ما لا تعرفونه عن حجر الأمل !

اكتُشف منذ 200 عام، ولم يظهر للعلن إلا نادراً على طول تلك الفترة. وها هو حجر الأمل Hope Spinel يظهر فجأة، ليختفي عن الأنظار مجدداً.

إن إعلان دار المزادات البريطانية Bonhams London في صيف العام 2015 عن نيتها بعرض حجر Hope Spinel المميز في مزادها الذي أقيم في سبتمبر من ذلك العام، أثار ضجة كبيرة في القطاع. فالأمر لا يقتصر على الجاذبية الكبرى التي يتمتع بها هذا الحجر الوردي اللون، المثمّن الأطراف، الذي يزن 50,13 قيراطاً، ولكن المثير في الموضوع أنه كان ينتمي إلى المجموعة الشهيرة الخاصة بجامع الأحجار الكريمة الهولندي Henry Philip Hope،وهو لم يُعرض للبيع منذ حوالي قرن من الزمن.

ولد Henry Philip Hope عام 1774 في أمستردام، في كنف عائلة ثرية من المصرفيين، ليصبح فيما بعد من أهم رعاة الفنون، مع شغف كبير بالأحجار الكريمة وقطع المجوهرات. بعد عودة العائلة إلى بريطانيا في العام 1794، بدأ Hope بتجميع المجوهرات، لتبلغ مجموعته قبل وفاته في العام 1839 ذروتها، حيث كانت تضم حجر Hope Spinel وحجر Hope Diamond الذي يزن 45.52 قيراطاً، وكنا قد تناولناه في أحد أعدادنا السابقة.

ومع أن Henry Philip كان يتمنى أن تبقى مجموعته كاملة بعد موته، إلا أنها قُسِّمت بسبب الخلافات التي نشأت بين أبناء إخوته حول الميراث، وبشكل خاص على الأحجار الثمانية الأكثر قيمة، بما فيها Hope Spinel، الذي حصل عليه في البداية Henry Thomas Hope وهو الأكبر سناً بينهم، ومن ثم إلى حفيده Lord Francis بشرط أن يستعمل هذا الأخير اسم عائلة Hope بعد ذلك.

لكن وللأسف، كان Lord Francis مقامراً من الدرجة الأولى مما أجبره في العام 1917 على بيع قسم من ممتلكاته لسداد ديونه، وكانت الجوهرة بطلة قصتنا من بين هذه المقتنيات التي بيعت وقتها. وقد وصفت Christie’s الحجر بأنه كان موضوعاً على سوار مرصع بالماس، وتم شراؤه من قبل التاجر البريطاني Drayson بسعر 1,090 باوند (ما يساوي 85,000 باوند في أيامنا هذه). بعد ذلك تم بيع الجوهرة إلى أحد أفراد عائلة Mount Stephens الكندية التي جنت ثروتها من الأعمال المصرفية وقطاع سكك الحديد. الظهور التالي الموثّق للحجر كان في العشرينيات من القرن الماضي، عندما ارتدته

Miss Evelyn Reford (وهي إحدى أقرباء عائلة Mount Stephens) على شكل قلادة، خلال حفل تقديمها إلى البلاط الملكي البريطاني. بقيت هذه الجوهرة في عهدة عائلة Reford، وهم أسلاف عائلة ،Mount Stephens حتى طرحها في مزاد Bonhams عام 2015.

إضافة إلى تفاصيل تاريخه المشوّقة، اشتهر حجر Hope Spinel بحجمه الكبير (50,13 قيراطاً)، وبلونه الزاهي ونقاوته، وهو يحمل شهادة من مختبر الأحجار SSEF تفيد بأن مصدره هو أحد الوديان النائية الواقعة ضمن سلسلة جبال Pamir في Tajikistan، كما تضمّنت هذه الشهادة عبارة تصف الحجر بأنه «كنز طبيعي حقيقي».

هذا «الكنز» استطاع في مزاد Bonhams عام 2015 أن يحقق رقماً قياسياً جديداً لهذا النوع من الأحجار أي أحجار البلخش spinels، إذ بيع بعد جولة قوية من المزايدات إلى شخص غير معروف بما قيمته 1,4 مليون دولار أميركي، متخطياً التوقّعات التي أحاطت به قبل المزاد، والتي لم تتخط 240,000 دولار أميركي.

اليوم، وبوجود «حجر الأمل» بين يدي أحد الجامعين الذي ضمه إلى مجموعته الخاصة، السؤال يطرح نفسه: هل سنعاود رؤية Hope Spinel في يوم من الأيام؟ أين ومتى سيكون ظهوره المقبل إلى العلن؟

مجلة عالم الساعات والمجوهرات – عدد 115

إعداد: صوفي ستيفنز

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة