مع أن ساعات التوربيون ليست سهلة الإنتاج وليست من فئات آلات الوقت المتواجدة بكثرة في السوق، إلا أن هذا النوع من التعقيدات في صناعة الساعات الراقية قد تكاثر وتنوّع عبر الزمن بشكل يفوق ما قد يحلم به مخترعه أبرتهام لويس بريغيه إلى حد كبير. فاليوم تنتج دور الساعات ساعات التوربيون التقليدية، بينما نرى أيضاً التوربيون الطائر، الجيروتوربيون، التوربيون المزدوج أو المتعدد المحاور، آليات التوربيون التي يتم إدراجها ضمن الحركات الميكانيكية الشديدة الرقة، وغير ذلك من أنواع التربيونات التي تُعتبر من التعقيدات الأكثر حاجة إلى الحرفية من قبل منتجيها.
وأيضاً بتنا نرى بين إصدارات عدد من الدور آلية التوربيون المركزي، أي central tourbillon، وهذا النوع من آلات الوقت التي تتّسم بالكثير من الأناقة، تطرح على الدور العديد من التحديات الخاصة بإنتاجها، ولذلك نلاحظ أن عددها أقل من النماذج الأخرى من ساعات التوربيون. فوضع التوربيون في وسط الميناء يحتّم على التقنيين إعادة النظر في تصميم سلسلة التروس المسننة الخاصة بالحركة الميكانيكية، كما ويضعهم أما تحدٍّ آخر، ألا وهو التفكير في نوع العقارب التي يجب استخدامها في الساعة وكيفية تركيزها على الميناء. وضمن هذا الإطار، ابتكرت بعض الدور حلولاً مثل العقارب المتنقّلة بالتوازي مع إطار الميناء أو العقارب المركزة على أقراص الكريستال السافيري الشفافة وغير ذلك.
أما ساعة Bulgari Octo Roma Central Tourbillon Papillon فهي تطرح حلاً مبتكراً لهذه المسائل. فالتوربيون المركزي الذي يتوسط ميناءها هو عبارة عن توربيون طائر، وذلك يعني أنه ليس هناك أي وجود للجسر العلوي فوق قفص التوربيون. في الوقت عينه، ليس هناك عقرب للساعات، بل إنها تُقرأ من خلال نافذة خاصة بالساعات النطاطة jumping hours عند الـ12 بينما تتم قراءة الدقائق من خلال آلية عبقرية وفي الوقت عينه ممتعة للناظر إليها.
يحيط بقفص التوربيون قرص دوّار خاص بقراءة الدقائق، يتضمّن مؤشرات الدقائق من صفر إلى ستين، وهذه المؤشرات تمتد بين الـ3 والـ9، وعقربين لقراءة الدقائق، كل منهما قابل للدوران حول نفسه 90 درجة مئوية، وهما موضوعان على نقطتين متقابلتين على إطار القرص الدوار، ويتبادلان الأدوار في قراءة الدقائق. فكيف ذلك؟
القرص الذي يحمل عقربيّ الدقائق يكمل دورة كاملة كل دقيقتين، خلال الدقيقة الأولى يكون أحد العقارب في وضع مستقيم ليدل على مضي الدقائق، بينما يكون العقرب الثاني في وضعية أفقية بالنسبة للعقرب الأول، أي يشكل معه زاوية 90 درجة مئوية، وبهذه الطريقة لن يعيق هذا العقرب قراءة الساعات النطاطة عندما يمر من أمام النافذة الخاصة بها. عند بلوغ العقرب القارئ للدقائق المؤشر 60 أي عند الـ9 من الميناء، يكون العقرب الآخر قد وصل إلى مؤشر الصفر أي عند الـ3 من الميناء، في هذه اللحظة، أي عندما يتغيّر مؤشر الساعات النطاطة ليشير إلى الوقت بالساعات، يقوم عقربا الدقائق بالدوران حول نفسيهما على زاوية 90 درجة مئوية ليتبادلا الأدوار، فيبدأ العقرب الذي كان أفقياً بقراءة الوقت، بينما يتحوّل العقرب الآخر إلى الوضع الأفقي بانتظار مرور دقيقة أخرى، وهكذا دواليك.
هذه الساعة المميزة أتت بعلبة Octo Roma الخاصة بالدار وهي مصوغة بالذهب الوردي قطر 41ملم، مغطاة بالكريستال السافيري من الجهتين، وتكشف من جهتها الخلفية عن الاليدوية التعبئة كاليبر BVL 332 التي تسيّرها وتتمتع بمخزون للطاقة من 60 ساعة. وتنتهي هذه الساعة بحزام من الجلد الأسود مع مشبك من الذهب الوردي.
إعداد: ليزا أبو شقرا