في السادس والعشرين من شهر يونيو من العام 1801، حاز الساعاتي Abraham-Louis Breguet على براءة اختراع للآلية الميكانيكية القادرة على تعويض جميع التفاوتات التي يمكن أن تكون موجودة في عمل النابض الرئيسي وعجلة التوازن، وبالتالي فإن هذه الآلية قادرة على قراءة الوقت وأداء جميع وظائفها على مستوى عالٍ من الدقة، وقد أطلق Brguet على هذا الاختراع اسم tourbillon أو “زوبعة” وذلك تماشياً مع التقليد الذي كان سائداً في تلك الحقبة، حيث كان الساعاتيون يستخدمون المصطلحات المستوحاة من علم الفلك.
وبعد 220 عاماً، تلقي الدار التحية على مؤسسها الذي استطاع إطلاق موجة جديدة متطوّرة في عالم الوقت خلال مسيرته المهنية الطويلة، فأرسى تعريفات خاصة للدقة، التوازن، الاستقرار والأناقة في مجال صناعة الساعات الفاخرة. وهذه التحية ترسلها الدار عبر إصدارها الجديد الذي أتى تخت عنوان Breguet Classique Tourbillon Extra-Plat Anniversaire 5365.
هذه الساعة المحدودة الإصدار بـ35 قطعة فقط، أي عدد ساعات التوربيون التي صنعها أبراهام لويس بريغيه خلال حياته، هي تحية صادقة للعبقرية والخطوط الجمالية، والقدرة الرؤيوية الخالدة لصانع الساعات هذا الذي يُعد أحد أهم أرباب قطاع الساعات الأساسيين. والتزاماً بهذا الخط الأصيل، أتت هذه الساعة أنيقة تتّسم بالبساطة من ناحية التصميم، وتؤكد على الركائز والقواعد الأساسية التي وضعها بريغيه وما زالت الدار حتى اليوم متمسكة بها.
وهذا التوصيف يمكن أيضاً تطبيقه على الناحية الفنية في إنتاج هذه الساعة التي تمت زخرفتها بأسلوب Guillochage الذي أصبح من الرموز الثابتة في أعمال الدار. فمن خلال خلق الخطوط غير المتناسقة على المساحات المختلفة لعلبة الساعة ومينائها، مما يجعل هذه المساحات تلتقط الأنوار وتعكسها بطرق عدة مما يزيد القطعة جمالاً وتألقاُ. كما ومن ناحية أخرى، فإن هذه الطريقة في التزيين تساهم في حماية أسطح الساعة من التلف والتآكل على مر السنين، فتحافظ على جمالها أكثر من الأسطح المصقولة اللماعة. أما مركز الميناء فقد تم تزيينه بتقنية Clous de Paris التقليدية التي هي عبارة عن تمازج بين النقاط النافرة والأخرى المحفورة في الميناء، وهذا النوع من التزيين يساهم في تسهيل وتبسيط قراءة الوقت بوضوح (من على بعد 50 سنتيمتراً، أي المسافة التي تفصل عادة بين الساعة والعينين عند قراءة الوقت) لأنها تجعل وسط الميناء يبدو ناشفاً، كما أن هذه الساعة مزوّدة بالعقارب الزرقاء المفرّغة من الأعلى والتي يُطلق عليها اسم عقارب بريغيه.
هذه الساعة الاحتفالية تم تزويدها بآلية توربيون الدقيقة الواحدة، موضوع بين الـ4 والـ6 من الميناء، وتتم قراءة الثواني من خلال واحد من الجسور المحورية الثلاثة التي تنطلق من وسط قفص التوربيون. وخبراء الوقت سوف يلاحظون أولاً أن الجسر العلوي للتوربيون مصنوع من الفولاذ الأزرق اللون ما يُعتبر غير مألوف لمجموعة ساعات التوربيون التي تحمل توقيع الدار، إضافة إلى ذلك، تم وضع لوحة صغيرة فوق التوربيون كتبت عليها عبارة Brevet No 157 في إشارة إلى الجائزة التي حصل عليها Abraham-Louis Breguet عن اختراعه لآلية التوربيون. كما حملت عجلة التوازن نقش Anniversaire 1801–2021 للإشارة إلى أن هذه الساعة احتفالية مخصصة للعيد الـ220 للتوربيون، إضافة إلى نقوش يدوية أخرى متعلقة بهذه المناسبة الشديدة الأهمية بالنسبة إلى الدار. إضافة إلى نسخة عن الرسم التصميمي المرسوم بالألوان المائية الذي استخدمه بريغيه لتعبئة طلب براءة الاحتراع في العام 1801.
أتت هذه الساعة بعلبة من الذهب الوردي قطرها 41ملم شديدة الرقة ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً ومغلفة بطبقة من الكريستال السافيري من الجهتين، لتكشف من الخلف عن الحركة الأوتوماتيكية Calibre 581 التي تسيّرها وتتمتع بمخزون للطاقة من 80 ساعة، كما أن الجهة الخلفية تحمل الرقم التسلسلي للقطعة من 1 إلى 35. تنتهي هذه الساعة بحزام جلدي ومشبك من الذهب الوردي.
إعداد: ليزا أبو شقرا