Domonique Renaud ثورة في عالم الوقت

كما يبدو، ومن حيث لا نعلم، تأتي ساعة ممكن أن تتحدى كل ما اعتقدناه لأكثر من 300 عام بمثابة «شريعة راسخة» في عالم صناعة الساعات.

في أواخر فبراير، تلقيت إحدى أكثر الرسائل الإلكترونية إثارة منذ زمن طويل. من المرسِل؟ Domonique Renaud.
Dominique-Renaud-in-his-workshop-in-Renensيمكن لهذا الإسم أن لا يعني الكثير للغالبية من الناس، ولكن بالنسبة إلى جامعي الساعات أو الأشخاص المتعمّقين في عالم صناعة الوقت، هذا الرجل يقارب «الأسطورة» في هذا المجال: فالحرف الأول من اسم Renaud هو أحد أحرف APRP أي التسمية التي اعتمدتها Renaud & Papi (الشركة التي أسسها Domonique Renaud بالتعاون مع Guilio Papi عام 1986) بعد أن تم شراؤها من قبل Audemars Piguet. وهو يقف وراء عدد كبير من الإنجازات في المجال والتي تحمل تواقيع أهم الدور، نذكر منها IWC Grand Complication، ساعة الصمام والسلسلة Fusée-and-chain لدار A. Lange & Söhne، إضافة إلى ساعة Micro Répétition Minute من إنتاج Jaeger-LeCoultre ومجموعة ضخمة من التعقيدات الخاصة بساعات Audemars Piguet.

ولكن في العام 2002 باع Renaud حصّته في APRP، وانتقل للعيش في جنوبي فرنسا، فبدا وكأنه قد تقاعد، ولكن الحقيقة هي أنه قرر الإبتعاد قليلاً عن الضوضاء ليتمكن من العمل على أفكار جديدة.
اليوم، يمكنني القول أن Dominique Renaud تعدّى كونه «يقارب الأسطورة»، ليصبح «أسطورة» حقيقية في صناعة الوقت، وذلك ليس بفضل الإنجازات الرائعة التي يقوم بها مع دار HYT التي أصبح مستشارها الرسمي منذ 18 شهراً، والتي ننتظر منها الكثير من الإنجازات الرائعة في المستقبل، بل بفضل الفكرة الجديدة المبتكرة والثورية التي أتى بها، والتي كانت موضوع الرسالة الإلكترونية، وما تبعها من رسائل تحفيزية حول الموضوع، مما أثار حماستي وشوّقني لمعرفة كل التفاصيل.

هو ليس تهويلاً تسويقياً، بل هو تطوّر ثوري يصيب قلب صناعة الوقت: ميزان الساعة Escapement. باختصار، لقد قام Renaud بإعادة ابتكار الآلية الضابطة للساعة، قالباً جميع المعايير التي كانت معتمدة في القطاع منذ ثلاثة قرون ونصف، وهو سيكشف خلال شهر مارس عن هذا الإنجاز الذي أطلق عليه تسميةDR01 Twelve First.

_DR01-TWELVE-FIRST-Teaser-2-(Find-the-Jewel)_DR01-TWELVE-FIRST-TEASER-1

عندما وصفت صديقتي وزميلتي سابقاً Suzanne Wong (رئيسة قسم الإعلام الرقمي لمجلة Revolution في العالم) ساعة DR01 Twelve First بالشيء «المدهش»، عرفنا أنها كذلك. فهذه السيدة هي حساسة تجاه الضجيج التسويقي، كما وتتمتع بدراية ومعرفة عميقة في مجال صناعة الساعات، وكانت الصحافية الوحيدة التي تمكنت من استكشاف الساعة قبل إعلان الخبر، وقد عبّرت لي من خلال رسالة قصيرة عن اندهاشها وانبهارها أمام هذا الإنجاز.
أما ما نشرته فهو: «إن معاينتنا الحصرية للساعة ولخصائصها التقنية تسمح لنا بالقول أن الميزان الجديد والتركيبة المتطورة للحركة يمكنها أن تتحدى كل المعايير التي عرفناها من قبل عن صناعة الساعات الميكانيكية». فلنقلها مجدداً: « كل المعايير التي عرفناها من قبل عن صناعة الساعات الميكانيكية»..! أليس ذلك رائعاً..؟

DR01-TWELVE-FIRST-Teaser-6-SHARK-BRIDGE-ESCAPEMENT-20160228_DR01-TWELVE-FIRST-Teaser-4-RESONATOR'S-CROSSBOW-SPRING-20160226

من جهته، يشرح Renaud الموضوع بطريقة متواضعة فيقول: «إنها استجابة لرغبة كل محبّي الساعات الميكانيكية الذين يريدون الاستمتاع بمشهد جديد للقلب الميكانيكي النابض».
_DR01-TWELVE-FIRST-TEASER-3-BLADE-RESONATORوالجدير بالذكر أن DR01 Twelve First سيتم إصدارها بمجموعات محددة بـ 12 قطعة، وسيبدأ تسليمها إلى الجامعين إبتداءً من شهر مارس 2017. هذه الساعات التي تتمتع بأعلى معايير الجودة هي تحية إلى الأجيال المتعاقبة لعائلة Renaud التي التزمت بصناعة أرقى الساعات، وسيكون سعر القطعة الواحدة منها مليون فرنك سويسري، وكل جامع سيشارك في وضع لمسته الخاصة على تصميم ساعته، ويكون مشاركاً أساسياً في تلك المغامرة.
يقول Dominique Renaud أن رغبته تتمحور حول تطوير صناعة الساعات الميكانيكية، وتحفيز الجيل الجديد من الساعاتيين على الإبداع: «ما زال يمكننا ابتكار كل ما نريد». وبإطلاقه DR01 Twelve First هو يثبت هذه المقولة.

 

إعداد: ساندرا ليين | words: sandra lane

مقالات ذات صلة