لم يقع إختيار مؤسس “الشركة العالمية للساعات” المعروفة الآن بـIWC عام 1868 على مدينة Schaffhausen عن طريق الصدفة، فهذا الموقع الإستراتيجي سمح لها الاستفادة من الطاقة الكهرمائية التي توفرها شلالات الراين القريبة، وهي الأكبر في أوروبا.
مع احتفال الشركة بعيدها الـ150، قامت برفع الستائر عن مساحة 13500 متراً مربعاً واقعة في منطقة Merishausen القريبة لتكون مقراً للمصنع الجديد أو الـ Manufakturzentrum الذي يوحّد 11 قسمًا منتشراً في مواقع مختلفة في Neuhausen و Schaffhausen ، بما في ذلك إنتاج آليات الحركة الداخلية ومكونات الحركة بالإضافة إلى علب الساعات. تم إنجاز المصنع الجديد خلال 21 شهراً فقط، ويعدّ هذا الأمر خطوةً طبيعيةً تساعد على نمو الشركة السريع على مدى العقد الماضي، خصوصاً ان شركة IWC هي أكبر صانع ساعات في مجموعة Richemont.
وقد تم تصميم المبنى الذي يبلغ طوله 139 مترًا وعرضه 62 مترًا من قبل الرئيس التنفيذي Christoph Grainger-Herr، والذي كان يعمل سابقاً “مهندس العلامة التجارية” “Brand Architect” تابع لشركة IWC. استلهم السيد Grainger-Herr من أجنحة المعرض المستحدث، مما يعني الكثير من الزجاج والخطوط الهندسية. هذا وتتميز المساحة بواجهة زجاجية مساحتها 2200 متراً مربعاً، مما يسمح بدخول الكثير من ضوء النهار الطبيعي.
تعزز الآليات والماكينات المتطوّرة والمصمّمة خصيصاً لمصنع IWC، ليس فقط سير العمل، ولكنها توفر أيضًا عنصرًا من العظمة حيث تستضيف الزوار من جميع أنحاء العالم. مثل العديد من مصانع الساعات الحديثة، تم بناء Manufakturzentrum ليكون منشأة إنتاجية و أيضًا منصّة للعلامة التجارية لعرض جانبها الفني.
اقسام مصنع IWC
انتاج آليات الحركة
حظي موقع عالم الساعات والمجوهرات بفرصة زيارة مصنع Manufakturzentrum بحيث تمّ استقبالنا عبر اللوبي أو مدخل ذات سقفٍ مرتفعٍ يبلغ 9 أمتار ويقود نحو القسم المخصص لإنتاج آليات الحركة الميكانيكية، حيث يتم إنتاج 1500 قطعة مختلفة من صنع IWC، بما في ذلك الجسور والتروس والدوار والنوابض وأجزاء المضاعفات. أمّا ومن خلال الواجهة الزجاجية، تمكنّا من متابعة جميع خطوات الإنتاج.
التجميع والمهارة اليدوية
تعتبر عملية الإنتقال من إنتاج مكونات الحركة إلى تجميعها سلسة جداً. في حين أن إنتاج مكونات الحركة مؤتمنة إلى حد كبير، فإن تجميع حركات الصنع عملية حساسة يجب إجراؤها باليد. فما من آلة تملك الإمكانيات لجمع مكوّنات حركة معقدة وبث الحياة فيها كالمهارة اليدوية. في مرحلة ما قبل التجميع، حيث يتم تجميع الألواح والجسورإلى جانب عدد كبير من المكونات الأخرى لتشكيل قطعة واحدة. هذه المكونات المجمعة يتم إرسالها إل صفوف التجميع مع مكونات محفوظة في المخزون. في هذه الصفوف يتم تجميع وإنجاز الحركات أمثال عائلتي كاليبر 52 و69.
تصنيع العلب
يضمّ الطابق السفلي للمصنع الجديد قسم تصنيع العلب حيث يتم إنتاج تشكيلة واسعة من العلب المشغولة بالفولاذ والتيتانيوم والبلاتين والذهب الأحمر والأبيض والبرونز.
بعض مميّزات مصنع IWC
الاستدامة هي أيضاً من العناصر المهمة في قلب المصنع الجديد، فقد تمّ تصميم السطح بألواح الطاقة شمسية ويتم سحب المياه من مصدرين للمياه الجوفية. امّا وللحدّ بشكل فعّال من استهلاك الطاقة، تمّ استخدام التحكم الأوتوماتيكي في الإضاءة إلى جانب مصابيح LED. ولحماية المصنع وزواره من أشعة الشمس الحارقة ومن حرارتها المرتفعة، تمّ الإعتماد على الستائر التي تعمل بواسطة المستشعر فتنخفض وترتفع تلقائاً اعتمادًا على كثافة الأشعة المنبثقة.
وتماماً مثل المقرّ الرئيسي للشركة في شافهاوزن، فإن المصنع الجديد سوف يعمل على الطاقة الكهرومائية، وهو نظام معتمد منذ تأسيس IWC قبل 150 عاماً.