يقول أنه صانع ساعات منذ الولادة فصناعة الساعات في دمه، وهو الإبن والحفيد لعائلة من الساعاتيين. إنه Felix Baumgartner الذي قضى طفولته في أجواء محاطة بآلات الوقت الإستثنائية والمعقدة في مشغل والده حتى اكتسب ثقافة قياس الوقت ما دفعه إلى التخصص في هذا الحقل وإلى التخرج من معهد صناعة الساعات في Solothurn في العام 1992. كان كل ذلك تمهيداً ليستقل في العام 1995 في هذه المهنة ويتشارك في العام 1997 في تأسيس Urwerk SA مع الصديق والمصمم الفنان Martin Frei خريّج جامعة الفنون والتصميم في مدينة Lucerne السويسرية.
وأطلق عليها إسم Urwerk انطلاقاً من أمرين اثنين الأول مدينة أور UR حيث ظهر مفهوم قياس الوقت قبل ستة آلاف سنة إذ كان يعتمد السومريون فيها على الساعات البدائية ومنها الشمسية لقياس الوقت في النهار، فيما الأمر الثاني هو اختيار كلمة Werk من اللغة الألمانية والتي تعني العمل، وقد زاد الشريكان على هذا العمل صفات الإبتكار والتطور وإثارة العواطف.
وترجم القيمون على دار Urwerk الهدف لذي أنشئت لأجله الشركة وهو تصميم وصناعة الساعات الراقية عبر مزج التقاليد مع الرؤية المستقبلية: “الساعات لدينا فريدة من نوعها، وذلك لأن كل نموذج يتطلب نهجاً مبتكراً. هذا ما يجعلها آلات نادرة وقيمة على حد سواء. قبل كل شيء، نحن نريد تخطي الحدود التقليدية لصناعة الساعات” هكذا يحدد Baumgartner المفهوم الذي تضعه الدار نصب عينيها لتقدّم أعمالها إلى جمهورها الواسع… الأعمال توالت وكانت الساعة الأولى UR101 قد عرضت عام 1997 في بازل مع أكاديمية Académie Horlogère des Créateurs Indépendants (AHCI) التي دخلتها الدار رسمياً في العام 1998. وتوالت الإنتاجات ومنها Opus 5 في العام 2006 مع Harry Winston. أما مجموعة UR-103T فاحتفلت بعيدها السابع والأخير في العام 2010، هذا بالإضافة إلى مجموعات أخرى مثل UR-110، UR-103، UR-200، UR-1001. ومن أجل تحقيق هذا النجاح عمل كل من Frei وBaumgartner بجهد ليقدم الأول أفضل التصاميم والرسومات وليطوّر الثاني النواحي التقنية المتعلقة بالحركة والتعقيد.
واليوم، بلغت دار Urwerk العشرين من عمرها. منذ عشرين سنة قام Martin Frei و Felix Baumgartner بتغيير مفهوم قراءة الوقت، فعرضوه بواسطة مجسمات تشبه الأقمار الصناعية وضعوها على الموانئ، كما وأضفيا مسحة مرِحة على ساعاتهم التي يمكن أن يتم ارتداؤها مع الجينز، في فترة كانت فيها صناعة الوقت ما زالت ترتدي زيها الكلاسيكي التقليدي.
وفي عيدها العشرين، تطلق الدار ساعة UR-105 CT Streamliner المستوحاة من الأيام الأولى التي أمضاها Frei وBaumgartner في نيويورك، وهما يجولان في شوارع المدينة يأخذان صوراً لأبنيتها ويستلهمان منها خطوط ساعاتهم الثوروية الجديدة. وهذه الساعة بالتحديد يشبه تصميمها الخطوط الهندسية لناطحات السحاب المبنية بأسلوب Art Déco وقد أتت بنموذجين من التيتانيوم. إذاً فسر جاذبية Urwerk يكمن في كونها لا تعتمد أي أساليب موجودة وتطوّرها، بل أنها تبتكر أساليبها الخاصة التي تثير الدهشة والإعجاب وألف سؤال.
إعداد: ليزا أبو شقرا
مجلة عالم الساعات والمجوهرات عدد 119