منذ فترة ليست بطويلة جداً، كان من النادر أن نرى ساعات كرونوغراف رياضية، تحمل ملامح أنثوية، ومخصصة للجنس اللطيف. ولكن يبدو أن السيدات استطعن بجدارة اجتياح عالم الساعات الرياضية، والحصول على نماذج مخصصة لهن ضمن هذه الفئة.
عُرفت في القرن التاسع عشر كآلات لقياس أوقات المسابقات الرياضية، لا سيما سباقات الخيول التي كانت من البطولات التي تحظى بالكثير من الإهتمام. هي قارئات وقت عملية، انتقلت من ميادين السباق لتتخذ لنفسها مكانة مهمة في عدة حقول أخرى، كالطب والهندسة، كما وتحتل مواقعها على حلبات سباقات المحترفين. أما العام 1909، فقد شهد انتقالها من الأكف والجيوب إلى معاصم الرجال، لتجد طريقها من ثم إلى رسغ السيدة العصرية، وتزيّنه بأناقة غير مسبوقة. ساعات الكرونوغراف، الأكثر دلالاً لدى صانعي الوقت الذين لا يوفّرون جهداً لإنتاج أرقى النماذج منها، بل هم يضعون كامل خبراتهم ومعرفتهم في هذا المجال، ويتنافسون بشدة للخروج بأرقى النماذج، وأكثرها مجاراة للتقنيات والتصاميم الحديثة.
ومَن أكثر من المرأة العصرية مجاراة للخطوط الحديثة، كما وأنها تُظهر اليوم اهتماماً واضحاً بالتكنولوجيا الحديثة، وآخر التوجهات في المجال التقني. هذه السيدة التي استطاعت حتى اليوم خوض جميع الميادين الإجتماعية والعملية، حيث تجتاز أكثر الإختبارات الحياتية بجدارة تماماً كما تجتاز الساعات الراقية أقسى الإختبارات لتبرهن عن جودتها ودقتها وملاقاتها لأعلى مستويات الجودة والمعايير المحددة عالمياً. لكن وإلى جانب الناحية التقنية والدقة العالية التي تتمتع بها الآلات الميكانيكية التي تسكنها، تتمتّع الكرونوغرافات النسائية، كغيرها من القطع التي تتزيّن بها السيدة اليوم، بصفات الجمال والأناقة والفخامة، لتترجم الذوق الأنثوي الرفيع، وذلك يتم من خلال اهتمام دور صناعة الساعات بالمواد المستعملة لإنتاج هذه النماذج، كما أنها تراعي المقاييس الجمالية، والرسغ الناعم، وشغف السيدات بلمعان المعادن النبيلة وبريق الأحجار الكريمة في العديد من الأحيان. إذاً فإن هذه الساعات يمكننا وصفها بالعملية والرائعة الجمال في الوقت عينه.
لا شك أن ساعات الكرونوغراف هي من المسلمات التي قلما تغيب عن المجموعات الأحدث في القطاع في كل عام، وحيث يبدو أن الأنثوية منها، موضوع بحثنا، باتت متواجدة أكثر وأكثر في جديد الدور، وذلك لأن السيدات بتن يظهرن اهتماماً أكبر بالآليات الميكانيكية المعقدة، ولأن منهن من أصبحن يشاركن في سباقات السيارات للمحترفات، وفي بطولات الفروسية، وفي كافة الرياضات، الناعمة منها والأكثر خشونة، وأصبحت ساعات الكرونوغراف في الكثير من الأحيان خير تعبير عن حبّهن للمغامرة وإقدامهن وشجاعتهنّ. ولا شك أن آلات الوقت هذه جذابة لدرجة لا يمكننا إلا أن نسعى إلى اكتشاف أحدث ما أضافت المشاغل العالمية من حيث الشكل والمضمون. من هنا نلقي الضوء على جديد Omega ساعة Speedmaster Ladies Chronograph Chronometer 38mm التي جمعت فيها الدار من خلالها، الملامح المعروفة لمجموعة ساعات الكرونوغراف هذه إلى اللمسات الجمالية الأنثوية التي ظهرت أولاً من خلال قياس العلبة الذي بلغ 38ملم، إلى جانب الماسات التي تحيط بمقياس السرعة tachymeter الموضوع على الإطار الداخلي للساعة. هذه الساعة التي أطلق عليها لقب Cappuccino، صُنعت بمزيج من الفولاذ والذهب الوردي الخاص بالدار Sedna، واكتسبت لقبها هذا من اللون البنّي الذي طغى على كل من مينائها وسوارها الجلدي. مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر، وتعمل بواسطة الحركة الأوتوماتيكية caliber 3304 الثنائية المحور والمزوّدة بنابض توازن مصنوع من مادة السيليكون، والتي تتمتع بمخزون للطاقة من 44 ساعة، وهي تعرض أيضاً التاريخ من خلال نافذة عند الـ 6.
ومع أن الساعات الرياضية المعقدة الموجّهة للسيدات لا تقل دقة وحرفية عن نظيراتها من الساعات الرجالية، إلا أن الكرونوغرافات الأنثوية تبدو وكأنها بالنسبة إلى Hublot مساحة واسعة للإبداع من حيث التصاميم الجريئة والمواد والألوان. فالدار أطلقت في العام الماضي مجموعة من ساعات الكرونوغراف النسائية تحت عنوان Big Bang Linen، وقد أتت بنماذج زاهية الألوان، وأساور مصنوعة من قماش الكتان الطبيعي. ولم تكتفِ الدار باستعمال الكتان لصناعة الأحزمة المرافقة للساعات، بل أنها توصّلت إلى ابتكار مادة بديلة للكاربون انطلاقاً من الكتّان. فمحاصيل الكتان الذي يُزرع في سويسرا، تُعالَج بواسطة آلات ميكانيكية مبتكرة لتصبح على شكل ألياف، ومن ثم يقوم الحرفيون بتحويلها يدوياً إلى نسيج أحادي الإتجاه، ومن ثم صبغها بالألوان المطلوبة، ومزاوجتها مع مركّب كيميائي شفاف خاص، مما يجعلها قادرة أن تحل مكان الكاربون، موازية له من ناحية المتانة، ولكنها أخف وزناً من ناحية، وتتيح للصانعين إمكانية الإبداع اللامتناهي، كونها قابلة لارتداء عدد لا يُحصى من التدرجات اللونية. هذه المادة البديلة صنعت منها Hublot العلب والموانئ لهذه المجموعة، أما لصناعة السوار، فقد زاوجتها مع طبقة داخلية من المطاط المتناسق معها من حيث اللون. إطار العلبة قطر 41ملم من الفولاذ، وقد تم ترصيعه بأحجار السافير الأزرق أو البرتقالي للنموذجين اللذين أتيا بهذين اللونين، أو بأحجار التوباز للنموذج الذي ارتدى اللون الأخضر وأحجار الجمشت الأرجواني للنموذج البنفسجي. ونذكر أن كلاً من هذه النماذج أتى بكمية محددة بـ 200 قطعة.
الكرونوغراف النسائي بتواقيع متعددة
اختلفت تصاميم الكرونوغرافات النسائية عبر الزمن، ولكنها جميعها التقت على الرقي والدقة والفخامة. من الدور الرائدة في هذا المجال نذكر Eberhard & Co. التي يعود تاريخ إنتاجها للساعات النسائية إلى أكثر من مئة عام، أما ساعات الكرونوغراف الأنثوية بالتحديد فقد بدأت بصناعتها في بداية خمسينيات القرن الماضي، متوجّهة إلى النساء الرياضيات من خلال الساعة التي أطلقت عليها تسمية Eberhard 14”، كما وأطلقت خلال الثمانينيات نماذج عدة من ساعات الكرونوغراف النسائية المزوّدة بحركات ميكانيكية يدوية التعبئة. أما في العام 2002، فقد ضمّنت الدار مجموعتها Chrono 4 ساعة Bellissimo (التي تعني «الجميلة» باللغة الإيطالية)، وهي أتت بتصميم أنثوي ناعم مع المحافظة على مبدأ العدادات الأربعة الموضوعة على خط أفقي في أسفل الميناء، ولا شك أنها حظيت بأهمية كبرى توازي تلك التي نالتها النماذج الأولى الرجالية من المجموعة والتي تم إطلاقها قبلها بعام واحد. تميّزت Bellissimo بمينائها الأبيض الأنيق، والماسات الـ 68 التي زيّنت إطار العلبة التي بلغ قطرها 40ملم لترضي أذواق السيدات اللواتي يحببن الساعات الضخمة نسبياً من دون مبالغة، كما كشفت الجهة الداخلية للساعة عن الحركة كاليبر Chrono 4 للمزيد من الإثارة. هذه الساعة أتت لتجسّد إحدى أفكار Barbara Monti التي هي اليوم المديرة التنفيذية للدار، وكانت في تلك الفترة تحتل مركز مديرة قسم الإنتاج، وقد أرادت من خلالها أن تقدّم المستوى التقني العالي الذي تتمتع به مشاغل الدار في قالب أنثوي أنيق.
أما هذه السنة، فتحتفل Eberhard & Co. بعيدها الـ 130، وفي هذه المناسبة ستقوم بالكشف عن نماذجها الجديدة التي تحكي قصتها في صناعة الوقت، ومن المؤكد أن السيدات سيكون لديهن حصة وافرة من هذا الجديد.
أما قصة TAG Heuer مع الكرونوغرافات النسائية فهي تعود إلى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، حين أتت مجموعة S/el التي تعني Sports Elegance لتعبّر عن عودة الحياة إلى أروقة الدار. فمنذ قامت TAG بشراء Heuer وضمها إلى صفوفها، بدأنا نرى الأفكار الجديدة تتدفق من مشاغل الدار. أما بالنسبة إلى الساعة الأولى التي حملت اسم TAG Heuer فهي ساعة Formula 1، ولكن بما أنها أطلقت فقط بعد ثلاثة أشهر من عملية شراء الشركة، أي في شهر مارس من العام 1986، لا شك أن العمل عليها كان قد بدأ قبل ذلك بفترة. من جهة أخرى، حققت مجموعة S/el نجاحاً مبهراً في التسعينيات، وقد احتوت عدداً من ساعات الكرونوميتر وساعات الكرونوغراف الأنثوية التي كانت تعمل بواسطة حركات كوارتز ETA 251.262، وقد تميّزت بعداداتها الموضوعة عند الـ 2 والـ 6 والـ 10، بمقياس السرعة الذي يحيط بالميناء، كما وبسوارها المؤلف من وحدات متسلسلة مترابطة. تابعت هذه المجموعة مسيرتها حتى العام 1999، حين تمت تسميتها Link تيمّناً بتصميم سوارها، وهي ما زالت تُصدَر حتى اليوم وتظهر بنماذج جديدة. وأيضاً تتضمن مجموعة TAG Heuer Lady Formula 1 Steel & Ceramic التي أصدرتها الدار عام 2011 نموذجاً من الكرونوغراف الأنثوي أتى تحت عنوان Steel & Ceramic 41mm Chronograph، وقد تم ترصيع علبة الساعة ومينائها بالماس اللماع.
في العام 2015، احتفلت Vacheron Constantin بعيدها الـ260، وأطلقت للمناسبة مجموعة Harmony. هذه الدار التي أتقنت منذ العام 1917 صناعة الكرونوغراف، أكدت من خلال هذه المجموعة الإحتفالية على علاقتها الوطيدة بآليات قياس الفترات الزمنية القصيرة، وذلك من خلال وضعها في أربعة من النماذج السبعة التي تتألف منها. فبإيحاء من إحدى أولى ساعات الكرونوغراف التي أطلقتها في العام 1928، زوّدت الدار ساعات Harmony بعلبة مخددة الشكل، ولكنها أسكنت في داخلها أحدث ما خرج من مشاغلها من حركات ميكانيكية دقيقة. وفي غمرة هذه الأجواء الإحتفالية، كانت للسيدات أيضاً حصة، إذ خصصت لهن الدار ساعة Harmony Chronograph Small Model المرصعة بالماس على إطار العلبة المخددة 46.6 x 37ملم المصنوعة من الذهب الوردي. وهذه الساعة تعمل بحركة يدوية التعبئة بمخزون للطاقة من 48 ساعة، علماً أن ساعات Harmony أتت جميعها في علبة عرض مخصصة للعيد الـ 260، ورسالة خاصة من المدير التنفيذي للدار Juan-Carlos Torres.
واللائحة تطول، فإذا نظرنا إلى السنوات القليلة الماضية، نرى كرونوغرافات نسائية تحمل تواقيع عدد من أهم دور الساعات السويسرية، مثل Patek Philippe التي كشفت في العام 2009 عن ساعة Ladies First Split-Seconds Chronograph، كما وشهدنا في العام 2011 على إطلاق ساعة Breguet Marine Chronograph Dame التي تميّزت بمينائها المصنوع من عرق اللؤلؤ المزخرف، ومن أبرز ساعات الكرونوغراف الأنثوية أيضاً ما أطلقته Chanel عام 2011، ونحن نقصد ساعة J12 Haute Joaillerie Chronograph المحدودة الإصدار بـ 12 قطعة، التي أتت بعلبة من الذهب الأبيض، وميناء من السيراميك الأسود، وتم رصف عداداتها وإطارها وسوارها بأحجار الماس المستطيلة والمنحرفة.
يلعب الكرونوغراف دور ضابط الوقت الرسمي في السباقات والإعلان عن أبطالها وأرقامهم القياسية، أما في مشاغل الوقت والمنابر العالمية التي تُطلق منها الإصدارات، فهو يلعب أيضاً دوراً أساسياً في الإعلان عن الساعاتيين الأبطال في مجال الإبتكار، والذين يُحدثون تغييراً حقيقياً في القطاع. وهؤلاء الساعاتيون يسعون بكامل جهدهم إلى إرضاء السيدات العصريات، وملاقاة أذواقهن الرفيعة والمترفة، ومجاراتهن في سعيهن إلى خوض جميع الميادين، وفي شغفهن بآلات الوقت المعقدة والفخمة، ذات الأنوثة الطاغية.