إن العاصفة التي أثارتها الصور الأولى لساعات Audemars Piguet Royal Oak Offshore بتصميمها الجديد بين محبّي الساعات على مواقع التواصل الإجتماعي لم تكن بأمر مستغرَب، وأيضاً لم يكن مستغرَباً أن تكون جميعها إيجابية. وذلك يذكرنا بردة الفعل الإيجابية للجمهور حين تم إطلاق النموذج الأول من هذه الساعات منذ 25 عاماً، وسرعان ما أثبتت عكس النظرية التي كانت قائمة حول وجوب عدم المساس بالتصميم الأصلي لساعات Royal Oak، من قبل المتمسكين بالأصول وبالتقاليد الذين يبدو وكأنهم غضوا النظر عن الإعتراضات الكثيرة التي واجهها التصميم الذي حمل توقيع Gérald Genta في العام 1972 لتلك التحفة في عالم الساعات التي لم تحصل على ما تستحقه من تقدير لسنوات طويلة. ولكن اليوم يمكننا القول أن هاتين الساعتين أصبحتا بمثابة أيقونتين في القطاع، وأنه لمن غير الآمن أن يتم العبث مع الأيقونات.
لكن ذلك لم يستطع ردع Audemars Piguet. فهي وللاحتفال بالعيد الخامس والعشرين لساعة Royal Oak Offshore ذهبت أبعد بكثير من إصدار نسخة تحمل نوستالجيا النماذج الأولى، بل أصدرت ساعة Offshore Tourbillon Chronograph التي أتت بالذهب الوردي أو الفولاذ (كمية محدودة بـ50 قطعة لكل منهما)، وهي لا تشبه أي نسخة سابقة من هذه المجموعة. فعند تصميم هذه الساعة، أعادت الدار التفكير جذرياً بالعلبة المثمنة الأطراف وبتقنية الزخرفة tapisserie التي درجت على إدخالها إلى ساعات Royal Oak وRoyal Oak Offshore، ولا يمكننا وصف ذلك بأقل من “الجريء”.
الصور الأولى (كونها معدّلة ومنمَّقة جداً) برأيي لم تُظهر روحية الساعة كما يجب، بل بدت وكأنها مفككة وغير مترابطة. ولكن الحقيقة مختلفة كلياً، مع العلم أنها تُعتبَر صادمة بالنسبة إلى الأشخاص الذين اعتادت عيونهم على رؤية نماذج Royal Oak Offshore خلال العقدين المنصرمين.
عندما تحمل الساعة في يدك، ينتابك إحساس بالراحة والإلفة. تشعر بحجم الساعة الكبير، ترتاح عيناك لتوازن تصميمها، وترى تلك الزوايا المألوفة، والأزرار الدفعية المصنوعة من السيراميك. الحواف المصقولة لوصلات الساعة تبدو أكثر انحناءً وأوسع من ذي قبل، والعلبة ذات القطر الذي يبلغ 45ملم هي هي الأضخم بين نماذج المجموعة حتى اليوم. ولكن هذه الساعة هي بكل تأكيد Royal Oak Offshore.
الصدمة الأولى تكمن في كون الإطار المثمن الواسع الذي اعتدنا رؤيته قد تحوّل إلى حلقة رفيعة موضوعة تحت طبقة الكريستال السافيري، وقد برزت منها زوايا صعيرة كافية فقط لاستقبال البراغي المسدّسة الأطراف الخاصة بالدار. كل واحد من هذه البراغي مهمته تثبيت أحد الجسور المفرّغة التي تنزل إلى قلب الحركة لتحمل الأجزاء الأساسية من الحركة الميكانيكية. وأستطيع القول، أنني مهما غيرت من وضعية الساعة على معصمي، كانت هذه الجسور تُظهِر عمقاً، فلا تعرف أين تنتهي الخطوط الحقيقية وتبدأ الإيحاءات البصرية بالظهور.
الصدمة الثانية: لا وجود لزخرفة tapisserie على الميناء. والواقع أن كل ما بقي من الميناء هو عبارة عن إطار داخلي أسود استقبل مؤشرات الدقائق، وبدا وك انه يطفو فوق الجسور، عارضاً جميع أجزاء الحركة إلى العلن، وهنا أيضاً تتجه أنظارك نحو عمق الساعة.
أما الحركة cal. 2947 فهي عبارة عن إعادة تصميم كاملة للحركة السابقة cal. 2933 حيث كان التوربيون متمركزاً عند الـ6. ففي الحركة الجديدة تم وضعه عند الـ9، كما تم وضع نابضي توازن رئيسيين عند الـ1 والـ5، واتخذ عداد الثواني الخاص بالكرونوغراف لنفسه موقعاً بينهما عند الـ3. إذاً الخطوط الهندسية لهذه الحركة مختلفة عن تلك الخاصة بالحركة السابقة، كما أن هذا التميّز يعززه الإختلاف في الألوان واللمسات الأخيرة للمعدن التي تألفت منه أجزاء الحركة.
عند النظر إلى الساعة من جهتها الخلفية، تستطيع فهم كيفية عمل الكرونوغراف، وترى زوجاً من الجسور المفرّغة التي تشبه تلك التي تراها عند النظر إلى وجه آلة الوقت. في الوقت عينه، ترى الإطار الخلفي وقد أتى على شكل حلقة معدنية موضوعة فوق طبقة الكريستال السافيري، ومثبتة ببراغٍ تشبه تلك الموضوعة من الجهة الثانية للعلبة.
إن التصميم الجديد لساعة Royal Oak Offshore لا يُعتبَر صادماً إذا ما فكرت بردّات الفعل التي واجهها التصميم الأصلي للساعة عند إطلاقه، واعتباره خارجاً عن المألوف من قبل البعض. في إطار آخر، إذا نظرت إلى الساعة الإحتفالية الأخرى Royal Oak Offshore Chronograph ref.26237 ترى أن الدار قد أعادت إلى الواجهة النموذج الأصلي من هذه الساعة والذي أطلقته في العام 1993 أي الساعة ref. 25721ST. وأتت هذه الترجمة الوفية للنموذج الأصلي بعلبة من الفولاذ قطرها 42ملم، ميناء أزرق مزخرف بتقنية Tapisserie، إلى جانب التاج والأزرار الدفعية المصنوعة من المطاط الأزرق. الفرق يكمن في الحركة الميكانيكية، غذ تم تزويد الساعة الجديدة بالكاليبر 3126/3840 الذي يتم استعماله اليوم في العديد من نماذج ساعات الكرونوغراف ضمن هذه المجموعة، كما طالت التغييرات أيضاً المشبك المرافق للسوار.
عند وضع هذه الساعة على معصمي الرفيع، الفكرة الأولى التي وردت في ذهني هي أن التصميم الذي وضعه Emmanuel Gueit في العام 1993 لا يمكن اعتباره ضخماً، فالعلبة ذات القطر 42ملم تُعتبَر اليوم عادية بالنسبة إلى المعصم الرجالي. أما بالنسبة إلى ساعة Royal Oak Offshore Tourbillon Chronograph، فإن رؤيتها في الضوء مع انعكاسات الأنوار على زواياها وخطوطها تدفع بالناظر إليها بالغوص إلى عمقها، ولا شك أن ذلك فرصة مهمة لجعلها محبوبة بشدة كما سابقاتها.
خصائص تقنية لساعة Royal Oak Offshore Tourbillon Chronograph Ref. 26421
الحركة: يدوية التعبئة كاليبر 2947 بمخزون للطاقة من173 ساعة، تمنح الساعات، الدقائق، الكرونوغراف والتوربيون.
العلبة: من الذهب الوردي أو الفولاذ قطر 45ملم، مغلفة بزجاج الكريستال السافيري، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر.
السوار: من المطاط الأسود مع مشبك من الذهب الوردي أو الفولاذ.
إصدار محدود: 50 قطعة.
السعر: 285,000 فرنك سويسري للنموذج الفولاذي، و325,000 فرنك سويسري للنموذج المصوغ من الذهب الوردي.
خصائص تقنية لساعة Royal Oak Offshore Chronograph 25th Anniversary ref.26237ST
الحركة: أوتوماتيكية من صنع الدار كاليبر 3126/3840 بمخزون للطاقة من 50 ساعة، تمنح الساعات، الدقائق، الثواني الصغيرة، التاريخ والكرونوغراف.
العلبة: من الفولاذ قطر 42ملم، مغطاة بزجاج الكريستال السافيري، مع جهة خلفية مصنوعة من الفولاذ. التاج والأزرار الدفعية مغطاة بطبقة من المطاط الأزرق، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر.
السوار والمشبك: من الفولاذ.
السعر: 25,000 فرنك سويسري.
مجلة عالم الساعات والمجوهرات عدد 119
إعداد: ساندرا ليين