جميلة، مزخرفة، معقّدة ومبهرة من الناحية التقنية. كلها صفات تنطبق على Récital 22 Grand Récital. هي الثالثة من مجموعة ساعات فلكية أطلقتها الدار خلال السنتين الماضيتين، الأولى كانت ساعة
Récital 18 Shooting Star والثانية Récital 20 Astérium، لذلك كان من الواجب أن يكون يكون الإصدار الجديد Récital 22 Grand Récital شديد التميّز.
هذه الساعات الثلاثة تقرأ الوقت بحسب المعايير الفلكية وهذا ما يميزها عن غيرها. كل منها تجمع بين العديد من التعقيدات والوظائف الفلكية في ساعة ميكانيكية واحدة، على أن تكون جميع هذه التعقيدات متناسقة ومميزة من الناحيتين التقنية والجمالية.
في ساعة Récital 22 Grand Récital نرى كواكب الشمس والأرض والقمر وقد تم وضعها بشكل يجسّد مواقعها الحقيقية بالنسبة إلى بعضها البعض. فالشمس يجسّدها التوربيون الطائر، الأرض يجسّدها مجسّم نصف كروي دوار حول نفسه، ومراحل القمر موضوعة على إطار موضوع حول الأرض، وتتم قراءتها من خلال مجسم كروي يدور حولها. والنتيجة آلة وقت مدهشة.
لإعطاء المزيد من الأهمية إلى الشمس، تم رفع قفص التوربيون قليلاً عن مستوى الميناء، وذلك باستعمال أداة رافعة غير ظاهرة، وهي إحدى الإنجازات الكثيرة التي نالت عليها الدار براءة اختراع حتى اليوم. الأذرع الخمسة التي تشكل جسور قفص التوربيون مصنوعة من التيتانيوم، ومطلية باللون الذهبي اللامع لتبدو وكأنها إشعاعات الشمس، كما أنها تقسم دورة التوربيون الطائر إلى خمس فترات زمنية تتألف كل منها من 20 ثانية.
الأرض هي عبارة عن نصف كرة مزيّنة برسم محفور وملوّن يدوياً لخريطة الكرة الأرضية، وهذا الرسم يلمع في الظلام بفضل المواد المستعملة لتلوينه. هواة الجمع الذي سيحصلون على هذه الساعة سيكون بإمكانهم اختيار الاتجاه الذي يريدونه لخريطة العالم، بشكل يجعل الموقع الذي يردونه على محور الشمس والأرض عند الظهر.
بين التوربيون ومجسم الأرض، وُضِع سهم مصنوع من التيتانيوم مهمته قراءة الساعات على المؤشر الدوار المحيط بالأرض، والذي يشير أيضاً إلى ساعات الليل والنهار.
وبما أن مدار القمر يشير إلى الوضعية الصحيحة للقمر تجاه الشمس، فإن مؤشر مراحل القمر ليس بحاجة إلى تعديل قبل 122 عاماً. المجسم الكروي للقمر، نصفه مطلي بالأسود، والنصف الآخر منحوت بطريقة تجسّد سطح القمر، وتم طلاء أجزاء منه بمادة مضيئة.
المؤشران التراجعيان لقراءة الدقائق ومخزون الطاقة تم وضعهما على جانبي مجسم الكرة الأرضية حيث اتخذا شكلاً كروياً بدورهما. توسطهما زجاج الكريستال السافيري الممغنط الذي يكشف عن أجزاء من الحركة الميكانيكية التي تنبض في داخل الساعة. قطعة أخرى من الزجاج الممغنط تم وضعها ضمن فتحة مستديرة في الجانب الأيسر للتوربيون تعرض التاريخ.
الجهة الخلفية للساعة مخصصة لعرض وظائف الروزنامة الدائمة. قرص كبير مزخرف بتأثير Côtes de Genève يحيط بفتحة التوربيون الخلفية، إضافة إلى العديد من الوظائف والمؤشرات الأخرى، فيعرض الساعات، اليوم، التاريخ، الشهر والسنة الكبيسة.
هذه الآلية الخاصة بالروزنامة الدائمة تم تصميمها خصيصاً لهذه الساعة، وهي تتضمن العديد من الإبتكارات الجديدة للدار لا سيما القرص التراجعي للتاريخ الذي يمكن قراءته من الجهتين، وهو أيضاً حائز على براءة اختراع، ويهدف تصميمه إلى اختصار المساحة االمطلوبة لهذه الوظيفة. فهو يعرض التاريخ بشكل مباشر إذا نظرت إلى الجهة الخلفية للساعة حيث تتم الإشارة إليه بواسطة السهم الأزرق عند الـ12، أما على الجهة الأمامية فهو يُقرأ من خلال الفتحة الزجاجية الممغنطة.
والجدير بالذكر أن مصممي الدار قد فكروا أيضاً بطريقة عملية بما يخص ضبط وظائف الروزنامة الدائمة الذي يتم من خلال الزر الدفعي الموضوع عند الـ12 من العلبة والذي يقوم بضبط جميع الوظائف بكبسة واحدة. مثلاً، إذا توقفت الساعة عن العمل لمدة ثمانية أيام، يكفي أن يضغط مستخدمها على الزر ثماني مرات حتى يتم ضبط كل الوظائف بما في ذلك مراحل القمر والتوربيون والوقت والروزنامة الدائمة.
الساعة تبدو سميكة عند الـ12 ورقيقة عند الـ6، وقد تم تصميمها لتمنح مستخدمها نظرة شاملة وواضحة لكامل الوظائف وللتصميم الثلاثي الأبعاد لآلة الوقت هذه، والجدير بالذكر أن هذه الصفات تتشاركها الساعات الثلاثة التي تتضمنها هذه المجموعة الثلاثية من الساعات الفلكية التي تحمل توقيع الدار.
والجدير بالذكر أن ساعة Récital 22 Grand Récital ستكون محدودة الإصدار بـ60 قطعة فقط متنوّعة من حيث المواد واللمسات الفنية النهائية.
إعداد: ساندرا ليين
مجلة عالم الساعات والمجوهرات العدد 121