إسم قديم جديد يعود بقوة إلى ساحة صناعة الساعات السويسرية، حيث أنزِل الستار عن ساعة Ferdinand Berthoud FB1 Chronometer، التي تشكل الإصدار الإستثنائي الأول المستوحى من ساعات الكرونوميتر التاريخية التي كان يصنعها الساعاتي المعلم من القرن الثامن عشر Ferdinand Berthoud، المؤسس الأصلي للدار التي تحمل اسمه. هذه الدار تعمل اليوم ضمن مجموعة Chopard، بعد أن قامت هذه الأخيرة بشراء حقوقها في العام 2006، بهدف إعادة إحياء التقاليد القديمة لمهنة صناعة الساعات السويسرية من خلال إصدار نماذج جديدة تتمتع بهوية خاصة، وهي بمثابة ترجمة عصرية لمبادئ Berthoud، أحد أكبر اللاعبين التاريخيين في القطاع
فمن هو هذا الرجل، وما هي الإنجازات العظيمة التي استطاع أن يغني بها صناعة الوقت السويسري؟ وماذا عن سمات ساعة الكرونوميتر الجديدة التي تتزين باسمه؟
Ferdinand Berthoud ساعاتي منذ الولادة
في عائلة سويسرية من صانعي ساعات العرض clockmakers، وُلد Ferdinand Berthoud عام 1727 في منطقة Val-de-Travers الواقعة في مقاطعة Neuchâtel. باشر دراسته في صناعة آلات الوقت عند بلوغه
الـ 18 عاماً، ليحصل بعد ذلك بسنوات ثمانية، أي في سنة 1753، على لقب Master Clockmaker بأمر من الملك لويس الخامس عشر، وذلك بعد نشره العديد من الأبحاث والدراسات حول صناعة الساعات، كما أنه كشف عام 1752 عن ساعة عرض تمنح وظيفة معادلة الوقت equation of time، فأدى هذا الإنجاز إلى ولوج Berthoud جدياً بين أوساط الساعاتيين المحترفين في ذلك الوقت. ومع مرور الوقت، توالت إنجازاته وابتكاراته، لا سيما تلك المتعلقة بساعات الكرونوميتر البحرية التي كانت بمثابة ضرورة ملحة في تلك الأيام كونها تساعد البحارين على تحديد مواقعهم ووجهاتهم في عرض البحر، ذلك إلى جانب منشوراته العلمية حول مختلف نواحي صناعة الوقت والتي أغنت القطاع. ومن الممكن القول أن Ferdinand Berthoud قد لاقى الكثير من التكريم في حياته، فهو قد انتُخب كعضو أجنبي مشارك في Royal Society في لندن عام 1764، كما تم تعيينه في رتبة الساعاتي الرسمي للملك والوحدات البحرية الفرنسية سنة 1770، كما عيّنه نابوليون الأول كفارس حائز على وسام جوقة الشرف Knight of the Legion of Honour في معهد العلوم الفرنسي Institut de France. غاب Berthoud في العام 1807 ليكمل المسيرة بعده إبنا أخيه Pierre-Louis Berthoud وCharles-Auguste Berthoud.
عراقة Berthoud بلمحات Chopard العصرية
هذا الإرث العريق والإنجازات الكثيرة في عالم صناعة الوقت كانت كفيلة بإثارة اهتمام Karl-Friedrich Scheufele، الرئيس المشارك في Chopard، ورغبته في إعادة إحياء ذلك الإسم، مما أدى إلى ضم الدار إلى مجموعة Chopard تحت عنوان Chronométrie Ferdinand Berthoud. مهمة هذه الدار الجديدة هي إصدار ساعات إستثنائية متجذرة في أصولها السويسرية، متعلقة بإرث Berthoud العريق، وتحمل سمات وتقنيات عصرية في الوقت عينه، أي أن تجسّد الساعات التي كان من الممكن أن يبتكرها Ferdinand Berthoud لو كان اليوم حياً، بحسب تعبير Scheufele.
من هنا أتت ساعة Ferdinand Berthoud FB1 Chronometer مستوحاة من التصاميم الأصلية لآلات الوقت البحرية التي تحمل توقيع Berthoud، وتشابهها من حيث الدقة في الصنع والأداء، وتحمل شهادة كرونوميتر مصدقة COSC. بإصدارين محدودين بـ 50 قطعة لكل من الذهب الأبيض مع التيتانيوم، أو الذهب الوردي مع السيراميك الأسود، تميّزت هذه الساعة بعلبتها المثمّنة الأطراف قطر 44ملم، وقد سكنتها حركة يدوية التعبئة تضم توربيون، وهي مجهّزة بنظام الصمام والسلسلة fusée-chain الكفيل بتزويدها بطاقة مستقرة على الدوام. تقرأ هذه الساعة الوقت من خلال ميناء فرعي للساعات والدقائق عند
الـ 12، وعقرب مركزي للثواني، كما تعرض مخزون الطاقة الذي يبلغ 53 ساعة في مؤشر عند الـ 9
في الخلاصة، يمكننا وصف Ferdinand Berthoud بالمستكشف الشجاع، المبتكر الذي لا يعرف حدوداً للإبداع، المعلم الذي لا يتوانى عن مشاركة أفكاره ومعلوماته ومعرفته مع محيطه… وكل ذلك رأته دار Chopard بعين الساعاتي العصري المتمسك بالتقاليد، لنشهد اليوم على ولادة قارئات وقت مبتكرة، محافظة على ملامحها السويسرية الأصيلة…