Montblanc: ساعة إحتفالية في العيد الـ 110 للدار

إن كل من اعتاد على قراءة مقالاتي، يدرك إعجابي بالتحول الكبير الذي شهدته استراتيجية MontBlanc منذ تسلّم Jérôme Lambert منصب المدير التنفيذي قبل ثلاث سنوات، على صعيدي التصميم والتطوّر التقني، كما أن الدار بدأت تنتج ساعات قيمة بأسعار مقبولة، في متناول شريحة أكبر من الجمهور. لذلك كان سقف توقعاتي مرتفعاً جداً بما يخص ساعة 4810 TwinFly Chronograph 110 Years Edition التي أصدرتها الدار لمناسبة عيدها الـ 110، وتسنّى لي أن اضعها على معصمي طيلة ثلاثة أسابيع.

في البداية، لنشرح قليلاً رموز الإسم: «110 سنوات» تعود إلى احتفال MontBlanc في العام 2016 بذكرى تأسيسها، وقد أتت هذه الساعة بإصدار محدود بـ 1110 قطع. أما الرقم 4810 فهو يشير إلى ارتفاع جبل Mont Blanc البالغ 4810 أمتار، وأطلقته الدار على مجموعة ساعاتها التي تدخل ضمن فئة high-low أي أنها تضم ساعات ذات موانئ متقنة التصميم، تعقيدات مثيرة للإهتمام، وأسعار معتدلة جداً.
ولكن الجزء الأكثر أهمية من الإسم هو TwinFly: هو عبارة عن كرونوغراف حيث تعمل عقارب الثواني والدقائق بنظام الفلايباك أي العودة إلى الصفر، وهذا أمر مثير للإعجاب وغير اعتيادي على حد سواء. والملفت أكثر من ذلك، هو أن عقارب الدقائق والثواني هي عقارب مركزية وليست موضوعة في موانئ فرعية. واعتبر هذا التصميم للميناء الأفضل للكرونوغراف العسكري في الماضي بفضل الوضوح الذي يتميّز به، إلا أنه اختفى من مجال صناعة الساعات منذ 40 سنة، فبالرغم من فوائده وسهولة استعماله، وقع ضحية التطوّر التكنولوجي الذي شهده قطاع صناعة الساعات السويسرية في سبعينيات القرن الماضي.

ولكن على الرغم من التصميم الواضح للمؤشرات المختلفة، إلا أن العقرب الأزرق الخاص بالتوقيت الزمني الثاني يمتلك تأثيراً كبيراً على الناظر إلى الساعة: فالتباين الظاهر بين لونه واللون الأساسي للميناء يلفت النظر أكثر من العقرب الأساسي للساعات، وهنا ورد إلى ذهني سؤال حول إذا كان يجب أن تكون الألوان متعاكسة. مع ذلك، فبعد ارتداء ساعة TwinFly ليوم واحد، يعتاد المرء على قراءتها بسهولة أكبر. ولكن ذلك جعلني أتساءل إن كنت أفضل اقتناء آلة وقت تعرض وظائف الكرونوغراف في موانئ فرعية بدلاً عن العقارب المركزية.

MONTBLANC-TWINFLY-IMG_3745

لا شك أن ثمة من يعتمدون الكرونوغراف كأداة توقيت رياضية، ولا يختارونها للقيمة التقنية التي تمثلها هذه الوظيفة المعقدة أو لتصميمها الرائع. ولكن يمكنني القول أن هذه الساعة  TwinFly قد قامت بعمل رائع في مساعدتي على التوقيت خلال الطبخ، كما وفي الدعم المعنوي إذ استطعت من خلالها معرفة أن الوقت الذي أتوقف خلاله عن القيادة عند تحوّل إشارة المرور التي تقع بجانب بيتي، إلى الأحمر لا يتعدى الـ 45 ثانية بينما كان يبدو لي أبدياً.
من ناحية أخرى، إن وظيفة التوقيت الثاني هي من أكثر التعقيدات فائدة، إذا كنت تعيش بعيداً عن عائلتك، وبخاصة إذا تم دمجه مع مؤشر للنهار والليل. وهنا في ساعة Montblanc وُضع على مؤشر مع الكرة الأرضية كخلفية له، مما بدا لي للوهلة الأولى غير بيديهي، ولكن سرعان ما اعتدت على وجودها كعامل مجمّل إضافي للساعة، خاصة وأن خطوطها المنحرفة وإطارها النافر جعلها تبدو وكأنها مجسم ثلاثي الأبعاد. كما أنها تتماشى بشكل لافت مع العقارب الزرقاء وتخلق تناغماً رائعاً على الميناء بلونيه الفضي والأبيض. أضف إلى أن طريقة ضبط التوقيتيتن المحلي والثاني على الميناء هي بغاية السهولة وتتم من خلال التاج، أما الكرونوغراف فيتم التحكم بوظائفه من خلال الزر الدفعي الموجود على جنب العلبة.

ومن جهة الحركة تعمل هذه الساعة بواسطة الحركة Calibre MB LL100.1 المرتكزة على الكاليبر نفسه الذي اعتمدته الدار في ساعة TwinFly من مجموعة Timewalker التي قدمتها في العام 2012 وهي مزوّدة بعجلة عامودية وقابض أفقي. ولكن ما يشكّل الفرق الواضح عن سابقاتها من الساعات هي إضافة التوقيت الثاني ونقل نافذة التاريخ ووضعها ضمن عداد الثواني عند الـ 6، مع الحفاظ على التصميم الرائع والمتوازن للميناء.

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة