافنشي» وعصر النهضة. في سويسرا، حيث يسود الحب الأخوي، خمسمائة عام من الديمقراطية والسلام، وماذا أنتجوا؟ ساعة الوقواق.»
هذه الكلمات أتت على لسان شخصية Harry Lime التي كان يلعبها Orson Welles في فيلم The Third Man، وهي من أقرب الإقتباسات إلى قلبي، وتشكل برأيي مقدّمة مناسبة لاستعراض ما رأيناه من جديد الصالون العالمي للساعات الراقية للعام 2016.
إن ساعة الوقواق هي بمثابة رمز للساعات السويسرية تماماً مثل Royal Oak وReverso وRolex Submariner، وإن كان البعض يظن أنها من أصل ألماني. هذه الساعات تحافظ على أسلوبها الموحّد منذ انطلاقتها في القرن التاسع عشر، وهي كانت الموضوع الذي تمحور حوله المعرض الثقافي الخاص بالصالون هذه السنة. هذا المعرض كان من تنظيم HEAD، مدرسة الفنون والتصميم الواقعة في جنيف، وقد هدف إلى إعادة الإضاءة على هذا النوع من ساعات العرض التي لطالما اعتُبرت مرِحة، ذكية ومثيرة للفضول. وهي مميزة بتصاميمها بقدر تميّز الأفلام التشويقية التي عرضتها دار Roger Dubuis على YouTube تحت عنوان Goodbye Cuckoo والتي سبقت صالون جنيف للعام 2014.
كما هو الحال دائماً، تضمّن المعرض هذه السنة مزيجاً من الإبتكارات المثيرة والقطع الجميلة التي تثير رغبة الناظرين إليها باقتنائها، كما هناك الساعات التي يمكن وصفها بالسهلة الإرتداء والاستعمال، وتلك التي تخيّب أمل الجمهور والخبراء بعدما انتظروها طويلاً لتخرج من المشاغل.
أما التغيير الأكبر في المعرض، فهو كما يعلم المتحمسون للمهنة، مشاركة تسعة من أهم الساعاتيين المستقلين المعروفين، وقد خُصِّصت لهم مساحة أطلقت عليها تسمية Carré des Horlogers. هذه المشاركة أضافت من دون أدنى شك المزيد من الحيوية على الحدث، والأهم في الموضوع أنها كانت بمثابة اعتراف بالمساهمة الكبرى التي يقدّمها هؤلاء لتعزيز وتحسين صحة القطاع بشكل عام.
من حيث الإنجازات التقنية، يمكننا القول أن اثنين من أهم الإبتكارات كشفت عنهما اثنتان من أعرق الدور المتمسكة بأصالة المهنة، ولكن من الأجرأ في الوقت عينه: Piaget وParmigiani Fleurier. ففي ساعة Emperador Coussin XL 700P، جمعت Piaget الحركة الميكانيكية الشديدة الرقة إلى ميزان تأرجحي عالي التردد quartz (وليس بطارية quartz). وقد تم تقديم طلبات لعشر براءات اختراع عن هذا الكاليبر.
أما الطاقة الإستثنائية التي تتمتع بها ساعة Senfine منParmigiani Fleurier والتي تصل إلى 45 يوماً (في النموذج الحالي بينما الهدف هو الوصول إلى 70 يوماً في المستقبل)، فهي ناتجة عن التردد العالي للكاليبر الذي يبلغ 16 هرتز أي 115.200 ذبذبة في الثانية. والفضل في ذلك يعود إلى التصميم الهندسي الجديد الذي أغنت به الدار ميزان الساعة، إضافة إلى رافعات السيليسيوم الجديدة المطاطة التي حلت مكان الصفائح المعتادة.
من جهتها ساعات Van Cleef & Arpels شكلت أيضاً مساحة للتطور التقني، ففي قلب ساعة Louis Arpels Midnight Nuit Lumineuse وُضع نظام خاص مؤلف من شريط من السيراميك مهمته توليد تيار من الكهرباء الضغطية piezo-electricity، وبالتالي إضاءة الوحدات الضوئية الموضوعة تحت حبات الماس التي تمثل النجوم على الميناء الأزرق الليلي.
كما ومن بين العدد الكبير من ساعات المجوهرات، قدّمت Van Cleef & Arpels ساعة سرية أتت مع سوار مرصع بـ 115 ياقوتة من الموزمبيق. أما Audemars Piguet فقد كشفت بدورها عن ساعة Fury السرية التي يمكننا القول أنها تغلبت على ساعة Diamond Punk التي أطلقتها العام الماضي، لتخصص دار Roger Dubuis كامل مجموعتها الجديدة للسيدات المحبات لآلات الوقت المرصعة، وقد تضمّنت مزيجاً رائعاً بين التورمالين والكاربون. وأيضاً Cartier أبدعت في هذا المجال الذي تعتبره بمثابة «مضمارها»، فكشفت عن ساعات مجوهرات رائعة، وجهزتها بحركات ميكانيكية ممتازة، وغني عن القول أن كل قطعة من هذه الساعات هي فريدة من نوعها.
في قطاع صناعة الوقت لا يمكننا استعمال تعبير «اتجاه» كما في عالم الأزياء، ولكن لعلنا نتمكن من تصنيف الجديد بحسب الفئات المتنوّعة. فنأخذ «الإرث» على سبيل المثال، وفي هذا الإطار احتفلت Jaeger-LeCoultre بالعيد الـ 85 لمجموعة
Reverso، وأطلقت للمناسبة قطعاً إحتفالية، تضمّنت إعادة إصدار التوربيون الجيروسكوبي من خلال ساعة رائعة، كما زوّدت البعض من نماذجها بأساور من تصميم Christian Louboutin. كما عملت Vacheron Constantin على إعادة إطلاق مجموعة
Overseas بتصميم جديد، وزوّدتها بنظام ذكي لتبديل الأساور.
أتش موزر أند كومباني زسويس ألب واتشس – H.Moser & Cie. Swiss Alp Watch
ودار Montblanc التي تُعتبر «جديدة» نسبياً في مجال صناعة الساعات الراقية تبرع أيضاً في صناعة آلات الوقت ذات الطابع الكلاسيكي التي يمكن وصفها بأنها تأتي من تاريخ عريق في المهنة، وتقدّمها إلى جمهورها بأسعار تسمح لعدد كبير منهم باقتناء ساعاتها ذات القيمة العالية. كما أعادتIWC Schaffhausen ساعاتها المخصصة للطيارين إلى الواجهة، وكانت نجمتها Mark XVIII التي أتت بعلبة قطرها 40ملم، لتتلاقى مع «فئة» الساعات الصغيرة الحجم.
وضمن هذه الفئة أيضاً أتت ساعة Promesse الجديدة لدار Baume & Mercier، والتي تبدو رائعة خاصة مع سوارها الذي يلتف مرتين حول المعصم، كما بدت نماذج Royal Oak الجديدة قطر 41ملم أكثر عصرية من ساعات Royal Oak Offshore الضخمة، وبدت ساعة Radiomir 1940 3 Days Automatic ممتازة بعلبتها قطر 42ملم.
بعد كل مشاركة لي في معرض عالمي للساعات يسألني المحيطون بي: «أي قطعة هي المفضلة لديك؟» في الواقع هذا سؤال من المستحيل الإجابة عليه، فكل الساعات التي أخبرتكم عنها حتى الآن قد أثارت إعجابي، وهناك المزيد من آلات الوقت التي قد أفعل الكثير للحصول عليها. إصدارات A. Lange & Söhne الجديدة وأبرزها Richard Lange Jumping Seconds، ساعة Vingt-8 السوداء بالكامل لـ Kari Voutilainen (ولكن لا يمكنني شراؤها لأن القطع التي أحضِرت إلى المعرض قد بيعت جميعها)،
RM 67-01 Extra Flat لدار Richard Mille، الساعة الرائعة Chronode لدار Parmigiani Fleurier وبخاصة النموذج ذو الميناء الأزرق، منDe Bethune ساعات World Traveller وDream Watch (التي أذهلتني عندما وضعتها على معصمي)، وأخيراً وليس آخراً، ليس ساعة Apple (فأنا لن أرتدي إحدى هذه الساعات يوماً على معصمي)، ولكن أرغب من كل قلبي باقتناء ساعة Swiss Alp Watch من H.Moser & Cie.، وذلك ليس فقط لأنها من إنتاج هذه الدار (مع أن ذلك ممكن أن يكون سبباً كافياً)، ولكن لأنني أؤمن تماماً أن هذه الساعة تعبّر بوضوح عن أجمل ما توصّل إليه فن صناعة الساعات اليوم.
تقدّم دار Greubel Forsey ساعتها الجديدة Double Balancier، التي تتضمن تقنية عجلتيّ التوازن المائلتين التي أطلقتها الدار للمرة الأولى في معرض بازل عام 2009. ولكن هذه المرة طوّرت الدار عمل هذه الآلية، فبدل أن تركز العجلتين الواحدة فوق الأخرى، فرّقت بينهما ووضعتهما عند الـ 5 والـ 9 وقد تمركز بينهما ترس تفاضلي كروي التصميم مهمته ضبط سرعة دورانهما بشكل مستقر. آلة الوقت هذه هي نتيجة سنوات من الأبحاث والدراسات، وقد تم إصدارها بكمية محدودة بـ 33 قطعة فقط، على أن تليها إصدارات لا محدودة.
من جهة أخرى، ومن ضمن مشروع Signature الذي تتيح الدار من خلاله لكل من ساعاتييها الفرصة لتصميم وتنفيذ آلة وقت خاصة تحمل توقيعه، مع الإلتزام بمعايير Greubel Forsey، كشفت عن ساعة Signature 1 التي تحمل توقيع Didier J.G. Cretin، وهي تتميز بمينائها المصوغ من الذهب، وبالتصميم المميز لعجلة التوازن الظاهرة عليه. أصدِرت هذه الساعة بكمية محدودة بـ 33 قطعة من البلاتين، وسوف تكون متوفّرة أيضاً بكمية محددة بـ 33 قطعة من الفولاذ تُصنع عند الطلب.
ساعة مميزة تقدّمها De Bethune إلى المتنقّلين دوماً في مختلف أرجاء الأرض، هي DB25 World Traveller التي تمنح التوقيت العالمي بأسلوب مميز وجديد. ففي وسط الميناء قرص يحمل أسماء المناطق الزمنية، يحيط به مؤشر دوار للساعات الـ 24، أما ساعات الليل والنهار فتحددها كرة صغيرة مصنوعة من الذهب الوردي وقد لوِّن نصفها بالأزرق، تبدّل وضعيتها عند الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساءً. وفي الوقت نفسه، يحيط بمؤشر الوقت المحلي قرص يعرض التاريخ من خلال عقرب نطاط صغير. علبة الساعة من الذهب الأبيض قطر 45ملم، تسكنها الحركة اليدوية التعبئة كاليبر DB2547 التي تتمتع بمخزون للطاقة من 5 أيام، وهي الحركة الخامسة والعشرين من تصميم وتصنيع وتجميع مشاغل الدار.
بعد أربع سنوات من إطلاق ساعة Soprano التي تجمع بين اثنين من أهم التعقيدات في عالم صناعة الوقت، توربيون الدقيقة الواحدة ووظيفة الدقائق التردادية، يكشف Christophe Claret عن نماذج جديدة من هذه الساعة التي تقرأ الوقت بأربع نغمات مختلفة للساعات وأرباع الساعات والدقائق التي تتلو الربع ساعة الأخير، تعزفها صنوج كاتدرالية استعارت الدار نوتاتها الموسيقية من صنوج Big Ben التي تصدح من ساعة البرج الكبرى في ساحة Westminster اللندنية. لهذه الساعة حركة شفافة تكشف عن التوربيون والمطارق ومكوّنات الحركة، مع جسور مصنوعة من السافير الشفاف ومستوحاة من الأسلوب الهندسي المنسوب إلى الملك الفرنسي Charles X. ذلك وتجمع الساعة المعادن النبيلة إلى التيتانيوم المعروف بقدرته الكبيرة على نشر الأصوات، فأتت النماذج الجديدة المحدودة الإصدار بثماني قطع لكل منها بمزيج من الذهب الوردي أو الذهب الأبيض مع التيتانيوم الملوّن بالأسود، الرمادي، البني أو الأزرق بتقنية PVD، في علب قطرها 45ملم، سكنتها حركة التوربيون اليدوية التعبئة كاليبر TRD98 بمخزون للطاقة من 72 ساعة.
ومن جهة أخرى، كشفت الدار عن نماذجها الجديدة من ساعات
Allegro، هذه الساعة التي تجمع بين تعقيدات عديدة أبرزها الدقائق التردادية والتوقيت العالمي، أتت بإصدارين فريدين بالذهب الأبيض مع ترصيع ماسي لأحدهما، وبإصدارين محدودين بـ 20 قطعة لكل منهما من الذهب الأبيض، الأول بميناء من التيتانيوم المدخّن والآخر بميناء من التيتانيوم الرمادي.
بالتزامن مع صالون جنيف العالمي للساعات الراقية، تقوم دور مستقلة أخرى، غير مشاركة في الحدث، بعرض جديدها أو الدفعة الأولى منه في جنيف ضمن معارض أو صالونات خاصة بها، غالباً ما تستقطب زوار عاصمة الوقت من الخبراء والصحافيين المتخصصين في المجال في هذه الفترة من السنة، فتفتتح هذه الدور روزناماتها السنوية بحضورهم، ويستفيدون هم من «زحمة» صانعي الوقت والمتحمسين والجامعين لتبادل الخبرات، لنقل أكبر قدر ممكن من المعلومات حول جديد القطاع إلى الجمهور.
تقدّم دار Manufacture Royale ساعة 1770 Voltige (في الصورة) الجديدة التي تعرض قلبها النابض على الميناء، فتعبّر عن تحوّل الطاقة إلى ساعات ودقائق وثواني نقرأها ونعدّها، وتثير إعجاب الخبراء وفضول الجمهور حول التوازن الكامل الموجود بين التقنيات والخطوط الجمالية والدقة في سير عمل آلة الوقت هذه. وانطلاقاً من هذا التوازن تم تصميم الحركة الأوتوماتيكية كاليبر MR05 التي تسيّر الساعة، وهي تعرض الساعات والدقائق من خلال عقربين مركزيين يعتليان آلة نشر الطاقة وتوزيعها الموجودة على الميناء، والثواني الصغيرة في ميناء فرعي خاص موضوع عند الـ 6. العلبة من الفولاذ قطر 45ملم، مغلفة بطبقة من زجاج الكريستال السافيري من الجهتين، ويرافقها سوار من الجلد.
أما ساعة Voltige Plume Noire فتروي عنها الدار قصة مختلفة، إذ تقول أن خطوطها وألوانها مستوحاة من المعركة الملحمية الفكرية بين «فولتير» و»روسّو»، إثنين من أهم الفلاسفة في عهد التنوير، والمعروف عنهما أنهما كانا عدوّين لدودين، وذلك كما يقال وعلى ذمة الراوي، بسبب الغيرة التي كان «روسّو» يكنها لفولتير كونه شديد الموهبة واللياقة، ولكنهما استعملا القلم بدلاً عن السيف في معاركهما. فاللون الأسود الذكوري يعبّر عن شراسة المعركة، بينما الأزرق المستعمل للمؤشرات والعقارب يشير إلى أهم سلاح مستعمل فيها وهو الحبر، فبحسب رأي «فولتير»، إن القلم أكثر خطورة من السيف. محدودة الإصدار بـ 38 قطعة، في إشارة إلى عمر «روسّو» حين بدأت المعركة، أتت Voltige Plume Noire بعلبة من الفولاذ المسوّد PVD قطر 45ملم، وميناء مزخرف بنقش Côtes de Genève، وهي تعمل أيضاً بالحركة الأوتوماتيكية كاليبر MR05 المعتمدة في المجموعة، وتنتهي بسوار من الجلد.
منذ نشأتها قبل 186 عاماً، تحتفل Baume & Mercier باللحظات والذكريات الجميلة في الحياة، وتجسدها في إصداراتها متمسكة بالتقاليد والمعايير الأصلية لصناعة الساعات الفاخرة. وإصدارات هذه السنة لا تشكل استثناءً، فالدار قد وضعت فيها كامل خبرتها لتكون جاذباً للخبراء والمتحمسين. الساعات الجديدة من مجموعة Clifton تجمع بين أناقة التصميم والحرفية في صناعة الوقت، فهي قد ضمّت وظائف الكرونوغراف والروزنامة الكاملة مع مؤشر لساعات الليل والنهار، وآخر لمراحل القمر، إضافة إلى التاريخ وأيام الأسبوع وأشهر السنة الـ 12. صُنعت هذه الساعات من الفولاذ بقطر 43ملم وهي مقاومة لضغط الماء حتى عمق 50 متراً، تعمل بواسطة حركة أوتوماتيكية بمخزون للطاقة من 48 ساعة. أما النموذج الجديد المحدود الإصدار
Capeland Shelby Cobra 1963 Competition الذي يحمل في تصميمه روح المنافسة في تحية إلى بطل السباقات Carroll Shelby والجرأة والقوة وقدرة التحمل التي كان يتمتع بها السائقون المحترفون الذين كان يضمهم إلى فريق Cobra. أتت هذه الساعة بعلبة من الفولاذ قطر 44ملم، تمنح وظائف الكرونوغراف ومقياس السرعة، وقد حمل عقرب الثواني المركزي الخاص بالكرونوغراف شعار الفريق على طرفه. تعمل بواسطة حركة أوتوماتيكية كاليبر Valjoux 7753 بمخزون للطاقة من 48 ساعة وتنتهي بسوار من المطاط البركاني. كما أتت أيضاً بنموذج يترافق مع سوار جلدي أسود وأصفر. وتكشف Baume & Mercier أيضاً عن ساعة Petite Promesse التي تعبّر، وبحجمها الصغير، عن الأناقة الأنثوية الناعمة. فالعلبة الفولاذية قطر 22ملم قد رُصِّعت بالماس على إطارها، والميناء صيغ من عرق اللؤلؤ الأبيض، أما السوار الذي يلتف مرّتين حول المعصم فقد تنوّع بين الفولاذ والجلد الأزرق أو البرتقالي الزاهي، لتتمكن الساعة من مرافقة حاملتها في مختلف الأوقات والمناسبات.
بالتزامن مع صالون جنيف العالمي للساعات الراقية، تقوم دور مستقلة أخرى، غير مشاركة في الحدث، بعرض جديدها أو الدفعة الأولى منه في جنيف ضمن معارض أو صالونات خاصة بها، غالباً ما تستقطب زوار عاصمة الوقت من الخبراء والصحافيين المتخصصين في المجال في هذه الفترة من السنة، فتفتتح هذه الدور روزناماتها السنوية بحضورهم، ويستفيدون هم من «زحمة» صانعي الوقت والمتحمسين والجامعين لتبادل الخبرات، لنقل أكبر قدر ممكن من المعلومات حول جديد القطاع إلى الجمهور.
بمناسبة عيدها المئوي الثاني، تطلق دار Louis Moinet ساعة Memoris 200th Anniversary المحدودة الإصدار بـ 20 قطعة، مع مينائها الأزرق المضاء بالنجوم التي تم تنفيذها بتقنيات حفر وأدوات خاصة لم يتم استعمالها من قبل في مجال صناعة الساعات. وقد أراد فنانو الدار من هذه الساعة أن تكون فعلاً مشعة، فجعلوا كل نجمة بقياس وعمق واتجاه مختلف ليتمكن الميناء من جذب وعكس الأنوار والإشعاع بأكبر قدر ممكن. أما الصفيحة الرئيسية فهي نصف شفافة مطلية بالمينا باللون الأزرق، كما لوِّن ميناء الساعات والدقائق بالأزرق الداكن بدوره. وعلى الميناء المميز أيضاً، تظهر أجزاء آلية الكرونوغراف وراء عدادته الموضوعة عند الـ 3 والـ 9. علبة الساعة من الذهب الأبيض قطر 46ملم والحركة أوتوماتيكية بمخزون للطاقة من 48 ساعة. يرافقها سوار من الجلد الأزرق الداكن.
ككل عام، تلاقي Cartier تطلعات جمهورها المتحمّس، وتبهر عيون الناظرين بإصداراتها الجديدة المتنوّعة، التقنيات المتطوّرة التي تكشف عنها، الإيحاءات التي تحملها، والفنون العريقة التي تعيد إحياءها. من هنا ليس سهلاً أن نضيء في سطور معدودة على كل ما رأته عيوننا في صالون جنيف العالمي للساعات من المجموعات الغنية التي أطلقتها الدار هذه السنة، ولكننا سنتشارك وإياكم ولو بإيجاز معلومات ومشاهد عن أبرز الإصدارات التي لفتتنا، وما أكثرها. مجموعتان أساسيتان جديدتان تكشف عنهما Cartier هما Drive للرجال وHypnose للسيدات، كما تجمع في نماذج أخرى بين تقنيات وفنون الترصيع بأنقى وأثمن الأحجار من جهة، والتقنيات العالية المستوى من جهة أخرى، كما وتثبت براعتها في تنفيذ الأعمال اليدوية الفنية من خلال تقنية الطلاء المحبّب بالمينا enamel granulation.
تصف الدار الرجل الذي يرتدي ساعة Drive بأنه “يتقن العيش بسعادة”، أنيق، مستقل ويقدّر الجمال، يضع على معصمه الساعة التي تعكس شخصيته، ولا يقود إلا السيارة التي تتناسب بدورها مع صفاته المميزة. وهذه الساعة تشبهه تماماً، فهي تكمل مسيرة الدار في ابتكار آلات وقت ذات تصاميم جديدة وعصرية، فأتى شكل علبتها بين المستدير والمربع والمخدّد، كما ضم أحد نماذجها التوربيون الطائر، وزوّد نموذج آخر بوظيفة التوقيت الثاني التراجعي. صيغ هذا النموذج الأخير بالذهب الوردي وسكنته حركة أوتوماتيكية كاليبر 1904-FU MC، وقد تمت زخرفة الميناء بتأثير متموّج جعله يشابه شبكة تبريد الهواء في محرّك السيارة، وهو يستقبل مؤشر الثواني الصغيرة عند الـ 6، عقرباً تراجعياً للتوقيت الزمني الثاني عند الـ 10، ومؤشراً لساعات الليل والنهار بين الـ 3 والـ 4.
أما موانئ ساعات Hypnose فقد زُخرفت بخطوط لولبية دوّارة، بالأسود والأبيض، وبخطوط متموجة في الوسط، لتوحي بحركة الوقت التي لا تتوقّف. أتت هذه الساعات بعلب بيضوية الشكل من الذهب الأبيض أو الوردي، مرصعة بالماس على الإطار تارة وعلى كامل مساحة الميناء تارة أخرى، كما تضمنت المجموعة نموذجاً غارقاً في حبات الماس حتى السوار. وبما أن كارتييه تؤمن بأن ساعات المجوهرات لا تكتفي بالضرورة بحركة كوارتز بسيطة، بل يمكنها أن تجمع بين الماس والأحجار الكريمة والحركات الميكانيكية المعقدة، كشفت عن ساعة القلادة Tourbillon
Mystérieux Azuré المصوغة من الذهب الأبيض، والمرصعة بالماس والسافير والأونيكس، ويتدلى منها حجر سافير سيلاني بيضوي القطع زنته 25.93 قيراطاً. تعمل هذه الساعة الفريدة الإصدار بواسطة الحركة اليدوية التعبئة كاليبر 9463 MC التي تضم توربيون مزدوج.
وبإصدار محدود بـ 30 قطعة، أطلقت Cartier ساعة جديدة من مجموعة Ballon Bleu، حيث احتل نمر الدار وسط الميناء ولكن هذه المرة تم تنفيذه بتقنية طلاء المينا المحبّب. هذه التقنية تقوم على طحن المواد الأولية لطلاء المينا، وتشكيلها على شكل خيوط رفيعة، ومن ثم قطع أجزاء صغيرة من تلك الخيوط، ونفخ هذه القطع على طريقة نفخ الزجاج لتكوين كريات صغيرة ملوّنة، ورصفها على الميناء ضمن الخطوط الذهبية النافرة التي تشكل الرسم الأساسي للنمر. علبة الساعة من الذهب الأصفر قطر 42ملم، مرصعة بالماس على الإطار، وتنتهي بسوار من الجلد الأسود ومشبك مرصع بالماس بدوره.
وتتابع Cartier أيضاً اللعب على وتر الساعات الغامضة حيث تبدو العقارب وكأنها تطفو في فضاء العلبة، ولكنها تنقلها إلى مستوى جديد في ساعة Astromystérieux التي تعمل بواسطة الحركة اليدوية التعبئة كاليبر 9463 MC بمخزون للطاقة من 50 ساعة، حيث تم وضع ميزان الساعة في وسط الحركة على المحور نفسه الذي تدور حوله العقارب، كما اجتمع حول هذا المحور أيضاً قفص التوربيون المركزي مع عجلة التوازن وسلسلة التروس والعجلة البرميلية، فبدت الحركة وكأنها تسبح كاملة في الفراغ، وهي تظهر بمظهرها المذهل هذا من جهتي العلبة المصنوعة من البلاديوم قطر 43.5ملم والمغلفة بالكريستال السافيري. كما برزت أيضاً في الجناح الخاص بالدار في صالون جنيف ساعة Clé de Cartier Automatic Skeleton، وهي الساعة الأولى للدار المفرّغة بالكامل مع حركة أوتوماتيكية، وقد صيغت من البلاديوم بقطر 41ملم، وهي تعمل بواسطة الحركة كاليبر 9621 MC بمخزون للطاقة من 48 ساعة.
بالتزامن مع صالون جنيف العالمي للساعات الراقية، تقوم دور مستقلة أخرى، غير مشاركة في الحدث، بعرض جديدها أو الدفعة الأولى منه في جنيف ضمن معارض أو صالونات خاصة بها، غالباً ما تستقطب زوار عاصمة الوقت من الخبراء والصحافيين المتخصصين في المجال في هذه الفترة من السنة، فتفتتح هذه الدور روزناماتها السنوية بحضورهم، ويستفيدون هم من «زحمة» صانعي الوقت والمتحمسين والجامعين لتبادل الخبرات، لنقل أكبر قدر ممكن من المعلومات حول جديد القطاع إلى الجمهور.
تقدّم دار F.P.Journe النسخة الجديدة من ساعتها Octa Divine (في الصورة) التي أتت بعلبة من البلاتين أو الذهب الوردي بقياسين مختلفين للقطر 40ملم أو 42ملم، والتي تتميّز بسهولة قراءة وظائفها من خلال المؤشرات المنظمة المنتشرة على مينائها. فالتاريخ قد تم عرضه في نافذة ضخمة مزدوجة بين الـ 11 والـ 12، بينما احتل مؤشر مراحل القمر موقعاً بين الـ 7 والـ 8، وعداد الثواني بين الـ 4 والـ 5. تعمل هذه الساعات بواسطة حركة الدار الأوتوماتيكية كاليبر 1300.3 بمخزون للطاقة يتخطى الخمسة أيام، يُقرأ في مؤشر خاص موضوع عند الـ 10.
وللجنس اللطيف، تقدم الدار ساعة جديدة من مجموعة Elegante وهي الأولى التي ابتكرتها F.P.Journe لهنّ، وهي من دون أدنى شك تقدّم مفهوماً جديداً لعمل آلات الوقت النسائية. فهذه الساعات تتميز بالعمر الطويل إذ أنها تعيش لمدة 10 سنوات على معصم حاملتها، كما بإمكانها حفظ الوقت لمدة 18 سنة في حال لم يتم ارتداؤها، كما أنها تتحول إلى وضعية الـ stand-by بعد 30 دقيقة من توقف معصم حاملتها عن الحركة، لتعود تلقائياً إلى التوقيت الصحيح متى عادت إلى حركتها المعتادة. وذلك يعود إلى آليتها الإلكتروميكانيكية المتطوّرة والفريدة من نوعها والتي يظهر الجزء الكاشف عن سير عملها عند الـ 4. والجدير بالذكر أن جميع الأجزاء الميكانيكية من الحركة كاليبر 1210 قد صُنعت في مشاغل الدار، بينما تولى أحد المهندسين السويسريين تصميم الأجزاء الإلكترونية التي تمت صناعتها في سويسرا خصيصاً لصالح F.P.Journe. صيغ النموذج الجديد من الساعة بالتيتانيوم وأتى بعلبته المسطحة على شكل سلحفاة التي اعتدنا عليها ولكن بحجم أكبر (48ملم x 40ملم)، وترافقت مع سوار من المطاط الأزرق الداكن.
بعد سنة من إطلاقها للساعة التردادية التصوّرية الأولى من إنتاجها، ها هي Audemars Piguet تكشف عن ساعة Royal Oak Concept Supersonnerie اليدوية التعبئة كاليبر 2937. تتميّز الساعة بنقاوة النغمات الموسيقية التي تقرأ الوقت من خلالها، ذلك ممكن بفضل الفولاذ الخاص بالدار المستعمل في صناعة الصنج، وتصميم العلبة المميز الذي يمنع امتصاص الذبذبات الصوتية مما يساعد على تضخيم الصوت الصادر عن الصنج، ذلك إضافة إلى النظام الضابط للآلية التردادية، المقاوم للصدمات، ما يجعله يساهم في تجنّب الأصوات غير المرغوب بها، وإخراج الأنغام واضحة نقية. علبة الساعة من التيتانيوم قطر 44ملم، وهي تعرض على مينائها الشفاف قفص التوربيون وعدادات الكرونوغراف. أما ساعة Royal Oak Double Balance Wheel Openwork فهي تتميّز تقنياً باحتوائها عجلتيّ توازن موضوعتين على نفس المحور، ويربط بينهما زنبرك التوازن، تقنية نالت عليها الدار براءة اختراع لفاعليتها الكبرى بالنسبة إلى حماية الساعة من تأثيرات الجاذبية الأرضية، وتعزيز دقتها من ناحية، ولصعوبة تنفيذها من ناحية أخرى. أتت هذه الساعة بعلبة من الفولاذ أو من الذهب الوردي قطر 41ملم، وهي تعمل بواسطة حركة أوتوماتيكية شفافة تعرض جميع مكوّناتها من خلال الكريستال السافيري الذي يغلف العلبة.
أما الساعات الماسية فهي أيضاً لها نصيبها من إصدارات Audemars Piguet لهذه السنة، حيث كشفت عن ساعة Diamond Fury المصوغة من الذهب الأبيض، والتي تشبّهها الدار بالدرع الماسي، لتصميمها المؤلف من مجموعة وحدات نافرة تبدو وكأنها مسننة، ولكنها مرصوفة بحبات الماس. كل قطعة من النموذج المرصع بالماس بالكامل تتطلب 1500 ساعة من العمل و4841 ماسة لمّاعة، تصل زنتها الإجمالية إلى 26.14 قيراطاً تقريباً، تغطي العلبة والميناء والسوار.