يشهد عالم المجوهرات حضوراً بارزاً للتصاميم الواضحة العريضة المصنوعة من الذهب بعياراته العالية مثل 18 قيراطاً.
وتأتي هذه التصاميم من المعادن الفاخرة مثل الذهب الأصفر، الأبيض والوردي وفيها ما رصّع بالماس أو حتى بأحجار فاخرة.
إليكم مجموعة من تصاميم المجوهرات العريضة من أهم الدور العالمية :
في مزاد أقامته “سوذبيز” في لندن يوم 25 نيسان 2017، بيعت ساعة الكروموغراف الذهبية عيار 18 قيراط “ليمانيا” الفريدة التي تعود إلى السياسي الشهير السير ونستون تشرشل مقابل مبلغ ضخم بلغ 162،500 £ والذي يزيد بنحو عشرة أضعاف عن أقل سعر أولي مقدَّر لبيعها. تم تقديمها لرئيس الوزراء السابق في عام 1946، فيما هذه كانت المرة الأولى التي تعرض فيها للمزاد، وجذبت الاهتمام العالمي والمنافسة الشرسة.
كما تم تسجيل رقما قياسيا جديدا مع بيع ساعة George Daniels Millenium النادرة من الذهب الأبيض مع قرص ثنائي النغمة، والمقدّر أن يصل سعر مبيعها إلى 187500 جنيه إسترليني.
اكتُشف منذ 200 عام، ولم يظهر للعلن إلا نادراً على طول تلك الفترة. وها هو حجر الأمل Hope Spinel يظهر فجأة، ليختفي عن الأنظار مجدداً.
إن إعلان دار المزادات البريطانية Bonhams London في صيف العام 2015 عن نيتها بعرض حجر Hope Spinel المميز في مزادها الذي أقيم في سبتمبر من ذلك العام، أثار ضجة كبيرة في القطاع. فالأمر لا يقتصر على الجاذبية الكبرى التي يتمتع بها هذا الحجر الوردي اللون، المثمّن الأطراف، الذي يزن 50,13 قيراطاً، ولكن المثير في الموضوع أنه كان ينتمي إلى المجموعة الشهيرة الخاصة بجامع الأحجار الكريمة الهولندي Henry Philip Hope،وهو لم يُعرض للبيع منذ حوالي قرن من الزمن.
ولد Henry Philip Hope عام 1774 في أمستردام، في كنف عائلة ثرية من المصرفيين، ليصبح فيما بعد من أهم رعاة الفنون، مع شغف كبير بالأحجار الكريمة وقطع المجوهرات. بعد عودة العائلة إلى بريطانيا في العام 1794، بدأ Hope بتجميع المجوهرات، لتبلغ مجموعته قبل وفاته في العام 1839 ذروتها، حيث كانت تضم حجر Hope Spinel وحجر Hope Diamond الذي يزن 45.52 قيراطاً، وكنا قد تناولناه في أحد أعدادنا السابقة.
ومع أن Henry Philip كان يتمنى أن تبقى مجموعته كاملة بعد موته، إلا أنها قُسِّمت بسبب الخلافات التي نشأت بين أبناء إخوته حول الميراث، وبشكل خاص على الأحجار الثمانية الأكثر قيمة، بما فيها Hope Spinel، الذي حصل عليه في البداية Henry Thomas Hope وهو الأكبر سناً بينهم، ومن ثم إلى حفيده Lord Francis بشرط أن يستعمل هذا الأخير اسم عائلة Hope بعد ذلك.
لكن وللأسف، كان Lord Francis مقامراً من الدرجة الأولى مما أجبره في العام 1917 على بيع قسم من ممتلكاته لسداد ديونه، وكانت الجوهرة بطلة قصتنا من بين هذه المقتنيات التي بيعت وقتها. وقد وصفت Christie’s الحجر بأنه كان موضوعاً على سوار مرصع بالماس، وتم شراؤه من قبل التاجر البريطاني Drayson بسعر 1,090 باوند (ما يساوي 85,000 باوند في أيامنا هذه). بعد ذلك تم بيع الجوهرة إلى أحد أفراد عائلة Mount Stephens الكندية التي جنت ثروتها من الأعمال المصرفية وقطاع سكك الحديد. الظهور التالي الموثّق للحجر كان في العشرينيات من القرن الماضي، عندما ارتدته
Miss Evelyn Reford (وهي إحدى أقرباء عائلة Mount Stephens) على شكل قلادة، خلال حفل تقديمها إلى البلاط الملكي البريطاني. بقيت هذه الجوهرة في عهدة عائلة Reford، وهم أسلاف عائلة ،Mount Stephens حتى طرحها في مزاد Bonhams عام 2015.
إضافة إلى تفاصيل تاريخه المشوّقة، اشتهر حجر Hope Spinel بحجمه الكبير (50,13 قيراطاً)، وبلونه الزاهي ونقاوته، وهو يحمل شهادة من مختبر الأحجار SSEF تفيد بأن مصدره هو أحد الوديان النائية الواقعة ضمن سلسلة جبال Pamir في Tajikistan، كما تضمّنت هذه الشهادة عبارة تصف الحجر بأنه «كنز طبيعي حقيقي».
هذا «الكنز» استطاع في مزاد Bonhams عام 2015 أن يحقق رقماً قياسياً جديداً لهذا النوع من الأحجار أي أحجار البلخش spinels، إذ بيع بعد جولة قوية من المزايدات إلى شخص غير معروف بما قيمته 1,4 مليون دولار أميركي، متخطياً التوقّعات التي أحاطت به قبل المزاد، والتي لم تتخط 240,000 دولار أميركي.
اليوم، وبوجود «حجر الأمل» بين يدي أحد الجامعين الذي ضمه إلى مجموعته الخاصة، السؤال يطرح نفسه: هل سنعاود رؤية Hope Spinel في يوم من الأيام؟ أين ومتى سيكون ظهوره المقبل إلى العلن؟
مجلة عالم الساعات والمجوهرات – عدد 115
إعداد: صوفي ستيفنز
بعد أن كانت الرائدة في إطلاق فكرة الشراكات في العالم الرياضي كوسيلة للاتصال مع الجمهور ونشر اسمها، ما زالت Rolex اليوم هي من تضع أجندة علاقات التعاون هذه والجدير بالذكر أن الأمر لا يقتصر على الربح المادي فقط.
حين تتواجد على حلبة التزلج Wollman Rink في Central Park في نيويورك، لا يمكنك أن تنسى أنك موجود في قلب المدينة: فحول أجمة الأشجار الخضراء التي تحيط بالمكان، تلوح ناطحات السحاب في الأفق طويلة القامة. في الشتاء، تبدو الأشجار عارية، الأرض بيضاء مغطاة بالثلج، والمساحة الجليدية تعج بالمتزلجين، ولكن في هذا اليوم المعتدل اللطيف المناخ، أرى مساحة التزلج مغطاة بالرمال، يقف عليها عدد من أهم الخيول من حول العالم، ومعهم نخبة من الفرسان، وقد عُلقت حولهم اللافتات الإعلانية الخضراء والذهبية لدار Rolex.
هو إطار رائع يقام فيه Central Park Horse Show، هذا الحدث الذي لم يكن من المتوقع أن تشهد نيويورك مثله يوماً، ولكن شغف مؤسسه Mark Bellissimo وزوجته Katherine التي تمارس الفروسية، كان كافياً لأن يتم إطلاق هذا النوع من النشاطات الرياضية في المدينة. والملفت أنه، وإلى جانب الإهتمام الذي حظي به من قبل أهم المنافسين العالميين في هذه الرياضة، استطاع أيضاً أن ينال شراكة Rolex وهو ما يزال في نسخته الثانية عام 2015، هذه الدار التي تتلقى المئات من عقود الشراكات الرياضية في كل عام ولكنّها لا توقّع ألا عدداً قليلاً منها.
غالباً ما تتوجه Rolex نحو الشراكات الطويلة الأمد. على سبيل المثال: الدار على علاقة شراكة مع بطولة Wimbledon لكرة المضرب منذ 38 عاماً، كما أنها الراعي الرسمي لسباق Daytona 24-Hour منذ العام 1992، ولسباق اليخوت Sydney-Hobart Yacht Race منذ العام 2002. من ناحية ثانية، إن علاقاتها مع سفرائها هي أيضاً طويلة الأمد، فمنذ أواخر ستينيات القرن الماضي ما يزال سائق الفورمولا السابق البريطاني Jackie Stewart سفيراً للدار، كما أن علاقتها مع سفيرها لاعب الغولف الأميركي Arnold Palmer بلغت الخمسة عقود من الزمن، وانتهت مع وفاته في سبتمبر 2015 عن 87 عاماً، إضافة إلى ذلك تحافظ Rolex على شراكتها مع السوبرانو Kiri Te Kanawa منذ سبعينيات القرن الماضي، ومع Plácido Domingo لثلاثين عاماً حتى اليوم.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا تختار دار كبرى مثل Rolex، يمكنها بناء العلاقات مع أكبر الشركات حول العالم، وتمتلك القدرات المادية لوضع اسمها أينما أرادت بهدف نشره وتسويقه، أن تبني علاقة تعاون مع هذا الحدث الذي يُعتبر حديث العهد؟
«إن علاقتنا بعالم الفروسية تعود إلى زمن بعيد في أوروبا» يشرح Laurent Delanney، مدير القسم المسؤول عن الشراكات لدى Rolex (فبطل قفز الحواجز Pat Smythe أصبح سفيراً للدار في العام 1957)، و»تماماً كما يفعل Mark وKatherine، نحن نحاول أن نساهم في وضع الفروسية على الخريطة الرياضية الأميركية، وبشكل خاص في نيويورك. والأهم من ذلك، علاقتنا مع الأشخاص، والقيم المشتركة بينهم وبين الدار. هذه العلاقة الوطيدة هي الأساس في نجاح الشراكات».
الشراكات اليوم هي في صلب استراتيجيات الدور والشركات الكبرى، والسفراء هم في أساس خطط التواصل والإنتشار، ولكن الفضل الكبير في إطلاق هذه الفكرة يعود إلى Hans Wilsdrof الشريك المؤسس لدار Rolex الذي أطلق هذه الفكرة للمرة الأولى في العام 1927. فبعد سنة من إطلاق الدار للساعة الأولى المقاومة لضغط الماء، قام Wilsdrof بإعطاء واحدة من هذه الساعات إلى السباحة Mercedes Gleitze لتضعها على معصمها خلال محاولتها اجتياز القناة الإنكليزية، لتكون المرأة الأولى عالمياً التي قامت بهذه المغامرة. احتفلت الدار مع Gleitze بنجاحها، ووضعت إعلاناً لها في صحيفة Daily Mail وسواها من الصحف. وما زالت Rolex حتى اليوم تستفيد من هذا النجاح كشهادة جودة لساعاتها.
لا شك أن الاستثمارات الضخمة التي تضخها Rolex في مجال الشراكات الرياضية تحقق لها الكثير من النتائج الجيدة على مستوى الإنتشار (وردت بعض الترجيحات في المجلة الإقتصادية Bilan حول إنفاق Rolex ما بين 160 و180 مليون فرنك سويسري في هذا المجال خلال العام 2015). وأساس هذا النوع من النشاطات يرتكز في المقام الأول على القيم التي تلتزم بها الدار، وليس فقط على التخطيط الاستراتيجي والمادي. فبالنسبة إلى Hans Wilsdrof، تقوم إستمرارية العمل على حماية الأرباح وإعادة استثمارها، لذلك حرص على تحويل Rolex إلى مؤسسة ووضع جميع أسهمها ضمن هذا الإطار، مما يجعل أعضاء مجلس الإدارة في الدار أوصياء على أسهمها، وليسوا مالكين لها. وبالتالي، يمكن للدار أن تعاود استثمار أرباحها سواء في تطوير منتجاتها، أو (لأهداف غير ربحية) من خلال دعم أصحاب المواهب الإستثنائية في الرياضة والفن، في محاولة منها للمساهمة في دعم هذه المجالات وتطويرها.
تفضل Rolex استعمال كلمة «الشراكة» بدل «الرعاية»، من الممكن أن يقال أن الفرق بين التسميتين ليس كبيراً، ولكن بعد مشاركتنا في اليومين اللذين استضافتنا الدار خلالهما في نيويورك، خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تضمنت أيضاً حفلاً في Metropolitan Opera House وزيارة لـNew York
Yacht Club، بدا لنا الفرق واضحاً.
بالنسبة إلى أي دار أوبرا، عادة تكون ليلة الإفتتاح للموسم الجديد مشحونة بالتوتّر، ولكن الترحيب الدافئ الذي لقيناه من قبل الفريق المنظِّم كان أكبر دليل على أن العلاقة بين Metropolitan Opera House وRolex التي تأسست في العام 2011 هي أعمق من العلاقة المادية البحتة. فبعد جولة في الكواليس، أدركنا مدى صعوبة وتعقيد عمليات التحضير لعرض 25 إنتاجاً مسرحياً على مدى 33 أسبوعاً، لذلك لم يكن من المستغرب بالنسبة إلينا عندما شرح لنا المدير العام Peter Gelb أن الميزانية السنوية لدار الأوبرا هي حوالي 300 مليون دولار أميركي. حوالي نصف هذا المبلغ يجب أن يتم تأمينه من خلال الرعاة والتبرعات، وأقل من واحد في المئة تؤمنه الهبات الحكومية. وهنا صرّح Gelb ولكن من دون إعطاء أرقام واضحة، أن Rolex من أهم المساهمين، ولكنها ليست المساهم الأكبر، ولكن مشاركتها هي بالتأكيد على قدر كبير من الأهمية.
ولكن، هذا القدر من التبعية المادية، ألا يفتح المجال للمتبرعين بالتدخل في أعمال الدار؟ يجيب Gelb: «عندما انضميت إلى دار الأوبرا منذ 11 عاماً، وضّحت لمجلس الإدارة أن القرارات المتعلقة بالأعمال الفنية تُتَّخذ فقط من قبل الفريق الفني. وبالرغم من اعتمادنا الكبير على الرعاة، إلا أننا لن نأخذ أي توجيهات فنية منهم».
ولكن ما هو المعيار الذي من خلاله تختارون الشركاء؟ يجيب: «غالباً ما تتخذ الأمور منحى طبيعياً، فنحن نرحّب بأولئك الذين هم مهتمون بمساعدة Metropolitan Opera House».
والأمر سيّان بالنسبة إلى نادي اليخوت في نيويورك، الذي تأسس في العام 1844. ومع أنه ليس أقدم الأندية المشابهة في العالم، يُعتبر New York Yacht Club من أهمها. وعلى مائدة الفطور في المركز الخاص بالنادي والواقع في West 44th Street، شرح لنا العميد Bill Ketchum عن العلاقة الوطيدة التي تربط النادي بـ Rolex، وهي «مبنية على القيم المشتركة، والارتباط العاطفي بالتقاليد والجودة في الإنتاج». ولكنه لم يذكر لنا أي شيء حول الوضع المادي للنادي.
ولكن، مع وجود 3,300 عضو (من الميسورين) يدفعون اشتراكاتهم، لا نظن أن هذا النادي يواجه أي تحديات مادية، فلماذا أنتم بحاجة إلى الشراكة مع Rolex؟
يجيب Tom Cagnina رئيس الإتحاد الخاص بالمشتركين بالنادي: «بكل بساطة لأننا لا نستطيع القيام بالنشاطات الكبرى من دون رعاية Rolex. فلتنظيم سباق NYYC Invitational على سبيل المثال، وهو مُصنَّف كأهم بطولة سباقات اليخوت في العالم، نحن بحاجة إلى تأمين عشرين يختاً متطابقاً، إضافة إلى عشرين طقماً من الأشرعة الجديدة».
وبفضل العلاقة الوطيدة التي تجمعهما منذ الخمسينيات، نشأت بين الطرفين روابط متينة، يضيف Ketchum: «نحن أصبحنا على معرفة وثيقة ببعضنا البعض، ونتحاور بصراحة تامة حول ما يمكن عمله وما لا يمكن».
لكن وبالرغم من وجود هذه العلاقات، لا ترضى Rolex بمظاهر «التسويق العلني»، فكل ما تراه في النادي مما يخص الدار هو إحدى الساعات المعلقة على الحائط، وذلك ينطبق أيضاً على شراكتها مع بطولة Wimbledon، حيث لا يقبل المنظمون بالتعاون إلا مع الرعاة الذين يقدمون خدمات للبطولة، كضبط الوقت على سبيل المثال، كما أنهم لا يقبلون بوضع اللوحات الإعلانية الظاهرة جداً. في نادي الغولف Augusta National الواقع في ولاية جورجيا الأميركية، خلال بطولة The Masters، لا ترى أي ساعة لـ Rolex، ولا حتى عند لوحة النتائج. أما في دار الأوبرا Metropolitan Opera House فهناك فقط ساعة حائط واحدة لـ Rolex في قاعة الإستقبال، وخط رفيع يرمز إلى الدار على الجهة الخلفية للكتيّب الذي يتضمّن برنامج العرض. من هنا فإن الطريقة المبهرجة الصاخبة التي تعتمدها Rolex للتسويق في بطولة الفورمولا واحد تبدو غريبة نوعاً ما.
إلى جانب اختيارها الإرتباط بالأنشطة الرياضية والمؤسسات حيث تكون دعايتها صامتة في الغالب، تختلف Rolex عن غيرها من الدور أيضاً بأنها لا تُصدر المجموعات المشتركة مع شركائها. والجدير بالذكر أن ساعتها الشهيرة التي حملت اسم حلبة السباق في Daytona، أنتجتها الدار في أواسط الستينيات، أي قبل أن تنشأ علاقة الشراكة بين الدار والسباق. (هذه الساعة تم إطلاقها في العام 1963، في السنة نفسها التي أطلقت فيها ساعة Cosmograph Le Mans، ولكن اسم هذه الأخيرة لم يدم طويلاً في ذاكرة الجمهور).
ولكن، من المستفيد أكثر من هذه الشراكات؟ بشكل عام، الفريقان هما في موضع الفائز. الفريق الآخر يربح ثقة Rolex ودعمها. ومن ناحية أخرى، هذا النوع من الشراكات من الممكن أن يساهم في رفع أي رياضي شاب موهوب إلى مركز مهم بين العظماء والأبطال في مجاله، وهذه بحد ذاتها فائدة لا تقدَّر بثمن.
أما Rolex فهي تستفيد من خلال اتحادها مع «أحد أهم المنابر الثقافية في العالم» يقول Gelb، كما تتمكن الدار من خلال علاقاتها هذه من نشر قيمها وأفكارها بين الجمهور بشكل أوسع.
إذا كان اختيار Rolex لسفرائها يبدو وكأنه من الأشياء التي يمكن التنبؤ بها، كونها تختار الأبطال الرياضيين، أو الشخصيات «الكلاسيكيين» المهمين في المجتمع، فلا يجب أن ننسى أن الدار، وخلال مسيرتها المهنية، لطالما كانت مستقلة في مسيرتها، لا تنجرف أبداً مع التيار، ولا تتقيّد بالتوجهات السائدة لتحقيق الأرباح على المدى القصير. وأيضاً فإن قراراتها المصيرية تأتي نتيجة دراسة وبحث، وليست مفاجئة. فإذا أخذنا على سبيل المثال شراكتها الجديدة مع الـ Academy Awards، أليست حفلات الأوسكار تتمحور بقسم كبير منها حول مرور النجوم والمشاهير على السجادة الحمراء، والطلة التي يبهرون بها الجمهور العالمي، وهي تبدو معاكسة تماماً لأجواء الأوبرا الكلاسيكية؟ بالنسبة للبعض، من الممكن أن يبدو الوضع كذلك، ولكن بالنسبة إلى Rolex فإن حفل الأوسكار يساهم في دعم السينما، وذلك من الممكن اعتباره بمثابة جزء لا يتجزأ من برنامج الدار Mentor & Protegé لدعم الفنون. لذلك يمكننا القول أن كل الإشارات تدل إلى أن Rolex دخلت إلى قلب الأوسكار لتبقى هناك.
مجلة الساعات والمجوهرات -عدد 115
إعداد: ساندرا ليين
من نافذة طائرة مروحية تحلّق فوق المدينة الزرقاء Jodhpur، تمكنت من رؤية تاريخ المدينة وتراثها. وبعد أن حطّت الطائرة في مطار عسكريّ صغير، توجّهنا لإحياء يوم البولو البريطاني في الهند لعام 2016، برفقة Jaeger-LeCoultre، وبحضور Gai Singh II مهراجا Jodhpur .
ما إن وصلنا إلى قصر Umaid Bhawan وصعدنا السلّم، حتى سمعنا عزف الطبول، ورأينا بتلات الورد على الأرض منتشرة على سجاد أحمر فاخر. بالإضافة إلى أكاليل الورد التي وضعت على أعناقنا، ودُبغت جباهنا بنقطة قرمزية اللون. هذا هو ترحيب Rathore التقليدي الذي يعتمد كطريقة للدخول إلى منزل Gaj Singh II مهراجا Marwar في Jodhpur.
بين العامين 1928 و1943، بنى جد المهراجا الحالي، Umaid Singh II، القصر في مقابل قلعة Mehrangarh التي تقع على تلّة مرتفعة جداً تتيح تأمل معالم المدينة الزرقاء منذ منتصف أعوام 1600، وشكّل المقرَّ الرسمي للعائلة الحاكمة في Jodhpur لأكثر من 400 سنة. وعلى الرغم من أن القسم الأكبر من القصر تحوّل في سبعينيات القرن الماضي إلى فندق فخم، إلا أن المهراجا وأسرته لا يزالون يقيمون في جناح خاص في المبنى الضخم.
في ما خص تصميمه الهندسي، يحوي القصر ما يذكّرنا بتحفتين عظيمتين، هما معبد Angkor Wat في Cambodia وتاج محل في الهند. فالإندهاش بصالاته، والجلوس في غرفة التحف حيث تتدلى رؤوس الحيوانات البرية من الجدران، أو التجوّل في حدائقه الكبيرة – والتي هي موقع مذهل إلى حد كبير حيث أنه في يومنا الأخير هناك تمّ تصوير مشاهد لفيلم سينما من إنتاج Bollywood – تنقلنا كلّها إلى حقبة مختلفة.
خلال عصر يومنا الأول، توجّهنا إلى معهد Jodhpur للعب البولو والفروسية، في سيارة Cadillac من أربعينيات القرن الماضي، من مجموعة المهراجا الخاصة – التي وضعت في الطابق السفلي من القصر، وتجمهر حولها عدد من الشباب يلتقطون السيلفي أمام سيارات Rolls-Royces، Morris Minors وBuick Roadmasters.
في ميدان البولو، تمّت الإستعانة بفيل آسيوي مزيّن بالورود والزخارف الملوّنة، يسير ببطء على جوانب الملعب موفّراً نزهات للزوار. وفي إحدى زوايا الميدان، جمع عدد من الأحصنة المعروفة باسم Marwari، نوع نادر من الخيل من منطقة Marwar في
Jodhpur، التي تتحدّر من تزاوج أحصنة هندية مع أحصنة عربية.
على الرغم من أن اللعبة تعود إلى بلاد فارس القديمة، إلا أن تاريخ البولو في الهند يعود إلى قرون عديدة. إعتمدها الملوك هناك في الأصل كنوع من التدريب للخيّالة، أقرب إلى ميدان قتال. لاحقاً، تطوّرت اللعبة في شمال ولاية Manipur الهندية، حيث عرفت بـ Sagol Kangjei أو Pulu. وتعدّ Manipur المكان الأول حيث مارس مزارعو الشاي البريطانيون اللعبة في خمسينيات القرن الماضي، وقاموا بإنشاء نادي البولو الأول في العالم.
في جو أسري مريح داخل جناح Jaeger-LeCoultre الفاخر بجوار ميدان البولو، يسهل على الزوار تصوّر كيف كان ذلك اليوم منذ 85 سنة، حين تمّ الكشف عن إحدى أجمل وأهم الساعات في العالم، Reverso من Jaeger-LeCoultre. وتدور أحداث القصة في العام 1930، حين كان يقوم César de Trey الشهير في عالم صناعة الساعات، وصديق Jacques-David LeCoultre، بزيارة إلى أصدقائه في الهند وتوجّه لمشاهدة لعبة البولو. وبعد المباراة، توجه أحد اللاعبين إليه ليريه ما حلّ بزجاج ساعته، حيث لم يكن باستطاعة لاعبي البولو أن يرتدوا ساعاتهم من دون خطر تعرّضها للكسر.
وفي محاولة لإيجاد حل للمسألة، توجّه de Trey إلى LeCoultre، الذي قام بابتكار الساعة الجديدة Reverso، وهي أتت بعلبة ذات تصميم مستوحى من خطوط Art Déco، تميّزت بكونها قابلة للدوران رأساً على عقب، ما يسمح بإخفاء الزجاج لتفادي تعرّضه لأي أذى. ولتصميمها، عيّن LeCoultre شركة Jaeger SA، التي بدورها تعاقدت مع المصمم الفرنسي René-Alfred Chauvot، المخترع الفعلي لآلية الإنزلاق والثني الفريدة من نوعها.
واليوم، تتوفّر هذه الساعة بتصميمات مختلفة وتمّ جمعنا في الهند في متحف Jaeger-LeCoultre لمشاهدة مجموعة نادرة من ساعات Reverso، تتضمّن ساعات أصلية من ثلاثينيات القرن الماضي، وبعض التصاميم المتنوّعة من بينها ساعة حفر عليها شعار Batman.
وشرح مضيفنا في Jodhpur، المدير التنفيذي لدار Jaeger-LeCoultre في الشرق الأوسط Marc de Panafieu، أن «ساعات Reverso تقدّم العديد من الإحتمالات»، مضيفاً «أعرف شخصاً تقدّم بطلب يد حبيبته بواسطة ساعة Reverso. إشترى ساعة منها حفرت على خلفية العلبة عبارة «هل تتزوجينني؟»، فتراها حين تقوم بثنيها. ويمكنكم الحصول على Reverso بسيطة او مزيّنة بالأحجار الكريمة. لأننا نصنع كل شيء في معاملنا، فلا حدود للإمكانيات».
على الرغم من أن كلمة أيقونة قد استعملت بكثرة، إلا أنها في هذه الحالة مناسبة. وقال de Panafieu «من الصعب أن أشرح لماذا تحوّلت هذه الساعة إلى أيقونة»، مضيفاً «ليست ساعة دائرية، هي مستطيلة، لكن التصميم لا يمكن أن يبطل مع الوقت. لا أحد يستطيع القول أنها قديمة جداً؛ صحيح أنها كلاسيكية، ولكن لا يمكنك القول أنها «ساعة جدك» أو أن تصميمها يعود إلى 85 سنة خلت».
وبما أن Reverso موجودة في السوق العالمية منذ أكثر من ثمانية عقود، لا شك أن الدار قد أنتجت الكثير من النماذج من هذه الساعات الكلاسيكية، مما أغنى هذه المجموعة الأيقونية وجعلها من الأكثر شهرة في إنتاجات الدار. ويؤكد de Panafieu أن هذا الغنى في المجموعة من الممكن أن يسبب حيرة بالنسبة إلى الجمهور، لذلك «توجهنا إلى تبسيط الأمور»، ويتابع: «إحتفاءً بالعيد الـ 85 للمجموعة العام الماضي، أطلقنا ساعات Reverso Classic بأحجام ثلاث – صغير، متوسّط وكبير. أردنا أن نمنح الساعة طابعاً أكثر عصرية وسهولة في الإستعمال، لذا قدّمناها أيضاً بآليات أوتوماتيكية. كما أن هناك مجموعة Reverso Tribute التي تضمنت عدداً من التعقيدات».
ونظراً إلى أن أشهر ساعاتها تم ابتكارها لملاقاة حاجات لاعبي البولو، فمن البديهي لدار Jaeger-LeCoultre أن تتعاون مع منظمي British Polo Day، وهو حفل عالمي يتحدى خلاله الفريق البريطاني الفرق المحلية في 10 مواقع مختلفة حول العالم.
الهدف من الحفل هو منح المشاركين فيه خبرات مميزة في أماكن تكون جديدة بالنسبة إليهم. أما بالنسبة إلينا، الضيوف في Jodhpur، فهذا يعني أكثر من مجرّد مشاهدة لعبة البولو او تمضية بضع ليالٍ في قصر. فقد تضمّن اللقاء أيضاً عشاءً رسمياً عند أسوار قلعة Mehrangarh. وخلال عبورنا في أنفاق القلعة القديمة والممرات الحجرية، قابلنا لاعبي النار، وراقصي Rajasthani، الجمال المزيّنة وأحصنة Marwari. قدّم العشاء مع إطلالة مذهلة على المدينة المتلألئة بأنوارها المسائية، فكانت الأجواء فاتنة.
خلال العشاء الأخير في القصر، توجّهنا لمشاهدة عرض أزياء – مرفق بعرض للمجوهرات الفاخرة من إحدى الدور الهندية العريقة Amrapali – ومزاد علنيّ خيريّ جمع آلاف الدولارات لجمعيّتيّ Head Injury Through Sport و The Head Injury Foundation، اللتين تأسستا من قبل المهراجا بعد أن عانى إبنه من جروح خطيرة في ميدان البولو. كان مؤثراً جداً رؤية إبن المهراجا في ظهور علنيّ نادر خلال الحفل الخيري.
وأشار de Panafieu أنه «بالنسبة إلى Jaeger-LeCoultre، التعاون مع منظمي البولو يجب أن ينمو باستمرار»، وأضاف «لم نقل أننا نريد رياضة يمارسها العديد من الأشخاص حول العالم. صحيح أن البولو لا تزال تُعتبر من الرياضات «التي لا يمارسها الكثيرون»، ولكنها السبب الرئيس لابتكار Reverso، لذا فهذا التعاون هو عبارة عن علاقة طبيعية. واللعبة هي جزء من تاريخنا».
من خلال هذه الخبرة التي عشناها خلال عطلة نهاية الأسبوع في Jodhpur، يمكننا ان نؤكد على العلاقة الوثيقة بين صانع الساعات السويسري، التقاليد الهندية، ولعبة البولو بإرثها البريطاني. فكل أرجاء القصر والمدينة تذكرنا بالحرفية العالية، التصاميم المميزة، الإرث والتاريخ. هو اختبار لا يمكن أن يُنسى، كنز من الخبرات.
مجلة عالم الساعات والمجوهرات -عدد 115
إعداد : ليال صفي الدين
منذ فترة ليست بطويلة جداً، كان من النادر أن نرى ساعات كرونوغراف رياضية، تحمل ملامح أنثوية، ومخصصة للجنس اللطيف. ولكن يبدو أن السيدات استطعن بجدارة اجتياح عالم الساعات الرياضية، والحصول على نماذج مخصصة لهن ضمن هذه الفئة.
عُرفت في القرن التاسع عشر كآلات لقياس أوقات المسابقات الرياضية، لا سيما سباقات الخيول التي كانت من البطولات التي تحظى بالكثير من الإهتمام. هي قارئات وقت عملية، انتقلت من ميادين السباق لتتخذ لنفسها مكانة مهمة في عدة حقول أخرى، كالطب والهندسة، كما وتحتل مواقعها على حلبات سباقات المحترفين. أما العام 1909، فقد شهد انتقالها من الأكف والجيوب إلى معاصم الرجال، لتجد طريقها من ثم إلى رسغ السيدة العصرية، وتزيّنه بأناقة غير مسبوقة. ساعات الكرونوغراف، الأكثر دلالاً لدى صانعي الوقت الذين لا يوفّرون جهداً لإنتاج أرقى النماذج منها، بل هم يضعون كامل خبراتهم ومعرفتهم في هذا المجال، ويتنافسون بشدة للخروج بأرقى النماذج، وأكثرها مجاراة للتقنيات والتصاميم الحديثة.
ومَن أكثر من المرأة العصرية مجاراة للخطوط الحديثة، كما وأنها تُظهر اليوم اهتماماً واضحاً بالتكنولوجيا الحديثة، وآخر التوجهات في المجال التقني. هذه السيدة التي استطاعت حتى اليوم خوض جميع الميادين الإجتماعية والعملية، حيث تجتاز أكثر الإختبارات الحياتية بجدارة تماماً كما تجتاز الساعات الراقية أقسى الإختبارات لتبرهن عن جودتها ودقتها وملاقاتها لأعلى مستويات الجودة والمعايير المحددة عالمياً. لكن وإلى جانب الناحية التقنية والدقة العالية التي تتمتع بها الآلات الميكانيكية التي تسكنها، تتمتّع الكرونوغرافات النسائية، كغيرها من القطع التي تتزيّن بها السيدة اليوم، بصفات الجمال والأناقة والفخامة، لتترجم الذوق الأنثوي الرفيع، وذلك يتم من خلال اهتمام دور صناعة الساعات بالمواد المستعملة لإنتاج هذه النماذج، كما أنها تراعي المقاييس الجمالية، والرسغ الناعم، وشغف السيدات بلمعان المعادن النبيلة وبريق الأحجار الكريمة في العديد من الأحيان. إذاً فإن هذه الساعات يمكننا وصفها بالعملية والرائعة الجمال في الوقت عينه.
لا شك أن ساعات الكرونوغراف هي من المسلمات التي قلما تغيب عن المجموعات الأحدث في القطاع في كل عام، وحيث يبدو أن الأنثوية منها، موضوع بحثنا، باتت متواجدة أكثر وأكثر في جديد الدور، وذلك لأن السيدات بتن يظهرن اهتماماً أكبر بالآليات الميكانيكية المعقدة، ولأن منهن من أصبحن يشاركن في سباقات السيارات للمحترفات، وفي بطولات الفروسية، وفي كافة الرياضات، الناعمة منها والأكثر خشونة، وأصبحت ساعات الكرونوغراف في الكثير من الأحيان خير تعبير عن حبّهن للمغامرة وإقدامهن وشجاعتهنّ. ولا شك أن آلات الوقت هذه جذابة لدرجة لا يمكننا إلا أن نسعى إلى اكتشاف أحدث ما أضافت المشاغل العالمية من حيث الشكل والمضمون. من هنا نلقي الضوء على جديد Omega ساعة Speedmaster Ladies Chronograph Chronometer 38mm التي جمعت فيها الدار من خلالها، الملامح المعروفة لمجموعة ساعات الكرونوغراف هذه إلى اللمسات الجمالية الأنثوية التي ظهرت أولاً من خلال قياس العلبة الذي بلغ 38ملم، إلى جانب الماسات التي تحيط بمقياس السرعة tachymeter الموضوع على الإطار الداخلي للساعة. هذه الساعة التي أطلق عليها لقب Cappuccino، صُنعت بمزيج من الفولاذ والذهب الوردي الخاص بالدار Sedna، واكتسبت لقبها هذا من اللون البنّي الذي طغى على كل من مينائها وسوارها الجلدي. مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر، وتعمل بواسطة الحركة الأوتوماتيكية caliber 3304 الثنائية المحور والمزوّدة بنابض توازن مصنوع من مادة السيليكون، والتي تتمتع بمخزون للطاقة من 44 ساعة، وهي تعرض أيضاً التاريخ من خلال نافذة عند الـ 6.
ومع أن الساعات الرياضية المعقدة الموجّهة للسيدات لا تقل دقة وحرفية عن نظيراتها من الساعات الرجالية، إلا أن الكرونوغرافات الأنثوية تبدو وكأنها بالنسبة إلى Hublot مساحة واسعة للإبداع من حيث التصاميم الجريئة والمواد والألوان. فالدار أطلقت في العام الماضي مجموعة من ساعات الكرونوغراف النسائية تحت عنوان Big Bang Linen، وقد أتت بنماذج زاهية الألوان، وأساور مصنوعة من قماش الكتان الطبيعي. ولم تكتفِ الدار باستعمال الكتان لصناعة الأحزمة المرافقة للساعات، بل أنها توصّلت إلى ابتكار مادة بديلة للكاربون انطلاقاً من الكتّان. فمحاصيل الكتان الذي يُزرع في سويسرا، تُعالَج بواسطة آلات ميكانيكية مبتكرة لتصبح على شكل ألياف، ومن ثم يقوم الحرفيون بتحويلها يدوياً إلى نسيج أحادي الإتجاه، ومن ثم صبغها بالألوان المطلوبة، ومزاوجتها مع مركّب كيميائي شفاف خاص، مما يجعلها قادرة أن تحل مكان الكاربون، موازية له من ناحية المتانة، ولكنها أخف وزناً من ناحية، وتتيح للصانعين إمكانية الإبداع اللامتناهي، كونها قابلة لارتداء عدد لا يُحصى من التدرجات اللونية. هذه المادة البديلة صنعت منها Hublot العلب والموانئ لهذه المجموعة، أما لصناعة السوار، فقد زاوجتها مع طبقة داخلية من المطاط المتناسق معها من حيث اللون. إطار العلبة قطر 41ملم من الفولاذ، وقد تم ترصيعه بأحجار السافير الأزرق أو البرتقالي للنموذجين اللذين أتيا بهذين اللونين، أو بأحجار التوباز للنموذج الذي ارتدى اللون الأخضر وأحجار الجمشت الأرجواني للنموذج البنفسجي. ونذكر أن كلاً من هذه النماذج أتى بكمية محددة بـ 200 قطعة.
الكرونوغراف النسائي بتواقيع متعددة
اختلفت تصاميم الكرونوغرافات النسائية عبر الزمن، ولكنها جميعها التقت على الرقي والدقة والفخامة. من الدور الرائدة في هذا المجال نذكر Eberhard & Co. التي يعود تاريخ إنتاجها للساعات النسائية إلى أكثر من مئة عام، أما ساعات الكرونوغراف الأنثوية بالتحديد فقد بدأت بصناعتها في بداية خمسينيات القرن الماضي، متوجّهة إلى النساء الرياضيات من خلال الساعة التي أطلقت عليها تسمية Eberhard 14”، كما وأطلقت خلال الثمانينيات نماذج عدة من ساعات الكرونوغراف النسائية المزوّدة بحركات ميكانيكية يدوية التعبئة. أما في العام 2002، فقد ضمّنت الدار مجموعتها Chrono 4 ساعة Bellissimo (التي تعني «الجميلة» باللغة الإيطالية)، وهي أتت بتصميم أنثوي ناعم مع المحافظة على مبدأ العدادات الأربعة الموضوعة على خط أفقي في أسفل الميناء، ولا شك أنها حظيت بأهمية كبرى توازي تلك التي نالتها النماذج الأولى الرجالية من المجموعة والتي تم إطلاقها قبلها بعام واحد. تميّزت Bellissimo بمينائها الأبيض الأنيق، والماسات الـ 68 التي زيّنت إطار العلبة التي بلغ قطرها 40ملم لترضي أذواق السيدات اللواتي يحببن الساعات الضخمة نسبياً من دون مبالغة، كما كشفت الجهة الداخلية للساعة عن الحركة كاليبر Chrono 4 للمزيد من الإثارة. هذه الساعة أتت لتجسّد إحدى أفكار Barbara Monti التي هي اليوم المديرة التنفيذية للدار، وكانت في تلك الفترة تحتل مركز مديرة قسم الإنتاج، وقد أرادت من خلالها أن تقدّم المستوى التقني العالي الذي تتمتع به مشاغل الدار في قالب أنثوي أنيق.
أما هذه السنة، فتحتفل Eberhard & Co. بعيدها الـ 130، وفي هذه المناسبة ستقوم بالكشف عن نماذجها الجديدة التي تحكي قصتها في صناعة الوقت، ومن المؤكد أن السيدات سيكون لديهن حصة وافرة من هذا الجديد.
أما قصة TAG Heuer مع الكرونوغرافات النسائية فهي تعود إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حين أتت مجموعة S/el التي تعني Sports Elegance لتعبّر عن عودة الحياة إلى أروقة الدار. فمنذ قامت TAG بشراء Heuer وضمها إلى صفوفها، بدأنا نرى الأفكار الجديدة تتدفق من مشاغل الدار. أما بالنسبة إلى الساعة الأولى التي حملت اسم TAG Heuer فهي ساعة Formula 1، ولكن بما أنها أطلقت فقط بعد ثلاثة أشهر من عملية شراء الشركة، أي في شهر مارس من العام 1986، لا شك أن العمل عليها كان قد بدأ قبل ذلك بفترة. من جهة أخرى، حققت مجموعة S/el نجاحاً مبهراً في التسعينيات، وقد احتوت عدداً من ساعات الكرونوميتر وساعات الكرونوغراف الأنثوية التي كانت تعمل بواسطة حركات كوارتز ETA 251.262، وقد تميّزت بعداداتها الموضوعة عند الـ 2 والـ 6 والـ 10، بمقياس السرعة الذي يحيط بالميناء، كما وبسوارها المؤلف من وحدات متسلسلة مترابطة. تابعت هذه المجموعة مسيرتها حتى العام 1999، حين تمت تسميتها Link تيمّناً بتصميم سوارها، وهي ما زالت تُصدَر حتى اليوم وتظهر بنماذج جديدة. وأيضاً تتضمن مجموعة TAG Heuer Lady Formula 1 Steel & Ceramic التي أصدرتها الدار عام 2011 نموذجاً من الكرونوغراف الأنثوي أتى تحت عنوان Steel & Ceramic 41mm Chronograph، وقد تم ترصيع علبة الساعة ومينائها بالماس اللماع.
في العام 2015، احتفلت Vacheron Constantin بعيدها الـ260، وأطلقت للمناسبة مجموعة Harmony. هذه الدار التي أتقنت منذ العام 1917 صناعة الكرونوغراف، أكدت من خلال هذه المجموعة الإحتفالية على علاقتها الوطيدة بآليات قياس الفترات الزمنية القصيرة، وذلك من خلال وضعها في أربعة من النماذج السبعة التي تتألف منها. فبإيحاء من إحدى أولى ساعات الكرونوغراف التي أطلقتها في العام 1928، زوّدت الدار ساعات Harmony بعلبة مخددة الشكل، ولكنها أسكنت في داخلها أحدث ما خرج من مشاغلها من حركات ميكانيكية دقيقة. وفي غمرة هذه الأجواء الإحتفالية، كانت للسيدات أيضاً حصة، إذ خصصت لهن الدار ساعة Harmony Chronograph Small Model المرصعة بالماس على إطار العلبة المخددة 46.6 x 37ملم المصنوعة من الذهب الوردي. وهذه الساعة تعمل بحركة يدوية التعبئة بمخزون للطاقة من 48 ساعة، علماً أن ساعات Harmony أتت جميعها في علبة عرض مخصصة للعيد الـ 260، ورسالة خاصة من المدير التنفيذي للدار Juan-Carlos Torres.
واللائحة تطول، فإذا نظرنا إلى السنوات القليلة الماضية، نرى كرونوغرافات نسائية تحمل تواقيع عدد من أهم دور الساعات السويسرية، مثل Patek Philippe التي كشفت في العام 2009 عن ساعة Ladies First Split-Seconds Chronograph، كما وشهدنا في العام 2011 على إطلاق ساعة Breguet Marine Chronograph Dame التي تميّزت بمينائها المصنوع من عرق اللؤلؤ المزخرف، ومن أبرز ساعات الكرونوغراف الأنثوية أيضاً ما أطلقته Chanel عام 2011، ونحن نقصد ساعة J12 Haute Joaillerie Chronograph المحدودة الإصدار بـ 12 قطعة، التي أتت بعلبة من الذهب الأبيض، وميناء من السيراميك الأسود، وتم رصف عداداتها وإطارها وسوارها بأحجار الماس المستطيلة والمنحرفة.
يلعب الكرونوغراف دور ضابط الوقت الرسمي في السباقات والإعلان عن أبطالها وأرقامهم القياسية، أما في مشاغل الوقت والمنابر العالمية التي تُطلق منها الإصدارات، فهو يلعب أيضاً دوراً أساسياً في الإعلان عن الساعاتيين الأبطال في مجال الإبتكار، والذين يُحدثون تغييراً حقيقياً في القطاع. وهؤلاء الساعاتيون يسعون بكامل جهدهم إلى إرضاء السيدات العصريات، وملاقاة أذواقهن الرفيعة والمترفة، ومجاراتهن في سعيهن إلى خوض جميع الميادين، وفي شغفهن بآلات الوقت المعقدة والفخمة، ذات الأنوثة الطاغية.
إستغرق انتاج مجموعة MYSTERY OF MUZO الإستثنائية من Jacob & co حوالي العامين وهي تتميّز بحجر زمرّد كولومبي باللون الأخضر وبقصّة إجاصيّة الشكل بوزن 74,33 و70,57 قيراط.
وتأتي التفاصيل المعقدة في الإسبينل الأسود بقصّة يدويّة المرصّع في الذهب الأبيض عيار 18 قيراط، لاستكمال الحجم الفاتن لأحجار Muzo الطبيعيّة من أجل ابتكار تصميم قطعة فريدة لا يُمكن تقليدها مع أحجار زمرّد من هذا العيار. وتتمتّع الأساور المستوحاة من أسلوب الآرت ديكو بتفاصيل من أحجار الألماس المستديرة بقصّة مخروطيّة ووزن 118,13 قيراط التي تلتفّ حول أطراف كلّ طوق هندسي للمعصم مثل أفعى ملتفة بشكلٍ مُرهف حول معصم امرأة. ويساهم الحجم الجريء والقياس المحكم للأساور المصنوعة بشكلٍ متقن بمنح المرتدية ثقةً راسخة، في حين تساهم درجات اللون الداكنة في الزمرّد والإسبينل بالتذكير بحسّ عميق من الغموض يسحر المشاهدين بجوّ ممتاز من الإغراء.
في قلب الصحراء القاحلة، ومن جفاف الرمال وحرارة الشمس، أبصرت ماسة The Queen of Kalahari النور. وهناك، في غياهب الصحراء الواسعة، اكتشفتها دار Chopard لتحوّلها حديقة ماسية، تضمّ 23 حجراً برّاقاً بأحجام وأشكال مختلفة.
The Queen of Kalahari زنتها 342 قيراطاً تعتبر من الماسات الإستثنائية التي وجدت على مرّ العصور، حيث عثر عليها في مخازن منجم Karowe، في Botswana. تتميّز هذه الماسة بلونها اللافت ونقاوتها غير المعهودة، في حين أن خمساً من الماسات الصغيرة التي تشكّلت منها، تزن كل منها 20 قيراطاً.
هذا الإكتشاف دفع بـCaroline Scheufele إلى تشجيع المسؤولين عن منجم Karowe إلى الانضمام إلى شبكة مورّديها التي تعمل وفق معايير بيئية محدّدة من قبل Eco-Age، والتي تستعين بها الدار لإنتاج قطع مجموعتها Green Carpet المؤلفة من المجوهرات الصديقة للبيئة والملتزمة باستعمال الذهب النزيه والأحجار ذات المصادر الموثوقة.
منذ سنة تحديداً، كان الإكتشاف الكبير لهذه الماسة، واليوم تركت دار Chopard الخيال الإبداعي يفعل فعله، حيث أبدع المصممون والعاملون في هذه الدار، بتحويل The Queen of Kalahari إلى حديقة ماسية تشمل 23 حبة صغيرة، أشرفت Scheufele شخصياً على مراحل تطوّرها وتصنيعها المختلفة، فكانت The Garden of Kalahari التي لا تقلّ جمالاً ونقاوة عن الماسة الأم. والمثير للدهشة في هذه المجموعة هي حبّات الماس الخمس التي تجسّد تقطيعات الماس كاملة: المستدير، القلب، المستطيل، الزمردي والإجاصي، ما أضاف تميّزاً فريداً إلى المجموعة التي أنتجتها Chopard. ولكل من هذه الحبات البرّاقة زنتها التي تضفي قيمة كبيرة عليها، حيث إن الماسة بشكل إجاصة زنتها 25 قيراطاً، والماسة بشكل قلب زنتها 26 قيراطاً، أما الماسة المستطيلة فهي عبارة عن 20 قيراطاً، في حين تزن الماسة الزمردية الشكل 21 قيراطاً، وأما الماسة المستديرة وهي الأكبر حجماً فتزن 50 قيراطاً.
تتميّز ماسة Queen of Kalahari بكونها خالية من الشوائب كلياً بدرجة F (Flawless)، كما أن لونها تم تصنيفه ضمن فئة D وهو معروف بكونه «الأجمل» بين ألوان الماس. استخرجت هذه الدرة النفيسة من قلب الطبقات الرسوبية في منطقة Karowe في Botswana، وقد تشكلت ضمن الصخور البركانية المعروفة باسم kimberlite نتيجة الضغط الهائل ودرجات الحرارة العالية على مر السنين.
ونتيجة للجهود الكبيرة والمثابرة الأكبر، نمت هذه الحديقة الماسية وأنتجت مجموعة مجوهرات فاخرة ورائعة قدّمتها الدار إلى زبائنها بإبداع متقن وحرفية عالية. ضمّت هذه المجموعة، وليدة The Garden of Kalahari، عقداً مميزاّ يمكن ارتداؤه بطرق مختلفة ولمناسبات متنوّعة، حيث يتحوّل من عقد طويل يحازي قلب مرتديته إلى طوق لافت تتوسطه وردة رائعة. ولهذه الأخيرة دور إضافي لتزيين العنق، حيث ترافقها مجموعة من ثلاث ماسات يمكن تعليقها بها، وهي: الماسة المستديرة والماسة بشكل قلب، والماسة الإجاصية.
ولم تكتفِ الدار بهذه المجموعة، حيث قدّمت تكملة أنيقة وساحرة لهذا العقد المميز، إذ أرفقت كلاً من الماسة بشكل قلب والماسة الإجاصية بأقراط أذن من التصميم عينه، ما يضفي جمالاً أكثر لمعاناً لكل من يرتدي هذه المجموعة.
وكيف تنسى الدار الخاتم الماسي؟ فضمّنت مجموعة مجوهراتها هذه خاتمين راقيين أحدهما يحمل الماسة المستطيلة. ويرافق هذين الخاتمين الرائعين سوار ناعم لتزيين المعصم تعلوه ماستان زمرديتا القطع.
واللمسة الجمالية الأخيرة لهذه المجوهرات الثمينة والبراقة كانت مع الساعة الفاخرة التي أرفقتها دار Chopard مع هذه التشكيلة المبهرة لتقدّم لزبائنها باقة ماسية لامعة حصدتها من حديقة Kalahari وجمّلتها بتصاميم باهرة سحرت أنظار كل من رآها.
عندما توفي Gérald Genta في العام 2011 عن عمر ثمانين عاماً، كان بالنسبة إلى محبّي آلات الوقت بمثابة أسطورة. هذا المصمم الشهير قد تنقّل على أوسع نطاق بين دور الساعات، فكان بإمكانه ابتكار التصاميم الجديدة بسهولة شديدة وخلال فترة قصيرة نسبياً، كليلة واحدة من العمل داخل مشغله أو خلال خمس دقائق خلال جلوسه على طاولة المطعم.
من Rolex إلى Timex مروراً بـ Bulova وBreguet، عمل Genta مع هذه الدور جميعاً، وهو قد صرّح خلال مقابلة أجريت معه في العام 2009 أنه قام بتصميم 100,000 ساعة حلال حياته المهنية. أكان هذا الرقم صحيحاً أو لا فإن ذلك لا يهم، ولكن ما لا شك فيه هو أن Gérald Genta هو رجل ذو تاريخ غير مسبوق، وأعمال غزيرة في عالم صناعة الوقت.
إن الإنجازات الخاصة بالمصمم العظيم يُنظر إليها من خلال أعظم أعماله، من هنا فإن شهرة Gérald Genta ستكون مرتبطة إلى الأبد بساعات Royal Oak وPolerouter، وليس بساعات Grande Sonnerie أو Turbo.
فالتصميمان الخاصان بساعات Universal Genève Polerouter وGérald Genta Grande Sonnerie أتيا في مرحلتين متناقضتين من مسيرة Genta العملية. الأول تم إنجازه عندما كان ما يزال في البدايات، يتقاضى ما قدره 15 فرنك سويسري عن كل تصميم، أما الثاني فقد أطلقه بعد أن أصبح مصمم الساعات الأشهر عالمياً. وذلك يبدو واضحاً وجلياً، فإذا نظرت إلى الساعتين في الوقت عينه، لا شك فإنك بالتأكيد سوف تظن أن شخصين مختلفين قد قاما بتصميمهما.
فساعة “Polarouter” كما كانت تسميتها عند إطلاقها، هي عبارة عن عن نموذج احتفالي أطلقته Universal Genève في العام 1954 لتخليد ذكرى الرحلة الجوية التجارية الأولى التي تمر من فوق القطب الشمالي. والتصميم الذي منحه Genta لهذه الساعة كلاسيكي الطابع، غير مرتبط بمكان أو زمان، فأتت هذه الساعة مستديرة قطرها 34,5ملم، يتوسطها ميناء بسيط يحيط به إطار مرتفع يحمل مؤشرات الساعات، مع ثلاثة عقارب مركزية من الفولاذ. في العام 1955 تحوّل اسمها إلى Polerouter، وهي من أكثر النماذج شهرة بين إنتاجات Universal Genève. لكن وبالرغم من كون Genta كان يعمل مع
Audemars Piguet منذ العام 1953، تُعتبر Polerouter النجاح الأول له، مع أنه لم يحصد الكثير من هذا النجاح. هي ساعة ملائمة لكل المناسبات، مصنوعة من الفولاذ أو الذهب أو الفولاذ المطلي بالذهب، مع أو من دون نافذة للتاريخ. والجدير بالذكر أن الدار عندما طلبت من Gérald Genta تصميم هذه الساعة، حدّدت له حاجتها بالتحديد، يجب أن تكون بسيطة، مناسبة ليتم ارتداؤها مع الأزياء الرسمية، ومع أنه معروف بموهبته الفذة في ابتكار الأفكار الجديدة، إلا أن المصممين في تلك الفترة كان يجب عليهم الإلتزام ببعض الخطوط التقليدية مما يحد من حريتهم في رسم الخطوط الأولى لقطعهم.
أما ساعة Gérald Genta Grande Sonnerie فهي من النماذج الخارجة عن المألوف، فتصميمها لا يشبه الكلاسيكية بشيء، وهي من القطع التي يمكن ارتداؤها من قبل قلة من الناس. فمصممها هو رجل قد وصل إلى مرحلة متقدّمة جداً من التطور في عمله، واكتسب شهرة عالمية، تسمح له بالتمادي على قدر ما يريد في الإبتكار والإبداع، ما يجعل الوضع مختلفاً عن ما كان عليه عندما كان شاباً مبتدئاً في الثالثة والعشرين. أربع قطع فقط أنتِجت
من هذه الساعة، صيغت ثلاثة منها بالذهب حيث تنوّعت بين ألوانه الثلاثة الأبيض، الوردي والأصفر، بينما أتت القطعة الرابعة مصوغة بالبلاتين، وبقيت لفترة من الزمن تُعرف بساعة المعصم الأكثر تعقيداً في العالم. لا شك أن العلبة المثمنة الأطراف، المزودة بأربعة تيجان توازي الميناء تعقيداً. تمنح هذه الساعة وظائف Petite Sonnerie وGrande Sonnerie
اللتين تقرآن الوقت بواسطة أنغام Westminster الشهيرة، إضافة إلى الدقائق التردادية، الروزنامة الدائمة، السنة الكبيسة، مؤشر الساعات الـ 24 للتوقيت الزمني الثاني، وآخر لمخزون الطاقة الذي يصل إلى 48 ساعة، كما تضم توربيون الدقيقة الواحدة مع عقرب ضابط. وعلى رأس هذه الميزات جميعها، تربّع إسم Gérald Genta عند الـ 12 من الميناء بشكل واضح.
في الوقت الذي كان فيه Genta يصمم الساعات الراقية ويضع عليها توقيعه الخاص، يمكننا القول أنه كان في قمة مسيرته العملية. في هذه الفترة كان قد وصل إلى مرحلة من الإحتراف والشهرة، قلة قليلة من المصممين استطاعوا بلوغها. فتصاميمه استطاعت أن تثير اهتمام جمهور وخبراء الساعات من حول العالم.
في العام 1998، كان Genta ينوي بيع شركته التي تحمل اسمه Gérald Genta إلى مجموعة Hourglass Group، وهي شركة ساعات مقرها سنغافورة. ولكن السياسة التي كانت تتبعها الإدارة الخاصة بهذه الشركة لم تعجبه، فالنتائج التي كانت تأتي بها لم تكن على مستوى توقعاته، من هنا كان سعيداً عندما قررت Bulgari أن تشتري إسمه عام 2000. وفي العام 2001 أطلق مشروعه الجديد، ساعات Gérald Charles التي كانت تُنتج بشكل حصري لحساب Bulgari.
تجدر الإشارة هنا إلى أن Gérald Genta كان مصمماً، وليس ساعاتياً. ومع أن المعرفة التي كان يتحلى بها في مجال صياغة الذهب ساعدته في تصميم علب الساعات، إلا أنه كان يستعين بخبرة الساعاتيين عند تصميم الحركات الميكانيكية. على سبيل المثال، الحركة التي كانت تنبض داخل ساعات Gérald Genta
Grande Sonnerie كانت من تصميم الساعاتي السويسري Pierre-Michel Golay الذي قام بتصميم عدداً من أهم نماذج ساعات Franck Muller.
وللصدفة، لم تكن هذه المرة الأولى التي عمل فيها Genta مع شخص من عائلة Golay (مع العلم أن الشخصان لا تربطهما أي صفة قرابة). ففي أحد أيام العام 1970، تلقى Genta إتصالاً من George Golay، وهو كان في تلك الفترة يشغل منصب المدير الإداري في دار Audemars Piguet، التي كانت
على شفير الإفلاس. في ذلك الإتصال، طلب Golay من Genta تصميم ساعة رياضية للدار مصنوعة من الفولاذ وتتمتع بقدرة عالية على مقاومة ضغط الماء، وأضاف أنه بحاجة إلى هذا التصميم خلال 24 ساعة. وفعلاً، أنجز Gérald Genta تصميم Royal Oak خلال ليلة واحدة من العمل في مشغله، وهي ما زالت حتى اليوم إحدى أهم مجموعات الدار الأيقونية، وإحدى أرقى مجموعات الساعات في العالم.هذه الساعات أتت مغايرة لكل ما عُرفت به Audemars Piguet،
فأتى تصميمها عبارة عن علبة فولاذية مثمنة الأطراف، مع سوار مدمج فيها وثماني براغي ظاهرة على إطار العلبة. في البداية لم يكن إداريّو الدار مقتنعين بهذا التصميم، ولكن لم يكن لديهم أي خيار آخر إلا المغامرة بما لم يكن مألوفاً في تلك الأيام. بعد سنوات من هذا الحدث، يسترجع Martin Wehrli مدير Audemars Piguet Museum ذكريات إطلاق Royal Oak في معرض بازل عام 1972 قائلاً: «عندما أطلقنا المجموعة، كان لدينا جناح موجود في إحدى زوايا المعرض، مع نافذة على الرواق الرئيسي. كانت الساعة معروضة في واجهة عرض ظاهرة، وكان المارة يتوقّفون للتفرّج عليها، ويقولون أنها قطعة رائعة، وعند الإبتعاد قليلاً عن الجناح كانوا يقولون أنهم بعد ستة أشهر سيتمكنون من شرائها، لأن الدار في ذلك الوقت ستكون قد أعلنت إفلاسها».
كانت ساعة Royal Oak المصنوعة من الفولاذ تباع بـ 3750 فرنك سويسري، بينما كان سعر الساعات المصوغة من الذهب يوازي 850 فرنك سويسري. استغرق بيع القطع الألف الأولى منها سنة كاملة، ولكن هذه المجموعة أنقذت الدار من الإفلاس. ومع أن اسم Gérald Genta كان ما يزال بعيداً عن الأنظار في تلك الفترة، إلا أن الخبراء في القطاع أدركوا أنه يتمتع بأهمية لا يستهان بها. وبالفعل، بعد ست سنوات، قام بتصميم Patek Philippe Nautilus، وهي بدورها ساعة فولاذية رياضية، أعطت معنى جديداً لصناعة الساعات الراقية.
من الممكن القول أن شهرة Gérald Genta آتية من كونه أحد مصممي الساعات القلائل الذين نعرفهم بالإسم. وبما أن اسمه معروف، فهو يُرَدَّد كثيراً في القطاع، فتزداد شهرته ويتّسع انتشاره. فهل يمكننا تطبيق هذه النظرية على أي مصمم آخر؟ الحقيقة هي أن اكتشاف اسم مصمم آلة الوقت ليس بالأمر السهل، خصوصاً إذا لم يكن مذكوراً في أي وثيقة. فبراءة الإختراع الخاصة بساعات Nautilus، تفيد بأن Philipp Stern هو مبتكر هذا التصميم، وليس Genta. حتى أن اسم Gérald Genta ليس مذكوراً على الموقع الإلكتروني الخاص بـ Patek Philipp.
إن إسم Gérald Genta عُرف وانتشر بفضل تصاميمه الرائعة التي أثارت الكثير من الفضول لمعرفة صاحبها. إحدى المجلات اليابانية المتخصصة بالساعات ذكرت أن Genta هو مصمم Nautilus، ولكنه بالتأكيد لم يستطع إثبات هذا الأمر رسمياً. ولكن الملفت أن IWC Schaffhausen على سبيل المثال، سارعت إلى التصريح أن Genta كان قد أعاد تصميم نماذج مجموعتها Ingenieur في السبعينيات.
المضحك في الموضوع، أن Ingenieur هي من الساعات التي صممها Gérald Genta ولكنه لم يقتنِ أي قطعة منها. كما ومن ناحية أخرى، هو لم يمتلك أي ساعة Cartier Pasha أو أي ساعة Breguet أو Van Cleef & Arpels من تصميمه. كان يؤمن أن قارئة الوقت هي «نقيض الحرية»، لذلك فإن مجموعة الساعات التي كان يمتلكها كانت محدودة. فهو امتلك قطعة من النموذج الأول لمجموعتيّ Royal Oak وNautilus، كما أنه ابتكر موديلاً خاصاً به من Royal Oak جمع فيه بين لونين للمعدن. إلى جانب ذلك، كان Genta يمتلك عدداً من النماذج الأولية للساعات التي كان يصممها، كما أنه وجد ساعة Gérald Charles Turbo غير مريحة في الإستعمال.
لم يحب Genta يوماً الساعات السميكة، وكان يعتقد أن ساعات Royal Oak Offshore خرّبت التصميم الأصلي الذي وضعه للمجموعة الرياضية في الأصل، كما أنه كان يعتقد أن تصميم علبة Reverso أنثوي ومناسب أكثر للجنس اللطيف. من جهة أخرى، كان نادماً لأنه لم يقم بتصميم أي نموذج من مجموعة Rolex Datejust لأنها بالنسبة إليه كانت بمثابة آلة الوقت المثالية.
هناك الكثير من الأقاويل والشائعات التي أحاطت بمسيرته المهنية التي دامت لأكثر من خمسين عاماً. البعض يقولون أنه قام برمي المعدات التي كان يستعملها للصياغة في بداياته في نهر الـ Rohne وذلك تعبيراً عن استيائه لعدم إيجاده أي فرصة عمل. كما يقال أنه كان قد صمم ساعات Royal Oak في الأصل لدار Bulova، ولكن هذه الأخيرة أحبطته. كما يقال أيضاً أن ساعة Vacheron Constantin Ref. 222 هي من تصميمه، ولكن هذه المعلومة مغلوطة لأن مصمم هذه الساعة هو Jorg Hysek.
سواء رمى معداته في الرون أو لا، فإن عمله كمصمم ساعات مستقل يخبر عن شخصيته العازمة والمستقلة والثائرة على التقاليد أكثر بكثير مما تفعل تلك الروايات. والمعلوم أن هذه الحكايات تنمو وتكثر ليس بهدف نشر المعلومات الخاطئة عنه، بل لأن محبّي الساعات يعشقون الكلام عن قطعهم ومجموعاتهم المفضلة، وعن الأبطال الذين يقفون وراء هذه الساعات. ولا شك أن قصة Gérald Genta تعطينا عبرة مفيدة للحياة، فهو رجل بدأ من الصفر، ثار وطوّر نفسه، ورفض الإستسلام، ووصل إلى القمة بمجهوده وعزمه وعناده.
إعداد : بن نيوبورت-فوستر
مجلة عالم الساعات والمجوهرات – عدد 115
لدار Officine Panerai قصة فريدة من نوعها في تاريخ صناعة الوقت العصرية: فالبدايات كانت «غامضة»، مقتصرة على إنتاج الساعات العسكرية للغطاسين في ثلاثينيات القرن الماضي، علماً أن الدار لم تبدأ بإنتاج آلات الوقت المعروفة اليوم «للعموم» إلا في التسعينيات. وفي خلال عقدين من الزمن استطاعت أن تأخذ لنفسها مكاناً بين إصدارات الدور الأكثر قرباً إلى قلوب الجمهور والجامعين.
كم من الوقت تحتاج سلعة ما لتستحق لقب «القطعة الأيقونية»؟ لم يحتج هاتف iPhone لأكثر من سنتين، ولكن ذلك يُعتبر استثناءً. معظم الأشياء تحتاج إلى فترة أطول: ساعات Calatrava من Patek Philippe، وReverso من Jaeger-LeCoultre وCartier Tank لزمها حوالي ثمانية عقود من الزمن لتصل إلى تلك المرحلة، ولكن في قطاع صناعة الوقت هناك أيضاً استثناء: مجموعات Luminor وRadiomir من Officine Panerai اللتين اكتسبتا لقب الأيقونة خلال عشر سنوات فقط، كما أن الأسلوب الذي اعتمدته الدار جعل حكاية هذه الساعات «أسطورية» بكل ما للكلمة من معنى.
لقد كان التوقيت مثالياً، فإطلاق الدار عام 1993 تزامن مع عودة الساعات الميكانيكية بقوة إلى الساحة بعد ما سُمّي في القطاع بأزمة الكوارتز. ومع أن القطع الأولى التي تحمل توقيع Panerai كانت قد ظهرت في أواخر الثلاثينيات، أي في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية، إلا أن نشاط الدار منذ تلك الفترة وحتى تاريخ شرائها من قبل مجموعة Richemont في أواخر التسعينيات، اقتصر على عدد قليل (لا يتجاوز بضع مئات) من الساعات العسكرية. ومن ثم أتت مجموعات Sly, Arnie, Daybreak, Richemont, Rappers وPaneristi.
إن انطلاقة Officine Panerai في التسعينيات وضعت هذه الدار بين صفوف الماركات الأكثر شعبية، فإذا وضعنا جانباً تاريخها المرتبط بالعسكرية وبالقوات البحرية، نجد أن «الطابع العسكري الأنيق» ليس العامل الوحيد الذي أوصل الدار إلى هذه الحالة من الشهرة، بل أن بعض نجوم هوليود «المفتولي العضلات» كانوا أيضاً من المساهمين الأساسيين في ذلك، في فترة كان فيها إنتاج الساعات الضخمة من هذا النوع يُعتَبر شديد الغرابة، وقمة في الجرأة. لذلك يمكننا الإعتقاد أن هذه الدار قد أسست لفئة الساعات ذات الحجم الأكبر من 40ملم، والتي أصبحت اليوم بمثابة توجه عام للساعات الرجالية، كما أن عدداً كبيراً من النساء لا يستطعن مقاومتها.
من جهة أخرى، إن انحسار بيع ساعات الدار في السوق الإيطالية (قبل انضمامها إلى مجموعة Richemont ومن ثم إلى مجموعة Vendôme) لم يقلل من أهميتها وسرعة انتشارها، لأن التأثير الإيطالي في قطاع صناعة وتجارة الساعات الراقية سرعان ما بدأ يبدو ملحوظاً خارج حدودها. فبعد أن كان الجامعون الإيطاليون يعبّرون عن شغفهم الكبير بساعات Rolex “Paul Newman” Daytona، وCioccolatone من Vacheron Constantin من خلال سعيهم وراء اقتنائها، أتت ساعات Panerai لتشكل ساعات Panerai هدفاً جديداً لهم، بخاصة كونها أبصرت النور في مدينة فلورنسا الإيطالية من ناحية، ومن ناحية أخرى كونها تتمتع بتاريخ نبيل، ما يجعلها تحظى بالاهتمام والإعجاب من قبل محبّي الأناقة، وهواة الساعات البسيطة والعملية على حد سواء.
مع أن أسلوب Panerai أصبح اليوم كثير الإنتشار، وتم استنساخه من قبل الكثير من الدور، إلا أن الدار الإيطالية ما زالت تُعتبر المصدر الأهم والأساسي لهذه العلب والموانئ المميزة، ما زالت تتفرّد بأسلوب الإنتاج هذا الذي أصبح بمثابة توقيعها الخاص. وبالرغم من المحاولات الكثيرة لعدد كبير من منتجي ساعات الغطاسين لابتكار أنظمة أكثر فاعلية لحماية تاج الساعة من جهة، ومن القصص العديدة التي اخترعوها بهدف تضليل الجمهور بالنسبة إلى العلاقة الوطيدة بين Officine Panerai والقوات البحرية الإيطالية من جهة أخرى، حتى أنهم حاولوا التفوّق على ساعات الدار من ناحية وضوح الأرقام والمؤشرات والعقارب، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وهم لم يستطيعوا إقناع الخبراء بما أرادوا.
إن ساعات Panerai لم تكن بحاجة إلى تحسينات في الشكل، أو تعديلات في قصتها وتاريخها، فهي قد استطاعت المضي بعيداً في مسيرة نجاحها حتى قبل أن يقرر فريق عملها التسويقي الحالي إضافة كل ما أمكن من التعقيدات ومن ضمنها التوربيون والدقائق التردادية، على النماذج التي كانت تقتصر وظائفها على قراءة الساعات والدقائق فقط.
من خلال الإنتقال من ساعات Radiomir ذات القطر البالغ 47ملم، المزوّدة بالتاج المصمم على شكل «بصلة»، ومن دون نظام تثبيت للوصلات المعدنية الرفيعة، ولكن المتينة، التي كانت الدار تنتجها في الثلاثينيات، إلى ساعات الكرونوغراف النموذجية Mare Nostrum التي أبصرت النور عام 1943، أثبتت Officine Panerai أن المتانة والصلابة هي في أولوياتها خلال عمليات إنتاج قارئات الوقت التي تحمل اسمها، حتى أنها في الفترة الممتدة بين أواخر الأربعينيات ونصف الستينيات، أطلقت ساعات أضخم حجماً، مجهزة بالعلب التي تبدو اليوم مألوفة بالنسبة إلى مالكي ساعات Luminor وMarina Militare.
بعد ذلك، استبدلت الدار تلك الوصلات الرفيعة بأخرى أكثر صلابة، كما أن الدار كشفت عن نظام حماية التاج الخاص بها الذي حصل على براءة اختراع، ليصبح بعد ذلك أحد أهم تواقيع الدار. وهو ما يزال حتى اليوم يُعتَبر من الأجزاء المهمة والعملية في ساعات الدار، تماماً كسوار flip-lock في ساعات Rolex، وتقنية العلبة ذات الوجهين القابلة للدوران لساعات Jaeger-LeCoultre Reverso، والبراغي التي تزيّن إطار ساعة Audemars Piguet Royal Oak.
بوجود هذا التاريخ الزاخر، ومتحفها المليء بالقطع التاريخية الأصلية التي كانت ذات دور أساسي في نجاح الماركة، تصر الدار اليوم على ربط موديلاتها الجديدة بالنماذج القديمة، حتى بالساعات التصوّرية النموذجية مثل Mare Nostrum. من جهة أخرى، وعلى سبيل المثال، ميناء California dial الذي يجمع بين الأرقام الرومانية والأرقام العربية على غرار ميناء Bubbleback لدار Rolex، وقد عُرف كلاهما في فترة الثلاثينيات، يعود اليوم إلى الواجهة من خلال النماذج الجديدة المزوّدة بعلبة Radiomir، حيث تبدو هذه الساعات مستوحاة من إرث الدار، وعصرية في الآن نفسه. وبالرغم من تميّز علبة Radiomir المخددة، نرى أن علبة Luminor Marina Militaire إلى جانب نظام حماية التاج، قد استطاعت أن تطغى عليها، بشكل كبير حتى أن الدار بإمكانها اليوم أن تصدر هذه الساعات حتى من دون أن تضع إسم Officine Panerai على الميناء، وهي ستظل معروفة بالنسبة إلى محبّي الدار. من الممكن أن يبدو ذلك «تكبّراً»، ولكن يمكنه بوضوح أن يظهر إلى أي مدى أصبحت العلب الخاصة بالدار نموذجية، وذات أهمية كبرى في القطاع، ويعطي فكرة عن تميّزها وعن فرادتها.
إن النماذج الجديدة المستوحاة من ساعات Radiomir California من إنتاج الثلاثينيات أتت بموانئ متشابهة جداً، وبفروقات شديدة الصغر، إلى درجة أن الناظر إليها، من غير الخبراء في ساعات الدار والمتحمسين لها، لا يمكن أن يلاحظ هذه الفروقات من المرة الأولى. كما تتضمن هذه الساعات الجديدة بعض الملامح التي لم تكن موجودة في النماذج الأولى التي رافقت الإنطلاقة الجديدة للدار في التسعينيات. أما النماذج الجديدة المستوحاة من ساعات الأربعينيات فقد أتى عدد منها بعلب مصوغة من الذهب، أو ميناء فرعي للثواني الصغيرة موضوع عند الـ 9، بينما تميّزت ساعات Radiomir S.L.C. بمؤشراتها التي لا تتعدى النقاط الصغيرة من حيث الحجم.
أما نماذج الخمسينيات، مصدر إلهام ساعات مجموعة Luminor Marina الجديدة، فهي كانت بعيدة من حيث التصميم عن ساعات Radiomir، وقريبة من تصاميم ساعات الجيب التي تم تحويلها إلى ساعات معصم منذ أكثر من مئة سنة، وذلك من خلال إضافة الوصلات المعدنية التي تم تلحيمها عليها لتصبح قابلة للارتداء على الرسغ. ومع أن علبة Luminor أصبح عمرها أكثر من ستة عقود، إلا أن الدار لم تجد صعوبة في جعلها تليق بالقرن الواحد والعشرين.
إذا وضعت جنباً إلى جنب أي ساعة من مجموعة Radiomir أو Luminor مع النموذج القديم الذي يشكل مصدر الإلهام لإنتاجها، يمكنك فوراً أن تلاحظ نقاط التشابه بينها، تماماً كمثال سيارات Porsche 911 التاريخية منها والعصرية، لا بل أنها تتشابه فيما بينها أكثر من السيارات. وبالرغم من كون الساعات الأحدث من مجموعة Luminor 1950، أو نماذج Tuttonero السوداء بالكامل، أو ساعات Black Seal بعلبها المصنوعة من السيراميك، تتميّز من حيث التصميم والوظائف والمواد المستعملة في صناعتها، إلا أن روحية الدار ظاهرة تماماً فيها، ولا يمكن التغاضي عنها. فلا يمكن للدار أن تحدث تعديلات أساسية على تصميم العلبة في الوقت نفسه مع التعديلات التي أجرتها على المواد، لأن ذلك من الممكن أن يبعد ساعاتها بشكل دراماتيكي عن قلوب جمهورها، ومن الممكن وصف هذه الحالة بالانتحار التجاري.
من ناحية أخرى، من الممكن لبعض التعديلات والتجديدات التي تقوم بها الدار في إنتاجها أن تثير العجب وربما الإستنكار لدى شريحة من الجمهور. فهم قد يستغربون وجود الجهة الخلفية الشفافة لساعات الدار، كما قد يجدون أن المؤشرات الماسية ليست مناسبة لساعات الغطاسين، وأن ساعات Panerai لا يجب أن تصاغ من الذهب. ولكن هذه التغييرات بذاتها من الممكن أن تثير إعجاب شريحة أخرى من «المتحمّسين جداً» للدار الشغوفين بكل أعمالها مهما تنوّعت.
إن حكمة Officine Panerai من ناحية صناعة الآليات الخاصة بساعاتها في مشاغلها أمر لا شك فيه، أما صناعة التعقيدات فهي بمثابة مجال يجب على كل دار أن تخوضه للتعبير عن تقدّمها في الإنتاج من ناحية، ولتثير فضول وإعجاب جمهورها المتحمّس من ناحية أخرى. فبالنسبة إلى Panerai، وبالرغم من «عدم الجدوى» إذا صح التعبير، من الممكن وضع آلية توربيون في ساعة مخصصة للغطاسين.
إن إنتاجات Panerai مرغوبة من قبل الجامعين ومحبّي الموضة والأناقة على حد سواء، من قبل أولئك الذين بدؤوا بشراء قطعهم قبل أن تحقق الدار انتشارها وتصبح معروفة بشكل واسع، وأولئك الذين اكتشفوها مؤخراً خلال مشاهدتهم لفيلم The Transporter على DVD، حيث كانت إحدى ساعات الدار على معصم بطل الفيلم، النجم البريطاني Jason Statham. فهذه الساعات لم يعد جمهورها محدد يقتصر على الضباط والجنود في البحرية الإيطالية، أو على جماعة من محبّي الساعات العسكرية الذين كانوا يسعون للحصول عليها في الثمانينيات والتسعينيات، كما وكانت من أهدافهم أيضاً ساعات Blancpain Fifty Fathoms وBreguet Type XX.
لا شك أن عملية جمع ساعات Panerai أسهل من الحصول على ساعات نادرة من Rolex على سبيل المثال. فإصدارات Panerai تُقسم إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يتضمن الساعات الأولى من إنتاج الدار بين الثلاثينيات والخمسينيات، الجزء الثاني يتألف من الساعات المستوحاة من النماذج القديمة، والتي قامت الدار بصناعتها بعد عودتها إلى الحياة أي في الفترة الممتدة بين العامين 1993 و1998، وصولاً إلى الموديلات التي أطلقتها منذ ذلك الوقت حتى اليوم، أي بعد انضمامها إلى مجموعة Richemont. القطع الأعلى قيمة هي من دون ريبة الساعات الأقدم والأكثر ندرة كونها كانت تُنتج بكميات محدودة جداً، فالقطع التي استطاعت أن تصمد وتحافظ على وجودها وهي على معاصم الجنود خلال المعارك والحروب غالباً ما نجدها اليوم معروضة في المزادات، وتبدأ أسعارها بما يقارب 40,000 دولار أميركي، بينما تتخطى أسعار القطع الأكثر ندرة منها والتي تتمتع بحالة جيدة المئة ألف دولار أحياناً.
والجدير بالذكر أن بعض الموديلات المصنوعة خلال التسعينيات تقارب من حيث القيمة تلك القطع النادرة، ونذكر بخاصة ساعات Slytech التي حظيت بشعبية واسعة جداً كونها كانت تُصنع للنجم Sylvester Stallone، الساعات المخصصة للأشخاص الذين يستعملون يدهم اليسرى، والنماذج ذات العلب السوداء PVD، إضافة إلى الساعات «الإنتقالية» إذا جاز التعبير، التي قامت الدار بإنتاجها في الفترة التي انتقلت فيها ملكيتها إلى Richemont، أي بين العامين 1997 و1998. والملفت أن القطع الأغلى ثمناً اليوم في السوق، هي من هذه الفئة الأخيرة، بخاصة ساعة Radiomir PAM21 بالعلبة البلاتينية التي تعمل بواسطة حركة من إنتاج Rolex، هذه الساعة تم إنتاجها بكمية محددة بـ 60 قطعة فقط، ويتم تداول قطعها اليوم بما يقارب 200 ألف دولار أميركي.
أما الساعات التي تنتمي إلى الفئة الثالثة، أي المنتجة بعد العام 1998، فهي موجودة بكثرة في السوق، وتوازي بأسعارها أسعار الساعات الراقية الأخرى.
أما النصيحة التي نود إعطاءها للراغبين في جمع ساعات Panerai، فهي الحرص على شراء ساعاتهم من المزادات المعروفة بمصداقيتها، فساعات الدار تتقاسم أمراً إضافياً مع Rolex ومع عدد كبير من آلات الوقت القيّمة، وهو كونها معرّضة للتزوير بشكل لا محدود.
إعداد: كن كسلر
مجلة عالم الساعات والمجوهرات- عدد 115