في الساعة الأولى من مجموعتها Chaos، تعبّر Fiona Krüger عن ديناميكية الوقت بطريقتها الدراماتيكية الخاصة.
كونها تنطلق من خلفية فنية ومن مهنة تصميم القطع المميزة، ترى Fiona Krüger صناعة الساعات وكأنها مساحة للتعبير عن الفنون والأفكار الفلسفية أكثر من كونها قائمة على إنتاج قطع عملية مزيّنة.
مجموعتها الأولى من الساعات التي أتت تحت عنوان Skull أتت لترمز إلى مرور الزمن، وتذكر من خلال قطع ملموسة بأن الوقت ليس شيئاً ملموساً، ومع أن الزمن لا نهاية له، فإن وقتنا على الأرض محدود.
في مجموعتها الثانية Chaos، هي تختبر الأثر الذي يرخيه الزمن على الأشياء، تشرح: «نحن نعلم أن الوقت يمضي قدماً: نعلم أن الكوب المكسور لن يرجع إلى حاله أبداً، الحليب المسكوب من الكوب لن يعود إليه، وأن الورقة الممزقة لن تتحوّل مجدداً إلى ورقة كاملة»، وتضيف: «هذه كلها أمثلة عن ظاهرة «الفوضى» entropy، التي تؤكد أنه ومع مرور الزمن، الأشياء تنتقل من حالة النظام أو الترتيب إلى حالة الفوضى وعدم الترتيب، ومن غير الممكن أن يحدث العكس.» وهذه الظاهرة تعطي آلة الوقت الأولى من هذه المجموعة إسمها وهو Mechanical Entropy.
ولتجسيد ذلك بطريقة واضحة، ارتأت Krüger أن تستعين بالطاقة الديناميكية للإنفجار، والتي تؤدي إلى حدوث الفوضى المطلقة، وأن تجسدها في القالب الثابت لقارئة الوقت. وذلك لم تستعمله كأداة للتزيين، بل وضعته في قلب الساعة النابض، أي الحركة. والمفارقة هنا بالتأكيد هي أن الوظيفة الأساسية لحركة الساعة تكمن في ترتيب وضبط التصميم لتحقيق الدقة الكاملة في قراءة الوقت، أي أنها تجسّد النقيض التام للفوضى.
من الناحية النظرية، يبدو الإنفجار على ميناء هذه الساعة مألوفاً، يشبه ما نراه في كتب القصص المصوّرة أو في مشاهد الـPop Art الفنية، ولكن Mechanical Entropy ليست كأي آلة وقت أخرى. من الناحية التقنية، واجهت Krüger العديد من التحديات الكبرى مما دفعها إلى الإتجاه نحو Agenhor، الشركة التي أسسها
Jean-Marc Wiederrecht، وتقول عن تجربتها: «لقد أمضينا وقتاً طويلاً ونحن نتحدث عن أفكاري، وفي النهاية، عرض كل من Nicolas وLaurent Wiederrecht أن يساعداني في إنتاج حركة جديدة بالكامل بدل العمل على إعادة تصميم أو تطوير حركة موجودة أصلاً.»
نقطة الإنطلاق كانت مختلفة عن ما هو متعارف عليه، أي تصميم أجزاء الحركة بطريقة تجعلها مناسبة لتوضع داخل علبة صغيرة غالباً ما تكون مستديرة، بينما لإنتاج الحركة التي ستعبّر عن الإنفجار، كان لا بد من مط الأجزاء، وعرض ما أمكن من أجزاء الحركة إلى العيان.
سلسلة التروس تمتد على طول الحركة، وتعرض كل العجلات المسننة وصولاً إلى عجلة التوازن. أما عجلات الساعات والدقائق المحطمة تم دفعها من مركز الساعة إلى موقع جانبي، كما أن عجلة النابض الرئيسي المنفجرة تظهر من خلال الصفيحة الرئيسية المحطمة بدورها والجسور التي تمركزت في الناحية العلوية على جهة اليمين من الحركة. حين تقوم بتعبئة الساعة بالطاقة، يمكنك رؤية العجلة البرميلية وهي تدور، مضيفة المزيد من الحياة إلى المشهد، وكل قسم من الحركة تمت إحاطته بإطار مؤلف من زوايا محددة بقياسات مختلفة، ومستويات مختلفة بدءاً من الجسور وصولاً إلى الصفيحة الرئيسية. بالنسبة إلى Krüger، كان من المهم الخروج بتصميم ديناميكي ثلاثي الأبعاد، مع المحافظة على رقّة الساعة. ولإضافة العمق إلى وجه الساعة، كان لا بد من إعطاء عناية خاصة للألوان وطريقة معالجة المواد بواسطة التأثيرات التزيينية، وكانت هذه اللمسات الجمالية من صلب التصميم بدلاً من أن تقتصر مهمتها على تزيين الساعة.
«بالنسبة إلي، كان العمل مع Agenhor بهذه الطريقة بمثابة حلم» تقول Krüger، وتضيف: «لقد تعلمت الكثير، وأدركت بشكل خاص الأهمية الكبرى للتخطيط والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة خلال عمليات الإنتاج حتى نستطيع الوصول إلى النتيجة النهائية المرجوة. إن إمضاء الوقت في مشاغل الشركة مع Nicolas وLaurent أغنى مخيلتي بأفكار وفتح أمامي مجالات جديدة لم تكن محتمَلة لو كنت أعمل لوحدي. إذا قمنا باختبار معيّن ووجدنا أنفسنا عالقين في معضلة، نسأل بعضنا: «ماذا يمكن أن يحصل إذا عكسنا ما قمنا به للتو؟ من الممكن أن يكون ذلك هو الحل، أو العكس، ولكن لا ضرر من المحاولة» لقد بدا لي أنهما يحبّان العمل بهذا الأسلوب، وبالفعل استطعنا التوصّل إلى بعض الحلول الجيدة بهذه الطريقة.»
في النهاية يمكننا القول أنه مهما كانت الخطوات والتحديات في إنتاج هذه الساعة خلال السنوات الثلاثة الماضية، فإن النتيجة بلا شك دراماتيكية، إستثنائية وجميلة إلى أقصى الحدود.