رأيي الشخصي هذه المرة…!

إن جمهور الساعات المتحمّس يحب المشاركة من وقت لآخر في المواضيع التي تثير الجدل، أمور يتناقشون بها أبعد من التعبير عن الإعجاب بلإنجازات التقنية الجديد ونماذج الساعات، والمعروف أن قلة من الأشياء من الممكن أن تثير حماسهم بنفس قوة موضوع «إجراء التعديلات على الساعات بعد البيع»، هذا الموضوع الذي يجعل بعض الدور وممثليها في السوق في حالة من العصبية الشديدة.

ولكن لماذا كل هذا الجدال؟ فعندما يشتري الشخص الساعة، تصبح من ملكيته الخاصة، وبالتالي ألا يمكنه أن يفعل بها ما يشاء؟ هذا هو الحال دائماً مع السيارات، فيمكنك أن تأخذ سيارتك من نوع Bentley إلى شركة Mansory لتجري عليها التعديلات كما تشاء، أو أن تعدّل في لون ومظهر الـBMW الخاصة بك كما تشاء بواسطة التقنيات الجديدة، وفي هذه الحالة غالباً سوف تلقى المديح بدل الإستهجان.

ومؤخراً، برزت ساعة Milgauss Tourbillon التي قامت بتعديلها شركة Label Noir المتمركزة في جنيف. تتميّ. هذه الساعة بكونها تحتوي التوربيون الأول من إنتاج الدار، وهو يسكن ساعة من نوع Milgauss، أي أنها من ساعات الدار القادرة على مقاومة الحقول المغناطيسية حتى إذا كانت قوتها تبلغ 1000 gauss. وهذه الساعة تم إنتاجها بناءً على طلب خاص من أحد الزبائن، وتطلب ذلك أشهراً من العمل.

منذ النظرة الأولى، يمكنك أن تلاحظ أن هذه الساعة مدهشة. فالعلبة والسوار قد أتيا باللون الرمادي الداكن القريب إلى الأسود، وهما يبرقان بشكل خفيف بفضل معالجتهما بالكاربون باستعمال تقنية ADLC، وهذه التقنية في معالجة المواد معروفة بكونها أعلى مستوى من ناحية الجودة مقارنة بتقنية PVD، وغالباً ما يتم استخدامها من الشركات التي تعمل على تعديل الساعات.

ولكن التعديلات التي خضعت لها الساعة، أو أسلوب «الشخصنة» كما تحب شركة Label Noir أن تسمّيه، هو يبعد كثيراً من مجرد إعطاء اللون الأسود لعلبة الساعة أومينائها، فهو عبارة عن تغيير جذري للحركة الميكانيكية كاليبر 3131 من Rolex، لجعلها تضم آلية التوربيون. فالزبون الذي طلب تعديل الساعة لم يرد أن يتم تغيير الحركة واستبدالها بأي حركة تحتوي توربيون من أي دار أخرى.

إن إجراء التغييرات في الحركات الميكانيكية هو أمر نادر في مجال تعديلات آلات الوقت، ولكن هذا التعديل قد حصل بفضل المعرفة العميقة بعالم صناعة الساعات التي يمتلكها Emmanuel Curti المدير التنفيذي لشركة Label Noir. فهذا الرجل هو ساعاتي حقيقي، تلقى الدروس والتدريب في جنيف، وقد استمد خبرته من خلال العمل مع ثلاثة من الدور العالمية الراقية والبارزة، وهو يمتلك مهارات عالية المستوى في تصليح الساعات وصيانتها من خلال امتلاكه لشركته الأخرى Les Gardiens du Temps المتخصصة بهذا النوع من الأعمال. وهو قد استطاع أن يطوّر شبكة علاقات واسعة مع مورّدي القطع الخاصة بصناعة الساعات الراقية، الموثوقين والذين يراعون القوانين الخاصة والأخلاقيات في أعمالهم، ومن هؤلاء من يستطيع الحصول على القطع التي يحتاجها في أعماله. (وهذا شديد الأهمية لأنه يُعتبَر بمثابة إعادة إحياء جذور صناعة الساعات السويسرية من خلال مجموعة من المتخصصين الذين يسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم، وهم بذلك قد خلقوا فريقاً متكاملاً لم يسبق له مثيل في القطاع، ولم يكن معروفاً).

خلال العمل على ساعة Milgauss كان الهدف المحافظة قدر الإمكان على الحركة كما هي، واستعمال فقط المساحة المتوفّرة داخل العلبة مع الإبقاء على المكوّنات الأصلية قدر الإمكان. من هنا، تم تعديل مكوّنين اثنين فقط، وإزالة 53 مكوّناً، بينما تمت إضافة أقل من مئة مكوّن والربط بينها وبين قفص التوربيون. أما الصفيحة الرئيسية التي غالباً تكون الأكثر عرضة إلى التغيير في هذه الحالة، فقد بقيت على حالها أي أن الشركة قد استعملت صفيحة Milgauss وحافظت على الرقم التسلسلي الذي تحمله هذه الصفيحة. وللحفاظ على جودة أداء الساعة، تم تبديل النابض البرميلي barrel spring، وتخفيض معدّل الذبذبات من 28,000 تردد في الساعة إلى 21,600 تردد في الساعة (أي من 4 هرتز إلى 3 هرتز)، تماشياً مع عمل آلية توربيون الدقيقة الواحدة.

في حال أعجبتك هذه الساعة أو لا، وإذا كنت تعتبر عبارة

Tourbillon Rolex ممتعة أو «مشينة»، هناك شيء واحد لا يمكن الجدال به: إنه عمل بطولي في عالم صناعة الساعات، وقد تم تنفيذه تبعاً لأعلى مستويات الجودة.

 

إعداد: ساندرا ليين

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 122

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة