ككل عام، تلاقي Cartier تطلعات جمهورها المتحمّس، وتبهر عيون الناظرين بإصداراتها الجديدة المتنوّعة، التقنيات المتطوّرة التي تكشف عنها، الإيحاءات التي تحملها، والفنون العريقة التي تعيد إحياءها. من هنا ليس سهلاً أن نضيء في سطور معدودة على كل ما رأته عيوننا في صالون جنيف العالمي للساعات من المجموعات الغنية التي أطلقتها الدار هذه السنة، ولكننا سنتشارك وإياكم ولو بإيجاز معلومات ومشاهد عن أبرز الإصدارات التي لفتتنا، وما أكثرها. مجموعتان أساسيتان جديدتان تكشف عنهما Cartier هما Drive للرجال وHypnose للسيدات، كما تجمع في نماذج أخرى بين تقنيات وفنون الترصيع بأنقى وأثمن الأحجار من جهة، والتقنيات العالية المستوى من جهة أخرى، كما وتثبت براعتها في تنفيذ الأعمال اليدوية الفنية من خلال تقنية الطلاء المحبّب بالمينا enamel granulation.
تصف الدار الرجل الذي يرتدي ساعة Drive بأنه “يتقن العيش بسعادة”، أنيق، مستقل ويقدّر الجمال، يضع على معصمه الساعة التي تعكس شخصيته، ولا يقود إلا السيارة التي تتناسب بدورها مع صفاته المميزة. وهذه الساعة تشبهه تماماً، فهي تكمل مسيرة الدار في ابتكار آلات وقت ذات تصاميم جديدة وعصرية، فأتى شكل علبتها بين المستدير والمربع والمخدّد، كما ضم أحد نماذجها التوربيون الطائر، وزوّد نموذج آخر بوظيفة التوقيت الثاني التراجعي. صيغ هذا النموذج الأخير بالذهب الوردي وسكنته حركة أوتوماتيكية كاليبر 1904-FU MC، وقد تمت زخرفة الميناء بتأثير متموّج جعله يشابه شبكة تبريد الهواء في محرّك السيارة، وهو يستقبل مؤشر الثواني الصغيرة عند الـ 6، عقرباً تراجعياً للتوقيت الزمني الثاني عند الـ 10، ومؤشراً لساعات الليل والنهار بين الـ 3 والـ 4.
أما موانئ ساعات Hypnose فقد زُخرفت بخطوط لولبية دوّارة، بالأسود والأبيض، وبخطوط متموجة في الوسط، لتوحي بحركة الوقت التي لا تتوقّف. أتت هذه الساعات بعلب بيضوية الشكل من الذهب الأبيض أو الوردي، مرصعة بالماس على الإطار تارة وعلى كامل مساحة الميناء تارة أخرى، كما تضمنت المجموعة نموذجاً غارقاً في حبات الماس حتى السوار. وبما أن كارتييه تؤمن بأن ساعات المجوهرات لا تكتفي بالضرورة بحركة كوارتز بسيطة، بل يمكنها أن تجمع بين الماس والأحجار الكريمة والحركات الميكانيكية المعقدة، كشفت عن ساعة القلادة Tourbillon
Mystérieux Azuré المصوغة من الذهب الأبيض، والمرصعة بالماس والسافير والأونيكس، ويتدلى منها حجر سافير سيلاني بيضوي القطع زنته 25.93 قيراطاً. تعمل هذه الساعة الفريدة الإصدار بواسطة الحركة اليدوية التعبئة كاليبر 9463 MC التي تضم توربيون مزدوج.
وبإصدار محدود بـ 30 قطعة، أطلقت Cartier ساعة جديدة من مجموعة Ballon Bleu، حيث احتل نمر الدار وسط الميناء ولكن هذه المرة تم تنفيذه بتقنية طلاء المينا المحبّب. هذه التقنية تقوم على طحن المواد الأولية لطلاء المينا، وتشكيلها على شكل خيوط رفيعة، ومن ثم قطع أجزاء صغيرة من تلك الخيوط، ونفخ هذه القطع على طريقة نفخ الزجاج لتكوين كريات صغيرة ملوّنة، ورصفها على الميناء ضمن الخطوط الذهبية النافرة التي تشكل الرسم الأساسي للنمر. علبة الساعة من الذهب الأصفر قطر 42ملم، مرصعة بالماس على الإطار، وتنتهي بسوار من الجلد الأسود ومشبك مرصع بالماس بدوره.
وتتابع Cartier أيضاً اللعب على وتر الساعات الغامضة حيث تبدو العقارب وكأنها تطفو في فضاء العلبة، ولكنها تنقلها إلى مستوى جديد في ساعة Astromystérieux التي تعمل بواسطة الحركة اليدوية التعبئة كاليبر 9463 MC بمخزون للطاقة من 50 ساعة، حيث تم وضع ميزان الساعة في وسط الحركة على المحور نفسه الذي تدور حوله العقارب، كما اجتمع حول هذا المحور أيضاً قفص التوربيون المركزي مع عجلة التوازن وسلسلة التروس والعجلة البرميلية، فبدت الحركة وكأنها تسبح كاملة في الفراغ، وهي تظهر بمظهرها المذهل هذا من جهتي العلبة المصنوعة من البلاديوم قطر 43.5ملم والمغلفة بالكريستال السافيري. كما برزت أيضاً في الجناح الخاص بالدار في صالون جنيف ساعة Clé de Cartier Automatic Skeleton، وهي الساعة الأولى للدار المفرّغة بالكامل مع حركة أوتوماتيكية، وقد صيغت من البلاديوم بقطر 41ملم، وهي تعمل بواسطة الحركة كاليبر 9621 MC بمخزون للطاقة من 48 ساعة.