تعرّفوا على The Spirit of the Roseالماسة الوردية الأكبر في عالم المزادات حتى اليوم، والتي سيتم طرحها للمزايدة من قبل Sotheby’s في جنيف، وذلك بتاريخ الحادي عشر من نوفمبر 2020… فما هي قصة هذه الماسة الرائعة، وما هو سر الطلب المتزايد على الماس الوردي مؤخراً..؟
من هي The Spirit of the Rose وما قصتها بالتفصيل..؟
هي جزء من ماسة Nijinsky الوردية الروسية، وهي الأكبر والأكثر ندرة بين الماسات الروسية المصدر، تم استخراجها وقطعها من قبل شركة ALROSAوهي واحدة من أبرز الشركات الرائدة عالمياً في إنتاج الماس. ويأتي الإعلان عن طرح هذه الماسة النادرة والخلابة في مزاد Sotheby’s بعد قيام هذه الدار ببيع إحدى الماسات البيضاء الرائعة التي تزن 102,39 قيراطاً في أوائل شهر أكتوبر الحالي، وقد حققت هذه الماسة 15,7 مليون دولار أميركي.
أما ماسة The Spirit of the Rose فتبلغ زنتها 14,83 قيراطاً، وهي خالية من الشوائب، وتمت تسميتها تيمّناً بموسيقى الباليه الروسية التي تحمل اسم Le Spectre de la rose أو “روح الوردة”، وسوف يتم عرضها للبيع في مزاد سوثبيز جنيف التي سيقام في جنيف بتاريخ الحادي عشر من نوفمبر القادم تحت عنوان Magnificent Jewels and Noble Jewels حيث يقدِّر الخبراء أنها ستحقق ما يتراوح بين 23 و38 مليون دولار أميركي أي ما يعادل 21 إلى 35 مليون فرنك سويسري.
وتأتي هذه التقديرات انطلاقاً من الطلب العالمي المتزايد على الماس الوردي النادر الخالي من الشوائب والذي يتمتع بمواصفات ممتازة، كما أن ظهور “دي سبيريت أوف روز” في هذا المزاد سوف يتزامن مع التوقيت الذي سيتم فيه إقفال المصدر الأهم عالمياً لاستخراج الماس الوردي، أي منجمArgyle في أستراليا، والمعروف منذ ثمانينيات القرن الماضي بأنه المزوِّد الأول في العالم لهذه الأحجار الكريمة النادرة، ولكنه سيُقفل في نهاية العام 2020 بسبب استنفاذ كل كمية الماس التي كانت موجودة فيه.
وبما أن الحصول على الماس الوردي بأي قياس هو أمر نادر في الطبيعة، وبما أن الماسات التي تتخطى زنتها 10 قراريط لا تتعدى نسبتها 1% من مجموع الماس الوردي، وفقط 4% من هذه الماسات القليلة تتمتع بلون زاهٍ وحيوي ويتم تصنيفها في فئة الماسات الفاخرة والحيوية Fancy Vivid، فإن ذلك يجعل من The Spirit of the Rose إحدى الماسات الأندر حول العالم والأكثر قيمة، وتقديمها في المزاد فرص استثنائية لا تتكرر إلا نادراً. والجدير بالذكر أن هذه الماسة التي تبلغ زنتها 14,83 قيراطاً كما ذكرنا، تتمتع بقطع بيضوي ممتاز، فتتراقص التدرجات الوردية لأوجهها المتعددة أمام العيون، ليستمتع الناظر إليها بهذا المشهد الطبيعي الذي يسلب القلوب، ويفوح منه أريج الماسات الروسية الآتية من إرث يمتد إلى أكثر من قرن حتى اليوم.
الماس الوردي بطل من أبطال المزادات
لقد استطاع الماس الوردي أن يفوز بجدارة باهتمام جامعي الأحجار الكريمة حول العالم، لا بل أنه قد استطاع احتلال الصدارة بين كافة أنواع الماس الملوّن، فإذا نظرنا إلى الماسات العشرة التي حققت النتائج الأبرز في المزادات العالمية، نجد أن خمسة منها كانت ماسات وردية. وعمليات البيع والشراء هذه قد تمت في العقد الأخير من الزمن، ما يؤكد على الإهتمام الزائد بهذا النوع من الماس النادر. واليوم، بما أن الاتجاه السائد هو نحو انكفاء كمية الماس الوردي من الأسواق بسبب النضوب الحاصل في المنجم الأبرز، فإن هذه الماسات ستصبح أكثر ندرة وسيكون الجامعون أكثر إصراراً على الحصول عليها مما سيرفع قيمتها المادية وعلى الأرجح ستحقق نتائج أبرز في المزادات العالمية.
والجدير بالذكر أن الماسة التي حققت النتيجة الأبرز في المزادات العالمية هي The Pink Star التي تزن 59,60 قيراطاً، وقد تم بيعها في مزاد Sotheby’s Hong Kong في العام 2017 بقيمة 71,2 مليون دولار.
ومن العمليات الأبرز لبيع الماس الوردي في العالم، نذكر ماسة The Pink Legacy التي تبلغ زنتها 18,96 قيراطاً وهي خالية من الشوائب، مستطيلة القطع تتمتع بلون زاهٍ وحيوي، ا تم بيعها في مزاد Magnificent Jewels لدار Christie’s الذي أقيم في جنيف في نوفمبر من العام 2018 حيث حققت نتيجة مبهرة إذ قامت دار Harry Winston بشرائها بقيمة 50,375,000 فرنك سويسري أي ما يعادل تقريباً 55,6 مليون دولار أميركي، ومن هذا المنطلق تم تغيير تسميتها إلى The Winston Pink Legacy. كما وتم بيع ماسة Graff Pink التي تزن 24,78 قيراطاً في مزاد Sotheby’s في هونغ كونغ في نوفمبر 2010 بقيمة 46,2 مليون دولار أميركي.
رمزية الماس الوردي
هو اتحاد بين “شغف الأحمر” و”نقاء الأبيض” ينتج عنه اللون الوردي، الذي يزداد طاقة وحيوية كلما مال نحو الأحمر، ورقة وهدوءاً كلما ارتفعت نسبة البياض في تركيبة هذا المزيج الأنثوي الخاص… والأحجار الكريمة الوردية اللون كثيراً ما تزيّن إبداعات الصائغين العالميين، ومناسبات السيدات اللواتي يردن التباهي بأنوثتهنّ الطاغية، وهؤلاء طبعاً لسن بقليلات…
أما الماس الوردي الذي يرمز إلى الحب المتبادل وتقدير الذات والرومانسية واللطف والقلب الطيب، فيقال أنه قادر على تعزيز الخيال والقدرة على الخلق والإبداع الفني والأدبي عند الشخص الذي يمتلك هذا الحجر، كما أنه يساعده على فهم حقيقة الأمور والقيمة الحقيقية لها. ومن المقولات المتعلقة بالماس الوردي أيضاً أنها تمنح مالكها القدرة على القيام بالخيارات الصحيحة، وتعزز قدرته على التركيز والتفكير، كما أنها من الممكن أن تساعده في مواجهة صعوبات الحياة، التخفيف من المخاطر والاستفادة من الفرص على أكمل وجه.
أشهر الماسات الوردية
منذ أن تم اكتشاف الماس الوردي لأول مرة في مناجم الهند منذ قرون، حظيت هذه الماسات بإعجاب الخبراء وأثارت شهية الحكام والملوك لاقتنائها.
وللمصادفة، فإن العديد من الماسات التاريخية العظيمة هي وردية اللون، ومن أبرزها نذكر الماسة المستطيلة القطع Darya-i-Nur التي تزن بين 175 و195 قيراطاً هي الجوهرية الرئيسية في التاج الملكي الإيراني، إلى جانب ماسة “نور العين” أو Nur ul-Ain التي كانت تشكل جزءاً مهماً من من ماسة Great Table التي رُصِّع بها عرش الأمبراطور المغولي Shah Jahan في القرن السابع عشر.
كما ونذكر أيضاً ماسة Agra الوردية اللون التي تزيد زنتها عن 32 قيراطاً والتي يقال أنها كانت تعود لأول حكام المغول Babur، وماسة Hortense المستطيلة القطع التي تزن 20,53 قيراطاً، وهي كانت من بين الجواهر التي تزيّن التاج الملكي الفرنسي ولكنها اليوم من ضمن مجموعة متحف اللوفر في باريس. كما ونذكر أيضاً الماسة الوردية Williamson التي تزن 23,60 قيراطاً التي تم تقديمها كهدية للملكة إليزابيت الثانية في عرسها.
اعداد: ليزا ابو شقرا