من ضمن نشاطاته وعروضه غير المحدودة، كشف أسبوع دبي للتصميم الذي أقيمت فعالياته في الإمارة نهاية يناير الماضي، عن «جوهرتين»، تجمع كلاهما بين المواهب والثقافات الخاصة بالهندسة، التصميم وصياغة المجوهرات.
مع تأسيسها في العام 2015 من قبل حمدان بن شيبان وعبدالله بالجفلا، ارتكزت دار المجوهرات Gafla على شغف مؤسسيها بإرثهما الإماراتي، ورغبتهما في تجسيده من خلال حلي عصرية، مصممة ومصوغة يدوياً بالكامل في الإمارات العربية المتحدة.
المجموعة الأحدث التي تحمل توقيع هذه الدار وأتت تحت عنوان Baraag، تجسّد قطع المجوهرات الإماراتية التقليدية، وهي مصنوعة من الذهب المصقول اللامع المتحد مع بريق الماس وروعة الأحجار الكريمة الملوّنة. ولتقديم هذه المجموعة طلبت الدار من المهندس الإماراتي عبدالله المُلا تصميم منصة فاخرة يمكن وضعها في وسط
d3 Duabi Design Destrict.
أشكال هندسية
إختار المُلا أن يعكس الشكل الهندسي لقطع المجوهرات من خلال تصميمه، بحيث أتت جدران الجناح الخاص بالدار مقطعة على شكل معيّنات هندسية متصلة ببعضها البعض، تشبه شبكة ذهبية ضخمة لماعة، وأطلق عليها اسم “Specular”. خلال النهار تعكس هذه الجدران صوراً دائمة التغيّر للمباني المحيطة وللمارين بجانبها، أما في الليل فهي تنشر أنواراً باللون الذهبي تملأ محيطها. أما في الداخل فقد تم عرض المجوهرات على منصات خاصة ضمن جناح زجاجي. المشهد العام كان ساحراً، يشبه جوهرة كبرى تم تصميمها لتوضع في قلبها علبة مجوهرات تحتوي بدورها قطعاً من الحلي.
وهذه الأفكار الهندسية الغنية بالأضواء تم التعبير عنها بأسلوب مختلف جداً من قبل دار أخرى هي دار Meftah التي تأسست في المغرب على أيدي الأخوين Ilyas وAdil Meftah بهدف الجمع بين الأساليب الهندسية المختلفة، المحافظة على التقاليد التقنية الحرفية، مع الحرص على التخلص من الأفكار والرؤيا «الجامدة» حول طرق الإستفادة من هذه التقنيات.
دار Meftah
القطعة الهندسية التي أتت تحت عنوان “Unité” بتوقيع دار Meftah تم اختيارها لتمثّل مبادرة Abwab التي تُعتَبَر من أبرز المشاريع التي تهدف إلى الإضاءة على مواهب المصممين في الشرق الأوسط، أفريقيا الشمالية وآسيا الجنوبية. هذه القطعة من الممكن رؤيتها كتحفة فنية، أو اعتبارها إحدى التجهيزات الضوئية، أو نظراً إلى الإيحاءات البصرية التي تخلقها، يمكن النظر إليها من زاوية أخرى كلياً.
هذه القطعة هي عبارة عن مكعّب متساوي الجوانب، طول جانبه متر واحد، وهو مغطى بمادة ذهبية لماعة. عليه وُضع مكعّب آخر أصغر في الحجم مصنوع من النحاس المفرّغ حيث تم استعمال التقنيات التقليدية الخاصة بصناعة المجوهرات في تزيينه، وقد تم تنفيذه بطريقة جعلته قادراً على إطلاق انعكاسات ضوئية لامتناهية لأنماط الأرابسك التزيينية. هذا المكعب الذي تطلب إنجازه آلاف من ساعات العمل الدقيق من قبل الصائغ الذي كلفته الدار بذلك، يمكن وضعه واقفاً على إحدى زواياه فوق المكعّب اللماع الذي يشكل قاعدة له، مما يجعل شكله يتكرر إلى ما لا نهاية على القاعدة العاكسة على شكل مرآة. في الليل عندما تتم إضاءة النور في داخل القاعدة، يظهر المكعّب وكأنه يطفو في فضاء الغرفة، كأنما تمت إزالته عن قاعدته ليقوم بنثر الخطوط التزيينية التي تشغل جوانبه على كامل مساحة الغرفة التي يكون موجوداً فيها، فتحتار الأنظار بين الأنوار والخيالات والإنعكاسات الضوئية، وتنتفي الحدود بين ما هو ملموس وثابت وما هو سريع الزوال. هذه القطعة لها تأثير سحري، إنها جوهرة حقيقية، ولكن بترجمة كبيرة الحجم.
ومن ناحية أخرى، كان الجناح الخاص بـAbwab عبارة عن إبداع هندسي بدوره، فقد قامت شركة Fahed & Architects المتمركزة في دبي بإعادة تدوير النوابض اللولبية التي توضع في قلب الفرش (المراتب) التي تُستعمَل للنوم، وقد حصلت عليها من إحدى الشركات المتخصصة بإدارة النفايات، والنتيجة جناح رائع مصمم على شكل غيمة ضخمة.
إعداد: ساندرا ليين