يعتبر الـ Pin-Up أحد أشهر فنون حِقبة الأربعينيات والخمسينيات، بحيث كانت تظهر عارضات الأزياء والنجمات الجميلات بشكل غير رسمي على لَوحاتٍ مُتَعَدِّدة، يَرسُمهن فنّانون بألوانٍ ووضعياتٍ مَرِحة، وتُعَلَّقُ صُوَرهُن على الجدران لتمتع أَعيُن الناظرين.
ارتبط هذا الفن بالحِقبة الذهبية لهوليوود، حتى أن أشهر المُمَثلات والفنانات آنذاك تم رسمهن بهذه الطريقة، لا سيما الممثلة والمغنية والراقصة الأمريكية Betty Grable التي قامت بالتأمين على ساقيها بقيمة مليوني دولار، والنجمة السينمائية Jane Russell والراقصة والممثلة Rita Hayworth، ولاننسى مارلين مونرو التي اشتَهرت رسومات ال Pin-Up التي تخصُّها خلال فترة الخمسينيات.
ومن ضمن الفنانين التشكيليين الذين اشتَهروا برسم فتيات الـ Pin-Up، الرسام البيروفي Alberto Vargas، الذي يُعتبر من الناجحين في هذا الفن، ولقد قام ببيع عشرات اللوحات بمئات آلاف الدولارات، والفنان الأميركي Gil Elvgren، الذي اشتهر بدوره بإتقانه لهذا الفن.
تعود بدايات الـ Pin Up إلى أواخر القَرن التاسع عشر، حين بدأت سيدات تلك الحِقبة بالتَّمرُّد على المجتمع الذكوري المتسلط، بدءاً من طريقَة اللباس، وإدخال البِنطال على الأَزياء النسائية، كما وفي أوائل القَرن العشرين، بدأَت العارضات والممثلات والنجمات العالميات بالظهور في اللوحات الإعلانية الضخمة، كما أنهن بدأن بوضع صورهن على بطاقات التعريف الشخصي، وباعتماد الإعلانات الفوتوغرافية للتسويق لأفلامهن وعروضهن المسرحية.
كما واشتهر هذا الفن بشكل كبير في أوساط الجنود المحاربين في الحرب العالمية الأُولى، فنشأ فن الرسم على مقدِّمات الطائرات الحربيّة (Nose Art) خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان الكثير من الجنود يحرصون على رسم هؤلاء الفتيات الجميلات على مُقَدِّمات طائراتهم المقاتِلَة، وبالرغم من أن هذه الرسومات لَم تكن بمثابة تقليد رسمي، ولكنها أصبحت عِرفاً شائعاً بَين الجنود الطيارين. أبهرت هذه الرسومات واللوحات الكثيرين وأسرت قلوبهم، وتنقَلَت عبر السنين إلى عدد من المزادات العلَنية وأصبح بعضها مفضَّلاً عند جامعي التحف الفنية. من المعروف عن هذه اللوحات أنها لا تعكس صورة حقيقيّة تماماً للعارضات، ويعتمد جمال اللوحة على قدرة الرسام على إبراز الميزات الأنثوية لدى العارضات. وعاد هذا الفن إلى الساحة بقوة في الستينيات والسبعينيات، حيث وظف فنانوا الـ Pop Art آنذاك هذا النوع من الرسم بطرق ساخرة وفي القصص التي كانت تندرج تحت فئة Comic Strips.
الـ Pin-Up في القرن الواحد والعشرين
لازال فن الـ Pin Up يلهم العديد من الأعمال الفنية والحِرَفية، خصوصا الثمينة منها، فنراها مصدر إلهام يستوحي كثير من فناني اليوم تصاميمهم منه. في عالم الساعات، أصدرت دار
Ulysse Nardin ودار Graham ساعتين أعادتا إحياء هذا الفن. ففي إصدار محدود بـ ٢٨ قطعة، أطلقَت Ulysse Nardin
العنان لعارضة الـ Pin-Up، في مجموعة الساعات الجديدة Hourstriker Pin-Up، مُظهِرة إياها في رسم مصغَّر على ميناء الساعة، بِحِذائِها ذي الكعب العالي ووردة تتخلل خصلات شعرها، وطاووس يقابلها على الميناء وآخر يغطي محاسنها. تمنح هذه الساعة وظيفة قراءة الوقت بالأنغام hourstrike التي تُعتبر من أدق الوظائف (فتقرأ الساعات وأنصاف الساعات عند الطلب)، وقد أتت بعلبة من البلاتين أو الذهب الوردي قطر 43ملم، مقاومة لضغط الماء حتى عمق٣٠ متراً، وهي تعمل بواسطة الحركة الأوتوماتيكية Caliber UN-610 بمخزون للطاقة من ٤٢ ساعة. هذه الساعة مغلفة من الجهتين بالكريستال السافيري المضاد للانعكاس، ما يضمن متانتها ومقاومتها للخدوش، كما أنها تعرض قسماً كبيراً من مكوّنات الحركة الميكانيكية التي تسيّرها.
أما دار Graham، فقد تركت الحرية لأربع عارضات Pin-Up ليتربّعن على موانئ ساعات Chronofighter Vintage Nose Art المحدودة الإصدار بـ ١٠٠ قطعة لكل نموذج. العارضات الأربعة هنَّ سالي، آنا، ليلي ونينا، اللواتي تتميّز كل منهن بجمالها الخاص، وهي مستوحاة من الرسومات التي كانت تزيّن مُقَدِّمات الطائرات خلال الحرب العالمية الثانية. كما وتسلط الضوء على مسيرة الدار الإنكليزية – السويسرية التي لطالما رافقت عالم الطيران وأبطاله وأساطيره. تعمل هذه الساعات بواسطة حركة كرونوغراف أوتوماتيكية كاليبر G1747 بمخزون للطاقة من 48 ساعة، وقد أتت بعلب من الفولاذ قطر 44ملم، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر وميناء أسود أو أزرق مع مؤشرات مطلية بمادة superluminova المضيئة. تنتهي بسوار من الجلد ومشبك من الفولاذ.
من مجلة عالم الساعات والمجزهرات – العدد 117
إعداد : هند مصطفى