IWC Da Vinci Automatic Moon Phase 36 عصرية متمسكة بالإرث العريق

 

إذا كنت من متابعي أعمال IWC Schaffhausen في السنوات الأخيرة، لا بد أنك لاحظت أن الدار كانت في كل سنة تعمل على إعادة الحياة إلى إحدى مجموعاتها بشكل دوري، وقد أعادت عدداً من مجموعاتها إلى الصدارة أكثر من مرة. هذه السلسلة كانت تنقصها حلقة واحدة: مجموعة Da Vinci.

عودة إلى تاريخ المجموعة: هذه المجموعة التي أطلِقت للمرة الأولى منذ نحو خمسين سنة، تمت تسميتها تيمّناً بعالم الرياضيات من عصر النهضة Leonardo Da Vinci، وبروحية هذا العبقري شهدت آلات الوقت هذه العديد من التطويرات والتحديثات. في البداية، عام 1969 أتت هذه الساعة بعلبة مسدسة الأطراف، تحتضن حركة الكوارتز Beta 21 التي طوّرتها الدار في تلك الفترة. ثم وفي العام 1985، تم تغيير تصميمها إلى المستدير لتستقبل الحركة الخاصة بساعة الكرونوغراف والروزنامة الدائمة التي ابتكرها Kurt Klaus. ثم وفي السنة التالية، قدّمت الدار ساعة Da Vinci بعلبة من السيراميك (بالتزامن مع إطلاق ساعة من السيراميك من Rado). وبعد ذلك لم تطرأ أي تغييرات على المجموعة حتى العام 2007 حين تم استبدال العلبة المستديرة بأخرى برميلية الشكل. وخلال العقد الذي تلا ذلك، انشغلت الدار في تطوير مجموعاتها الأخرى كما ذكرنا، ولم نرَ أي حلة جديدة لساعات Da Vinci، لذلك فإن عودة هذه الأخيرة إلى الصدارة في صالون جنيف للساعات الراقية SIHH 2017 جذب الكثير من الإنتباه.

ميزات هذه المجموعة الجديدة متعددة، أولاً أن التحديثات التي أسقِطت عليها كانت جمالية أكثر من كونها تقنية، لكن ومع ذلك احتوت النماذج الجديدة ساعة تجمع بين الكرونوغراف والروزنامة الدائمة، وثانياً تضمّنت هذه المجموعة نموذجين متوسطيّ  القياس، قطر 36ملم، أي أنهما من الممكن أن يتناسبا مع المعصم الأنثوي. (تجدر الإشارة إلى أن IWC تتقصّد أن لا تستعمل عبارة “ساعة نسائية” وهو أمر أنا أوافقها عليه تماماً، لأنه لا فرق بين الساعات النسائية والساعات الرجالية إلا من ناحية القياس وأسلوب التصميم، وأي تقسيم آخر إن من الناحية التقنية أو الوظيفية أعتبره مصطنعاً وتعسّفياً، ناتجاً عن الأفكار البالية التي تفترض وتفرض تلك الفروقات بين الجنسين).

الساعة التي سنلقي الضوء عليها وإياكم من المجموعة الجديدة هي Da Vinci Automatic Moon Phase 36 بالذهب الوردي، وقد اخترناها لأنها تحتل مركز الوسط في معادلة الساعات النسائية-الرجالية: تتضمن تعقيداً مثيراً للاهتمام مع أنه لا يندرج في فئة “الشديد التعقيد”، إطارها خالٍ من البريق الأنثوي الطابع (أي حبّات الماس)، الذهب الوردي والميناء الكريمي اللون والناشف يبدو مناسباً للبدلات الرسمية الرجالية كما للأزياء النسائية، وأخيراً قياس العلبة (36ملم) ملائم للسيدات اللواتي يفضّلن أن تكون قارئة الوقت “ظاهرة” على معاصمهن، وللرجال ذوي المعصم الرفيع.

ومع أنها ليست من الساعات الرقيقة، كون سماكتها تبلغ 11,6ملم، إلا أنها سهلة في الاستعمال بفضل علبتها الجديدة. فالأجزاء المدوّرة من نموذج العام 1985 تمت معالجتها بأسلوب يميل أكثر إلى العصرية، فجُعل الإطار بسيطاً متداخلاً ببساطة شديدة مع الأطراف المقوّسة للعلبة، والتي تمتزج بدورها مع الجهة الخلفية للعلبة ذات القطر الأصغر مما يجعلها مناسبة للمعاصم الصغيرة. كما تم تزويد الإطار الجانبي بأجزاء مقوّسة مهمتها تثبيت الوصلات في العلبة. وهذه الوصلات هي من العوامل الشديدة الأهمية في التصميم، إن من ناحية التصميم كونها تتباين مع الأجزاء الموّسة في الساعة، أو من الناحية العملية كونها مفصلية، تجعل الساعة مناسبة لأي معصم، حتى معصمي الرفيع جداً.

من الممكن أن يرافق هذه الساعة قفل قابل للطي، ولكنني طلبت ارتداء النموذج المزوّد بالمشبك العادي، أولاً لأنه مناسب أكثر لمعصمي وثانياً لأنني أجده ملائماً أكثر للحزام المصنوع من جلد XXS Santoni الذي أحببته.

الجهة الداخلية للساعة تحمل نقشاً لزهرة الحياة Flower of Life، وهي عبارة عن شكل هندسي مؤلف من 13 دائرة متداخلة، رمز معروف من شعوب الحضارات القديمة، كما أن Leonardo Da Vinci كان يدخله في العديد من لوحاته ودراساته. إنه نقش جميل، ولكنني كنت أفضل أن تكون الجهة الخلفية للساعة مغطاة بالكريستال السافيري لأنني أحب أن أراقب تعقيدات الحركات الميكانيكية. (ذلك إضافة إلى كون طبيعتي الناقدة لا تكف عن التساؤل إذا كانت الخلفية المقفلة لآلة الوقت تخفي “النوعية المعتدلة” للمسات الأخيرة المُحدَثة على أجزاء الحركة، بغض النظر عن هوية الدار المنتِجة).

من ناحية الميناء، قامت IWC بعمل رائع. فاللون الكريمي الناشف شكّل خلفية ممتازة للأرقام العربية الزرقاء الرائعة، التي بدت ثلاثية الأبعاد، بشكل خاص عند تدير معصمك وتنعكس عليها الأنوار من الناحية الجانبية. ويمكننا القول أن الفروقات في الإرتفاع بين المساحات المختلفة للميناء، الدائرة المحيطة بالمركز والميناء الفرعي لمراحل القمر تخلق عمقاً وتشد الأنظار إلى وجه الساعة.

استعملت IWC لهذه الساعة الحركة الميكانيكية نفسها التي زوّدت بها ساعة Portofino Automatic Moon Phase التي أطلقتها في العام 2014، وهي حركة الدار الأوتوماتيكية calibre 35800 التي تتمركز فيها الآلية الخاصة بمراحل القمر عند الـ12 بدل موقعها المعتاد عند الـ6.

برأيي هذا هو الموقع الأمثل لأنه يخلق نوعاً من التوازن في تصميم الميناء أولاً، وثانياً لأن الموقع عند الـ12 هو الأول الذي تقع عيوننا عليه عادة عندما ننظر إلى آلة الوقت، وبالتالي فإن ذلك يعطي المزيد من القيمة إلى التعقيد الذي تمنحه الساعة. وقد تميّز عداد مراحل القمر في هذه الساعة بعمقه كما وباللون الذهبي الناشف الذي تم طلاء القمر والنجوم به.

بشكل عام، إنها ساعة جميلة، وهي الأبرز برأيي من بين ساعات Da Vinci الجديدة: تتمتع بهويتها الخاصة، تصميمها يجمع بين الكلاسيكي والعصري في الوقت عينه، تتضمن تعقيداً مهماً، كما أنها مناسبة للاستعمال اليومي كما ولترافق الأزياء الرسمية على حد سواء.

 

خصائص تقنية:

IWC Schaffhausen Da Vinci Automatic Moon Phase 36

الحركة: أوتوماتيكية Calibre 35800، تمنح الوقت بالساعات والدقائق والثواني من خلال عقارب مركزية، ومراحل القمر من خلال ميناء فرعي عند الـ 12. بمخزون للطاقة من 42 ساعة.

العلبة: من الذهب الوردي أو الفولاذ قطر 36ملم، سماكتها 11,6ملم. مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً، متوفرة مع أو من دون ترصيع ماسي على الإطار.

السوار: من الجلد مع مشبك قابل للطي.

إعداد: ساندرا ليين

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 118   

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة