هناك الكثير من الأمور التي قد تعجبك في ساعة الكرونوغراف البسيطة، فيكفي أن تكون سهلة القراءة، بسيطة، وممتعة للنظر، فإذا كان قسم من الناس يستمتعون باقتناء آلات الوقت المعقدة، فليس الجميع يحبّون أن يضعوا على معصمهم آلة وقت ضخمة تحتوي على الكثير من العدادات والأرقام التي قد لا ينظر إليها حامل الساعة أبداً وعدد هائل من الوظائف التي قد لا يستعملها. ودار Longines أخذت بعين الاعتبار ذوق هذه الفئة من الناس، ومن هذا المنطلق أتت ساعة Longines Heritage Classic Chronograph 1946.
يكمن السحر الخاص بهذه الساعة في الخطوط النيفة والرائعة لتصميمها الواضح والبسيط، فعلى الميناء الأبيض النقي تنتشر الأرقام بتصميم “بريغيه” والعقارب الزرقاء الأنيقة ويتمركز عدادا الكرونوغراف عند الـ3 والـ9. والجدير بالذكر هو أن هذه الساعة مستوحاة من أحد نماذج الدار الذي يعود إنتاجه إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديداً من العام 1946، كما يظهر في تسمية الساعة، وهذا النموذج التاريخي محفوظ في المتحف الخاص بالدار في منطقة Saint-Imier السويسرية. والنموذج الجديد يحمل ملامح عديدة من ذلك الأصلي، إن من ناحية الأسلوب الذي كُتِبت به الأرقام، أو من ناحية تصميم العقارب أو شكل التاج والأزرار الدفعية الموضوعة على جانب العلبة.
الفارق الوحيد الذي يمكن ملاحظته بين النموذجين هو تبادل الأماكن بين عدادي الثواني الصغيرة والدقائق الثلاثين على الميناء، وهذا التعديل أتى لتماشى مع تركيبة الحركة الأوتوماتيكية كاليبر L895.5 التي تسيّر الساعة الجديدة، وهي تتمتع بمخزون للطاقة من 54 ساعة، وتختبئ خلف الغطاء الفولاذي للعلبة، ونشير هنا إلى أن الدار تعتمد هذا النوع من الأغطية لساعات مجموعة Longines Heritage للحفاظ على طابعها التاريخي والتقليدي.
العلبة الفولاذية أتت أضخم قليلاً من النموذج الأصلي، أي بقطر 40ملم وسماكة 12ملم لتكون أكثر ملاءمة لأذواق الجمهور اليوم، ولكنها في الوقت عينه تبدو مريحة جداً على المعصم وبشكل خاص بفضل الحزام الجلدي اللين والمريح الذي يرافقها.
وفي النهاية نردد أن هذه المجموعة قد نجحت في توطيد العلاقات بين جمهور الدار من ناحية وتاريخها وإرثها العريق من ناحية أخرى، فتراها ملتزمة بتقديمها لهم الساعات الحديثة والعصرية التي لا تتخلى عن الملامح التقليدية وتحافظ على الدقة والحرفية في صناعة الوقت.
إعداد: ليزا أبو شقرا