على المعصم: de Grisogono Instrumento N˚ Uno Tourbillon

منتهى الدقة

منذ أسس Fawaz Gruosi دار de Grisogono قبل عقدين من الزمن، استطاع بفضل قدراته الإبداعية الكبرى أن يحجز لنفسه مكاناً بين أهم الدور العالمية للمجوهرات. لذلك فإن الناحية التقنية للساعات الرجالية التي تنتجها هذه الدار تبدو للبعض وكأنها ليست ذات أهمية، ويمكن التغاضي عنها بكل بساطة، ولكن ذلك بلا شك خطأ فادح. وخير مثال على ذلك ساعة Instrumento N˚ Uno Tourbillon.UNO_TOURBILLON_N01 WB

هذه الساعة التي تم الكشف عنها في معرض بازل، حيث أتيحت لي الفرصة برؤيتها عن قرب وتجربتها على المعصم، أصبحت اليوم متوفرة في متاجر الدار. أما الناحية الأهم بالنسبة إلى الحركة كاليبر TB 31-00 التي تسيّرها فتكمن في التوربيون، الذي لا يمكن وصفه بالعادي كالكثير من آليات التوربيون الأخرى المتواجدة بكثرة في السوق اليوم، بل بأنه توربيون طائر مبتكر ومتطوّر، حيث ارتأت الدار أن تجعل ركيزة التوازن منحنية على زاوية 30 درجة، بينما أبقت على القفص موازياً للصفيحة الرئيسية. هذه الخاصية جعلته مختلفاً عن غيره من آليات التوربيون الطائر المنحنية الأخرى، ونذكر منها تلك التي سبق وأنتجتها Greubel Forsey، وقد جعلت فيها قفص التوربيون منحنٍ على زاوية بلغت 30 درجة، مما يعزز دوره في إلغاء تأثيرات الجاذبية على عمل الحركة. وهذه الصفة تنطبق أيضاً على ساعة
de Grisogono التي نحن بصدد الإضاءة عليها، ولكن هذا التصميم الخاص بها يمنحها بحسب الدار لمسات جمالية إضافية مميزة.

على المعصم، تبدو هذه الساعة جريئة، وهي صفة مشتركة لجميع ساعات الدار، العلبة تبدو كنسخة مطوّرة للعلبة الخاصة بساعة Instrumento 
N˚ Uno من العام 2000، ولكنها شديدة التميّز وتلعب على المزج بين الشفافية والخطوط الهندسية، بفضل زجاج الكريستال السافيري الذي يغلفها من الجهتين، والإطار المصوغ من الذهب الأبيض أو الوردي الذي يحيط به. فيبدو النموذج المصنوع من الذهب الوردي دافئ وغني، بينما تطغى على النموذج الآخر صفة العصرية والجرأة، بفضل المؤشرات الخضراء المخصصة لقراءة الوقت.UNO_TOURBILLON_N02 BB

إن غياب الميناء (حيث وُضعت الأرقام على قرص مفرّغ ومقوّس على شكل نضوة الفرس، متصل بالصفيحة الرئيسية، ولكنه يبدو وكأنه يطفو في الفراغ) يفتح المجال برؤية كامل أجزاء الحركة بزواياها المصقولة وجسورها المسوّدة بتقنية PVD. ولكن أكثر ما يلفت النظر في هذه الساعة هو مشهد التوربيون الطائر المغطى بطبقة مقببة من السافير، ذلك إلى جانب القفص المصنوع من السافير أيضاً مما يمنحه مظهراً ثلاثي الأبعاد.

هذه الحركة هي نتيجة ثلاث سنوات من الأبحاث والتطوير، حائزة على براءة اختراع، وهي انطلقت من فكرة المحافظة على جودة أداء التوربيون لدوره حتى في ساعة اليد، وإن كان تموضعها يتبدل بين الأفقي والعامودي مما قد يؤثر سلباً عليه. إذاً فإن التحدي كان في التوصل إلى حماية آلية نشر الطاقة وتوزيعها من تأثير الجاذبية مهما كانت وضعية الساعة، أو بالأحرى تجنّب أي إمكانية للتغييرات في مستوى استهلاك الحركة للطاقة، وبالتالي تعزيز دقة أدائها.

إن المقاربة التي اعتمد عليها مطوّرو الحركات الميكانيكية لدى
de Grisogono هي مستوحاة من أعمال الساعاتي الشهير Richard Daners الذي هو اليوم في عقده السابع وقد كان الساعاتي المعلم لدى Gübelin في السابق، والذي كان سباقاً في ابتكار التوربيون الثلاثي المحاور في بدايات الألفية الثالثة. ولكن ابتكار ركيزة التوازن المنحنية على زاوية 30 درجة، مع الإبقاء على القفص موازياً للصفيحة الرئيسية هي عملية معقدة، تتطلب كما ضخماً من البراعة الهندسية والحسابية لضمان الأداء الأفضل. ومن ناحية أخرى، فإن آلية نشر الطاقة وتوزيعها escapement أتت أيضاً منحنية، مما شكل ترساً مخروطي الشكل يسيّر العجلة الرابعة للآلية، والتي تقود بدورها العجلة الثانية.

IMG_20150321_135807خصائص تقنية:

الحركة: كاليبر TB 31-00 مفرّغة ميكانيكية أوتوماتيكية، تضم توربيون طائر مع ركيزة توازن منحنية، تنبض بسرعة 21,600 تردد في الساعة، تتمتع بمخزون للطاقة من 60 ساعة.

الوظائف: الساعات والدقائق

العلبة: بالذهب الأبيض أو الوردي، مغلفة بطبقة من الكريستال السافيري، مقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً، التاج مرصع بحجر من الماس الأسود.

السوار: من جلد التمساح، مع مشبك قابل للطي.

 

 

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة