في العام 2013، فتح “ميوزيك ماشين 1” الباب واسعاً أمام “إم بي آند إف” للتعاون مع المبدعين من خارج الشركة، في مشروعات بعيدة عن مجال ساعات اليد، فكان ذلك بداية لفئة جديدة من الفئات الإبداعية لعلامة “إم بي آند إف”؛ هي فئة “الإبداعات المشتركة”، والتي أغرت “إم بي آند إف” بولوج عالم يتجاوز صناعة الساعات بمعناها المحدود. ولم يكن ذلك الإبداع ابتكاراً يعلن عن مرور الزمن؛ بل كان بالأحرى صندوقاً موسيقياً أبدعته شركة “روج”؛ اقتلع كل ما كنا نعتقد أننا نعرفه عن الصناديق الموسيقية من جذوره؛ بدءاً بالتصميم وصولاً إلى نوعية الموسيقى التي يعزفها. وقد تضمّن “ميوزيك ماشين 1” جميع العناصر التقليدية العريقة لصندوق موسيقي فائق الرقي والتطور، لكن تم تشكيلها وترتيبها بطريقة “إم بي آند إف” المتفردة، فكان صندوقاً موسيقياً يصلح لهذا العصر.
تشترك الصناديق الموسيقية الميكانيكية الراقية في العديد من أوجه التشابه مع نظيراتها من الساعات؛ من الناحيتين الفنية والجمالية، مع تقنيات تشطيب متماثلة. وبالنسبة إلى “ميوزيك ماشين 1 ريلودِد” MusicMachine 1 Reloaded، تُستمدّ الطاقة من نوابض لفائفية وتُنقل عبر مسلسلة تروس، بينما تخضع سرعة عملية تزويد المؤشرات بالطاقة إلى تنظيم متقن، وذلك بفضل مروحتين منظِّمتين مماثلتين لتلك التي توجد في الساعات ذات تعقيدة مكرر الدقائق – الساعة الدقّاقة. ويؤدي هذا إلى تحريك أسطوانتين، تحتويان على “سجلات” الألحان التي تتجسّد حقيقة مسموعة بواسطة 1400 إبرة تم تثبيتها بدقة. عندما تدور الأسطوانتان؛ تقوم الإبر بالنقر على أسنان المشطين المصنوعين من الفولاذ، اللذين يشتمل كل منهما على مجموعة معدّلة ومختارة من 72 نغمة موسيقية مضبوطة يدوياً. ويؤلّف كل مشط زوجاً فريداً مع الأسطوانة المقابلة له، ولا يمكن لأيٍّ من عنصريْ هذا الزوج عزف الألحان بمفرده من دون الآخر.
وبفضل المروحتين الدافعتين والأسطوانتين الفضيّتين المثبّتتين فوق وحدة الهبوط الرشيقة التي تنتهي بذراعي الإسناد الملساوين، لا يزال صندوق “ميوزيك ماشين 1 ريلودِد” الموسيقي يبدو أشبه بسفينة فضائية تهبط من مجرة متناهية البعد في الفضاء. هو فقط مختلف قليلاً عن ذي قبل.
أبدعت “روج” آلة “ميوزيك ماشين 1 ريلودِد” استناداً إلى تصميم متخيل لسفينة فضاء مستقبلية اقترحته “إم بي آند إف”؛ التي يُعد مؤسسها ماكسيميليان بوسير من أشد المعجبين بجميع أفلام ومسلسلات الخيال العلمي العظيمة. فبالتعاون مع ماكس مارتينز، خريج قسم التصميم في جامعة الفنون والتصميم في لوزان؛ طوّرت “إم بي آند إف” تصميم شِن وانغ الأصلي لسفينة الفضاء، وفي الوقت عينه قامت بمهارة بدمج جميع السمات الأساسية للصناديق الموسيقية؛ مثل الأمشاط المضبوطة موسيقياً، والأسطوانات التي تعمل بالإبر، وآليات التعبئة، وخزانات الزنبرك الرئيسي، والمنظِّمات، والعلبة المحسّنة صوتياً والمصممة بحيث تزيد من جهارة صوت الألحان.