وللصائغين معجم جديد

قبل اختراع المرآة، وانتشار فنون الرسم والنحت، والعمليات التجميلية والصور الفوتوغرافية والـ selfie، ومنذ بدأ الإنسان يرى انعكاس صورته على وجه المياه الراكدة، أي قبل آلاف السنين، كان الجمال والتجمّل في صدارة أولوياته، وأولويات السيدات بشكل خاص.

من مجموعة "كوزميك دو شانيل "

من مجموعة “كوزميك دو شانيل “

الذهب كان في طليعة مواد و»كنوز الجمال»، فاستعملته المجتمعات القديمة كلها أي حضارة ما بين النهرين، المصريون، اليونانيون، الرومان وغيرهم في صناعة الحلي، علماً أن اكتشافه قد تم في القرن السادس قبل الميلاد، ليتبعه النحاس، قبل الميلاد بـ4200 عام، والفضة بعد ذلك بـ200 سنة، والبلاتين في القرن الثاني قبل الميلاد. ذلك إضافة إلى الإكتشافات المستمرة للأحجار الكريمة التي أبهرت عيون السيدات، وجعلت المغامرين يسعون وراءها في أقاصي الأرض، على قمم الجبال وفي قعر المحيطات، وكل ذلك لإرضاء السيدات وإشباع رغبتهن بالظهور بأبهى طلة.

ولكن من قال أن الذهب والبلاتين والمعادن الثمينة الآتية منذ قرون هي الوحيدة القادرة على تجميل السيدات..؟ والماس والأحجار الكريمة تتفرد بتعزيز البريق الأنثوي..؟ فالصائغون اليوم بدؤوا يتجهون إلى الإستعانة بمعادن ومواد وأحجار «حديثة» الإستعمال في القطاع إذا جاز التعبير، فبتنا نرى عقوداً وأساور وخواتم وغير ذلك من قطع الحلي، وقد دخلت إليها أحجار الكريستال الصخري، أو السيراميك أو الرخام أو حتى صُنعت على قواعد من التيتانيوم، وهذا ما سنلقي عليه الضوء في السطور التالية.

من مجموعة " Sous le signe du lion" لشانيل

من مجموعة ” Sous le signe du lion” لشانيل

التيتانيوم جبّار كالعمالقة

إن التيتانيوم الذي اتخذ تسميه من عمالقة التيتان التاريخيين من الحضارة الإغريقية القديمة الذين لا يُقهرون، هو مثلهم، من المواد التي تتميّز بمستوى عالٍ من المتانة والمناعة ضد الأكسدة والخدش وكل أنواع الأضرار التي يمكن أن تصيب قطع المجوهرات عند الإستعمال المتواصل أو المتكرر، وذلك جعله من أهم المواد المعاصرة التي دخلت إلى عالم صياغة المجوهرات. هذا المعدن يتميّز بكونه %45 أخف وزناً من الفولاذ، ولكنه يضاهيه من ناحية القوة والصلابة، ويوازي البلاتين من جهة مقاومة الخدوش. ونظراً إلى صعوبة قطع وتشكيل وصقل التيتانيوم، فإن التصاميم على قدر ما تكون معقّدة الخطوط، تكون غير سهلة في التنفيذ، لكن وبالرغم من ذلك، نحن نرى اليوم قطعاً موقّعة بأسماء العديد من أهم الدور، مصنوعة من التيتانيوم، مثل خواتم Fleurs d’Opales من مجموعة Capsule لدار Chopard، المصوغة على شكل أزهار وقد توسطتها أحجار ضخمة من الأوبال الأسود تتراوح أوزانها بين 20 و24.3 قراريط، وهي مشعة بتدرجات ألوان قوس القزح، وتم ترصيعها أيضاً بأحجار كريمة ملوّنة كالياقوت، السافير، التزافوريت، العقيق والجمشت الأرجواني.

دامياني مجموعة D.Icon بالذهب الأبيض أو الوردي والسيراميك والماس

دامياني مجموعة D.Icon بالذهب الأبيض أو الوردي والسيراميك والماس

بريق الكريستال

وأحجار الكريستال الصخري بدورها كانت تشكل خياراً مثالياً للتزيّن بالنسبة إلى آلهة الأساطير الذين كانوا يرتدونها على صدورهم، كما ارتداها أيضاً عدد كبير من كهنة الأديان القديمة وقادة المجتمعات منذ آلاف السنين، كطلاسم جالبة للحكمة، تقدّم لهم المشورة وتعينهم على اتخاذ القرارات المهمة. ذلك إضافة إلى إيمان شعوب الحضارات القديمة بقدرة هذه الأحجار على شفاء المرضى، والاستعانة بها من قبل بعضهم لتوليد النور من خلال انعكاسات الإشعاعات الضوئية عليها، أو لنحت تماثيل لآلهتهم. وهذه الأحجار ممكن أن تتوفر بأحجام كبيرة، أو على شكل الكتل العنقودية cluster الذي تتخذه خلال مرحلة نموّها داخل الصخور، لذلك من الممكن استعمالها لأغراض تزيينية داخل المنازل حيث توضع كأحجار مصقولة أو كمنحوتات فنية، أو بحالتها الخام من دون أي تعديل. أما من ناحية استعمالها في صياغة المجوهرات، فهي تزيّن بأنواعها وألوانها اللامحدودة الكثير من إصدارات الدور، والأمثال عديدة في مجموعة Sous Le Signe du Lion لدار chanel حيث تزيّن أحجار الكريستال الصخري خواتم وعقوداً وأساور مستوحاة من الأسد، أحد أقرب الرموز إلى قلب مؤسستها غابرييل شانيل.

خاتم "فلور دوبال" من شوبار بالذهب الأبيض والتيتانيوم، يتوسطه حجر أوبال أسود زنة 24 قيراطاً. مرصع بالسافير، الجمشت الأرجواني والترافوريت.

خاتم “فلور دوبال” من شوبار بالذهب الأبيض والتيتانيوم، يتوسطه حجر أوبال أسود زنة 24 قيراطاً. مرصع بالسافير، الجمشت الأرجواني والترافوريت.

السيراميك قاعدة للنجوم الماسية

ودار Chanel أيضاً استعانت خلال العام 2015 بإحدى المواد الحديثة الأخرى لصياغة مجموعة Cosmique de Chanel، حيث وللمرة الأولى في تاريخها عملت على إدخال مادة السيراميك إلى مجوهراتها على قواعد من الذهب الأبيض، وقد رصعتها بالماس الذي توهّج بالبريق، وزادته الخلفية البيضاء أو السوداء من السيراميك إشعاعاً وعكساً للأنوار. هي النجوم والنيازك التي لطالما أنارت قسماً كبيراً من قطع الحلي التي تحمل توقيع الدار، ودخلت مشاغلها منذ العام 1932، تتمركز من جديد على خواتم وقلادات هذه المجموعة لتذكر بقول كوكو شانيل لأحد الصحافيين عام 1932، بأنها تريد أن تغطي السيدات بالنجوم، نجوم ماسية.

ومادة السيراميك غير المألوفة في عالم الصياغة، يبدو أنها بدأت تحتل مكانة مهمة في مشاغل المجوهرات، وذلك لخصائصها المميزة، حيث نعني المتانة والقدرة على مقاومة الخدوش وخفة الوزن في الوقت عينه. وبعيداً عن المجوهرات، جعلتها هذه الخصائص أيضاً على قائمة المواد المستعملة في الكثير من الصناعات والمجالات كتجميل الأسنان، صناعة المراكب الفضائية، قطع الأثاث التزيينية، والستر المضادة للرصاص وغيرها. وبالعودة إلى الحلي، نجد أيضاً أن دار Damiani تحتفل بشعار الدار، فتكتب الحرف الأول من اسمها بالذهب الوردي والأبيض مع الماس على قواعد من السيراميك الأبيض، الأسود أو البيج.

بيترا نمكوفا في إعلان شوبارد

بيترا نمكوفا في إعلان شوبارد

ونصل إلى الرخام، هذه المادة الصخرية الصلبة التي تتكوّن نتيجة تحولات كيميائية لبعض الصخور الكربونية المتراكمة، ما ينتج صخوراً ذات تركيبة مميزة، فيها خطوط متداخلة من كربونات الكريستال، فتشبه لوحة من الفسيفساء الدقيقة ولكنها من صنع الطبيعة. وتتنوّع ألوان الرخام بتنوّع أنواع الصخور التي كوِّنت منها، والشوائب التي تدخل إلى تركيبات تلك الصخور أي الطين أو الوحل أو الرمل، أوكسيد الحديد أو الصخور الصوّانية، وتكتسب ألوانها تلك نتيجة الضغط والحرارة العالية التي تتعرض لها على مدى سنوات من التحول. تختلف استعمالات الرخام بتنوّع أنواعه وألوانه وتركيباته، فالأبيض منه مثلاً لطالما استعمل لنحت التماثيل الرومانية واليونانية القديمة، بينما تتنوّع أنواع وألوان البلاط المكوّنة من الرخام، ويُستعمل في بناء القصور الفخمة والمعابد والمساجد حول العالم. ولمجموعة Bleu de Jodhpur قصة خاصة جداً، تتمحور حول علاقة الحب التي تربط Boucheron ببلاد الهند، حيث اجتازت الدار الحدود المألوفة في الإبتكار لتستعين بمواد غير تقليدية في صياغة هذه المجوهرات، كالرخام والرمل.

قطع من مجموعة Bleu de Jodhpur مرصعة بالماس والسافير والرخام.

قطع من مجموعة Bleu de Jodhpur مرصعة بالماس والسافير والرخام.

من أهم قطع المجموعة برز عقد Jodhpur المزدوج الوجوه، حيث صُنع المجسم الرئيسي الذي يتوسطه من رخام Makrana، وهو الرخام الأثمن في العالم وقد استُعمل لبناء قصر Taj Mahal، وقد توسطته ماسة زنتها 6.01 قيراطاً، وتم ترصيع وجهيه بالماس والسافير الأزرق. كما وبرز أيضاً سوار Perroquet المزيّن بالرخام والمرصع بالماس والسافير، ومشبك Aigle de Jodhpur المصوغ بالذهب الأبيض، والمزين بالرخام والماس.

خاتم Surf من لورنز بومر بالتيتانيوم والذهب الأبيض، مرصع بالماس الشفاف والأصفر

خاتم Surf من لورنز بومر بالتيتانيوم والذهب الأبيض، مرصع بالماس الشفاف والأصفر

صحيح أن الماس هو الصديق الأقرب إلى قلوب السيدات، ولكن ها نحن نعرّفكنّ على أصدقاء جدد، ونقرّب المسافات بينهم وبين قلوبكنّ… فاستمتعن سيداتي بما يبتكره لكن الصائغون، واجعلن طلتكن مميزة بمجوهرات جريئة المضمون، وعصرية التصميم، وتامة البريق والأناقة…

موسم برتقالي دافئ

من أشعّة الشمس المنثورة صيفاً على كلّ أنحاء المعمورة ومن لهب النار، ومن أوراق الخريف المتساقطة ومن موسم الحصاد، ومن ثمرة اليقطين ومن الحمضيّات، ينبثق اللون البرتقالي ليحمل في طيّاته معاني الفرح والإبداع

يستمّد طاقته من اللون الأحمر وإشعاعه من اللون الأصفر، فيأتي مزيجاً من الدفء والحماس والصحّة والعزم والتفاؤل.

Versace-FJ-Vedana-1024x1024

Versace FJ Vedana

غالباً ما يرمز اللون البرتقالي إلى مجموعة من الصفات الحميدة كالنجاح والتحفيز والصحّة والإبداع والحرّيّة والإعجاب والحماسة والفرح والتوازن والسعادة وسواها. وقد يُستعمل في معظم الحالات لإضفاء حسّ من الراحة النفسيّة والإتّزان العاطفيّ، كما يساعد على تخطّي الشجون وخيبات الأمل ويحفّز صاحبه على المضيّ قُدماً كونه نابض بالحياة!

تختلف تدرّجات اللون البرتقالي وتتنوع وهي بمجملها مًستخدمة للفت النظر ولجذب الإنتباه. فمن البرتقاليّ الداكن مروراً بالبرتقاليّ المحمرّ المعتق وصولاً إلى البرتقاليّ الذهبيّ والبرتقاليّ الفاتح، كلّها تحمل معاني الضوء والفرح والتفاؤل.

يُقال أنّ هذا اللون منشّط للعلاقات الإجتماعيّة والثقة بالنفس والتفاهم مع الآخرين، فلا بدّ من إدخاله في الملابس أو الأكسسوارات أو الأثاث أو حتى في المجوهرات والساعات، لما يُعطيه من نظرة تفاؤليّة للحياة.

إن كنت من محبّي هذا اللون، فأنت حتماً تتمتّع بشخصيّة منفتحة على الآخرين، محبّة، طيّبة القلب، وحازمة، ولا تتردّد في إتخاذ القرارات المصيريّة. كما انك شخص إجتماعيّ بامتياز، ناشط في المغامرات واللقاءات والسهرات، مغامر إلى أقصى الحدود، مليء بالحياة والديناميكيّة، لكنّك في نفس الوقت تهوى التباهي ولفت الأنظار لتكون دوماً محور الإهتمام بين الأصدقاء! فهو لون صعب ولا يجرؤ أيّ من كان على إدخاله إلى طلّته اليوميّة.

Balmain

Balmain

أما من ناحية عالم الأزياء، فنرى عودةً واضحة للون البرتقالي بمختلف تدرّجاته، بعد أن كان المصممون يبتعدون آنفاً عن إدخاله إلى مجموعاتهم إلا بشكل خجول. فها هو قد غدا رُكناً أساسياً يُستخدم في عروض  معظم دور الأزياء العالميّة الراقية، كما نراه يسيطر بقوّة في مجموعات للملابس الجاهزة على غرار Balmain  وCavalli وMiu Miu وسواها.

كما أنّ اللون البرتقالي هو المحبّب لدار Hermès بحيث نرى العلب و الـCarrier Bag بهذا اللون أيضاً.

يجذب هذا اللون الإستوائي الغريب النظر إليه لا محالة وهو يتداخل في مجمل الحضارات التي تستخدمه بشتّى الطرق، ليصبح جزءاً لا يتجزّأ منها.

ومع عودة تركيز الموضة إلى السبعينيات من القرن الماضي، نلحظ إدخال البرتقالي حتى في أثاث المنازل، للمسة الدفء والسلام الداخلي والتصالح مع الذات. فمن السجاد إلى الحائط، مروراً بالوسادات والأكسسوارات واللوحات والستائر والأغطية ومختلف الأقمشة، يُسجّل اللون البرتقالي محطّة لا بدّ من التوقّف عندها في أغلب الأحيان.

Victoria Beckham

Victoria Beckham

فقد يكون هذا اللون جريئاً ونابضاً بالحياة، لكنه حتماً قد شقّ طريقه إلى معظم عروض الأزياء والمجموعات وهو يشكّل أحد ألوان القوة الجديدة، بمعنى انّه قد هيمن جزئياً في السنوات الأخيرة على ساحة الموضة العالميّة، حيث أصبح ينال حظاً وافراً وإعجاباً واضحاً، خاصة من قبل الجيل الصاعد.

من ظلال اللون اليوسفي Tangerine إلى ألون المندرين والمشمشيّ، وحتى لون القرفة، باتت هذه الظلال واضحة المعالم في الألبسة الرجاليّة الأنيقة والبذلات والفساتين والأحذية والحقائب والأكسسوارات كافة.

هو لون جريء، فلا بدّ أن يتمتّع من يلبسه بشخصيّة قويّة وإرادة صلبة ليعكس داخله الحنون والمعطاء والمحبّ، بحيث يُطلق العنان لفرادة شخصيّته وروحه الحرّة غير المقيّدة بالقوانين والنظم.

 

جواهر بانتعاش البرتقال

ترمز الأحجار الكريمة البرتقاليّة إلى الحيويّة وإلى القدرة على التحمّل. وهي غالباً ما تحثّ على اكتشاف الإنسان للقوة الكامنة بداخله، وتعزّز احترام الذات. كما أنها تحفّز على الإبداع والجهوزيّة الذهنيّة والقدرة على التأقلم في مختلف الأوضاع وتقبّل الآخرين.

zigana

Zigana

تلقى الأحجار الكريمة البرتقاليّة إقبالاً منقطع النظير بسبب حيويتها ودفء لمعانها وتناسقها مع الذهب الأبيض والأصفر والوردي ومع البلاتين. فهي أحجار نادرة الوجود عامة، خلاّبة وساحرة، وغالباً ما تُستخدم في المجوهرات الملكيّة.

بعض هذه الأحجار برتقاليّ بطبيعته، بيد أنه في بعض الحالات، تكتسب الجوهرة هذا اللون عبر معالجتها بالحرارة. كثيرة هي الأحجار الكريمة المندرجة ضمن هذا الإطار البرتقاليّ: من المرجان إلى الأوبال إلى العقيق إلى التوباز إلى الماس البرتقالي… حيث تبقى رمز الإبداع والحيويّة والثقة وتوازن المشاعر وحرّيّة التعبير، ويكمن السّر في اختيار الحجر المثالي من ناحية درجة لمعانه وكميّة الضّوء المنعكسة من خلاله.

لذلك ولاختيار قطعة  معيّنة، ركّزي سيدتي على أربعة عناصر أساسيّة: القيراط، أي زِنة الحجر، اللون الذي يتراوح بين الشّفاف والغني الداكن، درجة النّقاء، وطريقة الصقل التي تتيح رؤية البريق بأفضل صورة.

في دار شانيل، ينصبّ الجهد على اختيار أرقى الأحجار الكريمة لتزيين المجوهرات، وتحملك بعض التصاميم للعودة إلى التاريخ، كخاتم Les Talismans de Mademoiselle الذي يتوسّطه حجر من التوباز البرتقالي قطع كابوشون زنة 21.1 قيراطاً، على قاعدة من الذهب الأبيض المرصّع بالماس. والجدير بالذكر أن حجر التوباز هذا هو الأكبر من ضمن مجموعة Les Talismans de Chanel، وذلك للتأكيد على أنّ التصميم الراقي لا يعني بالضرورة استخدام الحجر الأثمن، بل إن السرّ يكمن أيضاً في تنفيذ التصميم الدقيق والتفاصيل المذهلة التي تجمع ما بين الحرفيّة والذوق الرفيع.

Making Of Talisman Collection

Making Of Talisman Collection

 

نادرة هي قطع المجوهرات التي تجمع ما بين الفنّ والحرفيّة العالية. ومنها على سبيل المثال سوار Crab Clow لـNicholas Varney، الذي اعتُمدت لتصميمه وتنفيذه تقنية خاصة قائمة على  غمس مخلب سلطعون البحرالصخريّ في الشمع لأخذ الشكل الدقيق، وصناعة القالب. زُيّن هذا السوار بأكثر من 2000 حجر من الماس، السافير البرتقالي والأزرق، البلخش واللؤلؤ. يلتفّ السوار المصنوع من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً حول المعصم في تصميم متعرّج شبيه بانحناءات مخلب السلطعون البحري.

Nicholas Varneyبين الضوء والظلّ

واختارت دار كارتييه مجموعة مستوحاة من ديناميّة الضوء والظلّ خلال النهار وعند غروب الشمس، وقد اختيرت لها الأحجار القادرة على تحويل الضوء إلى مناظر خلاّبة. فمن زرقة المياه اللازورديّة وتموّج ألوانها عند المغيب، انتقى المصمّمون تلك الجواهر لفرادة ألوانها ولمعانها وإشراقها، وقد تمّ التركيز على المزج ما بين الماس والياقوت والزمرّد والمرجان مع العقيق والتانزانيت والكريزوبراز.

Cartier Etourdissant 1

ومن دارBulgari ، تشكيلة Geometry of Time ضمن مجموعة Italian Gardens المستوحاة من التناغم الهندسيّ الدقيق لأحواض الزهور وأسوار الحدائق الإيطاليّة، المزينة بسحر الطبيعة والألوان والأزهار. وقد ابتكرت هذه الدار أربع من ساعات المجوهرات، المرصعة بأحجار الياقوت والجمشت الأرجواني والزمرّد والتورمالين الممتزجة مع عرق اللؤلؤ والمرجان.

Bulgari

من خلال مجموعة “Peau d’Âne” المستوحاة من تلك الرواية الخيالية الرائعة، سعت دار Van Cleef and Arpels إلى إبراز خبرتها الواسعة في الصياغة وإتقان فنانيها لتقنيات الترصيع بالأحجار الكريمة. فأتى مشبك Piou Piou من هذه المجموعة بالذهب الأبيض، المرصع بالماس المستدير والمستطيل القطع، إضافة إلى خرز المرجان، وأحجار السبيسارتيت، وهو يصف عصفورين فوق غصن من الماس المحمّل بثمار مرجانية في الغابة التي تلتجئ إليها «بو دان» في أحد مشاهد القصة التي ترويها فان كليف أند آربل، وتزيدها بريقاً وإشراقاً وجمال.

111JH001861-01

 

أما ساعة Grappoli المرصعة بالماس والسافير البرتقالي، فهي إحدى الإصدارات الفريدة الخمسة من ضمن هذه المجموعة المميزة لقارئات الوقت التي تحمل توقيع de Grisogono. مصوغة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، وقد تم ترصيع العلبة بأحجار السافير البرتقاليّ بقطع لمّاع وقطع «بريوليت»، كما صُنع السوار من جلد Galuchat البرتقالي اللون.

ساعة Grappoli من de Grisogono

يبقى اللون البرتقالي هديّة الشمس إلى سكّان الأرض، إضافة جميلة إلى مجموعة مجوهراتك، لندرة أحجاره وقيمتها الكبيرة وفرادة وجرأة التصاميم التي تتزيّن بها…

فعيشي الألوان وتزيّني بالأحجار البرتقالية الكريمة!

بازل ٢٠١٦: Graham

تحتفل‭ ‬دار‭ ‬Graham‭ ‬بالعيد‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬لإطلاقها‭ ‬مجموعة‭ ‬Chronofighter،‭ ‬فتغنيها‭ ‬بأربعة‭ ‬نماذج‭ ‬جديدة‭ ‬قطر‭ ‬44ملم‭ ‬بموانئ‭ ‬تتنوع‭ ‬بين‭ ‬الأزرق،‭ ‬الأسود‭ ‬والبني،‭ ‬تحمل‭ ‬الملامح‭ ‬الأساسية‭ ‬للمجموعة‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬طابعها‭ ‬التقليدي‭. ‬فوضع‭ ‬على‭ ‬الجهة‭ ‬اليسرى‭ ‬للعلبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الزر‭ ‬الدفعي‭ ‬والزناد‭ ‬الخاص‭ ‬بتشغيل‭ ‬الكرونوغراف‭ ‬والذي‭ ‬يقوم‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بحماية‭ ‬التاج‭ ‬الموضوع‭ ‬تحته‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬قراءة‭ ‬الوقت‭ ‬بواسطة‭ ‬العقارب‭ ‬المركزية،‭ ‬تمنح‭ ‬هذه‭ ‬الساعات‭ ‬التاريخ‭ ‬وأيام‭ ‬الأسبوع‭ ‬في‭ ‬نافذتين‭ ‬متجاورتين‭ ‬عند‭ ‬الـ9،‭ ‬أما‭ ‬وظائف‭ ‬الكرونوغراف‭ ‬فهي‭ ‬معروضة‭ ‬في‭ ‬مينائين‭ ‬فرعيين‭ ‬عند‭ ‬الـ‭ ‬3‭ ‬والـ‭ ‬6‭. ‬الحركة‭ ‬أوتوماتيكية‭ ‬كاليبر‭ ‬G1747‭ ‬بمخزون‭ ‬للطاقة‭ ‬من‭ ‬48‭ ‬ساعة،‭ ‬مقاومة‭ ‬لضغط‭ ‬الماء‭ ‬حتى‭ ‬عمق‭ ‬100‭ ‬متر‭ ‬وتنتهي‭ ‬بأساور‭ ‬جلدية‭.‬

على المعصم: Astron GPS Solar Dual Time من Seiko

على معصمك حول العالم

بحسب تعبير Seiko، إن ساعة Astron GPS Solar Dual Time هي شديدة الدقة بحيث لا تتعدى إمكانية الخطأ في قراءتها للوقت، ثانية واحدة كل 100.000 سنة. آلة الوقت هذه التي تمنح وظيفة الروزنامة الدائمة، هي أحدث إصدارات مجموعة Astron التي أطلقتها الدار للمرة الأولى في العام 2012، تعمل بالطاقة الشمسية، وتتصل بالنظام العالمي لتحديد المواقع، لتتمكن وبكبسة واحدة على التاج من ضبط التوقيت الموافق لأي من المناطق الزمنية الـ 40 التي يكون فيها حاملها.

أما الإضافة الجديدة التي أغنت بها الدار الساعة الجديدة التي صُمِّمت بكمية محددة حاملة اسم لاعب كرة المضرب الصربي Novak Djokovic، فهو الميناء الإضافي للتوقيت الثاني الذي يؤدي مهمة قراءة الوقت في منطقة محددة كل الوقت، إلى جانب قراءة الوقت العالمي بواسطة نظام GPS، ولذلك قامت Seiko بابتكار الحركة ذات الكاليبر 8X53 وهي جديدة بالكامل، ومقاومة للحقول المغناطيسية.

ونصل إلى الميناء البني الذي يحافظ على العمق والمظهر الثلاثي الأبعاد الذي تعوّدنا رؤيته في ساعات المجموعة، ولكنه أكثر بساطة. الميناء الجديد للتوقيت الثاني وُضع عند الـ 6، بينما تمركز عقرب تراجعي لأيام الأسبوع بين الـ2 والـ 3 ونافذة للتاريخ عند الـ 4، وهي بغير حاجة إلى التعديل قبل العام 2100. علبة الساعة من الفولاذ قطر 44.6ملم، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر، وتنتهي بسوار من الجلد البني.

على المعصم: Luminor 1950 Sealand 3 Days Automatic Acciaio-44mm من Officine Panerai

تتزيّن بالخيول العربية

في تحية إلى العلاقة الطويلة الأمد التي تجمعها مع مجموعة «علي بن علي» القطرية الرائدة في مجال تجارة منتجات اللوكس، تطلق Officine Panerai مجموعة جديدة محدودة الإصدار تحت عنوان Luminor 1950 Sealand 3 Days 
Automatic Acciaio-44mm، ستكون متوفّرة حصرياً في بوتيكات الدار الموجودة في كل من مجمّع «فيللاجيو» في الدوحة، شارع التحلية في الرياض، وفي مركز «جميل سكوير» في جدة.

هذا النموذج الجديد من ساعات Luminor 1950 Sealand  أتى ملتزماً بالملامح الخاصة للمجموعة، ولكن تم تخصيصه بنقش فني يدوي على غطاء العلبة الخلفي، يجسد مشهداً للخيول العربية الأصيلة وهي تعدو في الصحراء بين أشجار النخيل وخلفها البحر. بإصدار محدود بـ 60 قطعة فقط، أتت هذه الساعات بعلبة «لومينور 1950» من الفولاذ المزوَّدة بغطاء حامٍ وقد بلغ قطرها 44ملم، وزُوِّدت أيضاً بالجسر الحامي للتاج كجميع ساعات الدار. أما الحركة فهي أوتوماتيكية كاليبر P.9000 المعتمدة في المجموعة، تمنح الوقت والتاريخ والثواني الصغيرة. هذه الساعة مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر، وتنتهي بسوار من الجلد الذهبي اللون.

 

على المعصم: Heritage Spirit Perpetual Calendar Sapphire من Montblanc

روزنامة وقمر

هذه الساعة التي أطلقتها الدار في معرض Watches & Wonders في سبتمبر الماضي، يمكن وصفها بالنسخة «المجمّلة» والجذابة لساعة الروزنامة الدائمة التي أطلقتها الدار من ضمن مجموعة Meisterstück في صالون جنيف للساعات الراقية عام 2014. من ثم، تم إطلاق لقب «المشاكسة» عليها، بسبب سعرها الذي لا يتعدى 13.000 دولار أميركي بالنسخة الفولاذية، والذي يُعتبر «منخفضاً» نظراً إلى التعقيدات التي تتضمنها الساعة، علماً أن ساعة التعقيدات «المنخفضة السعر» التي سبقتها كانت ساعة الروزنامة الدائمة Master Ultra-Thin من Jaeger-LeCoultre، والتي كانت أغلى منها بـ 7000 دولار.

والجدير بالذكر أن الروزنامة الخاصة بهذه الساعة لن تحتاج إلى التعديل اليدوي قبل الثامن والعشرين من فبراير عام 2100، فتريحك من هذه المهمة وتتركها للأجيال القادمة من أحفادك. إلى ذلك، تتمتع آلة الوقت هذه بميناء من السافير الرمادي المدخن الفاتح اللون الذي يجعل الموانئ الفرعية والمؤشرات تبدو وكأنها تطفو على وجه الحركة الميكانيكية، التي تظهر بدورها من خلاله، فيتمكن الناظر من مشاهدة أجزاء آلية الروزنامة الدائمة من إنتاج Dubois-Depraz الموضوعة على الجهة العلوية من الكاليبر Sellita SW300، وهي التركيبة نفسها التي استُعملت في النموذج الأصلي عام 2014.

إن احتواء هذه الساعة الأوتوماتيكية على حركة مؤلفة من وحدات متعددة بدلاً من أن تكون متكاملة، فآلية الروزنامة هي من إنتاج شركة مختلفة عن تلك المنتجة للقاعدة الأساسية (ما يُعتبر نقطة سلبية في مجال صناعة التعقيدات) عرفت الدار أن تجعل منه منحى إيجابياً، فوضع آلية الروزنامة الدائمة فوق قاعدة الحركة ساهم في إعطاء الساعة ملامح جمالية إضافية، إلى جانب النقش الدائري الذي تزيّن به مؤشر مراحل القمر عند الـ 6. تسكن الساعة علبة من الذهب الوردي قطر 39ملم، يغلفها زجاج الكريستال السافيري من الجهتين، وهي تباع بسعر معقول، 19.000 يورو أي ما يعادل 22.900 دولار تقريباً.

 

على المعصم: HM Perpetual Moon من Arnold & Son

وجه فني للقمر

تأتي ساعة HM Perpetual Moon لتؤكد على العلاقة الوثيقة التي تجمع دار Arnold & Son مع تقاليد صناعة التعقيدات الفلكية، كما وتجسّد قدرتها على ابتداع التصاميم، وتظهر براعة فنانيها. فهذه الساعة تضم أحد أكبر مجسمات القمر الموجودة على موانئ الساعات، وهي من ضمن مجموعة Royal Collection المستوحاة من الساعات التي كان «جون أرنولد» يصنعها للملك جورج الثالث ولأعضاء الديوان الملكي البريطاني في القرن الثامن عشر، وهي تشهد على التزام الدار بتطبيق التقنيات التزيينية القديمة التي كانت وما زالت متَّبعة في عالم صناعات الساعات الراقية.

آلة الوقت هذه أتت بعلبة من الفولاذ قطر 42ملم، وتميّزت بالميناء المزخرف guilloché بتأثير متموّج ومتداخل وقد تلوّن بالأزرق الغني، واحتلت القسم العلوي منه نافذة نصف دائرية تمتد بين الـ 2 والـ 10، يظهر من خلالها القمر الذهبي الثلاثي الأبعاد المنقوش يدوياً بوجوهه المختلفة، على خلفية زرقاء مضاءة بالنجوم الذهبية أيضاً. من الناحية التقنية، تُعتبر وظيفة مراحل القمر هذه شديدة الدقة، إذ لا تحتاج إلى تعديل إلا مرة كل 122 عاماً، كما أن القرص (قطر 29ملم) الذي يحمل مجسميّ القمر اللذين يظهران على الميناء على التوالي يشكل قسماً أساسياً من الحركة الميكانيكية اليدوية التعبئة كاليبر A&S1512 المصنوعة خصيصاً لهذه الساعة، والتي تم صقلها وتشطيبها يدوياً، كما وزُيِّنت أيضاً بنقش Côtes de Genève. تتمتع بمخزون للطاقة من 90 ساعة، ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً، وتنتهي بسوار من الجلد الأسود أو البني.

 

على المعصم: de Grisogono Instrumento N˚ Uno Tourbillon

منتهى الدقة

منذ أسس Fawaz Gruosi دار de Grisogono قبل عقدين من الزمن، استطاع بفضل قدراته الإبداعية الكبرى أن يحجز لنفسه مكاناً بين أهم الدور العالمية للمجوهرات. لذلك فإن الناحية التقنية للساعات الرجالية التي تنتجها هذه الدار تبدو للبعض وكأنها ليست ذات أهمية، ويمكن التغاضي عنها بكل بساطة، ولكن ذلك بلا شك خطأ فادح. وخير مثال على ذلك ساعة Instrumento N˚ Uno Tourbillon.UNO_TOURBILLON_N01 WB

هذه الساعة التي تم الكشف عنها في معرض بازل، حيث أتيحت لي الفرصة برؤيتها عن قرب وتجربتها على المعصم، أصبحت اليوم متوفرة في متاجر الدار. أما الناحية الأهم بالنسبة إلى الحركة كاليبر TB 31-00 التي تسيّرها فتكمن في التوربيون، الذي لا يمكن وصفه بالعادي كالكثير من آليات التوربيون الأخرى المتواجدة بكثرة في السوق اليوم، بل بأنه توربيون طائر مبتكر ومتطوّر، حيث ارتأت الدار أن تجعل ركيزة التوازن منحنية على زاوية 30 درجة، بينما أبقت على القفص موازياً للصفيحة الرئيسية. هذه الخاصية جعلته مختلفاً عن غيره من آليات التوربيون الطائر المنحنية الأخرى، ونذكر منها تلك التي سبق وأنتجتها Greubel Forsey، وقد جعلت فيها قفص التوربيون منحنٍ على زاوية بلغت 30 درجة، مما يعزز دوره في إلغاء تأثيرات الجاذبية على عمل الحركة. وهذه الصفة تنطبق أيضاً على ساعة
de Grisogono التي نحن بصدد الإضاءة عليها، ولكن هذا التصميم الخاص بها يمنحها بحسب الدار لمسات جمالية إضافية مميزة.

على المعصم، تبدو هذه الساعة جريئة، وهي صفة مشتركة لجميع ساعات الدار، العلبة تبدو كنسخة مطوّرة للعلبة الخاصة بساعة Instrumento 
N˚ Uno من العام 2000، ولكنها شديدة التميّز وتلعب على المزج بين الشفافية والخطوط الهندسية، بفضل زجاج الكريستال السافيري الذي يغلفها من الجهتين، والإطار المصوغ من الذهب الأبيض أو الوردي الذي يحيط به. فيبدو النموذج المصنوع من الذهب الوردي دافئ وغني، بينما تطغى على النموذج الآخر صفة العصرية والجرأة، بفضل المؤشرات الخضراء المخصصة لقراءة الوقت.UNO_TOURBILLON_N02 BB

إن غياب الميناء (حيث وُضعت الأرقام على قرص مفرّغ ومقوّس على شكل نضوة الفرس، متصل بالصفيحة الرئيسية، ولكنه يبدو وكأنه يطفو في الفراغ) يفتح المجال برؤية كامل أجزاء الحركة بزواياها المصقولة وجسورها المسوّدة بتقنية PVD. ولكن أكثر ما يلفت النظر في هذه الساعة هو مشهد التوربيون الطائر المغطى بطبقة مقببة من السافير، ذلك إلى جانب القفص المصنوع من السافير أيضاً مما يمنحه مظهراً ثلاثي الأبعاد.

هذه الحركة هي نتيجة ثلاث سنوات من الأبحاث والتطوير، حائزة على براءة اختراع، وهي انطلقت من فكرة المحافظة على جودة أداء التوربيون لدوره حتى في ساعة اليد، وإن كان تموضعها يتبدل بين الأفقي والعامودي مما قد يؤثر سلباً عليه. إذاً فإن التحدي كان في التوصل إلى حماية آلية نشر الطاقة وتوزيعها من تأثير الجاذبية مهما كانت وضعية الساعة، أو بالأحرى تجنّب أي إمكانية للتغييرات في مستوى استهلاك الحركة للطاقة، وبالتالي تعزيز دقة أدائها.

إن المقاربة التي اعتمد عليها مطوّرو الحركات الميكانيكية لدى
de Grisogono هي مستوحاة من أعمال الساعاتي الشهير Richard Daners الذي هو اليوم في عقده السابع وقد كان الساعاتي المعلم لدى Gübelin في السابق، والذي كان سباقاً في ابتكار التوربيون الثلاثي المحاور في بدايات الألفية الثالثة. ولكن ابتكار ركيزة التوازن المنحنية على زاوية 30 درجة، مع الإبقاء على القفص موازياً للصفيحة الرئيسية هي عملية معقدة، تتطلب كما ضخماً من البراعة الهندسية والحسابية لضمان الأداء الأفضل. ومن ناحية أخرى، فإن آلية نشر الطاقة وتوزيعها escapement أتت أيضاً منحنية، مما شكل ترساً مخروطي الشكل يسيّر العجلة الرابعة للآلية، والتي تقود بدورها العجلة الثانية.

IMG_20150321_135807خصائص تقنية:

الحركة: كاليبر TB 31-00 مفرّغة ميكانيكية أوتوماتيكية، تضم توربيون طائر مع ركيزة توازن منحنية، تنبض بسرعة 21,600 تردد في الساعة، تتمتع بمخزون للطاقة من 60 ساعة.

الوظائف: الساعات والدقائق

العلبة: بالذهب الأبيض أو الوردي، مغلفة بطبقة من الكريستال السافيري، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً، التاج مرصع بحجر من الماس الأسود.

السوار: من جلد التمساح، مع مشبك قابل للطي.

 

 

على المعصم: Hermès Arceau Le Temps Suspendu 38mm

اللعب بالوقت

«كساعة «حديثة»، هي قطعة جميلة حقاً». قد يبدو هذا وكأنه إطراء «خافت»، لكن كونه قد ورد على لسان أحد جامعي الساعات المقيمين في دبي، المحترفين والشغوفين بعالم الوقت (والذي قام منذ عدة سنوات ببيع معظم الساعات الحديثة التي كانت ضمن مجموعته ليشتري مكانها ساعات تاريخية فقط)، فهو إطراء كبير لساعة Hermès Le Temps Suspendu.

هيرمس 5

خلال كامل الفترة التي ارتديت فيها هذه الساعة التي وضعتها الدار على معصمي لأسابيع لاختبارها والكتابة عنها، سمعت الكثير من التعليقات ممن حولي، ولكنها كلها كانت تعليقات إيجابية. أما خلال «أسبوع الساعات، دبي» Dubai Watch Week، فقد استطاعت هذه الساعة جذب الكثير من الإنتباه، والحصول على عدد لا يستهان به من المعجبين الجدد، منهم من لم يفكر أبداً في السابق باقتناء ساعة Hermès، ومنهم من ظن أن ساعات الدار هي فقط من النوع الأقل أهمية، أو من «ساعات الموضة».

إذاً فلنبدأ من هنا. هل ساعات Hermès هي «ساعات موضة»؟ أنا أقول كلا، بل هي ساعات مناسبة لكل الأزمان، ولن تكون «قديمة الطراز» بعد موسم أو اثنين من ارتدائها. هل تندرج في فئة الساعات الأقل أهمية من الناحية التقنية؟ كلا، لا يمكن وصفها كذلك إذا ما نظرنا إلى التطوّر الكبير على كافة المستويات الذي حققه قسم الساعات في الدار خلال العقد الماضي من الزمن، وإذا ما أدركنا صعوبة إنجاز الحركة الميكانيكية التي تنبض في داخل ساعة Le Temps Suspendu، والتي تتضمن آلية شديدة التعقيد، تمنح ثلاثة وظائف تراجعية تعمل بالتزامن مع بعضها البعض).

وفي شرح سريع عن الساعة: إن الوظيفة المعقدة التي تمنحها هذه الساعة لحاملها، تقوم (وبعكس الوظيفة الرئيسية لقارئة الوقت) بتجاهل مضي الزمن. عند الضغط على الزر الدفعي على جانب العلبة، يتجمّد عقربا الساعات والدقائق في شكل V عند الـ 12، وتبقى مسمّرة لكامل الفترة الزمنية التي تسبق الضغط من جديد على الزر الدفعي نفسه، لتعاود العقارب العمل وتنطلق من التوقيت الصحيح.

هيرمس 3هذه الوظيفة ممكن أن تُعتبر مجالاً لإدهاش محيطك أحياناً عندما تعرض عليهم كيفية عملها، إلا أنها أيضاً ممكن أن تسبب لك بالتأخير عن موعد مهم (كما سبق أن حصل معي) إذا حدث ونسيت إعادة تشغيل العقارب.

وبما أن هذه الساعة تحمل توقيع Hermès، لا يمكننا إذاً أن نتجاهل الناحية التصميمية منها، فهي تحمل الملامح البسيطة المعروفة لساعات الدار، مع أنها شديدة التعقيد من الناحية التقنية. ميناؤها الكريمي اللون، مع نقش مخطط في وسطه مهمته أن يعكس الأنوار في محيطه بطرق مختلفة. أما الميناء الفرعي الخاص بالثواني الصغيرة فقد صيغ من عرق اللؤلؤ الأبيض، لتأتي المؤشرات بالذهب الوردي الدافئ، والعقارب مفرّغة للمزيد من الأناقة. وتمتد هذه اللمسات الجمالية إلى الحركة، حيت تمت زخرفة الصفيحة الرئيسية، ونُقش شعار الدار H على الدوار والجسور. ومع أن العلبة تُعتبر سميكة نسبياً، إلا أن خطوطها المنحنية وأسلوبها في التقاط الضوء والإشعاع تجعلها تبدو ناعمة على المعصم.

عندما رأيت ساعة Le Temps Suspendu الأولى في العام 2012 الموجّهة للرجال، فكرت بأنها «فكرة ذكية» ولكن ما هو الهدف منها؟ اليوم أنا أعرف أن الهدف هو «المرح» بكل بساطة من دون أي أبعاد أخرى. ويمكنني القول أن هذه الساعاة هي فعلاً مدهشة تقنياً ورائعة الجمال.هيرمس 1

هيرمس 1 jpegخصائص تقنية:

الحركة: أوتوماتيكية كاليبر H1912 من إنتاج “فوشيه”، مع آلية معقّدة من إنتاج “أغينور”، تتمتع بمخزون للطاقة من 50 ساعة.

العلبة: قطر 38ملم، من الذهب الوردي مع ترصيع ماسي على الإطار، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً.

الميناء: فضي مغطى بالأوبالين، مع ميناء فرعي من عرق اللؤلؤ.

السوار: من جلد التمساح مع مشبك من الذهب الوردي.

 

في حضرة أرباب Graff

 

 

بعد أن حصلنا على الإمتياز النادر بزيارة ورشة عمل Graff  في لندن، التقينا مجموعة من نخبة الحرفيين والحرفيات الذين يبتكرون أروع قطع المجوهرات في العالم.

وظيفة روبرت من أكثر الوظائف المرهقة للأعصاب في العالم، مع أنها لا تتعلّق بتسلق ناطحات السحاب أو القفز من الطائرة!

هو من نخبة الحرفيين المتخصصين في ترصيع الأحجار الكريمة، وبشكل خاص الزمرد، الحجر الثمين المعروف بهشاشته وبجماله الساحر. إن أحجار الزمرد التي يعمل بها روبرت من الأفضل في العالم: إذ يساوي كلّ منها عشرات آلاف الدورات، كما أن كل حجر منها فريد من نوعه ولا بديل عنه.

وبينما أنا أراقبه أثناء عمله، وهو يضع زمردة بعيار 4.8 قراريط في مكانها بين مخالب من الذهب الأبيض ليصنع قطعة المجوهرات، أحسست أنني أحبس أنفاسي. إذ إن أي زلة يد أو انزلاق قد يؤدي إلى تحطّم حجر كريم بقيمة 70.000 دولار أميركي.

أثناء جمع العقد في محترف Graff

أثناء جمع العقد في محترف Graff

أما هو، من جهة أخرى، فيبدو مرتاحاً للغاية، يقول «إذا ما قلقت، فسوف أتوتر وعندها تبدأ المشاكل». يضيف «وعندما تمضي عدد السنوات التي قضيتها أنا في هذه المهنة، يتكوّن لديك نوع من الغريزة في ما يخص تصرفك مع الأحجار الكريمة. لكن الأمر الأساسي والأهم هو عدم التسرّع، حتى ولو اقترب موعد التسليم».

أنا موجودة في ورشة العمل داخل مقر غراف، وهذه ميزة نادرة، لا يحظى بها إلا عدد قليل من الزوار. وبطبيعة الحال، إن الحراسة مشددة والأمن مكثف، لكن عندما تتخطى آخر مجموعة من الأبواب المحروسة، تشعر أنك في عالم آخر- عالم توقف فيه الزمن، حيث يمارس الرجال والنساء المهارات التي لم تتغير منذ قرون، ويستخدمون أدوات شبيهة تماماً بتلك التي استخدمها  أسلافهم منذ القدم.

ولكن هناك غرفة واحدة مختلفة عن الغرف الباقية في تلك المتاهة: هنا توجد شاشات كمبيوتر، وماسحات ضوئية، وطابعات ثلاثية الأبعاد. عندما رأى نظرة الدهشة على وجهي شرح لي ريمون غراف – رئيس التصنيع وشقيق مؤسس الشركة، لورانس غراف – موضحاً: «الأدوات الحديثة لها مكانها – أنها تساعد على تبسيط بعض العمليات، ولا سيما بين مراحل التصميم والتنفيذ. لكن التكنولوجيا لم ولن تحل مكان عيون وأيدي الحرفيين التقليدي في أي وقت كان«.

ولضمان استمرارية هذه الحرف، يحرص غراف على تمرين المتدربين من خلال نظام التدريب التقليدي، الذي يستمر من سنتين إلى خمس سنوات، لإتقان هذه «الفن» إذا جاز التعبير. ولكي يصبح الشخص «محترفاً» في هذه المهنة، قد يستغرقه الأمر نحو عشرين سنة إضافية.

 أثناء ابتكار الخاتم

أثناء ابتكار الخاتم

في ورشة العمل الخاصة بالتركيب، أنهى أوليفر ثلاث سنوات من تدريبه حتى الآن، وهو من الجيل الثاني من الحرفيين في عائلته، يسير على خطى والده، إدي، المسؤول عن العمال في ورشة العمل هذه. أما في غرفة التلميع (حيث تُصقل الأطر الذهبية والبلاتينية لساعات لا تحصى من العمل كي يصبح لمعانها كبريق المرآة قبل أن يتم إعطاؤها إلى مرصّعي الأحجار)، فيتدرّب جورج على يد أربعة حرفيين خبراء في التلميع – تفوق خبرتهم مجموعين الـ 100 عام. يقول مرشد جورج «اننا نوجّه جميع المتدربين لدينا ونرشدهم، ولكن من المهم أيضاً أن يعملوا على تطوير أسلوبهم الخاص وحسّهم وذوقهم».

المعايير مرهقة، يقول ريمون غراف «نحن لا نعلّم المتدربين لدينا ليصبحوا مرصعين لأحجار الماس، بل نعلّمهم أن يكونوا مرصعي ماس متميّزين ورائعين.» لهذا السبب، يحتاج حتى الحرفيون ذوي الخبرة الذين يأتون إلى غراف من ورش عمل أخرى، إلى إعادة تعلّم العديد من التقنيات. على كل واحد منهم الخضوع لإعادة تدريب لمدة ستة أشهر على الأقل عند انضمامهم إلى الشركة. يضيف «يقتضي الأمر بتعلم «طريقة غراف« أي أسلوبنا نحن – ولا يقتصر فقط على مستوى الجودة لكنه أيضاً نمط ونهج».

Sapphire and Diamond Beaded Tassel Secret Watch_01هنا في حلقات العمل، هناك نقطتيّ انطلاق لكل قطعة من المجوهرات: الأحجار والتصميم. توجد غرفة منفصلة مخصصة للتصنيف الدقيق ولفرز الأحجار – والأحجار المتميزة حقاً هي التي قد تُعتَمد كنقطة انطلاق لتصميم ما. وفي غالب الأحيان، فإن العكس هو الصحيح: إذ يتم العمل على التصميم – بدءا من الرسومات الأولى – ليتم بعد ذلك اختيار الأحجار التي تناسبه. وتقضي مهمّة أحد الفنانين العاملين معنا بتحويل مسوّدة الرسم إلى لوحة من طلاء الغواش على ورقة رمادية غير لامعة ليبدو واقعياً (وهذه تقنية  مُعتمدة منذ قرون ولم يسبق أن احتلت مكانها أي وسيلة أخرى لاختيارالأحجار الأنسب للتصميم).

يتمّ لصق الأحجار الحقيقية بواسطة غراء مؤقت على اللوحة، ثم يتمّ تمريرها إلى ورشة التركيب ، حيث يتم قطع المعدن الثمين ودقّه ومعالجته وتمطيطه لخلق الإطار لوضع الأحجار.

Emerald tassel Graff workshop-work in progress on an Emerald necklace

أثناء تركيب عقد من الزمرد في محترف Graff

Carissa Workshop Each element of the necklace is laid out with plastiline supports

كل جزء من العقد يثبت بواسطة البلاستيلاين

يفسر ريمون غراف «أحياناً يكون من غير الممكن تنفيذ ما تمّ رسمه – وذلك لأسباب تقنية أو جمالية- ولكن وجود جميع أفراد طاقمنا المتنوّع يمكّننا من تعديل قطعة معينة عندما نضطر لذلك. كما يعني  ذلك أيضاً أن المصممين والحرفيين يميلون إلى تحفيز بعضهم البعض على القيام بأشياء قد يعتقدون أنها غير ممكنة».  يتابع «الثمن لا يكون أبداً سبباً لتعديل قطعة. فبالنسبة إلينا، لن تهمنا التكلفة قط بقدر ما يهمنا  نوعية التصميم والأحجار والحرفية. فهذا هو نهجنا».