منذ فجر التاريخ، لم يتوقّف الإنسان عن مراقبة القمر وتتبّع مراحله المختلفة. فالقمر، الجسم الأكبر والأكثر لمعاناً في سمائنا الليلية، يتمتع بقوة جاذبة هائلة هي مسؤولة عن حركة المد والجزر بين المساحات المائية والبرية على كوكب الأرض، وأيضاً تلعب هذه القوة الجاذبة دوراً في حماية الكرة الأرضية من التذبذب والاهتزاز خلال دورانها على محورها. ومن ناحية أخرى، استطاع القمر بروعة مظهره أن يمارس جاذبيته أيضاً على عقول وقلوب البشر، فأصبح رمزاً للشاعرية والرومانسية والجمال.
وفي عالم صناعة الوقت، استحوذ القمر أيضاً على أهمية كبرى منذ قرون من الزمن، فاجتهد أرباب المهنة في تجسيده على موانئ الساعات بمراحله المختلفة والمتتالية، وبأبهى حلة، وتنافس الساعاتيون على ابتكار الصورة الأجمل لهذا الجسم المضيء وألبسوه الذهب والماس والأحجار الكريمة، مما يضفي لمسة من الشعر والجمال على مرور الوقت.
ودار Arnold & Son أنتجت العديد من الساعات المزوّدة بتعقيد مراحل القمر على مدى السنوات الماضية، ولكن أروعها حتى الآن هي ساعة Luna Magna التي تم كشف النقاب عنها في وقت سابق من هذا العام خلال معرض Watches & Wonders وقد تميّزت بقمرها الكبير ثلاثي الأبعاد، الموضوع في علبة مصوغة من الذهب الوردي. وبعد النجاح البارز الذي حققه هذا النموذج، ها هي الدار تطلق ساعة جديدة ضمن المجموعة نفسها، ولكنها أتت بعلبة من البلاتين مع ميناء من عرق اللؤلؤ.
أرادت الدار عبر هذه الساعة ومنذ تصميم النموذج الأول منها أن تجسّد القمر بأبعاده الثلاثة، فأطلقت عليها تسمية Luna Magna اللاتينية التي تعني “القمر العظيم” في إشارة إلى الحجم الضخم لمجسّم القمر. فعند الـ6 من الميناء وضعت الدار فتحة مستديرة يتوسطها مجسّم القمر الكروي قطر 12ملم، وهو مصنوع من حجر الأفنتورين الكحلي اللون مع نقاطه المضيئة، إضافة إلى الرخام الرمادي، وهذا المجسّم هو أحد أكبر الأقمار التي تم وضعها في ساعة معصم حتى الآن. فبدى نصف القمر المصنوع من الأفنتورين مضيئاً برّاقاً، أما النصف الآخر المصنوع من الرخام فقد تخللته بعض الأجزاء الرخامية الداكنة اللون والتي تجسّد الحفر على سطح القمر. وهذا المزيج يستطيع تجسيد القمر بكل مراحله وحالاته بشكل قريب إلى الواقع. والجدير بالذكر أيضاً أن تعقيد مراحل القمر هذا لن يستطيع إلى أي تعديل إلا بعد 122 عاماً على بدء استخدامه.
علبة هذه الساعة الجديدة المحدودة الإصدار بـ28 قطعة مصنوعة من البلاتين قطر 44ملم وهي مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً وقد تمت تغطيتها من الجهتين بطبقتين مقببتين من الكريستال السافيري مما جعل سماكتها 15,90ملم. وبالرغم من سماكة العلبة التي اضطرت الدار إلى الاعتماد عليها لتتسع للقمر الضخم، تبدو Luna Magna شديدة الأناقة على المعصم.
ونصل إلى الميناء الفرعي عند الـ12 المخصص لقراءة الوقت فنراه مصنوعاً من عرق اللؤلؤ مع أرقام رومانية وعقارب مركزية زرقاء اللون للساعات والدقائق، أما خلفية الميناء فقد صُنعت بدورها من الأفنتورين مما يزيد الساعة بريقاً وإضاءة، ويجسّد السماء الليلية المضيئة حول القمر. تعمل هذه الساعة بواسطة حركة الدار اليدوية التعبئة كاليبر A&S1021 بمخزون للطاقة من 90 ساعة وهي من إنتاج شركة La Joux-Perret الشقيقة لدار Arnold & Son ضمن مجموعة Citizen Group وقد تم تزيين هذه الحركة بتقنيات تقليدية مثل خطوط جنيف مع الخطوط المستقيمة على العجلات والبراغي الزرقاء اللون ذات الرؤوس المشطوفة. وتنتهي هذه الساعة بحزام من الجلد الكحلي المغطى من الداخل بطبقة من الجلد البنفسجي اللون، مع مشبك من البلاتين.
إعداد: ليزا أبو شقرا