كل قطعة مجوهرات ترافقها قصة تربطها بحاملتها، قصة حب أو نجاح، أو قصة ولادة أو ذكرى قريبة إلى القلب، تعود تفاصيلها الدقيقة أو خيالاتها الجميلة إلى ذاكرتها كلما نظرت إلى الحلية التي أصبحت مع الوقت من صديقاتها المقربات. هذه الحكايا تولد مع وصول قطعة المجوهرات إلى مالكتها الجديدة، وممكن أن تتغيّر إذا انتقلت من سيدة إلى أخرى، ولكن لكل جوهرة قصة واحدة ترافقها منذ الطفولة، مرتبطة بمصدر الإلهام والمناسبة التي صيغت فيها، فلا يمكن لأحد روايتها أفضل من الدار التي تنتجها… Van Cleef & Arpels استقت إلهامات مجوهراتها الجديدة Seven Seas من المشاهد الطبيعية للبحار السبعة، لتغرق دار Chaumet في جمال وذوق الأمبراطورة Joséphine وتهديها مجموعة من المجوهرات الإستثنائية… وتختار Chanel أن تهدي سيداتها طلاسم خاصة جداً من ضمن مجموعة Les Talismans de Chanel، وتطلق Boucheron مجموعة Bleu de Jodhpur بالتعاون مع صديقها Gaj Singh II مهراجا ماروار…
Van Cleef & Arpels جواهر من البحار السبعة
إلى الآفاق المفتوحة اللامتناهية، وإلى خطوط التقاء الشمس بالمياه الزرقاء، توجّهت أنظار الفنانين في مشاغل Van Cleef & Arpels، لرسم خطوط مجموعتهم الجديدة من المجوهرات المستوحاة من العالم البحري الساحر بأمواجه العاتية أحياناً والهادئة المنتظمة أحياناً أخرى، ومن مخلوقاته الغريبة، وكنوزه التي لا تُقَدَّر بثمن..! فمجموعة Seven Seas تستقي خطوطها من المساحات البلورية اللماعة، ومن خطوط الزبد البيضاء التي تزيّن زرقة المياه مع تكسّر أمواجها.
إنها مجموعة من الجواهر يمكنك الإبحار من خلالها في رحلة بين ”البحار السبعة” لتشهد على جمال الطبيعة البحرية وتتأمل تفاصيلها التي رصّعتها الدار بالماس والأحجار الكريمة، تعبيراً عن شغفها بالكنوز التي تقبع في قعر المحيطات، وإيقاع حركة المياه وتدرجات ألوان المحيط.
تبدأ الدار رحلتها بين بحار العالم، لترسو تحت السماء اللازوردية اللون للبحر الأبيض المتوسط Mediterranean Sea الذي يبدو وكأنه يستحم بالأنوار وانعكاساتها الراقصة على سطحه. هذا البحر المعروف بتدرجاته الزرقاء الغنية بالأساطير والحكايا المثيرة الساحرة، تراه
Van Cleef & Arpels يتموّج بدلال تحت عيون جنيات البحر وطيور لنحام flamingos الساهرة لحمياته. ومن هذه الطيور، استعارت الدار واحداً، وصاغته فارداً جناحيه على شكل عقد Flamant المرصّع بالماس والسافير الوردي والزبرجد peridots والأونيكس، وترافقه أقراط متدلية متناسقة معه.
أما بحر العرب Arabian Sea فقد أغنى مجموعة Seven Seas بمشبك Etoile de Mer الذي أتى على شكل نجمة بحر تلمع ببريق أحجار الماس والسافير الوردي، وهي آتية من مياه هذا البحر الدافئة، وأمواجه التي تتكسر على شواطئ الساحل الهندي وشبه الجزيرة العربية.
أما وفي المنطقة التي تتداخل فيها وتتمازج مياه المحيط الهندي الدافئة مع أمواج الأطلسي، فقد وجدت Van Cleef & Arpels البعض من إلهاماتها، فاستعارت الدار من جزيرة Benguerra إسمها لتطلقه على عقد وسوار يشبهان المياه في انسيابهما على العنق والمعصم، وقد رُصِّعا بالأحجار الكريمة نفسها، وتزيّنا باللآلئ البيضاء.
أنوار وزرقة بحر قزوين والأدرياتيكي
ونصل إلى بحر قزوين Caspian Sea، الذي يُعتبر بمثابة البحيرة الأكبر في العالم ويقع بين جبال القوقاز والشرق الأوسط، ويتباهى بجمال مياهه المتموّجة في الشتاء، والبرّاقة العاكسة للأنوار في الصيف. فأتى مشبك
Vagues Mystérieuses ليجسّد حركة الأمواج المتلاحقة المرصعة بالسافير الأزرق ترصيعاً خفياً، وهي تبرق بأحجار الماس وتتزيّن بالتدرجات الزرقاء الفاتحة لأحجار الـ Paraiba tourmaline. وأمواج بحر قزوين ألهمت فناني Van Cleef & Arpels أيضاً لتصميم أقراط Vagues المزيّنة بخطوط متموّجة من السافير الأزرق والزمرد والماس، كما تُبرز جمال اللون النيلي لأحجار اللازورد lapis lazuli.
.ونختتم المشوار في البحر الأدرياتيكي Adriatic Sea الذي أهدى صفاء مياهه الشفافة، وخضرة سواحله النضرة في فصل الصيف، إلى عدد من قطع مجوهرات مجموعة Seven Seas التي انضوت تحت رايته. فخاتم Ancône الذي يجمع بين التدرجات الزرقاء للسافير، والفيروزية والزمردية وبريق الماس، هو مستوحى من المشاهد الخلابة التي تتمتع بها مدينة Ancona الإيطالية القديمة، الواقعة على شاطئ البحر الأدرياتيكي، وموانئها التي لا تهدأ. بينما استقى عقد وأقراط Lagune Précieuse روعتها من تدرجات الأزرق والأخضر المتغيّرة على الدوام للبحيرات الأدرياتيكية، وقد تم ترصيعها بوابل من الماس والسافير الأزرق والأكوامارين
Chaumetمن أرستقراطية الإمبراطورة Joséphine
في جزر البحر الكاريبي، وفي وسط حدائق الـ Martinique الخلابة، وُلدت Joséphine، تعرّفت على فنون الإستمتاع بالحياة، وتعلمت كيف تكون أرستقراطية عند اللزوم مع الإحتفاظ بشخصيتها الناعمة والراقية في آن معاً. بسيطة هي نعم، تفضل جمال البجعة على عظمة النسر الأمبراطوري، حيوية وانتعاش الطبيعة على برودة وشحوب جدران القصر الرخامية، وشفافية الموسلين وليونة الدانتيل على خشونة قماش القطيفة brocade الملكي المطرّز. ففي أزيائها، ابتكرت أسلوباً خاصاً بها، جمع بين جماليات القرن الثامن عشر والخطوط النيوكلاسيكية، فأضافت إلى طلاتها لمسات من فن الأرابسك العربي، رسوماً للأزهار وأوراق الشجر، وغير ذلك من الملامح التي تضفي طراوة على جمود الأزياء الأمبراطورية. كما عُرفت بشغفها الكبير بالمجوهرات، وذوقها الرفيع في اختيار ما يتناسب مع شخصيتها المميزة. جوزيفين، بقوتها ونعومتها، توازنها وحركتها، هي مصدر إلهام غزير لمصممي دار Chaumet التي لم تتوانَ عن تسمية مجموعة مجوهراتها
الفاخرة الجديدة باسمها، مقدّمة 45 قطعة حلي إستثنائية كفيلة بتجسيد ذوق الملكة Joséphine التي عاصرتها الدار في القرن الثامن عشر، لتبقى رواية Chaumet مستمرة ومتجددة باستمرار حتى اليوم منذ 235 عاماً. هذه الجواهر الجديدة تحمل ملامح رسوم العقود والتيجان وقطع الزينة للشعر aigrette التي كانت الدار تصوغها في حقبة Belle Epoque بين العامين 1900 و1915، وتزدان بالخطوط الهندسية الماسية التي تذكر بالهندسة الكلاسيكية القديمة. وهذا نراه جلياً في قطع طقم Rondes de Nuits التي لا تبخل بالضوء وانعكاسات الأنوار على ماساتها المتنوّعة القطع، ولا سيما الإجاصية pear-cut التي تتوسط العقد الذي من الممكن تحويله إلى قطعتين، أي عقد أقصر وسوار، ذلك إضافة إلى الخواتم والأقراط البلاتينية، وساعات المجوهرات المصوغة من الذهب الأبيض والماس.
Chanel لحماية سيداتها، طلاسم
تقدّم Chanel لجمهورها اليوم مجموعة من طلاسم الحظ والحماية من خلال قطع Les Talismans de Chanel، التي تثير الإعجاب والحماسة، وتجذب الأنظار إليها بأسلوب ساحر. فالمجسم الرباعي الأطراف quatrefoil الذي يتوسّط جميع قطع المجموعة هو بمثابة الجاذب الأكبر والرئيسي، فهو يبعث في نفس الناظر إلى تلك القطع رغبة بالتقاط ذلك الغموض، وفهم أسرار تلك القوة التي لا تقاوم، المنبعثة من الماسات لتحمي حاملتها. سحر الماس هذا يجعل قطع الزينة تبدو حية، تتألق بجمال اللآلئ اليابانية التي تزينها، وأحجار السافير وألوان المينا enamel الزاهية التي تعطيها رونقاً خاصاً.
Boucheron سحر الهند
ولمجموعة Bleu de Jodhpur قصة خاصة جداً، تتمحور حول علاقة الحب التي تربط Boucheron ببلاد الهند، وتنطلق من الصداقة العميقة بين الدار و Gaj Singh II مهراجا منطقة Marwar الذي تعاون مع مديرة قسم الإبداع في الدار Claire Choisne على وضع الرسومات الأولى للقطع التي تمثّل الهند العصرية المتطورة، والتي ما زالت تحافظ على تقاليدها الرائعة. هذه المجموعة تتألف من أربعة أقسام، كل منها مستوحى من موضوع مختلف عن الآخر، يروي فصلاً مختلفاً من القصة، ويتضمن قطعاً مرصعة بالماس والأحجار الكريمة الملونة، كما اجتازت الدار الحدود المألوفة في الإبتكار لتستعين بمواد غير تقليدية في صياغة هذه المجوهرات، كالرخام والرمل. أول الأقسام الأربعة ما أتى تحت عنوان Jodhpur، وفيه قطع مستوحاة من الواجهات الزرقاء لمنازل المنطقة، ومن النور الساطع الذي يضيئها. بين أهم تلك القطع برز عقد Jodhpur المزدوج الوجوه reversible، حيث صُنع المجسم الرئيسي الذي يتوسطه من رخام Makrana، وهو الرخام الأثمن في العالم وقد استُعمل لبناء قصر Taj Mahal. هذا المجسم الذي يتدلى من العقد أتى على شكل يشبه الطائرة الورقية، وتوسطته ماسة زنتها 6.01 قيراطاً، وتم ترصيع وجهيه بالماس والسافير الأزرق. كما تم ترصيع خاتم Aigle de Jodhpur بالماس والسافير، وبحجر من التانزانيت زنته 21.39 قيراطاً. وتضمّن هذا القسم أيضاً سوار Perroquet المزيّن بالرخام والمرصع بالماس والسافير، ومشبك Aigle de Jodhpur المصوغ بالذهب الأبيض، والمزين بالرخام والماس. أما الأقسام الثلاثة الأخرى للمجموعة فهي قطع Indian Palace المستوحاة من القصور والقلاع الهندية الضخمة، إلى جانب Garden & Cosmos التي تنقل خطوطاً شبيهة بالرسومات التي انطلقت من المدينة في القرن السابع عشر، وقطع The Rajput Women التي تشابه في تصاميمها الرسوم التي تتزيّن بها العروس والسيدات في زليلة الحنةس قبل العرس.
أسفار شيقة وحكايا حب وشغف، علاقات صداقة وقدرات فائقة للطبيعة أغنت أفكار فناني المجوهرات، وشغلت أذهانهم ومخيلاتهم… قصص لا تجيد روايتها إلا الأيادي التي رسمتها وصاغتها من الذهب والماس، ليُذهل أمام جمالها الشغوفون بالبريق ويؤخذ بجمالها الناظرون ويقعون في غرامها..!