حديثٌ حصريّ لمدير IWC التنفيذي Christoph Grainger-Herr في ذكرى مرور 150 عاماً على تأسيسها

IWC
IWC
IWC
IWC
IWC

لمناسبة احتفال IWC بالذكرى الخمسين بعد المئة لتأسيسها، تحدّثنا مع مديرها التنفيذي  Christoph Grainger-Herr حول ماضي الشركة وحاضرها ومستقبلها.

 

للاحتفال بالذكرى الـ150 للدار هذا العام، قمتم بإصدار مجموعة جديدة من الساعات الراقية. لنبدأ من هنا: هي مجموعة صغيرة نسبياً، ومن الواضح أنها تتضمّن بعض الخيارات المحددة. هل من الممكن أن تخبرنا المزيد حول هذه الخيارات؟

 

لم يكن الهدف تصميم مجموعة تقليدية تذكارية فحسب، إنما في الواقع كان التركيز على الإضاءة على التراث العريق للدار على مدى 150 سنة. بعض القطع، على غرار Tribute to Pallweber صممت في الأساس كساعات جيب، وكانت تُعتبر أصيلة في حينها. حين حوّلنا ساعة Pallweber  إلى ساعة معصم، كان أمراً مفاجئاً بالنسبة إليّ، فقد بدت أصيلة وعصرية في وقت واحد.

 

من المثير للإهتمام أن نسمعك تؤكّد على أصالة التصاميم، مع أن صورة IWC ولعقود كثيرة كان يعكسها شعار الدار“Engineered for men” أو مصممة للرجال، وهو شعار لا يوحي بأن الدار ممكن أن تبتكر في التصاميم

 

لطالما امتلكت IWC مقاربة وظيفية خاصة بالنسبة إلى صناعة الساعات. وقد قال Günter Blümlein (رئيس IWC منذ العام 1982 ولغاية وفاته في العام 2001)، في مناسبات مختلفة: «في النهاية، أنا مهندس للأنظمة». بالنسبة إليّ، هذا يشمل طريقتنا في تنفيذ الأمور. نقطة انطلاقتنا لم تكن يوماً مرتكزة على السؤال «كيف يمكننا تصميم شيء معقّد ومزين بطريقة جميلة؟» إنما ارتكزت على التساؤل «كيف يمكن تلبية حاجة ضرورية؟» في العام 1936، ومع تطوّر مجال الملاحة الجوية، طوّر صاحب الدار آنذاك Homberger
ساعة خاصة بالطيارين. أما نقطة البداية بالنسبة إلى ساعة
Aquatimer GST Deep One فكانت تتمحور حول تطوير مقياس للعمق يعمل بطريقة فعالة، وكان ذلك تحدياً تقنياً رائعاً. حتى في حال إنتاج ساعات التعقيدات الكبرى، تبقى الفكرة دائماً كيفية جعل الساعة أكثر صلابة وسهولة في الاستعمال، وساعة الروزنامة الدائمة التي ابتكرها Kurt Klaus هي خير مثال على ذلك.

 

وأعتقد أن هذه الفلسفة تعود إلى جذور IWC، أليس كذلك؟

 

إنها في صلب الفكرة الأساسية. فالمؤسس Florentine Ariosto Jones  كان صناعياً ورجل أعمال، بقدر ما كان صانع ساعات، وجاء إلى سويسرا مع هذه المقاربة الهندسية، فكرة دمج صناعة الساعات السويسرية التقليدية مع أفضل الحرفيين السويسريين مع نظام صناعي أميركي. لذا، فإن فكرة الحرفية مقابل التكنولوجيا لم تشكّل يوماً مشكلة بالنسبة إلى IWC، وتمكنّا من دمج الأفضل بين الإثنين منذ البداية. آلات عديدة في مصانعنا تم تصنيعها من قبل مهندسينا الخاصين، الذين تمكّنوا من خلال الخبرة، من تحديد الأمور التي يمكن تنفيذها بواسطة الآلات أفضل من اليد العاملة. بينما وفي نواحٍ أخرى من الإنتاج، العمل اليدوي هو الأفضل. ما من تناقد بينهما.

 

صورة IWC تبدّلت كثيراً، خصوصاً في السنوات الـ 15 الماضية، من شركة متواضعة إلى شركة ساعات عالمية، حيث نالت الإصدارات الاهتمام الكبير، فتحولت الدار إلى ماركة معروفة بين الشركات المنتجة للسلع اللوكس. بالطبع العالم تبدّل أيضاً، وسيستمر في التغيّر. أين ستتجه IWC في المستقبل، هل ترى أنكم ستتجهون نحو المزيد من الرفاهية والفخامة أو أنكم عائدون إلى الجذور؟

 

في البداية، لنحدد سياق الموضوع. البروز الواضح للسوق الآسيوية في السنوات الـ15 الأخيرة أحدث تغييراً كبيراً في طريقة إدارة المصانع وتبديلاً واضحاً على صعيد الزبائنية. لذا فإن التغيير كان لا بد منه، وكان إيجابياً إلى حد كبير. من جهة أخرى، بالنسبة إليّ، إنها مسألة توازن أساسية. كل ما نسعى إلى القيام به اليوم هو إعادة تنظيم أعمالنا من ناحية الخطوط الهندسية والتقنية، فنحن نريد أن نستعيد الخطوط والقيم الأساسية التي كنا نلتزم بها منذ البداية.

من ناحية أخرى، التواصل اليوم ما عاد سهلاً كما كان عليه في العام 1992. في حينها، الشعار «مصممة للرجال» كان يشير إلى صناعة الساعات التخصصية. اليوم هناك جوانب مختلفة، ثقافات متعددة يجب التوجه إليها.  ولكن عمل الدار يجب أن يكون دائماً مرتكزاً على الإبتكار في المجال الهندسي، وعلى إنتاج ساعات عملية بأسعار تنافسية. كل ذلك مرتبط بإيجاد التوازن في الأعمال، ولا يعني العودة إلى العام 1990.

 

الهندسة هي جوهر عمل IWC ولكن نلاحظ غياباً واضحاً لساعتيّ Ingenieur وAquatimer في هذه المجموعة الاحتفالية، لماذا تم استثناؤهما؟

 

لقد حددنا اللون الخاص بالمجموعة، موانئ مصقولة ملوّنة بالأبيض أو الأزرق، عقارب زرقاء، علب من الذهب أو الستانلس ستيل، وهذا يعود إلى تصميم Portugieser الكلاسيكي، وساعات الجيب، ووجدنا أنه يتناسب مع الخطوط الكلاسيكية أكثر من الخطوط الرياضية. ما من سبب آخر. أردنا أن نخلق تجانساً بين النماذج الـ29 للمجموعة، لذا اخترنا التصاميم الأبسط للعلب، واستوحينا من ساعات الدار القديمة ذات الموانئ المطلية بألوان المينا.

 

الخبر البارز الثاني لهذه السنة هو افتتاح معمل جديد للدار. هل كان من مقصوداً أن يتزامن هذا الإفتتاح مع الإحتفال بالعيد الـ150 للتأسيس؟ أم أن هناك أسباباً أخرى لهذا التوقيت؟

 

التوقيت بدا مناسباً جداً. لقد ساعدنا على تقسيم المباني الخاصة بالدار إلى موقعين، المقر الرئيسي القديم والمعمل الجديد. المقر الرئيسي مصمم بخطوط هندسية أميركية من العام 1874، ويقع في وسط سويسرا بين نهر Rhine ومدينة Schaffhausen . لذلك فإن الطريقة الوحيدة لتوسيع هذا المبنى هي إضافة الطوابق إليه، ما يُعتبَر «ليس عملياً تماماً» في المفهوم الحديث لإنشاء مراكز الإنتاج. المشروع الجديد يعني أنه للمرة الأولى منذ العام 1874، وجدنا الفرصة لتخطيط سير الإنتاج من الطابق الأرضي باتجاه الطوابق العليا.

 

ما هي العناصر الأساسية للتصميم الجديد للمصنع، وكيف سيؤثر ذلك على عمل IWC؟

 

لقد قمنا بتصميم المشغل الجديد إنطلاقاً من معيارين مختلفين ولكن متوازيين: المعيار الأول هو اختيار المسار الأمثل لمراحل الإنتاج، والمعيار الثاني، هو تقديم العلامة التجارية بأفضل الطرق وجعل المقر أكثر سهولة لاستقبال الزوار.

في المقر الرئيسي لدينا الآن تاريخنا كاملاً، صناعة الساعات الراقية، قسم التراث الحديث، المتحف، وبرنامج التطوير التعليمي. في الموقع الثاني، نرى السنوات الـ150 المقبلة، وأين العلامة التجارية اليوم، فهو يظهر أن رؤية المؤسس Florentine Ariosto Jones  لا تزال قوية كما كانت منذ 150 عاماً.

 

لطالما كان عالم صناعة الساعات غامضاً ولا يمكن للزوار الوصول إليه بسهولة. لماذا تحرصون على استقبال الزوار لمصنعكم؟

 

اليوم، باتت مصداقية ما نقوم به أمراً ضرورياً. في بلدة صغيرة شرق سويسرا، يمكننا أن نكشف للزوّار كل التفاصيل المتعلقة بصناعة الساعات، بدءاً من المخطط الأولي للساعة مروراً بعملية التصميم بكاملها، وصولاً إلى إنتاج الأفلام التسويقية وخلق الأفكار الخاصة بالبوتيكات. يمكننا أن نفتح أبوابنا ونكشف لزوارنا عن كل ما نملك. وذلك ليس بمقدور عدد كبير من الدور الأخرى أن تقوم به.

 

لقد ذكرت عبارة «السنوات الـ150 المقبلة» ما يوضح تماماً أنك تعتقد أن الساعات الميكانيكية لن تفقد أهميتها مع مرور الوقت. لماذا تعتقد ذلك؟

ذلك ينبع من صلب ما نقوم به في مصانعنا. نحن نبيع قطعاً تحمل رموزاً عاطفية، وتلعب على وتر الزمن والأبدية. هناك تعاطف إنساني مع الساعة الميكانيكية، وهذا أمر يمكن فهمه بسهولة. فالعقل البشري يمكنه أن يقارب صناعة الساعات الميكانيكية لأن هذه الأخيرة تحمل ملامح العمل اليدوي. وعلى الأرجح، هذا هو السبب الذي يجعل الأشخاص ينجذبون إلى السيارات القديمة، في حين أن السيارات اليوم هي عبارة عن محرّك وغطاء،  مع إمكانية استعمال الأجهزة الإلكترونية فيها من خلال منافذ الـUSB الموجودة على لوحتها الإلكترونية، وليس أكثر من ذلك. لا يمكننا فهم عمل رقاقة الحاسوب بالكامل، بينما الأمر الملفت في الحركات الميكانيكية هو أنها مذهلة وإنسانية ومحبوبة للغاية. الساعة الميكانيكية تملك قلباً، مصدراً للطاقة يعيد الحياة في كل مرة إلى نابض التوازن. وأي عيوب صغيرة تصبح جزءاً لا يتجزأ من القطعة.

إعداد: ساندرا ليين

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 121

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة