Chanel J12 تغيّر كل شيء في ساعة J12 من دون تغيير أي شيء فيها!

 

لم تلاقي جميع دور الأزياء العالمية النجاح الكبير الذي حصلت عليه دار شانيل في مجال صناعة الساعات، خصوصاً كذلك الذي حظيت به مع إصدار J12.  فباتت هذه الساعة تزيّن معصم النساء الأنيقات تماماً كما تفعل كلّ من ساعة Cartier Balon Bleu و Rolex Datejust.

تغيّر ساعة J12 الجديدة (المعاد تصميمها) كل شيء، دون تغيير أي شيء، وفي الذكرى العشرين على إطلاقها، حرصت دار شانيل على تجديدها دون أن تفقد جوهرها. فساعة J12 ليست بساعة جديدة، بل هي نفسها التي أصدرتها الدار في العام 2000، ولكن مع بعض الإضافات التي تتكيّف مع الوقت الحالي بحيث أنها تلتقط لحظاته وتفهم تطوّره.

 

تصميم يجمع بين عالمين

تعتبر ساعة J12، التي صممها Jacques Helleu في العام 2000، رمزاً للعلامة التجارية منذ ذلك الحين. وهذا العام، كشف Arnaud Chastaingt، مدير استوديو تصميم الساعات في شانيل، عن تجديد هذه الساعة بعد خمس سنوات من التخطيط والإنتاج.

ففي أواخر التسعينيات، عندما قرر Jacques Helleu، المدير الفني للدار، إنشاء ساعة، صممها بنفسه. أثناء رسم الخطوط الأولى لهذه الساعة، كان يتخيلها رياضية وسوداء اللون. جاء إلهامه من عالمين أحبهما بشكل كبير: السيارات والإبحار. لقد أبدى إعجابه الكبير بالهيكل المعدني لسيارات السباقات، الطابع الملكي لسباق كأس أمركا لليخوت فئة J12، التي اتخذت الساعة اسمها.

وفي عام 2000، أحدثت J12 ثورة في عالم صناعة الساعات. مع علبة وسوار من السيراميك الأسود بالكامل في العام 2000، أصبحت أيقونة في مجال صناعة الساعات في القرن الحادي والعشرين. وبعد مرور حوالي الثلاث سنوات، أصدرت دار شانيل ساعة J12 باللون الأبيض، الذي يجدد باستمرار جاذبية معصم المرأة، إلى الأبد.

 

بعض التغييرات

أما وبعد وصول Arnaud Chastaingt إلى شانيل في عام 2013 بعد أن أمضى عشر سنوات في قسم التصميم بدار كارتييه، حرص على ألا يلمس هوية J12 لأنها رمزاً لصناعة الساعات في شانيل. ولكن في النهاية، غيّر Chastaingt حوالي 70% من تصميم ساعة J12  التي من الصعب إدراكها إلّا بعد قلب الساعة. من هنا، إن التغيير الأكثر أهمية في ساعة J12 الجديدة هي حركتها الجديدة أي كاليبر 12.1، والتي يمكن رؤيتها الآن من خلال العلبة الخلفية المصنوعة من السافير.

وأيضاً في الحديث الحصري للمجلة مع Chastaingt حول إعادة تصميم هذه الساعة الأيقونية، صرّح أن ذلك الأمر لم يمنعنه من أخذ المجموعة اليوم في اتجاهات مختلفة وغير متوقَّعة، مع بعض الإصدارت المميزة مثل التطعيم بالسيراميك، وساعة Mademoiselle J12  (حيث احتل مجسّم مؤسسة الدار Coco Chanel وسط الميناء لتلعب ذراعاها دور العقارب)، كما وقام بتقليص قطر الساعة إلى 19ملم لتصبح جزءاً من قفازات، ومن ثم قام بإدخال خطوط من أزياء الدار إليها من خلال تقنية التطريز Lesage، فهو يمكنه القول أنه قد لعب قليلاً قبل أن يشعر أنه أصبح جاهزاً للعمل على التصميم الرئيسي.

أما عن أسباب التغيير الذي تمّ إجراؤها على ساعة J12 الجديدة، فكان لسببين أساسيين: أحدهما إعلان مجموعة Swatch عن أنها ستتوقف عن تزويد شركات الساعات الأخرى بآليات حركة جديد، والثاني كانت فلسفة لما تمثله الساعة اليوم. فقد استثمرت شانيل مؤخراً في Kinessi، وهو مصنعاً خاصاً بصناعة الساعات الذي يوفر أيضاً آليات حركة لـ Tudor  وRolex.

ولميناء أكبر وأوسع، تم تطوير إطار الميناء، فزاد عدد الشقوق من 30 إلى 40، كما أعيد تصميم شكل طباعة الأرقام والمؤشرات. وتم تخفيض عرض التاج بمقدار الثلث، مثله مثل الكابوشون السيراميك الذي يزينه. وتمت إضافة مؤشرات إلى الدائرة الداخلية الشبيهة بمسار السكك الحديدية والذي تم إدخال تعديلات عليها أيضاً.

ولكن التحدي الأكبر كان على ارتباط بالحركة الجديدة، لأن الكاليبر الخاص بالدار Calibre 12.1 هو أسمك بميلليمتر واحد عن الكاليبر الأساسي الذي يتمّ استخدامه عادةً في ساعات J12. فلم يرغب Chastaingt وفريق المصممين في شانيل صنع علبة أسمك من العلبة الأصلية لأنهم لا يريدون أن يكون هناك أي فوارق بين النموذج الجديدة والساعة الأصلية من حيث الحجم والوزن. ومن هنا كان التحدي يكمن في إمكانية خلق التوازن بين حجم العلبة وحجم الحركة.

ووفقاً لحديثٍ حصريّ لمجلة عالم الساعات والمجوهرات مع Chastaingt منذ فترةٍ قصيرة، فقد صرّح أنه لم يرد أن يكون الدوار تقليدياً، أي عبارة عن نصف دائرة معدنية دوّارة. فكان مهماً بالنسبة له أن يكون الدوار بمثابة توقيع للدار، أي إذا تم وضعه على الطاولة من دون علبة الساعة أو السوار أو الشعار، فسوف يتمّ التعرف على أنه Chanel Calibre 12.1.

وقد أكد Chastaingt أن الهدف من صنع الجهة الخلفية للساعة من السيراميك مع فتحة مغطاة بالكريستال السافيري بدل الفولاذ من أجل عرض الحركة الجديدة للعيان، ولكن هناك أيضاً سبب آخر وهو الأداء العالي للساعة. فالشيء الوحيد الذي يستطيع الكشف عن عمر ساعة J12 هو الخدوش التي تظهر على القسم الفولاذي من الجهة الداخلية للساعة بسبب احتكاك هذه الأخيرة مع المشبك الفولاذي القابل للطي. اليوم أصبحت الجهة الداخلية لساعة J12 غير معرّضة للخدوش أبداً.

فمن المؤكد، وفقاً لـChastaingt أن رؤية جمال الحركة الميكانيكية من خلال الطبقة الزجاجية التي تغطي جهتها الداخلية هو من الأمور التي تحوّلها من قطعة أكسسوار مخصصة لقراءة الوقت إلى ساعة حقيقية. ذلك كان بمثابة ناحية أساسية في عملية تطوير ساعة J12 على مدى السنوات الخمسة أو السبعة الماضية، وقد احتل قسماً كبيراً من تفكير مصممي الدار حول النواحي التي يمكنهم إنعاشها في هذه المجموعة.

ولتتحلى ساعة J12 برموز الدار بالكامل، برزت عبارتي  ” J12 AUTOMATIC” و”CHANEL”  أيضاً على الميناء فضلاً عن ذلك، تمت إضافة  “SWISS MADE” بخط جديد عند الساعة الـ6 يتناسب حجمه مع علامات مسارات السكك الحديدية.

بالإضافة إلى ذلك، أعاد استوديو الابتكار لدى شانيل CHANEL تصميم شكل طباعة الأرقام الأصلي لتحسينه وتطويره. وأصبحت الأرقام البارزة على الميناء من السيراميك. وقد تمّ تحديد العقارب أكثر وتحسينها، كما تمّ استبدال المواد المضيئة البيضاء باللون الأسود من SuperLuminova، وهي مادة لم تكن موجودة عند إنشاء الساعة لأول مرة. أصبح السوار الآن أرق، كما وحرصت الدار على زيادة سماكة العلبة قليلاً مع الحفاظ على الخطوط الأساسية في J12 تمت زيادة سماكة الهيكل قليلاً مع الحفاظ على انسيابية الخطوط المميزة لساعة J12وبمنحها شكل أملس ومستدير، ليبدو الهيكل أقل سماكة من ذي قبل. وبفضل الهيكل الأملس والتصميم الفريد للسوار الجديد، المزود بحلقات أكثر، يبرز هذا الخداع البصري والبراعة في التصميم.

إعداد: ساندي برمو

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 126

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة