Lange Odysseus تم إطلاقها اليوم في دبي من قبل المدير التنفيذي للدار Wilhelm Schmid

إذا كان الحديث بين هواة الجمع على وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الأيام القليلة الماضية نابعاً من خبرتهم بما يخص إنتاجات الدور الكبرى، فإن أول ساعة رياضية فاخرة من A. Lange & Söhne سوف تحقق نجاحاً كبيراً. ولكن

في حين أن معظم النقاش يمكن أن يكون مجرد تكهنات – كيف ستكون الساعة؟ هل هي فولاذية؟ هل هل تمنح وظائف الكرونوغراف؟ – وبالرغم من الالتزام الصارم بعدم الكشف عن تفاصيل الساعة قبل إطلاقها، منحتنا Lange امتيازاً عظيماً وهو قضاء بعض الوقت مع ساعة Odysseus  لاستكشافها، وذلك قبل بضعة أيام من كشف النقاب عنها.

إذاً، كيف هي هذه الساعة؟

 

إنطباعات فورية

 

عند فتح العلبة، رد فعلي الأول كان عبارة عن شعور بالدهشة، والكلمة الأولى التي تفوّهت بها كانت “كم تبدو جميلة…” فتصميم الميناء متناسق كلياً، صلب وأنيق. وأجل، هناك عامل مدهش في الساعة: طريقة عرض اليوم والتاريخ. ولكن عندما حملتها في يدي، وبدأت أكتشف شكلها ووزنها، وأقلبها في يدي تحت الضوء، واستكشف تفاصيلها (والتفاصيل هي دائماً الأهم في ساعات الدار)، والطريقة التي يمتص بها الميناء الضوء ويعكسه جعلتني أغيّر رأيي في الساعة، فأنتقل من تعبير “جميلة” إلى “شديدة التميّز”.

 

إذا لم تشعر بالدهشة في اللحظة الأولى التي ترى فيها الساعة، فلا تعتبر ذلك مؤشراً سلبياً، فعادة نقع في حب ساعات الدار ببطء، لأن التفاصيل هي المثيرة للاهتمام وليست البهرجة.

 

الميناء

 

لونه أزرق. ليس الأمر مفاجئاً أن تأتي الساعة الرياضية الفاخرة مع ميناء أزرق. بالنسبة لي، إن الميناء الأزرق لم يعد اليوم بمثابة موضة رائجة في عالم صناعة الوقت، وهو ليس أيضاً نمطياً، بل إنه سمة كلاسيكية معاصرة. وبكل بساطة، الأزرق هو اللون الذي يتكامل ويتناسق مع المعدن الأبيض اللون. ومع أن اللون الأزرق ليس من الألوان التي تستعملها Lange مراراً، إلا أن الدار ليست غريبة عنه تماماً، كما أن التدرجات الزرقاء التي تستعملها لا تشبه بعضها.

الأزرق الذي استعملته الدار في ساعة Odysseus يميل كثيراً إلى الرمادي، حتى أنه إذا تم النظر إليه من زاوية معينة، يمكن تشبيهه بلون الفحم على القمصان القطنية الخفيفة، وهذا الشعور يتأتى من الملمس المحبحب الرقيق الذي يطغى على وسط كل من الميناء الرئيسي والميناء الفرعي الخاص بالثواني.

يتألف الميناء من ثلاثة أجزاء: الجزء المركزي المحبحب، الإطار الذي يتضمّن مؤشرات الوقت، وقد أتت على شكل خطوط تزيينية خالقة تبايناً جميلاً مع اللون الأزرق، والميناء الفرعي الخاص بالثواني والذي يعكس في تركيبته تقنيات التزيين التي نراها في أجزاء الميناء المركزي – وذلك يخلق تبايناً بصرياً رائعاً وذكياً، بفضل تصميمه المؤلف من جزئين. هناك الكثير من التفاصيل المثيرة للاهتمام: الرقم 60 المطبوع باللون الأحمر على الإطار الداخلي على سبيل المثال، أو الخطوط المقوّسة لنافدتي اليوم والتاريخ والتي تتبع شكل العلبة.  

ولكن التفصيل الأهم في الميناء وفي الساعة ككل هو نافذتي اليوم والتاريخ، اللتين تتبعان نهج Lange في اعتماد الأرقام الكبيرة الحجم، والتي تعتمد على الخط الخاص بالدار والذي يميز مؤشراتها، والجدير بالذكر أن انافذتين متناسقتين كلياً سوياً ومع باقس أجزاء الميناء. كما وأبعد من ذلك، فإن الطريقة التي عُرضت فيها الأرقام هي الطريقة الطبيعية التي نعتمدها لقراءة التاريخ أي من اليسار إلى اليمين، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المستوى من التنسيق نادراً ما نراه في عالم صناعة الوقت.

 

العلبة

 

إن هذه الساعة التي من المفترض أن يتم ارتداؤها بشكل يومي يجب أن تكون مريحة في المقام الأول، وهذا يبدأ من العلبة. قطرها 40,5ملم، مع خطوط مقوّسة عند الوصلات مما يجعلها تتناسب مع كل المعاصم باستثناء تلك الشديدة الضخامة. ومع سماكتها التي تبلغ 11,1ملم، يمكن اعتبارها في الوسط بين الساعة الرياضية وتلك الكلاسيكية التي من الممكن أن تختفي تحت كم البدلة الرسمية. إن الشكل غير المتناسق للساعة من الممكن أن لا يتناسب مع ذوق الأكثرية، ولكن بالتأكيد هناك غرض من ذلك. فتلك النتوءات الصغيرة ليست مجرد نتوءات جمالية، بل إنها أزرار دفعية مهمتها  ضبط عرض اليوم والتاريخ. وقد مزجت الدار بين العديد من تقنيات التزيين على هذه الأزرار لمنحها طلة جمالية أنيقة، كما فعلت أيضاً على الأجزاء الأوسع من العلبة، والنتيجة انعكاس فني للأنوار كلما قام حامل الساعة بتحريك يده.

 

السوار

 

إلى جانب تصميم العلبة، يلعب السوار دوراً أساسياً في جعل الساعة مريحة، وهنا اعتمدت الدار على السوار المؤلف من خمسة خطوط. وهو ايضاً يتميز بخطوطه الجمالية، بفضل المزج بين المساحان المزينة بتقنية التشطيب الطولي، والأطراف المصقولة اللامعة لكل من أجزاء السوار. إنه سوار ذو وزن ملحوظ ولكن تصميمه المميز يجعله ينساب على المعصم بنعومة من دون أن يشعر حامل الساعة بأنها ثقيلة الوزن. كما أن تعديل طول السوار ليس بالأمر المعقد، فيكفي أن تقوم بالضغط على الزر من الناحية الخارجية، ويمكنك تطويل أو تقصي السوار بما يعادل 7 ميلليمترات.

 

الحركة

 

فقط قم بقلب الساعة رأساً على عقب وسوف ترى كل الخصائص التي تتميز بها الحركات الميكانيكية التي تسكن ساعات لانغيه: فهي بالتأكيد تشتمل على تقنيات متعددة من التزيين والزخرفة ككل ساعات الدار. ولكن هذه الحركة تبدو أكثر بساطة مما اعتدنا رؤيته في ساعات الدار الكلاسيكية: فخطوط Glashütte تبدو أوسع قليلاً مما كانت عليه في الموديلات السابقة، الدوار مفرّغ أكثر، جسر التوازن قد تم تزيينه بخطوط متموّجة، بدل الخطوط المعتادة التي كانت تبدو مسننة الشكل. النقوش الموضوعة حول الحافة الخلفية أتت على خلفية محببة مطلية بالروديوم الأسود وذلك في تطابق تام مع الدوار. 

كلمة Datograph الموجودة على الدوار تخبرنا أن هذه الحركة هي جديدة بالكامل وليست منبثقة عن أي حركة قديمة للدار. وذلك ليس فقط بسبب نافذتي الأيام والتاريخ الجديدتين، بل بسبب طبيعة هذه الساعة التي تجعلها قابلة للارتداء بشكل يومي. وبدل الحركات الميكانيكية البطيئة نسبياً والتي تعتمدها الدار عادة، أتت هذه الساعة لتعمل على وتيرة 4Hz أي 28,000 تردد في الساعة. وقد اتخذت الدار هذا القرار حتى تضمن دقة الساعة حتى في الظروف القاسية التي يمكن أن تتعرض لها حين يتم ارتداؤها خلال ممارسة الرياضة أو أي ظروف أخرى ممكن أن تعرضها إلى الكدمات. وللمزيد من المتانة، قام مهندسو الدار بتصميم الجسر الخاص بعجلة التوازن بشكل جعلوه ممسوك بمتانة من الجهتين. وهذه الساعة هي مقاومة لضغط الماء حتى عمق 120 متراً.

 

إستنتاجات

 

هذه انطلاقة جديدة بالنسبة إلى لانغيه، وكانت منتظرة من قبل العديد من جامعي الساعات. ومع أنها لا تشبه الساعات الكلاسيكية التي تحمل توقيع الدار، إلا أن تصميمها رائع (وقد تطلب 5 سنوات من الدراسة والتحضير) وهو يتميّز بجماله الأخاذ. ويمكننا اعتبار هذه الساعة بمثابة إضافة رائعة إلى فئة الساعات الرياضية الفاخرة التي تأتي مع سوار مدمج، كما أن نافذتي التاريخ وأيام الأسبوع تجعل من هذه الساعة الفائزة في مجالها.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الساعة وبما أنها بعيدة عن أسلوب لانغيه الأصلي في تصميم الساعات لن تثير إعجاب الجميع، ولكن ذلك ليس شديد الأهمية بالنسبة إلى الدار: فهي تقوم بأعمالها على طريقتها الخاصة، إنتاجها ليس بأعداد هائلة، وهي لا تتوجّه إلى الجميع.

الدار لا تنوي إنتاج ساعة Odysseus بأعداد كبيرة، لذلك إذا لم تكن من جامعي ساعات الدار (وهنا نشير إلى أن لانغيه قريبة من زبائنها وتعرف جامعيها جيداً)، فلن تستطيع شراء واحدة من هذه الساعات في وقت قريب. وسعرها هو 28,000 يورو.

إعداد: ساندرا ليين

 

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة