Studio Caramel حلاوة التصميم ودقة التفاصيل

رامي بو شديد وكارل شكري، مصممان شابان إلتقيا على مقاعد الجامعة خلال دراستهما للديكور الداخلي في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة  Académie Libanaise des Beaux-Artsفي بيروت، ليتوجّه كارل بعد ذلك إلى إسبانيا ويحصل على شهادة الماجستير من جامعة IED Madrid، بينما نال رامي شهادة الماجستير من جامعة Scuola Politecnica di Design في ميلانو – إيطاليا. وعند عودتهما إلى بيروت، عاد هذان الشابان واجتمعا على الشغف بالأفكار الإبداعية العصرية، وقاما بتأسيس Studio Caramel.

هذه التسمية، صحيح أنها تجمع بين أسماء مؤسسيّ الاستديو، ولكنها أيضاً تتماهى مع جوهر وطبيعة قطع الأثاث والأكسسوارات التي تحمل توقيعه وهي تفيض “حلاوة” إذا صح التعبير، وتتميّز بفرادتها من ناحية الأفكار الإبداعية والدقة في التفاصيل، والإتقان من ناحية التنفيذ الفني. وفي لقاء مع الشريك المؤسس رامي بو شديد، كان لنا هذا الحوار حول سياسة الاستديو وإنجازاته ومشاريعه المستقبلية.  

 

نحن نعلم أنكما التقيتما أثناء الدراسة، لكن من أين أتت فكرة “Studio Caramel“، وهل كان من السهل العمل معاً في إنشاء الاستوديو الخاص بكما؟

كان إنشاء Studio Caramel مليئاً بالتحديات، فقد كان يلزمنا رؤية واضحة للعمل الذي نريد إنجازه حتى نستطيع الولج إلى عالم المصممين الكبير محلياً، ولكن الأهم من ذلك الوصول إلى المنصة الدولية. الاستوديو هو نتاج عمل مصممين متحمسين للمهنة، استطاعا اكتساب الخبرة وتركيز إسميهما كمصممين في أوروبا، وقد استشرفا الفرصة للجمع بين معرفتهما واستخدامها لإنشاء مشغل للمفروشات والأكسسوارات العصرية، تكون مهمته تلبية حاجات الزبائن والمؤسسات.

 

ما هو مصدر إلهماتكم كفريق، وهل تحرصون على وضع كل قطعة ضمن سياق تاريخي معيّن، أو إنكم تمزجون بين اللمحات التاريخية والعصرية من ناحية التصميم والألوان والفنون المستعملة في قطعكم؟

كل قطعة لها جوهرها الخاص. عند تصميم القطعة، لا نتّبع أية قواعد محددة، ولكن من الضروري أن تتحلى قطعنا بثلاث سمات شديدة الأهمية وهي: الأصالة والكفاءة والتوجّه المباشر نحو الهدف. فإذا أخذنا هذه الأمور بعين الإعتبار خلال التصميم ووضع الأفكار الرئيسية، فإن ذلك يزيد من مستوى الإبداع.

 

هل تعمل مع كارل سوياً على تصميم وإنتاج كل من القطع، أو كل منكما يضع أفكاره في قطع مستقلة؟

كل قطعة يتم إنتاجها في استوديو كاراميل هي عبارة عن عمل مشترك بين أفراد الفريق. ما نقوم به نحن هو توجيه الأشخاص المشاركين في إنتاج العمل الإبداعي للتأكد من أن المنتج النهائي يجسّد قيم ومعايير Studio Caramel. فتميّزنا يكمن في متابعة مسار الأمور عن كثب والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.

 

ما هي المواد الرئيسية التي تستخدمونها، وكيف يتم اختيارها؟

لقد اختبرنا العمل بالعديد من أنواع المواد مثل الحجر، الخشب، الرخام، المعادن وحتى بلاط الموزاييك، وكل من هذه الأنواع له استعمالاته الخاصة. لكل مشروع أو تصميم جديد نختار المواد المناسبة. فإذا أخذنا صخور البازلت Basalt على سبيل المثال: هي أحجار بركانية، يتم استخراجها من المناطق التي تحتوي الحمم البركانية الباردة: هذه المادة ممتازة لصناعة قطع المفروشات والأكسسوارات المخصصة للاستعمال خارج المنزل، لأنها ثقيلة كفاية لمقاومة الرياح كما أنها لا تشرب المياه التي تتعرض لها. والمبدأ نفسه يسري على المواد الأخرى، فلكل منها استخداماتها الخاصة.

 

ما هي “نقطة البداية” للقطعة؟ هل يتم رسمها في البداية وبعد ذلك تختارون المواد، أو إنكم تقررون العمل على مادة معينة وهي تكون مصدر إلهامكم لتصميم القطعة؟

في الغالب، ننطلق من فكرة يقترحها علينا الزبون. وبعد ذلك نقوم بتبادل الأفكار والتعمّق بها للوصول إلى الفكرة النهائية الواضحة، وهنا تبدأ عملية إنجاز الرسوم الأولية. خلال عملية إنجاز الرسومات وخلق التصورات الثلاثية الأبعاد، نقوم باختبار العديد من المواد التي يمكن أن تكون مناسبة للعمل وصولاً إلى مرحلة التأكد من طبيعة المنتج النهائي الذي نريد تقديمه إلى الزبون، وبهذه الطريقة يمكننا أن نكون بمنتهى الوضوح معه، وأن نقدّم له المنتج الأفضل بحسب رغبته.

 

هل تتبعون أي توجّهات أو موضة عند التصميم، أو تتكلون فقط على أفكاركم وقدرتكم على الإبداع؟

لقد عُرف Studio Caramel بخطوطه التي تجمع بين الجذور التقليدية والعصرية على حد سواء. الأهم بالنسبة إلينا هو التمسّ: بشدة برؤيتنا الخاصة. وهذه الرؤية تشمل أصالة التصميم، الخطوط الجمالية التي تدوم طويلاً، والطبيعة الوظيفية للقطعة وصفاتها العملية.

 

عملكم يحتاج إلى الكثير من المهارات في الصناعات اليدوية والفنون. هل يقوم فريقكم بإنتاج القطع يدوياً، وإلى أي مدى تدخل التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ قطعكم؟

إن الأجزاء الأكثر أهمية في قطعنا مصنوعة يدويًا بواسطة حرفيين موثوقين الذين قمنا باختيارهم ليكونوا جزءاً من فريقنا وعائلتنا خلال سنوات خبرتنا السابقة. للتوضيح وباختصار، نستخدم التكنولوجيا في أجزاء معينة من المشروع، بطريقة تساعدنا على تقليص وقت الإنتاج. بعد ذلك، يتم إرسال جميع أجزاء القطعة التي تحتاج إلى تدخّل الآلات لإنتاجها مع القطع التي تُصنع يدوياً سوياً إلى الحرفي الذي يجمعها في قطعة واحدة متكاملة.

 

ما هو تعريف “الجمال” من وجهة نظرك؟ وكيف تعبر عن ذلك من خلال القطع الخاصة بك؟

بالنسبة لي، الجمال ليس له تعريف. إنه معقد وغير منتظم ويتغير باستمرار مع مرور الوقت. خلال إنتاج قطعة فنية أو قطعة أثاث معقّدة للغاية، فإن العمل الدقيق الذي يُنجز خلال عملية الإنتاج، كما أن سهولة استخدام القطعة من قبل العميل هما العملان اللذين يجعلان هذا الأخير يبصر الجمال في القطعة. باختصار، يمكنني القول أن القطع التي تحمل توقيع Studio Caramel هي تلك التي تحرّك مشاعر الأشخاص الذين يرونها وتثير رغبتهم في طرح الأسئلة حولها.

 

ما هي التحديات الأكبر في عملكم، ونقاط القوة؟

التحدي الأكبر بالنسبة لي هو الإلتزام الكلي بالمعايير العالية المستوى لعمل الاستديو. مستوى التطوّر مستمر بالارتفاع، ولا مجال لارتكاب الأخطاء ولو حتى الصغيرة منها. أما نقاط القوة فهي الإنفتاح والإيجابية التي نعمل على الحفاظ عليها، وهي تساعدنا في مواجهة التحدي المذكور سابقاً بالإضافة إلى التحديات الأخرى المحتملة.

 

أين تعرضون أعمالكم، هل تحصرونها في لبنان أو لديكم انتشار في الخارج؟

إن معظم القطع التي قمنا بتصميمها وإنتاجها كانت محدودة الإصدار وهي موضوعة في منازل عملائنا، ولكن يمكنكم رؤيتها على موقعنا الإلكتروني www.studio-caramel.com كما أن بعض أعمالنا معروضة أيضاً في عدد من صالات العرض اللبنانية وفي الخارج. يمكن للراغبين معاينة قطعنا لدى غاليري White Walls في منطقة مار مخايل، أو في مواقع التخزين الخاصة بنا في بيروت. وفي باريس، قطعنا معروضة في صالة العرض Kann Design وعنوانها 51, rue des vinaigriers. ومؤخراً اتخذنا القرار بأننا سوف نبدأ بوضع قطعنا لدى عد من بائعي التجزئة في مناطق مختلفة، وسنعلن عن هذا الأمر في وقت قريب.

 

ما هي توقعاتكم وخططكم المستقبلية لـStudio Caramel؟

يمكنني القول أن Studio Caramel يتوسع ببطء ولكن بكفاءة. الآن وبعد أن حصلنا على جائزة Maison et Objet وبدأنا بالنتشار أكثر عالمياً، فإن الخطة المستقبلية تهدف إلى تعزيز انتشار الأفكار الخاصة بعلامتنا التجارية بشكل أكبر. لقد بدأت بذلك بالفعل، بحيث باشرنا التعاون مع صالات العرض الدولية التي تروج لأثاث المصممين الحصريين إلى جانب صالات البيع بالتجزئة.

 

ما هي النصيحة التي تقدمها للمصممين اللبنانيين الشباب لإنجاح مسيرتهم العملية؟

كل ما يمكنني مشاركته معهم هو ما تعلمته خلال حياتي المهنية وما زلت أختبره بنفسي. فأقول لكل مصمم شاب: “كن دائماً فضولياً، اطرح العديد من الأسئلة، انجز أعمالك بثقة، والأهم من ذلك، حافظ على التواصل بإيجابية مع زملائك من المصممين ومع العملاء الذين تلبي طلباتهم، ومن الضروري أيضاً أن تدرك أن التفرّد لا يكمن فقط في المنتج الذي تعمل عليه، ولكن أيضاً في نوعية الخدمة التي تقدّمها للعملاء وفي القصة التي ترويها القطعة التي تحمل توقيعك.

إعداد: ليزا أبو شقرا

مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 127

 

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة