Karma J Mirrors إنعكاس فني لأعماق النفس وخباياها

فنانة تعكس من خلال مراياها، جمال الوجه وفرادة التصاميم، وفلسفة جمالية خاصة جداً. هي Johanna Jonsson Abchee، مؤسِّسة Karma J Mirrors، والمبدعة في عالم التصميم الفني للمرايا.

تجمع Johanna بين حضارات ثلاثة، فهي من والد سويدي ووالدة عراقية، أما زوجها فهو لبناني، دقيقة هي، تهتم بالتفاصيل الأنيقة، عملية وعاشقة للجمال… ما زالت تحمل في خبايا نفسها ذكريات طفولتها التي عاشتها متنقّلة بين ستوكهولم، المملكة العربية السعودية، اليونان، لاوس وإسبانيا، وها هي اليوم تقيم في بيروت مع زوجها وأولادها الثلاثة، وهي تتقن دورها كزوجة وأم من ناحية، وكمصممة خلاقة مبدعة من ناحية أخرى.

برأيها: “المرآة هي قناة التواصل المباشر مع نفسك، ممكن أن تكون سطحية أو عميقة في الوقت عينه، تمنحك الفرصة للنظر إلى القشور أي الملامح الخارجية، أو الدخول إلى أعماق نفسك والنظر إلى تفاصيلها”. في العام 2009 أطلقت Johanna أعمالها تحت عنوان Karma J، وسرعان ما بدأت مراياها الفنية الجميلة تلفت الأنظار وتثير الإعجاب، وفي العام 2014 كانت مشاركتها الأولى في أسبوع التصاميم في بيروت Beirut Design Week، لتُتبع ذلك بمعارض خاصة في لبنان والخارج. عن التسمية تخبرنا: “في اللغة السويدية، كلمة Karma تعني الإطار، وبالنسبة إلى الثقافة الشرقية، فإن هذه العبارة تعني أن الخير الذي يفعله الإنسان سوف ينعكس عليه. من هنا فإن تسمية Karma بالنسبة لي تعني رؤية ما يكمن في داخل النفس. فالنظر في المرآة في بعض الأحيان يمكنه أن يعيد الإنسان إلى واقعه وأن يذكره بهويته ويساعده في التواصل مع نفسه بشكل أعمق”. وتضيف شارحة: “إن الكارما تبدأ من الذات، فعندما يكون الإنسان إيجابياً ويقوم بالأفعال الجيدة لنفسه فإن ذلك سينعكس إيجاباً عليه، وهذا ينطبق أيضاً على علاقاته بمحيطه”.

هل من علاقة بين مرور الزمن والصورة التي نراها لأنفسنا في المرآة..؟ تجيب: “إن النظر في المرآة يسمح لك برؤية نفسك من الخارج ومن الداخل في أي مرحلة من مراحل العمر. فالأمر لا يقف عند الملامح الجميلة أو البشرة النقية أو التجاعيد التي بدأت تظهر، فكل هذا هو نتيجة التقدّم الطبيعي في السن، ولكن المسألة الأهم هي قدرتك على رؤية القوة التي تنبع من داخلك، والحكمة التي تكتسبينها عبر الزمن، ورجوعك إلى أعماق نفسك لاكتشاف ما يختبئ هناك”.

تقول جوانّا أنها ورثت الحس الفني عن عائلتها، فالعديد من أفراد عائلة والدتها فنانون، مما جعلها تمضي طفولتها ما بين الأشخاص من بينهم الذين يتقنون النحت والرسم والموسيقى، وذلك كان دوماً يشجعها على التوجّه صوب الفن، وقد ألهمها من دون أن تشعر. وعندما قرّرت أن تعبّر عن قدراتها الفنية، إختارت أن يكون ذلك من خلال تصميم المرايا، مع كل ما تحمله هذه القطع من تميّز ورموز خاصة.

عاشقة لمدينة بيروت هي، تحب الناحية الفوضوية منها لأنها تلهمها كثيراً، ولا تزعجها زحمة المدينة وقيادة السيارة على الطرقات المزدحمة، فهذا الوقت بالنسبة إليها ثمين: “أحلم كثيراً خلال تنقلاتي على الطرقات في زحمة السير. أستخدم هذا الوقت للتفكير في التصاميم الجديدة، لوضع الخطوط الأولية للتصاميم في مخيّلتي، لذلك وعلى خلاف معصم الناس في بيروت، لا يزعجني هذا الموضوع بتاتاً”. من الأشياء التي تحبّها في عملها، الابتعاد عن الروتين. فهي تعمل كل يوم مع أشخاص جدد، تتنقّل بين الحرفيين الذي ينفذون لها أفكارها، وتلتقي مع الزبائن ومع الأشخاص الذين تتشارك معهم الأعمال، من مهندسين ومصممين ومنظّمي المعارض وغيرهم. والتنوّع في أعمالها يمتد أيضاً إلى المواد المستعملة، الخطوط الجديدة، الأشكال التي تعطيها للمرايا والألوان التي تستخدمها. “أنا أستعمل المعادن بشكل خاص في تصميم الأطر لأنني أعتبر أنها تتماشى مع معظم ديكورات المنازل، وأنها تحتفظ على بساطتها بالرغم من التأثير الجمالي المهم الذي تمنحه إلى الغرفة التي تتواجد فيها”. وعن رؤيتها الخاصة للتصميم الجميل تشرح: “أسعى إلى أن تكون القطع التي تحمل توقيعي عملية، أي أن تكون مفيدة واستعمالها لا يحمل التعقيدات إن من ناحية التركيب أو الوزن الثقيل أو المساحة المخصصة لاستقبالها. ولكن البساطة لا تلغي الجمال، فأنا أسعى إلى أن تتماشى قطعي مع توجهات الموضة العالمية التي تشكّل أحد أهم مصادر الإلهام بالنسبة لي، وأن تكون فريدة، لا مثيل لها”.

بفرادتها هذه وأفكارها الخلاقة، استطاعت Johanna أن تحصل على إحدى جوائز A’ Design Award عن فئة المفروشات والقطع التزيينية للمنازل Furniture, Decorative Items and Homeware Design Category للعام 2015 عن مرآة The Rebel، كما وعرضت أعمالها ضمن معارض خاصة بها، نذكر منها Journey in Self Reflection في غاليري Art on 56th في منطقة الجميزة في بيروت، وكان ذلك في العام 2017، وفي صيف العام 2018 عرضت جوانّا أعمالها ضمن معرض خاص بها في إقليم St. Jean Cap Ferrat الفرنسي. وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنه وفي العام 2016، اختيرت أعمالها لتُعرض في La Serre في دبي لمدة ستة أشهر كاملة.

“عندما أنهي تصميماً جديداً أشعر بالفرح، والسعادة الكبرى تكون عندما أرى القطعة الأولى جاهزة بعد التنفيذ، خاصة وأنني أصر على تنفيذ التصاميم بأسرع وقت، ويساعدني في ذلك الحرفيون الذين أتعامل معهم، لأنني لست من النوع الصبور عندما يتعلق الأمر بمتابعة المراحل المختلفة لتنفيذ تصاميمي وصولاً إلى النتيجة النهائية”. تقول جوانّا بحماس شديد، وعندما سألناها عن طموحها ومشاريعها وعن رؤيتها للمستقبل، أجابت بأنها سوف تستمر بتحصيل المعرفة والخبرات واكتشاف ذاتها والناس من حولها: “فالمعرفة هي لامحدودة تماماً مثل الكون الواسع الذي لا يعرف حدوداً، وكذلك فإن فهم الذات والأشخاص الآخرين هو بمثابة رحلة أبدية لا نهاية لها”.

 

إعداد: ليزا أبو شقرا             

مجلة عالم الساعات والمجوهرات- عدد يناير/ مارس 2019  

كلمات مفتاحية

مقالات ذات صلة