باعتبارها واحدة من أقدم صانعي الساعات الفاخرة في العالم، تركت IWC بصماتها في عالم الساعات منذ عصر ساعة الجيب، مروراً بساعات الطيران وأزمة الكوارتز، وصولاً الى اصداراتها المتطوّرة في القرن الحادي والعشرين. وقد أتيحت لنا الفرصة لمقابلة أحد أفضل المبدعين في عالم صناعة الساعات، Christian Knoop، المدير الإبداعي لـ IWC. هو ألماني الجنسية، درس Knoop التصميم الصناعي واستمرّ في بثّ إحساسه وفهمه للتصميم في الشركات التي تصنع مجموعة من المنتجات، من الأجهزة المنزلية إلى الطائرات. لأكثر من عقد من الزمان، يعمل Knoop مع IWC ويعترف بأن الساعات هي “أكثر المنتجات عاطفية” التي تعامل بها على الإطلاق. نظراً لاهتمامه الشديد بالتصميم، فإن Knoop هو رجل له اهتمامات متنوعة، بما في ذلك الهندسة المعمارية والإبحار والغولف. فيما يلي اهم ما جاء في المقابلة الحصرية التي خصّ بها موقع عالم الساعات والمجوهرات بُعيد إطلاق ساعة Pilot’s Watch Chronograph TOP GUN Edition “SFTI” الجديدة.
منذ عام 2007، أنتجت العلامة التجارية عدداً من الطرازات التي تحتفل ببرنامج SFTI. كيف تحافظ مجموعة TOP GUN على استمراريتها وجاذبيتها على مر السنين؟
بدأنا في عام 2007 ونجمع تاريخنا في صناعة ساعات السيراميك السوداء ضمن مجموعة TOP GUN مع هذا الكرونوغراف المزدوج الأيقوني حيث قمنا بإطلاقه لأول مرة في سان دييغو وقد حظيت هذه القطعة باهتمام كبير. وعلى مرّ السنين، تميز خط TOP GUN دائماً بأنه الأكثر تقنية وأكثر توجهاً نحو الاسلوب العسكري. وقد قمنا بإضافة المزيد من الحركات والإصدارات الحديثة إلى هذا الخط بدءًا من تلك القطعة المنفردة من عام 2007، وصولاً الى 5 ساعات في السنة ( مع حركات متنوعة بين التقويم الدائم، الكرونوغراف، والحركة الأوتوماتيكية). ثم قمنا بتصنيع كلّ شيء في الدار على مرّ السنين، وذلك بإستخدام المزيد من المحتوى التقني لهذه الساعات. تتماشى جماليات هذه المجموعة بالأبيض والأسود إلى حدّ كبير مع تصميم IWC وألوانها وهذا نوع من الجوهر العصري الخالد أساساً لساعات الطيران. في الواقع، ان مجموعة TOP GUN تجذب الاشخاص الذين يحبون الساعات السوداء التي تتميّز بسهولة قراءة الوقت، والتي لم تفقد أيّ جاذبية على مرّ السنين.
بعد أول علبة للساعة مصنوعة من السيراميك بلون رمال الصحراء العام الماضي، هل تفكر IWC في إنتاج المزيد من إصدارات TOP GUN Edition “SFTI” بعلب ملونة؟
ان هذا الامر قد منح مجموعة TOP GUN العسكرية شكلاً جمالياً جديداً. ان هذا اللون مستوحى من الرحلات الى القواعد الجوية في الولايات المتحدة والتي حظيت باهتمام كبير. لذلك هناك المزيد من هذه الإصدارات في المستقبل.
لماذا يعتبر برنامج SFTI مهماً لـ IWC؟
لدينا تاريخ طويل لأكثر من 80 عاماً من ساعات الطيران التي تمثل جزءاً من هوية IWC. فهذه الساعات هي احدى أكثر خطوط الإنتاج شهرة للدار والتي تمثل حمضها النووي الهندسي مع التركيز على التصميم النظيف والرصين. برنامج البحرية الأمريكية أو SFTI ممتع للغاية لأن هؤلاء الطيارين هم من نخبة النخبة. عليكم ان تعرفوا أن الطيران للبحرية الأمريكية هو أمر صعب للغاية خاصة في طائرة نفاثة سريعة او في طائرة مقاتلة. إنهم يخرّجون أفضل الطيارين، وهناك 5 ٪ من الطيارين تم اختيارهم فقط لمتابعة برنامج Top Gun وهذه الصورة المتمثلة في الارتباط الحقيقي ببرامج تدريب الطيارين الأكثر تقدماً وهذا ما يظهر دورنا التطلعي لساعات الطيارين، وبالتالي فإن Top Gun تمثّل بشكل مثالي مبادىء برنامج SFTI.
ما الذي يميّز ساعات الطيارين ويجعلها تجذب الناس اليها كثيراً؟
ان الطيران هو حلم صبي صغير، وهو حلم الكثير منّا، خصوصاً العاملين في IWC الذين يملكون هذا الشغف في الطيران منذ طفولتهم. هذا أيضاً مهم بالنسبة لي. كان حلمي أن اصبح طياراً. في النهاية، قادتني ساعات الطيارين إلى IWC بسبب جمالياتها النقية والمذهلة. ساعات الطيارين ليست مخصصة لقراءة الوقت، إنها تحفظ ذكرياتكم الشخصية وتذكركم ايضاً بأحلام طفولتكم ورؤيتكم. هذا يجعل الساعة الميكانيكية قوية للغاية ورائعة. لم يفقد حلم الطيران إمكاناته ولا يزال العديد من عملائنا يحبون ارتداء هذه الساعة للأسباب نفسها.
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة “انفجاراً” في المواد الجديدة في مجال صناعة الساعات، ولم تكن IWC استثناءً. كما رأينا في وقت سابق من هذا العام إطلاق Portugieser Perpetual Calendar 42 بعلبة من الـ Armor Gold، والآن استخدمتم الـ Cerratanium في العلبة الخلفية والأزرار الدفعية لساعة Pilot’s Watch Chronograph TOP GUN Edition “SFTI”. ما مدى صعوبة إنشاء مادة جديدة للساعات وأي مفاجأة خفية أخرى من هذا النوع قريباً؟
يعدّ العثور على مادة جديدة أمراً صعباً للغاية بسبب أمرين، فنحن لا نريد العثور على مادة جديدة عشوائية، شيء نادر او مجنون. لكن نرغب في العثور على مادة جديدة مرتبطة بتاريخنا، كوننا المهندسين في صناعة الساعات الراقية. يجب أن يكون لها خصائص مفيدة، لذا يجب أن تكون المادة الجديدة أقوى وأخف وزناً وأكثر تطوراً، ولها مزايا للعميل وبجانب الخاصية التقنية، يجب أيضاً أن تكون مميزة بصرياً. فأنا لست مهتماً بسبائك الفولاذ الجديدة لأنها هي مثل الفولاذ العادي، وهذا ما لا يناسب تطلعاتنا لبيع المنتجات الفاخرة. لذلك يجب أن تتطابق كل من الخصائص التقنية الجماليات وأن تكون مختلفة ومقنعة لتقديم مادة جديدة. والشيء الآخر هو أن IWC في الثمانينيات كانت رائدة في إدخال السيراميك والتيتانيوم في صناعة الساعات. نحدد هاتين المادتين على أنهما مجالات اختصاصنا، في تصنيع علب الساعات. لم نكرر المواد التي قدمناها سابقاً فحسب، لكننا استخدمنا ابتكاراتنا في هذه المواد. لذلك، بدأنا بالتيتانيوم ذات الدرجة الثانية في الثمانينيات، ثمّ قدمنا التيتانيوم ذات الدرجة الخامسة وهو أقوى مع خصائص السطح الأخرى و قد أدخلنا titanium aluminide . ونفس الشيء بالنسبة للسيراميك، لقد أدخلنا العديد من أنواع السيراميك المختلفة في الوقت المناسب لنصبح حقاً أسياد هذه المواد.
تجمع ساعة Chronograph TOP GUN Edition “SFTI الحديثة بين 3 من أكثر المواد شهرة في IWC. سيراميك أوكسيد الزيركونيوم، التيتانيوم والسيراتانيوم، تأتي جميعها في ساعة واحدة.
تحظى ساعات IWC بالكثير من الإلهام من عالم الملاحة وعالم الطيران، وهي ملتزمة بهذه الموضوعات منذ عقود. كيف تحافظ IWC على هذا الالتزام وتجعله جذاباً للجيل الجديد ومعجبي العلامة التجارية من جيل الشباب؟
هذه المجالات هي جزء من تاريخنا. وقد بدأنا منذ 80 عاماً وأكثر، نشارك هذا التاريخ مع العديد من العلامات التجارية السويسرية الأخرى التي تشترك في نفس الخلفية. تدمج IWC دائماً هذا التاريخ الرائع مع الجانب الحديث من خلفية هذه المجالات. في هذا العام عندما أعدنا إطلاق خط Portugieser، أقمنا بعض الشراكات مع Orlebar Brown المتخصص في ملابس السباحة والأزياء، ما ساهم في خلق زاوية معاصرة للعملاء الأصغر سناً. بالنسبة لساعات الطيارين، نقوم بالشيء نفسه بشكل خاص مع تعاوننا مع البحرية الأمريكية وأيضاً مع الطيارين الشباب ذكوراً وإناثاً من فئة الشباب الأصغر سناً. بذلك اننا نتوجه الى عالم الطيران الحديث بدلاً من الرجوع إلى التاريخ. لذا فإن كلا الجانبين مهم IWC تعرف كيف تجمع بين الحداثة والتاريخ العريق بأسلوبها الخاص.
الآن بعد 12 عاماً من العمل في IWC، ما هو مصدر الهامكَ؟
انها 12 سنة رائعة مع IWC، وبالنسبة لي فإنها الوظيفة التي لطالما حلمتُ بها وهي الحصول على هذه الفرصة للعمل على ساعات للعلامة التجارية الأيقونية. لكني أجد جانبين محفزين: الأول هو مقابلة عملائنا، والاستماع إلى قصصهم الشخصية حول الساعات التي قاموا بشرائها، وورثوها بمرور الوقت وسماع مدى عاطفتهم في ساعاتهم ومدى اهتمامهم وشغفهم بها. أما الأمر الثاني، فهي العلاقات التي جمعتنا مع شركائنا، مع فريق مرسيدس فورمولا 1، Lewis Hamilton، Solaris، Orlebar Brown… هذه فكرة ثاقبة للغاية، أحصل دائماً على فرصة الغوص في عالم جديد لسماع شيء عن مهنة مختلفة، وكيف يلعب الوقت والساعة في حياتهم. لدينا تبادل إبداعي مثمر للغاية لنقل جماليات معينة إلى ساعة لم يحدث من قبل.
ما هي رسالتك للجيل القادم؟
لقد لمستُ اهتماماً لا يصدق بالساعات الميكانيكية لدى جيل الشباب، فالساعات لا تزال جزءاً من الموضة والأناقة. ان الساعة هي قطعة مستدامة، أي تنتقل من جيل لآخر، يمكنكم إصلاحها والاحتفاظ بها. وأيضاً ما يجعلنا نواصل العمل كفريق مبدع، هو ان هناك دائماً طرق للابتكار لتحديث التصميم وإضافته إلى منتج يبلغ 100 عام دون جعله يبدو قديماً. أجد هذا مرضٍ جداً كمصمم للجيل القادم!