إذا نظرنا إلى تاريخ Chaumet الذي يمتد إلى ما يقارب القرنين والنصف من الزمن، نرى أن التميّز ليس محدوداً فقط في إرث الدار الملموس أي التصاميم والرسومات والقطع التاريخية الرائعة، بل يكمن بشكل رئيسي في الأسلوب الأنيق الخاص بالدار التي أبصرت النور في العام 1780، وهي حتى الساعة تنبض حياةً في قلب باؤيس، كما أنها اختارت أن تحتفل بتاريخها العريق من قلب العاصمة الصينية.
في معرضها Imperial Splendours الذي نظّمته في العاصمة الصينية، وتحديداً في متحف Palaca Museum, Beijing استطاعت Cahumet أن تتشارك وجمهورها ذكريات قيّمة من إرثها، وأن تعرّفهم على تطوّر أسلوبها في صياغة المجوهرات منذ بداياتها في سبعينيات القرن الثامن عشر، حيث عرضت قسماً كبيراً من قطع مجوهراتها الفخمة، وتيجانها التي تزيّنت بها الملكات لقرون من الزمن. من خلال هذا الحدث، قامت الدار أيضاً بمبادرة تجمع بين الإرث والثقافة والرؤيا العصرية، حيث منحت الفرصة لطلاب قسم المجوهرات في Central Saint Martins-UAL إحدى كليات جامعة لندن للفنون، للتنافس على تصميم ما أطلقت عليه تسمية “تاج القرن الواحد والعشرين”، وقد شارك فيها ستّون طالباً انقسموا بين طلاب البكالوريوس في اختصاص فنون المجوهرات، وطلاب الماجيستير في تصميم المجوهرات. ثمانية مشاركين وصلوا إلى المرحلة النهائية، ليفوز بالجائزة الطالب البريطاني الذي يبلغ من العمر 21 عاماً Scott Armstrong، من خلال تاج Vertiges الذي شارك به في المسابقة. وقد صيغ هذا التاج بمزيج من الذهب الأبيض والوردي، ورُصِّع بأحجار الماس اللماع وذات القطع المربّع، إضافة إلى التورمالين الأخضر والعقيق. التصوّر الأول لهذه القطعة مستوحى من الرموز الطبيعية التي تُعتَبَر من أهم تقاليد الدار من جهة، ومن جهة أخرى من كتاب The French Formal Garden الذي دفع بالمصمم إلى تخيّل حديقة فرنسية كلاسيكية لتشكل مصدر إلهام الرسوم الأساسية التاج الذي تضمّن خطوطاً مستقيمة وأخرى متعرّجة، فبدا التصميم جريئاً، أنيقاً وعصرياً، يعكس الأنوار من حوله ويزدان بتدرجات الأخضر والأزرق والأصفر.
يُذكر أن Chaumet لديها تاريخ طويل مع صياغة التيجان لعدد من أبرز الملكات والأميرات عبر الزمن، نذكر منها على سبيل المثال الإكليل الماسي الذي يمثل سنابل القمح المتمايلة مع الرياح، والذي قام بتصميمه François-Regnault Nitot في العام 1811 للأمبراطورة Marie-Louise زوجة نابوليون الأول. كما ومن أبرز أعمال الدار في هذا المجال، تاج Bessborough المصنوع من البلاتين والماس الذي صمّمه Marcel Chaumet عام 1931 بإيحاء من حقبة Art Déco، وقد تزيّنت به Neuflize Ponsonby كونتيسة Bessborough. أما تاج Radiant Sun Aigrette الذي صيغ عام 1914 بالذهب والبلاتين ورُصِّع بالماس والزمرّد فهو يحمل توقيع Joseph Chaumet وهو مستوحى من أشعاعات الشمس التي كانت من أهم مصادر الإلهام بالنسبة إلى الدار في تلك الحقبة.
لطالما اعتادت Chaumet أن تلبس الملكات والأميرات تيجاناً وأكاليل، وأن تشاركهم مناسباتهم السعيدة والفخمة. فمن المؤكد أن الإطلاع على إرث هذه الدار سيكون مليئاً بالتشويق، وزاخراً بأسرار الملوك وحكاياهم المثيرة التي لا تخلو من البطولات والعشق والأسرار.
إعداد: ليزا أبو شقرا