أرباب الأعمال الفنية

عندما تفكر في الشراكات التي تدخل فيها دار Richard Mille عادة، فإن أول ما يرد إلى ذهنك هو سباقات السرعة والسيارات الكلاسيكية، بدلاً من القطاع الثقافي. لكن وبالرغم من ذلك، فإن الشراكة التي أبرمتها الدار مع المعرض الفني اللندني Frieze تبدو علاقة طبيعية بالكامل.

ففي النهاية، صناعة الساعات الراقية والسيارات الكلاسيكية يمكن اعتبارهما نوعان من الفنون، وبما أن كلاهما يعبّر عن ثقافة معينة، فإن هناك الكثير من النقاط المشتركة بينهما.

“إن ريتشارد لديه اهتمامات واسعة وهو يكره الحدود من أي نوع كانت، وهذه الأفكار هي التي قادت عمله وحددت مقاربته لعالم صناعة الساعات” يشرح Theodore Diehl، وهو أحد الأشخاص المعاونين لريتشارد ميل منذ زمن طويل، وهو اليوم صانع ساعات العرض التي تحمل توقيع الدار. «معه لم يكن العمل محدوداً، وأعني بذلك أنه إذا أنتج ساعة خفيفة الوزن فلا يدل ذلك على أن كل الساعات التي سينتجها سوف تكون خفيفة الوزن. فإذا نظرنا إلى مجموعة الساعات التي أنتجتها الدار منذ تأسيسها في العام 1999 نجد أن النماذج متنوّعة جداً، تجمع بينها صفات الجودة والاحتراف، ويزينها توقيع الدار».

وهذه الأعمال الفنية التي بدأت منذ عقدين من الزمن هي مستوحاة من الفنون ومن الهندسة، والساعات المستوحاة من الهندسة غالباً ما يتم إنتاجها بكميات محدودة جداً، «وهذا ما يجعلها غائبة عن أنظار الجمهور لأن مالكيها لا يحبون أن يتم تصويرها وتناقل صورها» يقول Diehl.

ولكن معرض Frieze كان حدثاً استثنائيا، ففيه كانت معروضة بعض الساعات الشديدة الندرة التي تحمل توقيع الدار، منها ما تمت استعارتها من مالكيها والقسم الآخر موجود ضمن المجموعة الخاصة بالدار. ومن بين هذه الساعات النادرة كانت هناك قطعتان نسائيتان: الأولى هي RM 07-02 Pink Lady Sapphire، التي أتت بعلبة شفافة مستخرجة من قطعة صلبة من السافير الوردي الصناعي، والثانية هي RM 19-02 Tourbillon Fleur التي تحتوي توربيون طائر مختبئ وراء بتلات الزهرة التي تتفتح وتغلق بكبسة زر، وذلك بفضل الآلية الحركية التي تسكن الساعة. أما الساعة الأبرز من الناحية الفنية فهي RM 68-01 Cyril Kongo التي أتت بمجموعة مؤلفة من 30 قطعة فريدة من نوعها، وقد تم تنفيذها بالتعاون مع ذلك الفنان الفرنسي الذي قام بطلاء كل جزء من أجزاء الحركة الميكانيكية.

والسبب الآخر الذي يجعل اللقاء بين Richard Mille وFrieze طبيعياً هو أن المعرض موجّه للأشخاص المهتمين بالفنون بشكل جدي: فهو هادئ، لا زحمة فيه، ومعروضاته من القطع النخبوية. وفي حين أن الروزنامة العالمية للمعارض الفنية تتضمن العديد من الأحداث التي يتم تنظيمها برعاية عدد من الشركات، تميّز Frieze بكونه متحرر من هذه الصفة وقائم بحد ذاته من دون وجود أي شركاء. وأيضاً إن لندن هي ملتقى أساسي لهواة الجمع، إن كان من ناحية القطع الفنية أو الساعات أو أنواع أخرى من السلع الفاخرة.

المعرض مقسوم إلى جزئين: الأول Frieze London الذي يضم الأعمال الفنية الحديثة والمتطوّرة لما بعد العام 2000 وFrieze Masters للأعمال الفنية المنجزة قبل العام 2000. والمفارقة أن دار Richard Mille اختارت أن تُعرض أعمالها في Frieze Masters، وفي هذا الإطار يشرح Diehl قائلاً: “إن أعمالنا معاصرة جداً، وساعاتنا حديثة ومتطوّرة من الناحيتين التصميمية والتقنية، ولكننا بالرغم من ذلك نعتمد المعايير التقليدية لصناعة الساعات والتقنيات الفنية المعروفة منذ مئات السنين، مثل الحفر على الذهب، الطلاء بالمينا بتقنية grand feu والآليات الحركية”.

والإثبات على صحة هذه الشراكة الجديدة لدار Richard Mille كان العدد الكبير من مالكي ساعات الدار الذين أتوا إلى الجناح الخاص بالدار في المعرض، حيث كان العرض يتخذ منحى الخصوصية: «لم يأت فقط الأشخاص الذين قمنا بدعوتهم، بل أيضاً العديد من مالكي ساعاتنا الذين لم نكن نعرف أنهم متواجدون في المدينة في هذه الفترة والذين جاؤوا لزيارة المعرض وزيارتنا». وبما أن الهدف الرئيسي الذي يجمع بين الفنون من جهة وصناعة الساعات الراقية من جهة أخرى هو الاستمتاع، فإن «معرض Frieze من هنا يتّخذ أهميته» يقول Diehl، وتلك حقيقة لا ريب فيها.

 

إعداد: ساندرا ليين  

مجلة عالم الساعات والمجوهرات عدد 122

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة