بصلابة توازي صلابة الماس، ها هو أحد مركبات الـCermet يظهر مجدداً في أحدث إصدارات دار Richard Mille وهي ساعة RM 11-05 Automatic Winding Flyback Chronograph GMT التي تجمع بين أعلى المستويات التقنية في صناعة الساعات الراقية، كون الدار تخوض من خلالها مرة أخرى مجال استخدام المواد النادرة والشديدة التميّز في ابتكار قارئات الوقت وتجمع إلى ذلك التعقيدات والروعة في عرض الوظائف على الميناء، كما أنها وفي الوقت عينه تحافظ على التصميم الأساسي لساعات الدار والذي يجعلك تعرفها بمجرد لمحة بصر.
من المعروف أن ابتكار المواد الخفيفة الوزن والشديدة الصلابة والمقاومة للكدمات والعوامل الخارجية هو من الأهداف الرئيسية التي تسعى إليها دار Richard Mille، فقد سبق لها واستخدمت العديد من المواد ضمن هذا الإطار مثل الكاربون والمعادن الخفيفة والسيراميك وحتى الألومينيوم والكوارتز، كلها مواد استهوت Richard Mille ووضعت هذه الساعات على معاصم الكثير من الأبطال الرياضيين حول العالم، إن على حلبات سباق السيارات الرياضية أو في ملاعب التنس.
وفي الواقع يمكن أن نقول أن طريقة عمل الدار تشبه الطريقة التي تتبعها شركات صناعة السيارات الرياضية، كونها تسعى دائماً إلى التطوير وإيجاد الحلول لكل المسائل المعقدة في مجالها، كما أن جمهورها المتحمّس ينتظر بفارغ الصبر الجديد الذي تحمله ساعات ريتشارد ميل الجديدة في كل مرة، وهذا يشكل حافزاً إضافياً للإبداع بالنسبة إلى الدار. فما يميّز الساعة الجديدة..؟
لقد ذكرنا آنفاً أنها تحتوي على مركب الـcermet وهذا النوع من المواد ليس بالجديد على قطاع الساعات فهو عبارة عن مزيج يجمع بين السيراميك ونوع معين من المعادن. وساعة ريتشارد ميل الجديدة أتت بعلبة مصنوعة من مادة grey cermet الرمادية اللون، وهي عبارة عن مزيج من السيراميك العالي الجودة مع مادة zirconium matrix، وقد تأتى عن ذلك مزيج تبلغ صلابته ستة أضعاف صلابة الفولاذ المقوّى والمدعّم، و12 ضعفاً لصلابة الذهب عيار 18 قيراطاً، وقد تم تطوير هذه المادة بالتعاون مع شركة IMI Group البريطانية المتخصصة.
ومع أن عملية دمج هاتين المادتين وضغطهما وتعريضهما للحرارة هي عملية صعبة، إلا أن التحدي الأكبر هو في جعل المظهر النهائي للمزيج متداخل ومنسجم مع نفسه وموحّد، والجدير بالذكر أن هذه المادة تدخل في صناعة الطائرات الحربية والأسلحة الجوية نظراً إلى جودتها العالية. العلبة مقاومة لضغط الماء حتى عمق 50 متراً وأبعادها هي كالتالي: الطول بين الوصلات 50ملم، العرض 42,7ملم، السماكة 16,15ملم، وقد تم وصل الأجزاء المختلفة للعلبة بواسطة البراغي المصنوعة من التيتانيوم grade 5، وقد ترافقت مع الحزام المطاطي المدمج باللون الأزرق الفاتح الذي، وإلى جانب الشكل المقوّس للساعة، يمنح حاملها إحساساً بالراحة التامة اثناء ارتدائها.
وهذه الساعة المحدودة الإصدار بـ140 قطعة فقط، قد أتت بميناء مفرّغ يكشف عن أجزاء الحركة الأوتوماتيكية كاليبر RMAC3 التي تسيّرها، وهي تعمل على وتيرة 4Hz وتتمتع بمخزون للطاقة يصل إلى 55 ساعة إذا لم يتم تشغيل الكرونوغراف، وهي تمنح قراءة الوقت والتوقيت العالمي ووظائف الكرونوغراف والتاريخ وأشهر السنة، كل ذلك عل الميناء المنظّم الذي يبهر الناظر إليه بمظهره الجذاب.
اعداد: ليزا ابو شقرا