تتابع دار Cartier إغناء مجموعتها Métiers d’Art التي تتميّز بكونها تحتوي على الساعات المصممة والمنفذة بطرق فنية وحرفية تلقي التحية على التقنيات التزيينية التقليدية في عالم صناعة الوقت والتي تستعين بها الدار لزخرفة موانئ هذه الساعات كما أنها في بعض الأحيان تستعملها لإضفاء التميّز على تصاميم علبها.
وهذه السنة، تقدّم كارتييه ضمن هذا الإطار نموذجين جديدين من الساعات التي تعيد إلى الواجهة أحد أبرز رموز الدار أي النمر، وقد نفّذت موانئ النموذج الأول المخصص للرجال والذي أتى بعلبة قطرها 42ملم بطريقة لم نشهد مثلها الكثير في عالم صناعة آلات الوقت، وهي تقنية التطعيم بالقش والذهب، أما النموذج المخصص للسيدات، قطر 36ملم، فقد قامت الدار بتزيين موانئه بتقنية الطلاء بالمينا بأسلوب filigree حيث قام الفنانون بجعل الطلاء يبدو وكأنه عيدان من قصب ولتحقيق ذلك استعانوا بالأسلاك الذهبية لصنع القاعدة للوحة الفنية التي يستقبلها هذا الميناء.
والجدير بالذكر هنا أن تنفيذ هذه التقنيات ليس بالأمر السهل، وذلك لأن تطويع الذهب إن كان لإدخاله إلى تقنية التطعيم أو في استخدامه كركيزة لطلاء المينا هو من التحديات التقنية التي يمكن أن يواجهها الفنانون، وتُعتبر بمثابة عمل مغامِر يقوم به حرفيو الدار نظراً إلى صعوبة تشكيل هذا المعدن الثمين وتركيزه على الموانئ وإدخاله في لعبة التطعيم وجعله متناسقاً مع القش أو المواد الأخرى التي تم استخدامها لزخرفة كل من النموذجين.
فاحتوى الميناء المطعم على 75 قطعة من القش المتنوّعة من ناحية الشكل والقياس وقد بلغ عدد الألوان فيها الـ11، إضافة إلى 65 قطعة من الذهب تختلف فيما بينها من ناحية القياس والشكل وقد تنوّعت بين الألوان الثلاثة للذهب اي الأبيض والأصفر والوردي، ومن خلال هذا التنوّع بالمواد والألوان اكتملت صورة النمر التي تبدو بخطوطها الهندسية المميزة قريبة إلى الفن التجريدي، ولكنها تبنّت أيضاً الخطوط الفنية المعاصرة التي تجعلها قريبة من قلوب جمهور اليوم من الرجال.
أما النموذج النسائي فقد تم تزيينه ايضاً بحباس الماس التي أضاءت مجسّم النمر الذي يحتل وسط الميناء غضافة إلى إطار العلبة المصنوعة من الذهب الأبيض. والجدير بالذكر أن كل من هذين النموذجين قد تم إصداره بكمية محددة بثلاثين قطعة فقط.
اعداد: ليزا ابو شقرا