لندخل إلى مملكة Lotus Arts de Vivre السحرية

 

فريدة ومترفة، المجوهرات والأكسسوارات وقطع الأثاث التي تُصَمَّم وتُنَفَّذ في هذه المشاغل ذات الأصول التايلندية، والتي تجمع بين الثقافة الآسيوية والأساطير لتقدّمها في قالب عصري عالمي.

إذا كنت من محبّي الأشياء الصغيرة المنمنمة، فإن ما سنطلعك عليه هنا لن يثير الكثير من اهتمامك. إن في البوتيك الواقع في بانكوك، أو في المتجر الجديد الذي تم افتتاحه مؤخراً في دبي، فإن الدخول إلى حرم Lotus Arts de Vivre يشبه الولوج إلى مملكة سحرية. فالواجهات الزجاجية تعرض جواهر وأكسسوارات مغايرة تماماً عن كل ما يمكن أن تجده في أي محل عادي لبيع المجوهرات: القطع هنا ضخمة، مترفة، خارجة عن المألوف، مليئة بالأفكار المبدعة، بالمختصر هي قطع رائعة.

هناك ترى رموز الثقافات والأساطير الآسيوية ولكن بعدسة عالمية، قطع استُعملت لتنفيذها مواد لم تكن تتوقع يوماً أن تراها في محل مجوهرات، مثل خشب الإبوني، جلد أسماك الـ stingray، قشور ثمرة جوز الهند، أجنحة الخنافس scarab، الأصداف البحرية، خشب البامبو، بذور وبقوليات، وغيرها… علماً أن عدداً من هذه المواد هي ذات رمزية كبيرة بالنسبة إلى الثقافة التي تنبق عنها، فالخنفسة السوداء، أو ما يُسمّى بالجعران الفرعوني، كانت تُعتبر بمثابة رمز مقدّس للولادة وتجديد الحياة بالنسبة إلى المصريين القدامى.

boutique-image-2-Lotus-Arts-De-Vivre-03

هذه المواد تحوّلت إلى مواد نفيسة بفضل الطريقة التي تمت معالجتها بها لتحويلها إلى قطع مجوهرات ذات تصاميم لا مألوفة. على سبيل المثال، العقود والأساور في مجموعة Scarab مصنوعة من الخرز المغطى بقطع شديدة الصغر من الأجنحة المضيئة للخنفسة مشغولة بأسلوب يشبه الفسيفساء. هذه التقنية هي شديدة الدقة والصعوبة في التنفيذ، لذلك فإن العمل على كل حبة خرز من الممكن أن يتطلب عدة أيام. قشور جوز الهند يتم حفرها لتصبح مثل الجدائل، ومن ثم تزيينها وجمعها مع اللآلئ والزمرد والمرجان في عقود رائعة الجمال، وخفيفة الوزن.

قليلة هي القطع التي تكتفي بنوع واحد أو نوعين من المواد المستعملة في تنفيذها، فالخاتم الذي يجسد رأس الخروف مثلاً يتضمّن خشب الإبوني، أصداف، أحجار الزمرد إلى جانب الذهب. كما تشاهد حقيبة يد مصنوعة من الحرير، ومطعمة بقشور النخيل، الأصداف البحرية، مع قفل من الذهب واليشم.

Boutique-display-02 Boutique-display-earrings01

إنطلاقة Lotus Arts de Vivre كانت في أواسط ثمانينيات القرن الماضي، حين انتقل رجل الأعمال الألماني الأصل Rolf von Bueren للعمل في بانكوك، وهو كان يشجع زوجته الاسكتلندية-التايلاندية Helen على افتتاح بوتيك في أحد الفنادق الفاخرة في المدينة، لبيع القطع الفنية التي جمعاها من أسفارهما المتعددة، وكان يجد في ذلك وسيلة لتعبئة وقتها، خاصة بعد إرسال إبنيهما إلى مدرسة داخلية.

لاقى هذا البوتيك الكثير من النجاح، وتخطى جميع التوقعات، حتى أن Rolf ترك وظيفته ليتولى مهمة المدير الإبداعي لهذا العمل الجديد، ويطلق العنان للناحية الفنية في شخصيته والتي كانت خافتة طوال حياته المهنية. وبدل بيع الأغراض التي كانوا يشترونها من الخارج، بدأ هذان الزوجان يصممان القطع التي يريدون بيعها، والبحث عن أهم الفنانين في آسيا لتنفيذها: فقصدوا إندونيسيا لتنفيذ النحت على الخشب، بينما كانوا ينفذون التصاميم التي تحتاج إلى التعدين بتقنية Niello في تايلندا، الطلاء بتقنية Maki-e في اليابان، كما قصدوا الهند من أجل قطع الأحجار الكريمة.

 

Men's-Rams'-Heads-cufflinks03Earrings carved shell, pearls, aquamarines1600101601

في أواخر التسعينيات، إنضم الإبنان Sri وNiklas von Bueren إلى العمل الذي تابع مسيرة نموه وتقدّمه، لكن وبالرغم من الإنتشار في العديد من المدن حول العالم (كون Lotus لديه نقاط بيع في Harrods في لندن و Bergdorf Goodman في نيويورك وغيرها من وجهات التسوّق المهمة) إلا أننا لا يمكن أن نقول أن هذه الماركة أصبحت عالمية بكل ما للكلمة من معنى. فزيارة أحد البوتيكين في دبي وبانكوك ما زالت تُعتَبَر بمثابة رحلة استكشاف، مكان تقع عليه بالصدفة أو تسمع عنه من بعض الأصدقاء، ولكنك عند زيارته تجد من الروعة أكثر بكثير مما أخبروك عنه.

مجلة عالم الساعات والمجوهرات – عدد 117

إعداد: ساندرا ليين

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة