لطالما كانت آلية هذه الساعة الصغيرة وتصميمها رموزاً تعبّر عن العمل الدقيق المرتبط بالخبرة السويسرية. ففي البداية كانت ساعات الوقواق تجسّد بساطة الحياة الريفية المثالية في جبال الألب البعيدة عن تأثيرات التقدم السلبية.
وقفت اليوم أمام ساعة الوقواق خلال فعاليات أسبوع دبي للساعات، فعدت بالذاكرة إلى هذا الإرث الثمين الذي ورثناه أبّا عن جدّ والذي يرافقني في كل الأقوات فبتت أنتظر سماع صوت العصفور الصغير الذي يخرج من كوخه للتأكيد على أن الحياة تمرّ بسرعة وبومضة عين.
قال هاري لايم، الذي لعب دوره الممثل ارسون ويلز في فيلم كارول ريد ” الرجل الثالث” بصراحة:
“عاشت إيطاليا لمدة 30 عاماً تحت حكم عائلة بورجيا وكانت البلاد تعاني من الحرب والإرهاب والقتل وسفك الدماء، إلا أنها أخرجت مايكل أنجلو وليوناردو دافنشي وعصر النهضة. أمّا سويسرا، فكانت تتمتع بالحب الأخوي و500 عام من الديمقراطية والسلام، وماذا نتج عن ذلك؟ “ساعة الوقواق”.
وبعد مرور عدة قرون، ماذا تبقى من ساعة الوقواق من عالم تحكمه قوى السوق ومجتمع يناظر فيه التصميم الفن؟
أعطى المصمم كلاوديو كولوتشي طلاب مدرسة الفنون والتصاميم العليا في جنيف تحديا لإعادة إبتكار ساعة الوقواق من منظور عصري مع الحفاظ فب الآن ذاته على الجودة الأساسية التي تميّز الساعة التقليدية والمتمثلة في سرد قصة مع الدلالة على مرور الوقت بلغناء المعتاد.
24 ساعة في حياة ساعة الوقواق السويسرية هو مشروع الفنون والتصاميم العليا في جنيف شارك فيه 18 طالباً وطالبة من برنامج الباكالوريوس والماجستير في الموضة والمجوهرات والأكسسوار والماجستير في التصميم الإعلامي والماجستير في المساحات والإتصالات، وانضم اليهم 6 أساتذة من المدرسة لوجير وماركو باراكينو وكلاوديو كونوتشي وماتالي كراسيه ونيتزان كوهن وكاميل شيرير.
وصممت مارينا خميس وشيماء عبد العظيم طالبتان في ماجستير المساحات والإتصالات، صندوق السينوغرافيا للنقل خصيصاً لهذا المشروع.