إن مختبرات Gübelin Gem Lab، وهي إحدى أهم وأشهر المختبرات العالمية المتخصصة بتحليل الأحجار الكريمة، أعلنت عن إطلاقها لتقنية تتبع أصول أحجار الزمرد، وقد أطقلت عليها تسمية Emerald Paternity Test أي إختبار الأبوة الخاص بالزمرد، وذلك بالتعاون مع شركة Gemfields التي تُعتبر بدورها رائدة في مجال التجارة النزيهة للمعادن والأحجار.
تاريخياً، كان التعتيم يلف قطاع المعادن النبيلة والأحجار الكريمة من ناحية المصادر وتقنيات الإستخراج، مما كان يفتح المجال أمام البعض لمخالفة المعايير الأخلاقية وإحداث الضرر في الحياة البيئية والطبيعة والإجتماعية على حد سواء. فالثروات الطبيعية التي تمنحها الطبيعة الأم لسكان الأرض لاستثمارها بشكل عادل ومفيد، كانت في كثير من الأحيان تُستَغل لأغراض غير مشروعة، وتُستعمَل مواردها من قبل الأحزاب والعصابات لتمويل تجارة الأسلحة وغير ذلك من الأوبئة المجتمعية.
ومن ناحية أخرى، فإن العديد من عمليات استخراج المعادن والأحجار المعتمدة وغير المدروسة هي من العوامل الأساسية المسببة للضرر البيئي، مثل الكميات الهائلة من الركام التي تنتج عن عمليات الحفر في باطن الأرض، وتسبب بتشويه المناظر الطبيعية وهدر الأراضي. إضافة إلى عمليات فصل الذهب عن الشوائب التي تتطلب استعمال مواد كيميائية سامة، كما وينتج عنها انبعاث الغازات السامة القادرة على التأثير سلباً وبشكل دراماتيكي على حياة الإنسان والمخلوقات الطبيعية بكل أنواعها.
هذه المخاطر التي سردنا جزءاً بسيطاً منها في السطور السابقة، بدأت تتم “مكافحتها” إذا جاز التعبير في السنوات الماضية، بحيث باشرت العديد من دور المجوهرات والساعات الراقية بالإعلان بفخر، أنها لا تستعمل في إنتاجها إلا المعادن النفيسة والماس والأحجار الكريمة المستخرجة بطرق نزيهة والمطروحة في السوق بحسب معايير وقوانين التجارة العادلة. كما وأصبح قسم كبير من المستهلكين يهتم بمعرفة مصادر وأصول المواد المستعملة في إنتاج قطع الزينة التي يقومون بشرائها. وهنا بالذات تكمن أهمية التقنية الجديدة التي أعلنت Gübelin Gem Lab عن إطلاقها، وفي ما يلي تعريف مفصّل لها. تقوم Emerald Paternity Test على استعمال الجزيئات المتناهية الصغر nanoparticles القائمة على الحمض النووي، والتي يتم وضعها على الأحجار الخام في المناجم. هذه الجزيئات مكوّنة بطريقة تمنحها القدرة على تحمل جميع المراحل وعمليات التنظيف والتشكيل والقطع التي يخضع لها الحجر قبل الوصول إلى المستهلك النهائي، علماً أنها لا تؤثر بأي شكل على تركيبة الحجر أو لونه أو ملمسه. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام تقنية الجزيئات المصغرة في مجال كهذا، وقد استطاعت Gübelin Gem Lab تطبيقها على أحجار شديدة الصغر، فهذه النانويات لا يزيد حجم كل منها عن جزء من المليون من الميلليمتر الواحد، ما يجعلها غير مرئية بواسطة المجهر العلمي المعروف. مع العلم أنه، وبتقنيات معينة، يمكن للمتخصصين في المجال، الكشف عنها، وقراءة رموزها في أي مرحلة من الإنتاج كانت.
هذه التقنية المتطورة جداً هي الأولى بين مجموعة التقنيات التي تعمل الشركة على تطويرها، بهدف إضفاء المزيد من الشفافية على عمل القطاع، من خلال “إثبات المصدر” الذي هو شعار مبادرتها هذه. فهي تمنح جميع العاملين في هذا المجال، من مستخرجين (شركات ضخمة أو صغيرة)، دور صياغة المجوهرات، المراقبين في القطاع والهيئات الحكومية المعنية بتنظيمه، فرصة التأكد من مصادر الأحجار التي تصل إلى أيديهم، والتأكد من أنها مستخرجة ومباعة بطرق نزيهة. كما ومن جهة أخرى تعمل هذه التقنية على تعزيز ثقة المستهلكين بالدور التي يتعاملون معها، كون نسبة الأشخاص المهتمين بهذه الناحية هي على ازدياد.
وفي خضم ورشة العمل هذه، قامت Gübelin Gem Lab بدعوة شركة Gemfields لمشاركتها في هذا المشروع حيث تلعب دوراً رئيسياً في عملية اختبار هذه التقنية، فهي المالك لأكبر حصة (ما نسبته 75%) من منجم الزمرد الأضخم عالمياً Kagem في زامبيا، (كما أنها تملك 75% أيضاً من منجم Montepuez للياقوت في الموزمبيق، و50% من منجم الجمشت الأرجواني Kariba الواقع أيضاً في زامبيا) وتُعتبر رائدة بين الشركات المستخرجة للأحجار الكريمة الملوّنة بطرق نزيهة، وهي في صدد توسيع أعمالها في عدد كبير من الدول المنتجة للأحجار الكريمة. وعن الموضوع، صرّح Ian Harebottle، المدير التنفيذي لشركة Gemfields قائلاً: “إن تبنّي التقنيات الجديدة، وتعزيز الشفافية في القطاع هما في صلب عملنا. من هنا نحن متحمسون لمشاركة Gübelin في هذا المشروع من خلال اختبار هذه التقنية الجديدة التي ستعود بالفائدة على القطاع وعلى المستهلكين في الوقت عينه”. ومن جهته، علق Raphael Gübelin، رئيس شركة Gübelin Gem Lab السويسرية: “خلال مسيرتنا العملية التي أصبح عمرها أكثر من 160 عاماً، حرصنا دائماً على تزويد المستهلكين بالمعلومات الأكيدة والصحيحة بقدر الإمكان. وهذه التقنية الحديثة سوف تجعل الشفافية طاغية على القطاع بأسلوب متطوّر وجديد”.
إعداد: ليزا أبو شقرا
مجلة عالم الساعات والمجوهرات- عدد 117
أظهرت دار Breitling براعتها من جديد من مجال تصميم ساعات الكرونوغراف، وقدّمت ساعتها الجديدة Navitimer Rattrapante المميزة بحركة كرونوغراف الثواني المتقطعة، إحدى أرقى التعقيدات في عالم صناعة الساعات.
أتت هذه الساعة الفاخرة بعلبة قطرها 45ملم مصنوعة من الذهب الوردي أو من الفولاذ، مع ميناء برونزي اللون، لتثبت قوة Breitling في صناعة ساعات الكرونوغراف، وتؤكد على ريادة الدار في هذا المجال، هي التي ابتكرت الزر الدفعي الموضوع عند الـ 2 للمرة الأولى عام 1915، والرز الدفعي المستقل الثاني عام 1934، وهي من أطلقت ساعة الكرونوغراف الأوتوماتيكية الأولى عام 1969. تعمل هذه الساعة الجديدة بواسطة حركة الدار الأوتوماتيكية Caliber B03 المستحدثة والعصرية الحائزة على شهادة كرونوميتر مصدّقة COSC، وقد اختارت لها علبة Navitimer الشهيرة، التي تعرض أجزاء الحركة من خلال الكريستال السافيري الذي يغطي جهتها الخلفية. أما الميناء البرونزي فيحمل مؤشرات الوقت باللون الفضي تتوزّع بشكل لافت على الإطار الخارجي والداخلي للساعة، فتعرض الوقت ووظائف الكرونوغراف والتاريخ. تتمتع هذه الساعة بمخزون للطاقة يتخطى الـ 70 ساعة، وهي مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً.
خصائص تقنية
Breitling Navitimer Rattrapante
الحركة: أوتوماتيكية Caliber B03، مع مخزون طاقة يصل إلى أكثر من 70 ساعة.
العلبة: من الذهب الوردي أو الفولاذ قطر 45ملم، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً.
الميناء: برونزي االون يمنح الوقت والكرونوغراف والتاريخ.
السوار: مصنوع من الجلد مع مشبك من الفولاذ.
مجلة عالم الساعات والمجوهرات
العدد 117 – إعداد : ماري الحصري
يٌعرف عن مسابقة جنيف الكبرى للساعات Grand Prix d’Horlogerie de Genève أنها الأهم على الصعيد العالمي وهي تكرّم أحدث الإصدارات من الساعات الفخمة المبتكرة.
وتتنافس على الجوائز أرقى علامات الساعات في مختلف الفئات المرموقة منها: الإبتكار في التفنية، التصميم الإبداعي، تصمم المجوهرات، الساعات الرجالية والساعات النسائية، ساعات الكرونوغراف وغيرها…إضافة إلى جائزة الجمهور…
إليكم مجموعة الساعات ذات العقارب الصغيرة المشاركة في المسابقة لهذا العام:
تعتبر ساعات الغوص The dive watches من أكثر الساعات شعبية على الإطلاق. ولكن واقع ساعات الغوص غالبا ما يختلف عن إعتقاداتنا فيتمّ إستخدامها لغير غرضها الأصلي… إليك بعض المفاهيم الخاطئة عن ساعات الغوص الأكثر شيوعا:
حافة القرص تساعدك على تتبع مقدار الأوكسجين المتبقي لك
هناك بعض المعتقدات الخاطئة تتضمنها هذه المعلومة، فحافة القرص غبية نوعاً ما خصوصاً أنها تتبع فقط الوقت وصولاً إلى الساعة. لذا يمكنك التحديق في حافة القرص أثناء الغوص ولكن ستلاحظ أن أسطوانة الغوص قد جفّت فجأة إذا لم تتفقّد عدّاد الأعماق بشكل مستمرّ. الآن، يمكنك أن تقارب معدل استهلاكك للهواء أي كم كنت قد تنفست في فترة معينة من الوقت.
المادة المضيئة البرتقالية لتسهيل الرؤية تحت الماء.
تمتص الماء ألوان الطيف الضوئي في الوقت عينه بعد الغوص. فلون الأحمر يختفي على الـ 15 قدما، يليها اللون البرتقالي…هذه الألوان تتحول ببساطة إلى اللون الرمادي، إلا إذا كانت مصنوعة من مادة الفلورسنت، في هذه الحالة فهي تبقى متوهّجة إلى أعماق بعيدة.
من هنا وبعد عدة تجارب، اتضح أن الألوان التي تبقى مرئية لوقت أطول تحت الماء هي الأصفر والأزرق، ولكن هذه النقطة لا علاقة لها بلون الميناء نفسه بل بمقدار التباين بينه وبين العقارب. ولهذا، لا شيء أفضل من الميناء الأسود مع العقارب البيضاء الكبيرة.
100 متر من مقاومة الماء ليست كافية أثناء الغوص.
المبالغة هو أمرُ جيّد عندما يتعلق الأمر بالبيئات القاسية، ولكن دعونا نتعمّق قليلاً بالأرقام. فـPADI، أكبر منظمة للتدريب المهني على الغوص ، تنص على 60 قدماً، أو حوالي 20 مترا، هو العمق الطبيعي المتاح لحاملي شهادة الغوص. بينما الشهادة الأعلى من PADI سوف تأخذك إلى 130 قدما، أو 40 مترا. من هنا ان الساعة المقاومة للماء على عمق 100 متراً تشكّل أكثر من ضعف هذا العمق.
يٌعرف عن مسابقة جنيف الكبرى للساعات Grand Prix d’Horlogerie de Genève أنها الأهم على الصعيد العالمي وهي تكرّم أحدث الإصدارات من الساعات الفخمة المبتكرة.
وتتنافس على الجوائز أرقى علامات الساعات في مختلف الفئات المرموقة منها: الإبتكار في التفنية، التصميم الإبداعي، تصمم المجوهرات، الساعات الرجالية والساعات النسائية، ساعات الكرونوغراف وغيرها…إضافة إلى جائزة الجمهور…
إليكم مجموعة الساعات الميكانيكية المشاركة في المسابقة لهذا العام:
بالنسبة إلى التركيبة الكيميائية للزبرجد، فهو أحد أنواع معدن الأوليفين، يتكوّن من سيليكات المغنيزيوم والحديد، وهذا اأخير هو ما يمنحه لونه الأخضر الزيتوني الفريد من نوعه. غالباً ما يتم العثور عليه في الأحجار البركانية والصخور الجيرية. والجدير بالذكر أن وكالة الفضاء الأميركية الناسا، أعلنت في العام 2003 عن العثور على هذا الحجر البراق في تربة كوكب المريخ من خلال بعض التراب الذي علق على المركبة الآلية التي أرسلتها إليه.
ولدور المجوهرات العالمية تصاميمها البارزة في هذا الإطار، حيث استُعمل لترصيع عدد من القطع العصرية الساحرة التي تحمل تواقيع Cartier وChanel وقد تزيّنت بها النجمات العالميات في مناسبات مختلفة، واستخدمت في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، على غرار فيلم The Great Gatsby من إنتاج العام 2013 حيث رُصِّع عدد كبير من مجوهرات Tiffany & Co. المستعملة فيه بأحجار الزبرجد الخضراء. أما ما لا تعرفونه عن هذا الحجر أن توافره بأوزان كبيرة نادرٌ جداً، فغالباً ما لا يتعدّى وزن 3 قراريط، ولكن قطعتان فقط من الزبرجد وجدتا بوزن 8 قراريط، وهما معروضتان في المتحف الأميركي للتاريخ الوطني في نيويورك، وفي متحف فيلد في شيكاغو. أما الحجر الأكبر المعروف عالمياً من الزبرجد فهو يزن 310 قراريط، ويمكن رؤيته في معهد سميسونيان في العاصمة الأميركية واشنطن.
اقرأ أيضاً : الزبرجد الحجر الكريم الخاص بشهر آب
فمن هم سعداء الحظ بكون الزبرجد هو حجر ميلادهم؟ إنهم بالطبع مواليد شهر آب، حيث يقال أن ارتداءهم لحجر الـ Peridot من الممكن أن يحمل إليهم السعادة والنجاح والحظ والفرح. كما أنه رمز للصداقة الدائمة والإخلاص والوفاء بين الأزواج، لذا فهو الهدية المناسبة والأكثر رومانسية لمن يحتفلون بالذكرى السادسة عشر لارتباطهم الزوجي.
إعداد: ماري الحصري
مجلة عالم الساعات والمجوهرات عدد 117
هي الساعة الأكثر حصرية التي تحمل توقيع HYT، لا بل يمكننا القول أن هذه المجموعة التي يقتصر إنتاجها على خمس قطع فقط، تتضمن حمس قطع فريدة من نوعها. لماذا كل هذه الخصوصية، لأن الموانئ الخاصة بساعات HYT Skull Vida التي تحتفل بالحياة والموت، مصنوعة من العاج المستخرج من عظام وقرون حيوانات الماموث الضخمة، علماً أن هذه الهياكل العظمية كانت مدفونة في باطن الأرض في سيبيريا منذ آلاف السنين (بين 15,000 و30,000 سنة)، وقد بدأت مؤخراً بالظهور على سطح الجليد، ومع ذلك فإن تركيبتها ما زالت جيدة وصلبة. ويمكننا القول أن هذه المجموعة التي قامت HYT بإنتاجها من عظام الحيوانات المنقرضة، تأتي ضمن المبادرة التي تلتزم بها الدار، وهي تقوم على حماية الحياة البرية والمحافظة عليها. سكنت هذه الساعات علباً قطرها 51ملم، مصنوعة من التيتانيوم المسوّد بالكاربون بتقنية DLC، وهي طبعاً تقرأ الوقت بواسطة السائل الي يتمدد في الأنابيب على الميناء، أي بالتقنية الهايدوميكانيكية المعروفة لدى الدار، وتعمل بواسطة حركة يدوية التعبئة بمخزون للطاقة من 65 ساعة. وبما أن آلات الوقت هذه تندرج ضمن مجموعة Skull، نجد الميناء وقد تم تصميمه ليجسّد شكل الجمجمة المصنوعة من العظام، التي احتاج تشكيلها إلى الكثير من العمل والجهد للتوصّل إلى النتيجة النهائية المبهرة للموانئ الخمسة الفريدة. الثواني تتم قراءتها من خلال مؤشر موضوع في فجوة العين اليسرى، ومخزون الطاقة في اليمنى، أما الساعات والدقائق فتتم قراءتها من خلال السائل الأسود الذي يتمدد داخل الأنبوب الذي اتخذ شكل الجمجمة والأرقام العربية المنتشرة على الإطار الداخلي للميناء. تنتهي هذه الساعة بسوار من القماش، وهو الأول من نوعه في إنتاجات الدار، وقد تم تطريزه برسوم الأزهار التي تشكل رمزاً للحياة.
خصائص تقنية:
HYT Skull Vida
الحركة: يدوية التعبئة بمخزون للطاقة من 65 ساعة.
العلبة: من التيتانيوم المسوّد بالكاربون بتقنية DLC قطر 51ملم، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 50 متراً.
الميناء:مصمم على شكل جمجمة، مصنوع من عظام حيوانات الماموث المنقرضة، يقرأ الوقت بالتقنية الهايدروميكانيكية، إلى جانب الثواني ومخزون الطاقة.
السوار: من القماش المطرّز برسوم الأزهار، مع مشبك من التيتانيوم المسوّد بالكاربون DLC.
إصدار محدود: 5 قطع.
تترك ساعة Bubble skull من Corum انطباعا مفعماً بالأناقة خصوصاً أنها تأتي في علبة لامعة من الذهب الوردي.
تبرز الأعين الغائرة بالجمجمة الدواخل المظلمة أسفل قبة كريستال الزفير المضاد للتوهج. مطلية بالذهب، يتم تثبيت توربيون المحركات الميكروية الظاهرة على خلفية فحمية، وهو تأثير مثير يعززه حزام أسود مصنوع من جلد التمساح. تشكل درجات ألوان الساعة الداكنة أناقة قاتمة لا تُنسى على أي معصم.
تأتي هذه الساعة بنظام تعبئة أوتوماتيكي ذات وتعمل بوظيفة التوربيون أمّا إحتياطي الطاقة فـ72 ساعة . وتتميّز هذه الساعة بعلبة ذات الشكل الدائري وبسماكة 18.55 مللم وبكريستال زفير مقبب بمعالجة ضد التوهج. وأخيراً بلا يمكن أن ننسى أن السوار مصنوع من جلد التمساح الذي يمنح الساعة إطلالة أنيقة لا مثيل لها.
يٌعرف عن مسابقة جنيف الكبرى للساعات Grand Prix d’Horlogerie de Genève أنها الأهم على الصعيد العالمي وهي تكرّم أحدث الإصدارات من الساعات الفخمة المبتكرة.
وتتنافس على الجوائز أرقى علامات الساعات في مختلف الفئات المرموقة منها: الإبتكار في التفنية، التصميم الإبداعي، تصمم المجوهرات، الساعات الرجالية والساعات النسائية، ساعات الكرونوغراف وغيرها…إضافة إلى جائزة الجمهور…
إليكم مجموعة الساعات المخصصة للسفر المشاركة في المسابقة لهذا العام:
إن S.U.F. Helsinki هي شركة صغيرة مستقلة تُنتج فقط حوالي 100 ساعة سنوياً. أما الأحرف S.U.F. فهي تشير إلى
Sarpaneva Uhren Fabrik، وإذا كنت تعرف الساعاتيين المستقلين، فإن هذه التسمية سوف تشد انتباهك على الفور. نعم، S.U.F. Helsinki هي ماركة الساعات الثانية التي يملكها الساعاتي الفنلندي «المعلّم» Stepan Sarpaneva.
وللذين لا يعرفون، فإن Stepan قد استطاع حتى اليوم تحقيق العديد من الإنجازات خلال مسيرته المهنية. بعد تخرّجه من مدرسة تعليم صناعة الساعات الفنلندية Finnish School of Watchmaking،
تابع أيضاً دروساً في معهد WOSTEP في سويسرا، ليعمل بعدها على التوالي لدى Parmigiani Fleurier ،Piaget ،Christophe Claret
وVianney Halter وغيرها من الدور. في العام 2003 أسس المشغل الخاص به تحت اسم Sarpaneva، لتُنتج هذه الدار ما يقارب الخمسين قطعة المثيرة للاهتمام سنوياً، ما جعل القطع التي تحمل توقيعه حصرية جداً.
إذاً، وبالنظر إلى العدد القليل جداً من الساعات التي يقوم Sarpaneva بإصدارها، من الممكن أن نطرح السؤال حول الجدوى من وجود شركتين مستقلتين. يقول Stepan: «إن S.U.F. Helsinki هي فنلندية بكل ما للكلمة من معنى، تجسّد الإبداع الفنلندي والعزم والثبات». وأيضاً، إن هذه الساعات هي أقل من ساعات Sarpaneva من ناحية التعقيد التقني، كما أن أسعارها في متناول شريحة أكبر من الجمهور كونها تبدأ من 2,500 يورو. أما آلة الوقت التي نلقي عليها الضوء فهي ساعة الغطاسين الأولى من S.U.F. Helsinki (مقاومة لضغط الماء حتى عمق 300 متر)، وقد تمت تسميتها Vetehinen تيمّناً بالشخصية الأسطورية التي تتخذ شكل «ذكر حورية البحر» الذي يتمتع بقوة خارقة، والذي يشكل أحد أهم الرموز في الفولكلور والعقائد الفنلندية القديمة، علماً أن هذه التسمية كانت قد أطلِقت على إحدى غواصات القوات البحرية الفنلندية، زنتها 500 طن، وقد لعبت دوراً مهماً خلال الحرب العالمية الثانية.
على المعصم، تبدو ساعة Vetehinen أنيقة وتمتلك حضوراً قوياً، وذلك بفضل التقنيات المتنوّعة المستعملة في زخرفتها أبرزها التأثير الشمسي وتقنية تلوين المعدن على الميناء. فهذه الساعة متوفّرة بأربعة نماذج، تنوّعت ألوان موانئها بين الأزرق، الفضي، الرمادي والنحاسي وكل من هذه النماذج محدود الإصدار بـ 26 قطعة فقط، ما يؤكد على حصرية إنتاجات الدار.
جميع هذه الألوان تبدو رائعة، ولكن الميناء النحاسي (البرتقالي) هو أكثرها تميّزاً، وذلك في المقام الأول لأن هذا اللون غير متواجد بشكل كبير في عالم صناعة الساعات، وأيضاً لأن التأثير الشمسي على الميناء يبدو نابضاً بالحياة كلما وصلت إليه إشعاعات النور. وكلما كانت حركة المعصم أسرع، كلما بدت حركة الإشعاعات الضوئية أنشط على وجه الساعة، تأثير مدهش ورائع. والجدير بالذكر أن هذا الميناء هو من إنتاج شركة Comblémine Cadrans Soignés التي يملكها ساعاتي فنلندي مستقل آخر هو Kari Voutilainen.
السبب الآخر الذي يجعل من ميناء Vetehinen يبدو رائعاً هو كونه بسيط، لذلك فإن عيني الناظر إليه تستطيع التركيز بسهولة على المؤشرات القليلة التي تشغله، والتي تثير الإعجاب. فالعقارب مصممة على شكل حِراب، وهي مصقولة بشدة من جهة ومزخرفة بالتأثير الرملي من الجهة الأخرى، ويمكنك تأمل جمال هذه العقارب ودقة زخرفتها إن تحت شمس دبي المشرقة أو في الداخل، حيث يكون الضوء أخف.
عقرب الدقائق أطول من عقرب الساعات، وقد تم طلاء القسم المروّس منهما بمادة superluminova المضيئة، ومثلهما عقرب الثواني الصغيرة الذي يدور في الميناء الفرعي عند الـ 9. عندما تكون الساعة معبئة تماماً بالطاقة، تبدو هذه العقارب مضاءة بشدة مما يسهل قراءة الوقت، وهذه صفة أساسية بالنسبة إلى ساعات الغطاسين.
أما الميناء الفرعي الخاص بالثواني الصغيرة عند الـ 9 فهو يتميّز بكونه مزخرف بتأثير دائري مما يخلق تبايناً مع القسم الباقي من الميناء الأساسي، كما أنه مقسّم إلى أربعة فترات زمنية تتألف كل واحدة منها من 5 ثواني.
من جهة أخرى تبدو هذه الساعة أنيقة بعلبتها الفولاذية المصقولة، علماً أن الفولاذ 316L/4435 الذي تم استعماله لإنتاج العلبة هو مصنّع أصلاً في فنلندا، ومثله الأجزاء المصنوعة من مادة النيكل المقاومة للتآكل. وكونها ساعة مخصصة للغطاسين، تم تزويد Vetehinen بإطار دوار باتجاه واحد، مع مؤشر على شكل نقطة مضيئة، والأكيد أن هذا الإطار يسهل الإمساك به والتعامل معه. عند حملها في اليد، تشعر بأن الساعة صلبة ومتينة، قطرها 42ملم، وقد شعرت بأنها مريحة على المعصم، مع سوارها الجلدي كما ومع الآخر المطاطي، علماً أن السوارين يأتيان مع الساعة عند شرائها. يمكن ارتداؤها مع تي-شرت أو حتى إذا تم وضعها تحت كم القميص لن يكون هناك أي مشكلة لأن سماكتها لا تتعدى 13ملم.
ونصل إلى التاج اللولبي الذي يُعتَبَر من المكوّنات الصديقة لساعات الغطاسين. هو سهل في الاستعمال، والإقفال والفتح، ومناسب تماماً للتصميم العام للساعة. ولكن بما أنني أرتدي الساعة قريبة جداً من معصمي، شعرت وكأن التاج يضغط قليلاً على بشرتي عندما أقوم بتحريك يدي إلى فوق، فتطلب ذلك فترة للتعوّد على كيفية تحريك معصمي. على الجهة الخلفية للعلبة يمكنك رؤية الحركة الأوتوماتيكية Eterna 3901A Automatic caliber وهي حركة متينة ومعروفة بدقتها، والتي تتمتع بمخزون للطاقة من 65 ساعة.
بشكل عام، Vetehinen هي برأيي ساعة مثيرة للاهتمام، وبما انها مقاومة للماء فذلك يجعلها مثالية للنشاطات اليومية، وهي حصرية جداً وتحمل توقيع أحد أهم الساعاتيين المستقلين الموجودين على الساحة اليوم. والجدير بالذكر أن هذه الساعة وبالرغم من أن سعرها لا يصل إلى 5000 يورو، إلا أنها تضاهي بجودتها ودقتها العديد من ساعات الغطاسين التي تنتجها الدور العالمية.
إعداد وتصوير: جايسون سوندالكار
مجلة عالم الساعات والمجوهرات عدد 117