إن ساعة Hamatic التي أثارت الإعجاب عند إطلاقها، تبدو اليوم أكثر جاذبية بالنموذجين الجديدين اللذين تطلقهما دار Moritz Grossmann اليوم من ضمن المجموعة نفسها.
تسعى هذه الدار غالباً إلى إلقاء التحية على التقنيات التقليدية والناحية الفنية في صناعة ساعاتها، كما وفي الوقت عينه تتميّز هذه الدار بالمنحى العصري المتطوّر الذي تضفيه على نماذجها، وبقدرتها على إيجاد الحلول العملية لبعض مشاكل صناعة الساعات. وأحد أبرز إنجازاتها في هذا المجال، ساعة Hamatic التي يتم تزويدها بالطاقة بواسطة نظام pendulum-style بدل نظام التعبئة اليدوية أو الأوتوماتيكية الذي يعتمد على الدوّار. واليوم تطلق الدار أحدث إنجازاتها، ساعة Hamatic Vintage Silver-plated التي نضيء عليها في ما يلي.
في مشاغل الدار الواقعة في منطقة ساكسونيا الألمانية، يعمل فريق العمل على إنتاج ساعات شديدة التميّز، فيبرع أفراده في التصميم، بناء الساعة، التزيين وإضفاء اللمسات الأخيرة، وكل ذلك يتم تنفيذه يدوياً من قبل هؤلاء الفنانين والتقنيين. ومع الحفاظ على التقنيات التقليدية التي تتمسك بها الدار، يمكننا القول أن كل آلة وقت تحمل توقيع Moritz Grossmann تبدو أنيقة، فاخرة وألمانية أصيلة، حيث كل تفصيل صغير يلقى الكثير من الأهمية من قبل الفنانين والتقنيين. فما الجديد الذي تخبئه لنا الدار هذه المرة؟
إن التصوّر الخاص بساعات Hamatic تم الكشف عنه للمرة الأولى في العام 2018 وكانت هذه الساعة الأوتوماتيكية الأولى من الدار، حيث قامت هذه الأخيرة باستبدال الدوّار بآلية أوتوماتيكية جديدة من نوعها لتزويد الساعة بالطاقة قائمة على نظام المطرقة hammer التي تزوّد العجلة بالطاقة الكافية لتسيير الساعة والحفاظ على دقتها، ومن هنا أتت التسمية Hamatic. ومع أن هذه الساعة التي عُرضت في مع معرض بازل في تلك الفترة كانت تصوّرية، إلا أنها نالت الكثير من الإعجاب، ودخلت في مرحلة الإنتاج الفعلي بعد عام من الكشف عنها.
والجدير بالذكر أن هذه الساعة مستوحاة من الساعات التاريخية، ولكنها تتميّز بأسلوبها المتحفّظ الذي يخفي أسرارها. فآلات الوقت القديمة كانت تتزوّد بالطاقة المستقرة بواسطة نظام الثقّال (أو المطرقة) الذي يعود الفضل باختراعه إلى الساعاتي البلجيكي Hubert Sarton في العام 1778 كما تشير إحدى الوثائق التي تم اكتشافها في أكاديمية العلوم في باريس، مصدرها Hubert Sarton وهي تفيد بابتكاره للنظام الأوتوماتيكي لتزويد الساعات بالطاقة في العام 1778، ليتبعه الساعاتي المعلم Abraham Louis Breguet بعد فترة وجيزة، فساعة Breguet Perpétuelle No.1 – 8/82 هي واحدة من أقدم آلات الوقت التي ما زالت موجودة اليوم، وهي مزوّدة بهذا النظام الأوتوماتيكي للتعبئة بالطاقة.
أما الجديد الذي أحدثته دار Moritz Grossmann فهو إضافة التفاصيل الجميلة إلى النظام الأوتوماتيكي الذي يتمتع بمخزون للطاقة من 72 ساعة، فالكاليبر المدمج في العلبة الذي قامت بابتكاره يقوم على وحدة ضخمة هي عبارة عن ثقّال على شكل مطرقة متأرجحة، نقطة انطلاقها تقع عند الوصلة العليا من جهة اليمين عندما يتم النظر إلى الحركة من الجهة الخلفية للساعة المغلفة بطبقة من الكريستال السافيري. ويتم تثبيت المطرقة في الوسط عندما لا تتحرك الساعة بواسطة نابض رئيسي، كما ويتم نقل الطاقة من المطرقة إلى الحركة بواسطة نوابض خاصة بهذه المهمة. والجدير بالذكر أن أي حركة صغيرة من اليد هي كفيلة بتشغيل المطرقة ودفعها إلى توليد الطاقة، ولا يمكننا إلا إبداؤ الإعجاب الكبير بالمشهدية الجميلة التي تخلقها حركة المطرقة خلال عملها إلى جانب وظيفتها الأساسية.
والنموذج الجديد أي Hamatic Vintage Silver-plated يتميّز بالتقنية التقليدية للطلاء بالفضة التي كانت رائجة في القرن التاسع عشر، وأصبحت اليوم نادرة جداً. تقوم هذه التقنية على حف الميناء الأبيض بمزيج خاص من مسحوق الفضة مع الملح ومسحوق التارتار والقليل من المياه، وقبل ذلك يتم حفر الأرقام الرومانية ومؤشرات الوقت على الميناء وملؤها بالطلاء الأسود وبعد ذلك يتم إدخال الميناء إلى الفرن الحراري على درجة حرارة مرتفعة جداً لتثبيت اللون، كما ويضمن ذلك أن مزيج الفضة لن يتلف اللون الأسود. وبعد اللمسات الفنية الأخيرة، يبدو الميناء الذي يحمل شعار الدار الذي يعود إلى العام 1875 خلاباً ومثالياً.
علبة الساعة قطرها 41ملم، وقد أتت بإصدار محدود بثماني قطع لكل من الذهب الأبيض أو الوردي، وهي مغلفة بطبقة من الكريستال السافيري من الجهتين ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً، وتنتهي بسوار من الجلد الأسود أو البني ومشبك من الذهب الأبيض أو الوردي.
إعداد: ليزا ابو شقرا