الألوان لغة كونية صامتة، هي مصدر الضوء والطاقة ولها تأثيرات واضحة على الحالة النفسية للمرء وصحته العقلية والمعنوية والجسدية، وانعكاس على تصرفاته وارتباط وثيق بتكوين شخصيته.
ألوان الباستيل الفاتحة شبيهة جداً بألوان الطبيعة الغنّاء. وهي مزيج رائع منبثق من لون البحر والسماء، وأشعة الشمس والنباتات، والأعشاب والأزهار، والفراشات والأشجار.
ولعل أبرزها الأزرق السماوي، والزهري، والبنفسجي الخزامي، وسواها من تدرجات الألوان الناعمة، غير القوية، المائلة إلى التموّجات الطبيعية والخلطات الخفيفة، غير المشبعة بحدّة اللون وقوّته.
من جهة أخرى، تتفاعل مختلف الأحجار الكريمة مع الإنسان وتؤثر عليه مباشرةً من حيث يدري أو لا يدري، وفقاً لنوع الحجر ولونه وخواصه. وهي رمز من رموز البهاء والزينة، وبإمكانها أن تمد الشخص بالطاقة الحيوية وأن تحسّن حالته النفسية والجسدية وتقوي عزيمته.
من هنا تستخدم دور المجوهرات تلك الأحجار لخلق تصاميم جذابة، عصرية، أنيقة وراقية، تناسب كل الشخصيات وتنسجم مع مختلف الأذواق. وما علينا سوى الإختيار من جنّة عدن الألوان.
لا حدود للأزرق
يرتبط اللون الأزرق مباشرة بالبحر والسماء اللامحدودين. ويرمز بعذوبته إلى الأمان والاستقرار والاسترخاء والثقة. كما يشجّع الناس على الحوار ويوسّع الآفاق ويجلب الوحي لصاحبه، بالإضافة إلى التصالح مع الذات والإحساس بالسلام الداخلي والسكينة.
تساعد الأحجار الكريمة الزرقاء على التخفيف من حدة التوتر والقلق، وتؤمن الراحة، خاصة للذين يعانون من الأرق والكوابيس. من أهمها الأكوامارين، اللازورد، التانزانيت، التوباز والعديد من تدرجات التورمالين. أما إذا إن كنت من محبّي هذا اللون، فأنت حتماً تتميز بشخصية هادئة، منظمة، محافظة وتتمتع بقيم ومبادئ راسخة لا تتبدل مهما جرى. يعشق هواة هذا اللون الترتيب والتوازن في كل ما يحيط بهم، وهم معتدلون ومتعقّلون في الحوار.
ومن الدور التي استعانت بهدوء الأزرق، Brumani التي تجمع بين الدقة الألمانية والحيوية البرازيلية والإبداع الإيطالي، ونأخذ على سبيل المثال أقراط مجموعة Panaché الغنية بألوانها الربيعية الناعمة، وقد صيغت من الذهب الأبيض المرصّع بالماس وحبوب التوباز الأزرق.
الزهري المرهف
يتماشى اللون الزهري مع المشاعر المرهفة والنعومة والجمال والنضارة. هو رمز الأمومة والحنان والرقة والرومنسية والوفاء في العلاقات وحسن النية. لهذا اللون الهادئ مفعول إيجابي إذ يحفّز على استرخاء كافة العضلات في الجسم، وتغذية الطاقة والتوازن في المشاعر.
تساعد الأحجار الكريمة الزهرية على إضفاء مشاعر الحب والودّ والفرح والإيجابية، ومن أهمها الكوارتز، التورمالين والسافير الوردي، المورغانيت وغيرها. ومن أجمل ما لفتنا مؤخراً من المجوهرات المرصعة بالأحجار الوردية، خاتم Hopi من مجموعة Bleu de Jodhpur لدار Boucheron، وهو مرصع بالماس والسافير ويتوسطه حجر من المورغانيت الوردي الفاتح.
الربيع برومانسية البنفسجي
ترتبط الأحجار الكريمة البنفسجية بالغموض والسحر والطهارة والنقاء، وتُستخدم لتقوية الوعي وتحفيز التواصل مع الذات وزيادة نسبة الخيال والتأمل. يمتاز محبّو هذا اللون بطبيعة حسّاسة ومحافظة، كما يتمتعون بثقة عالية بالنفس وبإيمان وطيد بالمقدرة الذاتية. من أشهر الأحجار الكريمة البنفسجية نذكر الجمشت الأرجواني، وبعض تدرجات الخلقيدوني.
وقد استوحت دار Pasquale Bruni من عمامة المهراجا لتصميم خواتم مجموعة Lady Taj، التي أتت مرصّعة بالياقوت والتوباز والجمشت الأرجواني والعقيق وعرق اللؤلؤ والماس، حيث أُدمجت هذه الأحجار الزاهية لخلق خاتم على شكل وردة مع خمسة بتلات يتوّجها حجر ضخم يرمز إلى شكل قبّة المعلم الشهير «تاج محل».
إحتفاءً بفصل الربيع، يبدأ مهرجان الألوان في عالم المجوهرات ويُشرّع الأبواب على مصراعيها، لتنعكس هذه الألوان الزاهية فرحاً وإشراقاً وتفاؤلاً ومحبة بين الناس أجمعين.