على الرغم من أن Panerai غاصت عميقاً في عالم التعقيدات في الساعات الراقية، إلا أنها تشتهر بإنتاجها للساعات المخصصة للإستخدام اليومي، وذلك يعود إلى تاريخها المرتبط بآلات الوقت العسكرية. ومن بين إصدارات هذه السنة، برزت 6 ساعات جديدة من مجموعتها الشهيرة Submersible بتصاميم مختلفة وضعتها الدار في علب Luminor، المعروفة بكونها مخصصة لهواة الغوص وللاستعمال اليومي.
تتمتّع ساعات Submersible تقليدياً بعلبها الكبيرة (قطرها 44-47ملم)، لذا فإن Luminor Submersible 1950 3 Days Automatic Oro Rosso 42mm (PAM00684)، وLuminor Submersible 1950 3 Days Automatic Acciaio 42mm (PAM00682) هما بمثابة إنطلاقة مغايرة تماماً للدار، فهاتان الساعتان تتشابهان في كل شيء باستثناء المعدن الذي تم استعماله في إنتاج العلبة، فالأولى مصنوعة من الذهب الأحمر مع إطار من السيراميك الأسود أما الثانية فقد صنعت علبتها من الفولاذ.
وإذا كنت من المتتبعين الدائمين لـPanerai منذ مدة طويلة، فإن ساعة Luminor Submersible من الممكن أن تفاجئك وأن لا تثير إعجابك، لكن ومع ذلك، فإن ساعات Panerai بحجمها الجديد لا تبدو غريبة عن الدار.
فالعلبة الصغيرة تتيح للزبائن الذين تكون معاصمهم صغيرة، بمن فيهم أنا (18.3 سنتمتراً)، اقتناء ساعات Submersible، بالإضافة إلى أنها ستشجّع أشخاصاً جدد على الانخراط في عالم Panerai. فلربما الأشخاص الذين يفضّلون الساعات الصغيرة لم يشتروا من هذه العلامة التجارية لأن الساعة التي أثارت إعجابهم لا تتوفر بالحجم المناسب لمعصمهم. وبما أن Panerai تنبهت إلى هذا الأمر، قدمت العام الماضي Luminor Due، التي اتسمت برقة شديدة غير تقليدية.
فإن كنت تخطط للسباحة أو الغوص مرتدياً ساعتك أو للاستعمال اليوميّ، فإن PAM00682 هي الخيار الأمثل لك، بما أن علبتها مصنوعة من الفولاذ. فعلى الرغم من أن السباحة بساعة PAM00684 ممكنة، لكن الذهب معرّض للخدوش أكثر من الفولاذ، كما أن السباحة وأنت مرتدياً ساعة ذهبية ثمينة يبدو كأمر غريب.
شخصياً، أجد أن PAM00682 ساعة راقية وفاخرة يمكن ملاحظتها بسرعة فائقة على المعصم من قبل هواة الساعات. فهذا التصميم المثالي لساعة Luminor يعتبر عملياً للغاية حتى وذلك ينطبق حتى على الساعات الأكثر صغراً، أي تلك التي يبلغ قطرها 42ملم. أما العلبة المكوّنة من ثلاثة أجزاء فهي تبرز جودة الساعة، وتجدر الإشارة هنا إلى القسم الفضي المصقول واللامع من الإطار الدوار، والذي يبرز بقوة ويلفت الأنظار سواء في النهار أو في الأماكن المغلقة، ليشكل تفصيلاً مميزاً متبايناً مع الفولاذ.
كما أن الإطار الدوار يشكّل متعة للهو طيلة الوقت، حيث يتميز بعرضه للوقت بشكل تدرجيّ مع نقطة كبيرة مضاءة عند الـ 12، كما هو معروف في ساعات الغوص. أما مؤشرات الوقت الإثني عشر التي نقشت على الإطار الدوار، فهي أتت نافرة قليلاً عن القاعدة وملفتة للنظر، وهذه خاصية ملفتة في ساعات Submersible.
بعد ارتداء ساعة PAM00682 على معصمي، الشيء الأول الذي لاحظته أن للساعة وزن ثقيل على الرغم من حجمها الصغير. وبفضل التصميم المبتكر للساعة، فقد ظهرت قيمتها الثمينة على معصمي الصغير. ومع سماكة تصل إلى 14.5ملم، تبدو الساعة كبيرة نسبياً، إذ كان من الصعب وضعها تحت كم القميص التي كنت أرتديها. والسوار المصنوع من المطاط الأسود يبدو فاخراً، وهو مرن وليّن للغاية، ما يعني أنه يمكنني أن ارتدي الساعة براحة كبيرة لمدة ساعات.
إن التصميم الخاص بالجسر الحامي للتاج متناسق تماماً مع سائر أقسام العلبة، ما يسهّل التحكم به، حتى عند ارتداء الساعة على المعصم. أما التاج بحد ذاته فيسهل التحكّم به أيضاً، للتمكّن من تعديل عقارب الساعات – والخبر السار في هذا الموضوع أنه يمكنك التحكّم به للتأخير أو التقديم بسهولة كبيرة. كما ويتيح هذا التاج أيضاً التحكم بعقربيّ الدقائق والثواني.
هذا بالإضافة إلى أن PAM00682 تتضمن ميناء واضحاً تتخلله 10 مؤشرات مضيئة للساعات، (حيث تغيب المؤشرات عند الـ3 والـ6 لتترك المجال أمام نافذة التاريخ وعداد الثواني). كما أن أطراف عقارب الساعات والدقائق والثواني قد تم طلاؤها أيضاً بمادة مضيئة، وهي تلمع بشدة لعدة دقائق متواصلة عندما تكون هذه المادة المضيئة مشحونة بالكامل. في حين أن الميناء الأسود يخلق نوعاً من التجانس الرائع مع المؤشرات المضيئة.
ولكن، نقطة صغيرة ملوّنة تميّز عقرب الثواني، وهو اللون الأزرق الذي يميّز شعار Panerai، فيضفي القليل من المرح على الميناء العمليّ للغاية. وعلى الرغم من كل ذلك، الساعة شديدة الوضوح، فبفضل تصميمها وتقسيماتها، ستجد نفسك تهمس «ما أجملها»، في كل مرة تطالع الوقت فيها. ونظراً إلى الإعجاب الكبير الذي نالته هذه الساعة حتى اليوم من الزملاء والأصدقاء (حتى غير المهتمين بالساعات من بينهم)، لا شك أنها ستلعب دوراً أساسياً في إنتاجات الدار، وسوف تلاقي الكثير من الشعبية.
وبما أن خلفية العلبة مصنوعة من الكريستال السافيري، فهي تفسح المجال لمراقبة حركة الساعة الأوتوماتيكية calibre P.9010، التي تعمل بسرعة 4H، مع مخزون للطاقة يصل حتى 3 أيام. إلا أن الهندسة الخاصة بالحركة، تعيق الرؤية عن عمق أكثر – إذ هناك جسر يحجب الرؤية، وفي الأعلى دوار أوتوماتيكي – لكن عجلة التوازن تبدو جلية. أما اللمسة الختامية، فكانت زخرفة الدوار الأوتوماتيكي والجسور الرئيسية بالخطوط المستقيمة، كما ويظهر وراء عجلة التوازن، عدد من المكوّنات الأخرى التي تمت زخرفتها بتقنية perlage. ويجب الأخذ بعين الإعتبار أنها ساعة عملية، فلذا لا نتوقع الكثير على صعيد زخرفة الحركة.
باختصار، ساعة Luminor Submersible 1950 3 Days Automatic Acciaio – 42mm (PAM00682) إنتاج متقن من Panerai. فهي أنيقة وعملية، مع علبتها قطر 42ملم، التي تجعلها مريحة في الاستعمال أكثر من أي ساعةSubmersible أخرى. وانا واثق من أنها ستجذب عناصر جديدة إلى عالم Panerai. والجدير بالذكر أن سعرها ليس بالبعيد عن سعر Rolex Submariner، هذه الساعة تستحق كل ما يدفع مقابلها.
مجلة عالم الساعات والمجوهرات- العدد 117
إعداد وتصوير : جايسون سوندالكار