Claude Meylan Petite Tortue ساعة أنثوية بامتياز

إذا أرت أن تصف الساعة النسائية المثالية، فإنها بالتأكيد سوف تتمتع بالميزات التالية: التصميم المميز والمثير للاهتمام، جودة ميكانيكية عالية المستوى، وسعر ممتاز (ونعني بذلك القيمة المادية، وليس فقط السعر المنخفض)، بالإضافة إلى جرعة من الذوق والمرح. في المستقبل القريب، سوف نرى الكثير من آلات الوقت التي ستتحلى بهذه الخصائص، ولكنها اليوم ما زالت نادرة الوجود.

مع أن العديد من الدور العريقة مثل Breguet وVan Cleef & Arpels وChanel قد قامت بعمل رائع في هذا المجال، وخصّت جمهورها الأنثوي بساعات راقية غنية بالتعقيدات، ولكن إذا أردنا الحصول على ساعة أنثوية غنية بالميزات التقنية وسعر مقبول، فإن الخيارات هي محدودة جداً بكل أسف.

من هنا أقول أن الشهر الذي أمصيته مع ساعة Petite Tortue من دار Claude Meylan على معصمي كان ممتعاً ويحمل مفاجأة. والمفاجأة لسببين: السبب الأول هو أن الميناء المزيّن بالأزهار بدا لي شديد الأنوثة مقارنة مع الساعات التي أضعها عادة على معصمي، ولكنه كان يتماشى بشكل جميل مع أي نوع من الأزياء التي ارتديتها خلال هذه الفترة. والسبب الثاني هو أن هذه الساعة جذبت الكثير من الأشخاص الذين التقيتهم والذين أرادوا أن يعرفوا أكثر عنها، وليس فقط إسم الساعة والدار المنتجة لها.

إنها من دون شك ساعة ملفتة للنظر. أولاً بسبب حجمها وقياساتها التي تمنحها حضوراً واضحاً وقوياً على المعصم، كما أن شكلها Tortue ليس شائعاً جداً في مهنة صناعة الساعات الحديثة، (ويجب أن نحدد أن شكل هذه العلبة يختلف عن العلب البرميلية أو tonneau).

 

العلبة

كون هذه الساعة لا يتعدى قطرها 31ملم، فإنها في العادة الحجم الذي لا أتوق إلى ارتدائه، ولكن المساحة الواسعة التي تغطيها طبقة الكريستال السافيري، الإطار المائل وسماكة العلبة التي تبلغ 11ملم، كل هذه الصفات جعلتها تبدو أكبر من الواقع. في العادة، لا تُعتبَر سماكة 11ملم مناسبة للساعات الأنثوية، ولكنها بدت مثالية في هذه الحالة بالنسبة إلى أبعاد الساعة من، وخلقت تبايناً مثيراً للانتباه مع الديكور الناعم والرقيق للميناء.

كما أن السوار الأبيض يضيف انتعاشاً إلى الساعة ويبدو متناسقاً مع العلبة المصنوعة من الفولاذ المصقول، ومن المعروف أن الساعة البيضاء اللون تجذب الأنظار بشكل كبير. السوار متوفّر بعدد من الألوان الأخرى ومن بينها الأزرق الرائع، ولكن بالنسبة لي، وجدت أن السوار الأبيض من شأنه أن يتناسب مع جميع الألوان التي ارتديتها خلال شهر. كما أن هذا السوار وبعد شهر من الإستعمال اليومي، ومع أنه أبيض اللون، فإنه لم يتّسخ كثيراً، وكان تنظيفه سهلاً جداً بواسطة الفرك الخفيف واللطيف بواسطة قطعة من القماش المبلول مع قطرة صغيرة من الصابون.

 

الميناء

هنا يبدأ المرح الحقيقي. فالميناء يبدو وكأنه مستخرج من قطعة قماش، والأزهار الزرقاء قد نُفِّذت بتقنية الطباعة المائية water transfer printing التي تعمل على إظهار التفاصيل الأدق. بالنسبة لي، النقطة الضعيفة الوحيدة في هذا الميناء النسائي الرائع هو عدم وجود تباين واضح بين العقارب الفضية والخلفية البيضاء للميناء، لذلك فإن قراءة الميناء من الممكن أن تكون لا تكون سهلة تماماً.

ومن ميزات هذا الميناء الأنيق أيضاً، أنه قد تم تفريغه على خط قطري مائل، ما يسمح لك برؤية الميزان وآلية نشر الطاقة وتوزيعها، وأن تستمتع بمشاهدة الحركة المستمرة للعجلات. أما الدوار المصغّر فهو يظهر أيضاً للعيان في القسم السفلي المفرّغ من العلبة حيث يتأرجح بحرية تامة. وقد تم تركيز الدوار في وضعية مقلوبة، تجعله متناسق للميناء ومكمّل له. هي مهمة شاقة للفريق التقني في الدار، ولكن تم تطبيقها لأسباب جمالية بحتة، أي لتزويد الميناء بالمزيد من التزيين.

 

الحركة

لقد جعلت دار Claude Meylan التفريغ إحدى تقنياتها المميزة، وعندما تدير الساعة وتنظر إلى جهتها الخلفية، سوف ترى جمال التفاصيل وتلاحظ البراعة العالية المستوى. الصفيحة الرئيسي تم تحويلها إلى مساحة فنية تزيّنها الدوائر والخطوط المنحنية التي يربط بينها قوس مقلوب، وكل ذلك بتناسق جميل مختلف عن الأسلوب اللامتناسق الذي يتبعه تصميم الميناء. ومع أن أجزاء الحركة منتشرة في كل نواحي العلبة، إلا أنها تبدو غير مكتظّة، رشيقة الخطوط وأنثوية إلى أبعد الحدود.

هذه الحركة هي Calibre 7.75CM17 ولكن الدار بفضل صدقها، لا تعتزم أن هذه الحركة هي من صنع مشاغلها، بل أن سياستها تعتمد على الإعلان بفخر عن المصادر التي تتعامل معها. فالدار تختار الحركات السويسرية الأكثر جودة ومتانة، وتعمل على تعديلها بالكثير من الإبداع، فتقوم بتفريغها، تزيينها، وفي بعض الحالات إعادة هندسة بعض أجزائها بأسلوب يجعلها جديدة، لا تشبه القاعدة الأصلية التي انطلقت منها الدار.

والحركة الخاصة بهذه الساعة بدأت كحركة مستديرة الشكل ETA 2671، حوّلها فنانو الدار إلى شكل السلحفاة، كما عملوا على تفريغ الصفائح، وإعادة هندسة الدوار المصغّر. وكل ما تبقّى من الحركة الأصلية هو الأداء الدقيق ومخزون الطاقة المؤلف من 42 ساعة.

واستعمال حركات ETA، هو أحد الأسرار التي تجعل من ساعات Claude Meylan ذات سعر معقول، فهذه الساعة هي من فئة آلات الوقت التي لا يصل سعرها إلى 5000 دولار أميركي. (مع أن هناك الكثير من الساعات التي تنتجها دور أخرى باستعمال نفس النوع من الحركات، ولكن أسعارها أغلى بكثير).

من ناحية أخرى، فإن إنجاز أعمال القطع والتفريغ بواسطة الآلات وليس يدوياً هو من العوامل التي تساهم في جعل الساعة أقل كلفة. مع أن هذه الساعة لا يمكن تصنيفها بأنها من فئة الساعات الأعلى مستوى من الجودة من ناحية التزيين الفني، التي يمكن مراقبة تفاصيلها الدقيقة الخالية من العيوب من خلال المكبِّر (ويتم تسعيرها على هذا الأساس)، إلا أنها تمنح حاملتها نفس النوع من المتعة من خلال القدرة على مراقبة قلب الساعة وسير عمل أجزائها.

وأختم من حيث بدأت: هذه الساعة مع أسلوبها الأنثوي الخالص، وسحرها الفاتن، وجودتها التقنية، أسلوبها المميز وقيمتها المادية، تستوفي كل شروط الساعة النسائية الممتازة.  

 

خصائص تقنية:

 

الحركة: مفرّغة أوتوماتيكية، مزوّدة بدوار مصغّر مقلوب، ومخزون للطاقة من 42 ساعة.

العلبة: من الفولاذ بشكل السلحفاة، قطرها 31ملم وسماكتها 11ملم، مغطاة بالكريستال السافيري من الجهتين ومقاومة لضغط الماء حتى عمق 30 متراً.

الميناء: مفرّغ ومزيّن بتقنية الطباعة المائية.

السوار: من الساتان مع مشبك من الفولاذ.

 

إعداد: ساندرا ليين                    

مجلة عالم الساعات والمجوهرات  العدد 124    

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة