تتميّز بعض آلات الوقت باحتوائها لبعض العناصر الجمالية والتقنية التي تحجز لها مكاناً في فئة الساعات الخالدة، أي التي لا تتأثر بمرور الزمن بل تبقى على حالها من ناحية الشعبية والقابلية للاستعمال طوال الوقت. ومن أبرز هذه العناصر يمكننا ذكر التصميم الكلاسيكي والمعاصر في الوقت عينه، الذي يتماشى مع أكثرية الأذواق، المواد المناسبة التي يتم الإستعانة بها لتنفيذ هذا التصميم لضمان متانته ودقة عمله، والأسلوب البسيط في عرض وظائف الساعة، وعدم المبالغة في التعقيدات.
ولعل ساعة Seventies Panorama Date من إنتاج دار Glashütte Original هي من الأمثلة الأوضح على هذا النوع من الساعات، أو بالأحرى يمكننا القول أن مجموعة Seventies تجسّد الصورة الجميلة لتصاميم آلات الوقت المربّعة الشكل التي اشتهرت في سبعينيات القرن الماضي، هذا العقد من الزمن الذي كان مثيراً للاهتمام من نواحٍ كثيرة، فترك بصمات على عدة عوالم، مثل صناعة السيارات، الطائرات، الديكورات المنزلية، الموضة وكل المجالات التي يدخل ضمنها التصميم والفن. وفي تحية إلى هذه الفترة المليئة بالمغامرات والتجدد والتطوّر الجريء، أطلقت Glashütte Original مجموعتها هذه منذ ثماني سنوات، وضعت فيها العبقرية الألمانية وخبرة الدار العريقة في المجال، وأهدتها إلى الجمهور العالمي من خلال إطلاقها في معرض بازل للعام 2011.
وفي الحقيقة، إن ساعة Seventies Panorama Date تمتلك كامل سحر السبعينيات، وقد أتت بعلبة فولاذية مربعة الشكل، أبعادها: 40 × 40ملم وسماكتها 11,5ملم. أما ميناؤها الأبيض أو الرمادي أو الأزرق الداكن فتحيط به من الداخل مؤشرات موضوعة يدوياً، وعقارب من الذهب الأبيض أو الوردي كلها مضيئة في العتمة لتؤمّن قراءة سهلة للوقت في الليل. وأيضاً، نشير إلى أن الإنحناء الخفيف الذي تتمتع به الجهة الخلفية للعلبة يجعل ارتداءها على المعصم مريحاً، وقد تم تغليف هذه الساعة بطبقة من زجاج الكريستال السافيري الذي يكشف عن قلبها النابض بالحركة الأوتوماتيكية Caliber 39-47 التي تتمتع بمخزون للطاقة من 40 ساعة وتعمل على إيقاع 4Hz أي 28,000 تردّد في الساعة. هذه الساعة مقاومة لضغط الماء حتى عمق 100 متر، وهي تنتهي بأساور من الفولاذ، أو الجلد الأزرق الداكن أو المطاط الأسود الذي يمنحها طلة رياضية. إنها آلة وقت أتية من السبعينيات، وستحافظ على أناقتها وجاذبيتها لعقود آتية كما تتوقّع لها الدار.
إعداد: ليزا أبو شقرا
مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 125
