Rexhep Rexhepi حارس بارز لمستقبل الساعات الفاخرة

 

إن مؤسس Akrivia هو الأكثر عبقرية بين صانعي الساعات، يجمع بين درجة نادرة من المهارة الطبيعية وحكمة رجال الأعمال مع وضوح مطلق في الرؤية. فلا عجب أنه قد صار مقصداً لخبراء الساعات.

خلال مسابقة جنيف الكبرى للساعات الراقية GPHG في شهر نوفمبر 2018، هتف الجمهور بصوت عالٍ لحظة الإعلان عن الفائز بجائزة الساعات الرجالية Men’s Watch Prize، والتي حصلت عليها دار Akrivia ومؤسسها Rexhep Rexhepi، وهذا ما يدل على أن هذا الشاب صانع الساعات المستقل قد جذب إليه أهم خبراء الساعات وأهم صانعي الساعات على حد سواء.

إن Rexhep، البالغ من العمر اليوم 31 عاماً، يتمتع بخبرة كبيرة في مجال صناعة الساعات، وقد اختار موقع المقرّ الرئيسي لعلامته التجارية، التي تبلغ من العمر 6 سنوات، في شارع ضيق من جنيف القديمة. وقد حرص أن يكون المشغل في الطابق الأرضي من مبنى حجري يحتوي على النوافذ الكبيرة التي تسمح للضوء الخارجي بالدخول، وتشبع أيضاً حشرية المارة وتتيح لهم مشاهدة الساعاتيين وهم يجلسون إلى مناضد العمل الخاصة بهم.

 توظف Akrivia الآن 6 صانعي ساعات، بما في ذلك شقيق Rexhep الأصغر، Xhevdet ، وواحد من أقدم أصدقائه. ويرجع السبب في وجود مثل هذا الفريق المترابط إلى الثقة والتعاطف، كما يقول Rexhepi وهو ما يعني التزاماً عميقاً لصنع الساعات على طريقته الخاصة، وهو ما يصفه بأنه نوعاً من “العقاب” لهم.

“أنا رجل تقليديّ، وأرغب في أن أصنع الساعات بالطريقة التقليدية” يشرح Rexhep. “لا يتعلق الأمر فقط بالمظهر، أو التعقيدات، فأنا أريد أيضاً أن يتم صنع الساعات من البداية إلى النهاية من قبل صانع ساعات واحد”.

“في البداية ، كنت ساذجاً بما يكفي لأعتقد أنه يمكنني بسهولة العثور على صانعي ساعات للعمل في Akrivia”، يقول مع ابتسامة ساخرة. “أدركت بسرعة أنني كنت مخطئاً. نحن بحاجة إلى خبراء يتقنون 9 حِرَف مختلفة على الأقل، وليس فقط المهارات اللازمة لتجميع التعقيدات في الحركة، ولكن أيضاً التشطيب، الزخرفة والنقش”، ويضيف “إن التشطيب لا يتقنه صانع الساعات إلّا إذا كان فناناً”.

على الرغم من أن Rexhep كان مقدّراً له أن يكون صانع ساعات، إلا أن طريقه لم يكن سهلاً. بعد أن نشأ في كوسوفو، أصبح هذا الشاب مفتوناً بالساعات في سن مبكرة، كان والده يعمل في سويسرا وخلال زياراته للمنزل، كان يرتدي ساعة سويسرية. “أتذكر، عندما كنت في السادسة أو السابعة من عمري، سمعت تكّات الساعة، وأردت فقط أن أفهم من أين يأتي ذلك الصوت. حينها، حاولت استكتشاف ما في داخل ساعة Tissot من خلال فتحها، الأمر الذي جعلني أتعرض لصفعة كبيرة من والدي!”.

في أواخر التسعينيات، بعد أن دمّرت الحرب وطنه الأم، تمكّن Rexhep الألباني الأصل، البالغ من العمر 12 عاماً، من الهجرة والانضمام إلى والده في سويسرا. وقد تقدم بطلب انتساب إلى مدرسة Patek Philippe لصناعة الساعات في سن الـ14، وتم قبوله كمتدرّب عند بلوغه سن الـ15، وقضى ما مجموعه 5 سنوات هناك، فيقول “فعلاً ما كنت لأتمنى لنفسي انطلاقةً أفضل من ذلك!”.

وقد حظي Rexhep في ذلك الوقت بفرصة المشاركة في تطوير تعقيدات حركة BNB التي لم تعد تستخدم في يومنا هذا، فيقول “وكأنهم قاموا برميك في المحيط ليعرفوا ما إذا كان بإمكانك السباحة” ويضيف “كانوا يطلبون مني أن أذهب وأكتشف كل شيء بنفسي، وهذا ما أحببته كثيراً”.

في غضون 18 شهراً حظي Rexhep بفرصة ترأس فريق مكوّن من 15 شخصاً للعمل بحسب توجيهاته؛ كان عمره آنذاك 21 سنة فقط. ثم عاد Rexhep إلى صناعة الساعات الكلاسيكية في دار F.P. Journe ، وهو ما اعتبره “حلم كل صانع الساعات”، حيث حظي بفرصة العمل على  ساعة Resonance المعقّدة. ولكن في سن الـ 25، قرر أن العمل لأشخاص آخرين لم يعد يشبهه، وأسس Akrivia.

 

قدرة إنتاجية سابقة لأوانها

كما لو أنه لم يكن كافياً أن تكون البداية بنظام التوربيون، كان إصدار  Rexhep الأول لـAkrivia ، يحمل إسم AK-01، وهو عبارة عن ساعة الكرونوغراف الأحادي الدفع المزوّدة بآلية توربيون. “قررت أنني سأقوم بصنع الساعة التي كنت أرغب فيها، لذلك كرّست نفسي لها. لم أفكر بالفعل في مخاطر هذا القرار، ولست متأكداً من أنني سأفعل الأشياء بنفس الطريقة مرة أخرى “.

وقد توالت بعد تلك الساعة 4 إصدارات أخرى تعمل بآلية توربيون في غضون 4 سنوات: ساعة AK-02 التي تعرض الوقت فقط؛ ساعة AK-03 الرنانة والنطاطة؛ ساعة AK-04 ذات العقرب الضابط، و  AK-05التي تتميّز بتقنية Tourbillon Barrette Miroir. ثم تأتي أول ساعة لا تضم آلية توربيون هي AK-06، التي تمنح آلية ضبط الثواني من الصفر، ووضعت هذه الآلية على جانب الميناء بحيث تحظى بالتقدير اللازم.

أما وفي العام الماضي، أطلق Rexhep ساعةChronomètre Contemporain  مع كاليبر RR01 الذي فاز بجائزة GPHG  لعام 2018، وهذا ما فتح فصلاً جديداً لـAkrivia.

فهذه الساعة مستوحاة من الساعات الكلاسيكية التي كان يرتديها الضباط في أربعينيات القرن الماضي، وهي عبارة عن ساعة كرونوميتر تعرض الوقت فقط.  وللمرة الأولى، لا يمكن رؤية الحركة من الجهة الأمامية للساعة، فيما يضم الميناء المطلي بالمينا Grand Feu اسم Rexhep Rexhepi  نفسه.

ومع ذلك، فساعة Chronomètre Contemporain تشبه تماماً جميع الإصدارات السابقة لـAkrivia، من حيث تناسق تصميمها الجمالي وهندستها الحركية، وطريقة التنفيذ التقليدية التي لا تشوبها شائبة. وهنا يشرح Rexhep أن “الهوية المرئية مهمة جداً”، ويتابع ويقول “ساعاتنا تُعرف بمجرد النظر إليها لأن كل شيء، بما في ذلك الحركة، متناسق. وهذا نوع من التعقيدات الإضافية التي تتمتع بها الساعة والتي توازن الجانب التقني مع الجانب الجمالي “.

ولكن هناك ميزة خاصة تتجاوز الصناعة واللمسات النهائية: فعندما ترتدي ساعةAkrivia  سوف تشعر بأنها تتمتع بروحية ونهج صانعها. هذه الساعات بالتحديد تبدو وكأنها تملك “روحاً” خاصة بها، لا تملكها سوى ساعات قليلة جداً من الساعات المعاصرة. ربما يأتي ذلك، على الأقل جزئياً، من إعجاب وتقدير Rexhep لـGeorge Daniels: “لقد كان يعمل في عزلة، لا يهتم برأي الناس حول ما كان يقوم به! لقد تركت طريقة العمل هذه انطباعاً كبيراً في نفسي” يقول Rexhep.

تنتج Akrivia حالياً حوالي 25 إلى 30 ساعة كل عام حسب الطلب، وتتراوح أسعارها بين 55,000 و240,000 فرنك سويسري. في عالم التجارة والأعمال، إن Rexhep هو رمز للهدوء والصبر، وبالنظر إلى السرعة التي حقق فيها النجاح، قد يظن البعض ان انتشار Akrivia يجب أن يكون سريعاً أيضاً، لكنه يتمهّل جداً ويأخذ وقته في ما يرتبط بالنمو والازدهار. “إن نمونا يمكن أن يكون متناغماً فقط عندما يتماشى مع فلسفة منتجاتنا، مما يعني ساعات طويلة من العمل اليدوي الشاق. وهذا يخفض بشكل طبيعي كمية الإصدارات” يقول Rexhep. كما أنه قد أعلن قلقه حيال نمو Akrivia الكبير الذي من شأنه أن يمنعه من العمل بنفسه، فيجعله مديراً في الدار، بدلاً من المشاركة في صنع ساعاته.

يشرح “إتخذت السنوات الـ5 الأولى بعد إنطلاق Akrivia منحنى تعليمياً شاقاً للغاية، وكان عليّ أن أواجه العديد من التحديات، لكنني لم أفقد الثقة في حلمي أبداً، ولن أساوم على رؤيتي”. ويضيف “لقد حالفنا الحظ لأن لدينا مجتمع متحمس من جامعي الساعات يثقون بنا”.

ربما لا يتعلق الأمر بالكثير من الحظ، إن تمتّع Rexhep Rexhepi بالموهبة الفطرية، العاطفة، الطموح والأهم من ذلك، النضج وضبط النفس يجعله من المبدعين الذين لا مثيل لهم بين أبناء جيله، وهو حارس بارز لمستقبل الساعات الفاخرة.

إعداد: ساندرا ليين      

مجلة عالم الساعات والمجوهرات- عدد يناير /مارس 2019

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة