من هم صانعو الساعات الفاخرة في القطاع؟

ما هي صناعة السّاعات الفاخرة أي ما يُسمى بالـHaute Horlogerie؟ ما الذي تعنيه هذه التسمية فعلياً، وكيف نستطيع التفرقة بين الساعات السويسرية الفاخرة .الصنع وغيرِها من آلات قياس الوقت الُمتوفرة في الأَسواق

يروّج الإتحاد السويسري لصناعة الساعات الفاخرة Fondation de la Haute Horlogerie (FHH) لصناعة الساعات حول العالم، وتحديداً الساعات السويسرية ال

تي تُعَد من أَفخر وأغلى الساعات، فأكثر من ٩٥% من الساعات الثمينة التي تباع حول العالم بأكثر من ١,٠٠٠ فرانك هي ساعات سويسرية، بحسب موقع Swissinfo.ch الإلكتروني.

وباعتباره بمثابة هيئة وسلطة موثوقة من قبل القطاع وصانعي الساعات حول العالم، أخذ الإتحاد على عاتقه مسؤولية التعريف بصناعة الساعات الفاخرة، بعد ملاحظة عدد كبير من العاملين في القطاع بأن المصطلح بات يستخدم بشكل فضفاض. فمثلاً، قد تعتمد بعض الدور التاريخية على ميراثها العريق للتعريف عن نفسها بأنها صانعة ساعات فخمة، مع أنها لاتطابق تلك المعايير، فلا تقوم بتطوير حركات الساعات في معاملها، ولا تبذل مجهوداً من ناحية البحث والتطوير للنهضة بالقطاع، وما إلى ذلك.

وبذلك، بدأ ٤٦ خبيراً من صانعي الساعات والعاملين في القطاع حملة شاملة لتحديد مفهوم صناعة الساعات الفاخرة، أو ما يسمى Haute Horlogerie.

يشرح لنا السيد Gianfranco Ritschel، وهو يعمل بشكل مستقل كاستشاري التدريب والمراقبة لدى عدد من دور الساعات، بالإضافة لعمله ضمن الإتحاد السويسري لصناعة الساعات الفاخرة منذ العام ٢٠١٥، وهو أحد الخبراء الذين قاموا بوضع المعايير التصنيفية لهذه الحملة، عن الحاجة التي دفعت بالإتحاد والقائمين على القطاع لتعريف صناعة الساعات الفاخرة.

يقول Ritschel: “بإمكان الجميع قول ما يشاؤون عن منتجاتهم ومعاييرهم والقيم التي يطبقونها في إصداراتهم. لذلك قمنا بهذه الحملة للتعريف بتلك القيم و المعايير و شرح معناها، ومن ثم تصنيف الدور بناءً على الفئات المطابقة”.

ويضيف: “كما تُعرَّف المفاهيم في قطاعات أخرى مثل الأزياء على سبيل المثال، من ناحية القطع المحدودة أو الفروق بين الإصدارات للدور المختلفة. لكن ماهي المعايير التي تفرِّق دار متخصصة في صناعة الساعات عن أخرى؟ لذلك أردنا بناء مفهوم الـHaute Horlogerie وإحاطته بمعايير دقيقة ليعلم الزبائن ما الذي يشترونه فعلياً”.

عملية معقَّدة

تم نشر التصنيفات الأولية في شهر نوفمبر الماضي، ضمن أربعة أقسام، تم من خلالها تحديد الدور والعلامات التجارية وجميع العاملين في القطاع على النحو التالي: الدور التاريخية، (Historic Maisons)، العلامات التجارية المعاصرة (Contemporary Brands)، العلامات التجارية الفاخرة (Luxury Brands) والمبدعين الحرفيين (Artisan Creators).

كما تم تحديد سبعة مجالات خبرة لتصنيف الدور: البحث والتطوير، الإنتاج والخبرات التقنية، تليها العلاقات الإعلامية الخاصة بالعلامات التجارية، التدريب، تاريخ الدور أو العلامات التجارية، الخبراء وجامعي الساعات، التوزيع وخدمات ما بعد البيع، وأخيراً التصميم والخبرة الفنية.

الدور والعلامات التجارية التي تحصل على ست درجات أو أكثر من أصل عشرة، تكون مؤهلة لتُصَنَّف بين صانعي الساعات الفاخرة. وبعد دورة التصنيف الأولية، تم تحديد ٦٤ من دور الساعات كصانعي ساعات فاخرة.

لكن كان على الخبراء المسؤولين عن هذه الحملة عرض تلك المعايير على الدور العاملة في القطاع للحصول على دعمهم وتأكيد الإجماعِ عليها. 

يستذكر  Ritschelقائلاً: “لم نستطع أن نجلس في غرفة مغلقة وأن نحدِّد تلك المعايير بصرف النظر عن القطاع والعاملين فيه بشكل عام، فعلى جميع المعايير أن تكون ضمن موافقة جميع الأطراف، فنحن بحاجة لدعمهم. لذلك قامت لجنة الخبراء بتحديد ٢٧ معياراً بشكل مبدئي، ثم قمنا بحملة لتقييم كل دار تعمل في المجال بناءً على هذه المعايير الموضوعة، وهذا أمكننا من تحديد من هم المتخصصون في مجال صناعة الـHaute Horlogerie، مقارنة بمن لديهم فقط بعض الإصدارات ضمن هذه الفئة. بناءً على ذلك، بدأنا بتصنيف الدور بحسب تطابقها مع المعايير. استمرت تلك الحملة مدة ثلاث سنوات حتى تمكنا من زيارة وتصنيف الجميع، وبعد ذلك فقط كان بإمكاننا نشر تلك المعايير وتصنيفات الدور المطابِقة”.

التحديات

بحسب Ritschel، لم تكن العملية سهلة، خصوصاً مع عمليات التنويع التي تطبِّقها دور مختلفة على منتجاتها المعروضة، فنرى إصدارات غالية الثمن وأخرى بأسعارٍ معقولة، من نفس الدار.

 

“في عدد كبير من الدور، ترى أن ٩٠% من إصداراتها ليست من فئة الـHaute Horlogerie، فغالبية إصداراتها تحمل حركات ليست مصنوعة داخل الدار، وحتى أنها لاتكون محدودة الإنتاج، ولكن ١٠% فقط من عملها يعتبر Haute Horlogerie، فماذا نفعل حيال هذا؟ هل هي إذاً تُعد داراً صانعة للساعات الفاخرة أم لا؟ ولذلك كان لا بد من أخذ هذا الموضوع بعين الإعتبار، و حيز السؤال، عبر معرفة نسبة عمل الإصدارات الفخمة في الدار بشكل عام” يقول Ritschel.

 

قامت اللّجنة المختصة بجولتين على الدور قبل نشر التصنيف الأولي، وستستمر بإعادة النظر في الدور المتأرجحة بين تصنيف وآخر كل عامين للتأكد من وضعها أو تغييره، حسب عمل الدور وإصداراتها. وتشمل تلك العمليات الدورية تصنيف دور جديدة ضمن فئة الـHaute Horlogerie.

 

كما يعمل الإتحاد على اختراع شهادة موحدة تُمنَح للدور التي ترتقي بفن صناعة الساعات الفخمة وتُصنَّف في هذه الفئة. وللحصول على هذه الشهادة، على الدور الطالبة لها الإجابة على ٣,٠٠٠ سؤال، وبحسب الأجوبة، تُصَنَّف الدور تباعاً وتُحدَّد على مستويات، بشكل يشبه تصنيفات النجوم في قطاع الفنادق أو نجوم Michelin في المطاعم.

 

إليكم قائمة التصنيفات الجديدة لدور الساعات الفاخرة:

الدور التاريخية:

  1. Lange & Söhne, Audemars Piguet, Blancpain, Bovet Fleurier, Breguet, Breitling, Bulgari, Cartier, Chopard, Girard Perregaux, Glashütte Original, H. Moser & Cie, Harry Winston, IWC Schaffhausen, Jaeger-LeCoultre, Jaquet Droz, Officine Panerai, Omega, Patek Philippe, Piaget, Rolex, TAG Heuer, Ulysse Nardin, Vacheron Constantin, Van Cleef & Arpels, Zenith.

 

العلامات التجارية العصرية:

Armin Strom, Ateliers Louis Moinet, Cabestan, Christophe Claret, De Bethune, Dewitt, F.P. Journe, Greubel Forsey, Hautlence, Hublot, HYT, Laurent Ferrier, Maîtres du Temps, MB & F, MCT, Parmigiani Fleurier, Ressence, Richard Mille, Roger Dubuis, Romain Gauthier, Romain Jérome, Speake Marin, Urwerk.

 

العلامات التجارية الفاخرة:

Chanel, Hermès, Louis Vuitton, Montblanc.

 

المبدعين الحرفيين:

Andreas Strehler, Antoine Preziuso, Beat Haldimann, Christiaan Van der Klaauw, Grönefeld, Kari Voutilainen, Philippe Dufour, Roger W. Smith, Sarpaneva, Thomas Prescher, Vianney Halter.

إعداد: هند مصطفى معلم 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة